سكارى بالحكمة
رماح هادي الجبري
رماح هادي الجبري –
يبدو ان فيصل القاسم مقدم اشهر برنامج تلفزيوني على شاشة الجزيرة لم يزر اليمن ولم يقرأ عن اليمن ليتعرف على حضارة وأصالة وعراقة الشعب اليمني ويبدو ان الرجل لم يعرف عن اليمنيين سوى تناول بعضهم لشجرة القات ليجعل لسانه يتطاول عليهم في حلقة الأسبوع الماضي ويصفهم أمام اكثر من مائة مليون من مشاهدي الجزيرة بأنهم سكارى اربعا وعشرين ساعة.
ويبدو ان كلام فيصل القاسم عن اليمنيين انطبق على ضيوفه الذين عاشوا لحظة السكر عندما تطاول على اليمنيين ولم تكن لهم أي ردة فعل وافتضحوا امام المشاهدين انهم ليسوا الامدافعين عن فئات وأسر وطوائف فقد كان ياسر اليماني في حلقة سابقة في نفس البرنامج يثور ويقاطع ويرفض ان يسكت لأن الضيف الآخر (كان حينها وسيم القرشي)نعت الرئيس السابق باللص بينما يقال عن شعب عظيم بأنه سكران يسكت ياسر اليماني ويوافقه الرأي ربما لأنه دائما يعيش اللحظة في حين أن ينتفض االضيف الآخر في حلقة الأسبوع الماضي علي البخيتي على السعودية ويرفض ان يقاطعه أحد اثناء سبه وشتمه للسعودية وينتفض ويقاطع مدافعا عن انصار الله كما أسماهم في صعدة ويقول أنهم أصحاب حق ويسكت ويتبرأ من الشعب اليمني بحجة انهم لم يذوق القات أبدا ويسكت عن شتم اليمانيين بأنهم سكارى ونستطيع القول ان الشعب اليمني نبذ السكر ولم يبق سكارى الا البخيتي واليماني.
لقد نسي وبالأصح تناسى الإعلامي فيصل القاسم ان اليمن بلد الإيمان والحكمة والحضارة والتاريخ العريق إن اليمانيين بأخلاقهم واماناتهم كانوا السباقين في نشر الإسلام في بلاد السند والهند وغيرها من البلدان وان اليمن مهد حضارة البشرية كما ان اليمن بلد العون والمدد كما وصفها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
وفي الأسبوع الماضي وفي سياق متصل بالموضوع في كلية الاعلام بجامعة صنعاء لاحظت احد الطلاب بصحبة صحفية بولندية كانت تنسق لعمل مادة صحفية حول اوضاع الطالب اليمني الجامعي وما فاجأني انها اخرجت من حقيبتها (علاقية قات ) ليس لأنها مولعية للقات ولكن لتنقل صوره مشوهة عن الطالب اليمني وهو يأكل القات اثناء امتحانه وأثناء دراسته ومع اصدقائه داخل حوش الكلية وان حياة الطالب اليمني الجامعي لاتحتلف عن حياة المقوت في سوق القات وللأسف وجدت من الطلاب من يساعدها على ذلك ممن فقدواافتخارهم بانتمائهم لليمن.
ولذلك نجد الكثيرين من ابناء الشعب اليمني فقدوا عزتهم وافتخارهم بانتمائهم لهذا الشعب الأصيل وعندما تطرح عليهم واجبهم تجاه من يحاول تشويه صورة اليمن يعيشون اللحظة التي عاشها علي البخيتي وياسر اليماني وهم بذلك لا يعملون من اجل مصلحة اليمن بقدر ما يشوهونها وينقلون صوره سيئة وتجد ردهم انو اذا كانت هذه الصفات التي يقولها الآخرون عنا هي صفات حقيقية فينا فلم ننكرها ونحن نقول اذا كان في عيوب فإني اكره أن يعرفها الآخرون ويجب أن أعمل على التخلص منها دون أن اظهرها للآخرين وذلك لما يترتب عليها من آثار مستقبلية وأن السلبيات والايجابيات في كل البلدان وايجابيات اليمن تطغى على سلبياته كما نرفض نقل السلبيات وتجريد اليمن من كل الايجابيات .
ليس ما حدث من توافق بين اليمنيين بالشيئ الهين وانما هو امر يحسب للحكمة اليمانية التي تمتع بها القادة السياسيين من جميع الأطراف وبالحكمة اليمنية سلمت الأرواح وعاد الأمن والأمان وتالفت القلوب وعمل الجميع بروح الفريق الواحد لإنقاذاليمن والخروج من مستنقع الأزمة التي حلت به.