الشهيد العزعزي .. قنديل أطفأه عشاق الظلام

معاذ القرشي


معاذ القرشي –

أن يقتل أكاديمي ومدرس جامعي كما الدكتور عبدالله فارع العزعزي فمعناه إطفاء لقنديل يضيء الدروب ويرسم ملامح اليمن الجديد ولا يأتي مثل هذا الفعل الغادر وبالطريقة التي ارتكبت بها هذه الجريمة إلا من قوى تعشق الظلام وتريد أن تنشره في كل الزوايا.
لهذا تستهدف القناديل ومن يشعلون الدروب التي تضيء والتي تصنع الإنسان المتعلم القادر على البذل من أجل وطنه.
ومع فداحة وبشاعة الجريمة التي ارتكبت أمام مرأى أسرته زوجته وأبنائه إلا أنها دليل على المستوى القيمي المنحط الذي وصل إليه من ارتكبوا هذه الجريمة ومن يقفون وراءها لأنها لا يمكن أن تكون بنت اللحظة وهذا ما لا نريده أن يتوه في معمعة إجراءات التحقيق في هذه القضية.
قضية مقتل الدكتور الأكاديمي عبدالله فارع العزعزي قضية رأي عام لابد أن ينهض ويواجه هذه الثقافة الدخيلة عن مجتمعنا ثقافة لا تحترم أخلاقيات وقيم مجتمعنا.
من ارتكب الجريمة هو أداة لهذا ينبغي أن يكون التحقيق أوسع ليشمل من يقف خلف مرتكبيها.
يمكن أن تحدث مثل هذه الجريمة في أماكن أخرى لم يصلها نور الحداثة ورياح النظام والقانون لكن لا يمكن أن تكون جرائم دون تخطيط ولا مشتركين إذا ارتكبت في هذا المكان المعروف بمدنيته وتفهمه وانصياعه للنظام والقانون فما الذي ارتكبه رجل أكاديمي أفنى عمره من أجل تعليم طلابه من أجل أن يقتل.
عبدالله فارع العزعزي ليس رجلا عاديا مقتله لا يدعو إلى الاهتمام إنه صانع من صناع مستقبل هذا الوطن وأمنه واستقراره لهذا ينبغي أن تجيب الجهات المسئولة عن تساؤلات الشارع لأنها قضية رأي عام.
لأنه وبالطريقة التي ارتكبت بها هذه الجريمة لاشك لا تخلو من دوافع وهذا ما لا نخوض فيه ولا نضع أحكاما مسبقة وإنما ننتظر ماذا ستقول الأجهزة الأمنية والقضائية.
حفاظا على هيبة ووقار الحرف والكلمة التي نقشها في عقول من تعلموا على يديه ومن عمل من أجلهم وحتى لا تظل الكفاءات عرضة للعنف والاستهداف ينبغي كشف من يقف وراء هذه الجريمة وكشف ظروف ارتكابها وهو امتحان حقيقي للأجهزة الأمنية.
نحن منتظرون .. ورحم الله الدكتور عبدالله فارع العزعزي والعزاء لأسرته المكلومة ولكل محبيه.

قد يعجبك ايضا