التحصين ضد داء شلل الاطفال.. يمنع تهديدات محتملة

إعدادزكي الذبحاني


إعداد/زكي الذبحاني –
مجرد قطرات ويالها من قطرات! فهي للقاح الواقي من مرض شلل الأطفال.. تنساب من أياد حانية فتلامس شفاة وأفواه الأطفال لترسم إبتسامة لا يمحيها النسيان.
هو مشهد يفهم تجلياته ومعانيه من عرف حقيقة مرض شلل الأطفال الوخيم استلهمته نفسي فأستقر في قاع الوجدان.
غير أني أجد نفسي حائرا من أين أبدأ لأوضح المشاق والصعاب التي تعتري من يحملون على عاتقهم مسئولية تحصين الأطفال من منزل إلى منزل خلال الحملات.
وها نحن مجددا نستشرف حملة تحصين وطنية جديدة في سائر أنحاء الجمهورية ضد شلل الأطفال مدتها ثلاثة أيام في الفترة من «11-13 يونيو 2012م» وتستهدف كالعادة – الأطفال دون سن الخامسة.
وبكل تأكيد معني بها وبضرورة التجاوب معها عبر تحصين جميع الأطفال دون سن الخامسة بلا استثناء كل أب وأم وكل مواطن توكل إليه مسئولية رعاية الأطفال أو العناية بهم من أقاربهم أو من ذوي الأرحام في يمننا الحبيب وذلك صونا لهم من داء الشلل وتبعات الإصابة وآثارها الوخيمة.
إن ما يمكن أن تواجهه بعض فرق التطعيم خلال الحملة في الميدان من صعوبات شتى كصعوبة التنقل في المسالك والطرق الجبلية شديدة الانحدار والأودية الوعرة والقفار الواسعة أو في الظروف المناخية السيئة وما إلى ذلك من عراقيل هي في مجملها تعترض أو تعيق – أحيانا – خط سير عملها لكنها لا تألو جاهدة عن قهر كل هذه الظروف والمعوقات وبذل كل ما في وسعها لأداء المهام المناط بها على أكمل وجه وفق خطة وبرنامج عملها اليومي في الحملة.
وأسوأ ما تواجهه الفرق من صعوبات وعراقيل تعيق – مع الأسف- ما يبديه بعض الأهالي من مخاوف من اللقاح فبتخوفهم هذا يضطرون إلى إخفاء أطفالهم والتنكر بالقول: ليس لدينا أطفال».
عدا من تعرض الكثير من عاملي وعاملات التحصين في الميدان لبعض المضايقات الكلامية بما ينم عن استهتار من يطلقون العبارات الفارغة التي هي في الأساس مذمة لمن يتلفظ بها مردودة عليه.
وأما المماطلة والتهرب فلها ضروب وأشكال وحدث ولا حرج فارضة صعوبات كثيرة تعرقل كثيرا وصول فريق التطعيم إلى مبتغاها خلال تنقلها من منزل إلى منزل فليس غريبا أن نسمع من لا يحترم الوقت وكأنما لا قيمة له على الاطلاق فيظل يراوغ ويماطل ويعبر عن ذلك بالقول:«ليس الآن عودوا غدا أو بعد ساعة أو ساعتين» مما يسبب بعض الإرباك لفريق التطعيم ويؤخرهم عن تأدية عملهم – كما ينبغي وبدلا من أن يسير في مسار معين- لكسب الوقت وإتمام مهمته يضطر كثيرا إلى التأخر أو إلى تعديل خط سيره.
وإني لأؤكد لجميع المواطنين ممن تدور في أذهانهم بعض الأسئلة عن اللقاحات بأنها سليمة جدا ليس لها تأثيرات جانبية أو مضاعفات أو أي ضرر.. هذا بشكل عام وليس فقط بالنسبة للقاح شلل الأطفال إذ تصل جميع اللقاحات إلى البرنامج الوطني للتحصين الموسع من خارج البلاد وهي محفوظة جيدا بعناية فائقة في ثلاجات مخصصة لتبريد اللقاحت تحت درجة حرارة مناسبة وثابتة وإذا ما وصلت إلى مطار صنعاء فهناك ثلاجات خاصة لحفظ اللقاحات وهناك من يتولون القيام بهذا الجانب.
أما الشاحنات التي تنقل اللقاحات فهي مخصصة لهذا الأمر محملة بثلاجات خاصة ليتم بواسطتها نقل اللقاحات مباشرة إلى الثلاجات المركزية الموجودة في مخازن التحصين الموسع. ومن ثم يتم نقلها إلى المحافظات عبر شاحنات وسيارات مزودة بثلاجات كبيرة أيضا مخصصة لنقل اللقاحات.
وأريد أن أطمئن الجميع بأن لكل لقاح مؤشر للون وهو فاتح اللون بشكل اعتيادي وأن تحوله إلى اللون الداكن دليل على تلف اللقاح وأنه غير صالح للاستخدام كقطرة ماء لا تنفع ولا تضر.
كما لا نسلم أية لقاحات ليتم استخدامها إلا بعد خضوعها للفحص الدقيق والتأكد من جميع العينات الواصلة للبلاد بأنها سليمة ومضمونة وقطعا لا يمكن أن يتأثر أو يفسد جزءا منها فالعملية لا تسير جزافا.
وإننا نعول على خطباء المساجد وعلى مدراء المدارس والمدرسين وعلى المجالس المحلية والمشائخ والأعيان في جميع محافظات الجمهورية بأن يسهموا بفاعلية في توعية الناس بأهمية التحصين ومد يد العون لمن يحصنوا أطفالهم وأن يذللوا الصعوبات التي تواجههم.
بالإضافة إلى إقناع المعارضين للتطعيم ومن ينصبون العداء له بالعدول عن التصرفات اللامسئولة وعن مواقفهم الخاطئة وأن يدعموا الحملة الوطنية ضد شلل الأطفال التي نحن بصددها في الفترة من «11-31 يونيو 2102م» والتي تستهدف بلا استثناء كافة الأطفال دون سن الخامسة في سائر محافظات الجمهورية.
وليس لأحد الحق في منع فلذات الأكباد المستهدفين من التطعيم بحجة حصولهم على الكثير من جرعات اللقاح مسبقا أو لكونهم حديثي الولادة أو بسبب الإنقياد وراء الشائعات المغرضة ولا حق لهم أيضا في حرمان أطفالهم دون العام من التحصين بكامل جرعات التطعي

قد يعجبك ايضا