مشاهد يومية..الأستاذ عبدالكريم 

عبدالرحمن بجاش



عبدالرحمن بجاش

 

عبدالرحمن بجاش

{ ها هو علم آخر من أعلام هذه البلاد وهذه المدينة العزيزة على القلب صنعاء يودعنا بهدوء بل وبهدوء مبالغ فيه هدوء هو جزء من منظومة سلوك الرجال المحترمين الذين يمرضون فلا يتحدثون يجوعون فيغلقون أبواب منازلهم على بطونهم يكون أهون عليهم أن يموتوا ولا يمدون يدا لأحد ولا يقفون أمام أي باب بمختلف أشكال وألوان الأبواب.

عبدالكريم الخميسي أحد أولئك الرجال المحترمين الذين منهم كثير قضوا نحبهم ومنهم منú لا يزال على عهده محترما كبيرا في تعامله مع سفاسف الأمور غزيرا حين يحب الوطن كثيف الغزارة حين يتعلق الأمر بكرامة أو رجولة.

بالنسبة لي على الأقل لا يصح أن أقول إن الأستاذ عبدالكريم الخميسي صاحب الأشواق الذي ذهب وبقيت هي في عقولنا تمهد للغد المنشود الذي طالما بشر به ونتمناه بقدر أحلامنا.

لا يصح أن أقول كان زميلا عزيزا بل لا يجوز ذلك فأقدار الناس محفوظة ذلك ما يفترض أن يكون.

تفرض علي علاقتي بالأستاذ عبدالكريم الخميسي – رحمه الله – أن أقول : كان أبا سيندهش البعض وستذهب بالبعض الظنون لكنني سأبدد الدهشة وأزيل الظن فالأستاذ لم يعمل معنا على صعيد المهنة وإن كان قد حط رحاله لفترة في صحيفة «الوحدة» لكنه بالتأكيد ظل قلما لا يشق له غبار ولفترات يطيل فيها ثم ينقطع ليعود متجددا ولا يحبس نفسه في صومعته بل ينظر إلى الآخرين لذلك تراه يشجع الأقلام التي لا تزال تحبو ومنها أنا – وبكل تواضع – إذ أننا نتعلم كل يوم وممن سبقونا فيكفي على سبيل المثال أن أنهل أسبوعيا من نهر الدكتور المقالح حيث تصل يومياته إلى يدي قبل الجميع وبها أستمتع وأغرف قبل الكل هل هناك شرف أكبر من هذا¿ ولا أذيع سرا أن الدكتور حرمني من أظرفه التي كان يرسل بها اليوميات فقد صار يرسلها مطبوعة ولعلمكم فمكتبتي تحتوي ضمن ما تحتويه على أعداد كبيرة من الأظرف التي يوجد على ظهرها أسبوعيا إرسال اليوميات.

ولعل الدكتور يدرك ويعرف ويعلم أكثر منا عن الخميسي الشاعر والأديب الكثير فهو لم يكن كاتبا صحفيا – فقط – بل إن له قصائده ومقطوعاته ونثرياته وهو من بيت إبداع فالفنان محمد الخميسي المبدع في مجاله هو الآخر غنى للجمال وللمحبوبة ولصنعاء لم أجد أحدا غنى لجمالها مثلما غنى الخميسي محمد «كيف الخبر يا قمر».

حين أقول كان الرجل أبا فهو كان كذلك في نادي شعب صنعاء الذي أتى إليه من نادي فلسطين الذي دمج بالشعب وخلال سنوات ذقنا مع فارق السن وقارا لصالحه وفائدة لصالحي ذقنا حلاوة الانتصارات وما أحلاها حلاوة النصر حين ترى فريقك وقد اعتلى سدة الفوز فما بالك إذا كان الفائز فرسان الشعب الذين كانوا… وفي الجانب الآخر هناك الدكتور عبدالله الخميسي مبدع آخر في مجاله.

رحم الله الأستاذ الخميسي كلما قرأ عمودا لي لا يتردد لا تتملكه أنانية أو غيرة الخبازات بل تراه يمسك تليفونه ويتصل : «مزيدا يا أستاذ» فأخجل أنا لا أسمح لنفسي بالتطاول مهما كان الأمر والعين لا تعلو على الكبار وهم كثر في هذه البلاد وأطال الله في عمر منú تعلمنا منهم أول الدروس في كيفية أن نكبر على أنفسنا.

لن أقول مثل كل مرة : اعملوا وافعلوا للأستاذ عبدالكريم فكلما قلنا ذلك زاد التجاهل لآخرين وكأننا نجرم حين نشير لöمنú يستحقون.

رحم الله الأستاذ عبدالكريم والعزاء للقلم والكلمة وعبدالواحد ومعاذ ولنادي شعب صنعاء ولصنعاء التي أحبها وأحببناها معا.

قد يعجبك ايضا