لا أجد ما أرى
والإطلالة على ما يضيف إلى الذاكرة.
لا أجد موضعا لأسلاف الحقائق, وأصالة منابت اليقين, وأرومة إشراقة الانتماء الأصيل.
لا أجد ما يغري على السير نحو الصميم, ومد يدي الندى إلى الآتي الكسيح.
لا أجد ما يدعو الصمت إلى التبرج والرقص أمام ناي الإرادة المستوردة من الصدى العابر إلى متاهات الأزمنة. لا أجد مايشبه الضمير.
< لا أجد ما يشبه الألفة, التي تنهض كل صباح من ضجعة الأنانية, مستعيدة صباها وبثغر باسم تقدم قهوة البن إلى الأوردة المعتركة مع أرق الكلمات, ونعاسها المتشرد في ليل القذائف المبحوحة بصفير أحقادها المتواصلة.
لا أجد ما يجعل الفجر نقيا من أدران القادمين من مواخير التفاهة المتراكمة.
لا أجد ما يجعل الفجر وجها جديدا, وبريء الذمة من المتاجرة بأحلام البسطاء والآهات المسفوحة على قارعة المجاعة والشعارات السقيمة والأكاذيب المطورة, والخطى المسيرة نحو المحرقة.
لا أجد ما يجعل البسمة تنثر ظلالها, والبهجة تطلق عصافيرها, والقبلة ترفرف نحو مبتغاها.
لا أجد ما يجعل التاريخ يجلس مسترخيا على ثقته المطلقة بحصاد وفير,وموسم غزير بالغنائم الحضارية.
< لا أجد ما أرى..
لا أجد غير وهم عريض يترنح بين العيون, ويتعكز على جروح طرية, ويتشدق بكلمات ليست كالكلمات, وبأسماء مستعارة لأناس من دخان.
< لا أجد ما أرى..
لا أجد سوى سراب أنيق, وتيه مؤدلج وزيف مطور, وجهل شامل ومبارك بدعاء «الباطلين , «عن الحق..!
< لا أجد ما أرى..
لا أجد غير صدى شحيح, ورنين ذابل, وهتاف يتعالى:
أهلا بكم إلى عصر التفاهات القادمة!!
< لا أجد ما أرى..
لا أجد غير نفسي, الباحثة عن نفسي, الباحثة عن وطن خال من لعنة الأنانية ..!!
Kood500@Hotmail.com