الشاعر الكبير عباس الديلمي‮ ‬ذكريات في‮ ‬سفر الثورة


حاوره/محفوظ البعيثي –

الشاعر الكبير عباس الديلمي‮ ‬ذكريات في‮ ‬سفر الثورة

‬التشكيلة التي‮ ‬تعلمت على‮ ‬يدها طهرتني‮ ‬من الحساسية المذهبية وعمقت لدي‮ ‬القبول بالآخر

‮ ‬إلى ماذا‮ ‬يعود اختفاء الصوت الغنائي‮ ‬للمرأة في‮ ‬الريف وكذا اختباؤها خلف عباءتها¿
‮- ‬يعود إلى أسباب اجتماعية وإلى عوامل ذات الطابع السياسي‮ ‬الديني‮ ‬ويعود إلى التغيير الذي‮ ‬حصل في‮ ‬حياة الناس‮ ‬يعني‮ ‬أن المرأة في‮ ‬السابق كانت تنتقل إلى منابع الماء لتنقل المياه إلى البيوت‮ ‬حالياٍ‮ ‬تلاقي‮ ‬أن مشاريع المياه وصلت إلى البيوت‮ ‬‮ ‬وكانت المرأة في‮ ‬السابق تخرج مع قطعان الأغنام إلى المراعي‮ ‬وهي‮ ‬تسلي‮ ‬على نفسها ببعض الأغاني‮ ‬الآن هنالك الكثير ممن‮ ‬يسمعها وينهرها ويعتبر‮ ‬غناءها حراماٍ‮ ‬وصوتها عورة‮ ‬وكثير من الأشياء الأخرى‮ ‬وهذا ما نبه له الأستاذ عبدالله البردوني‮ ‬رحمه الله‮ ‬حيث كان‮ ‬يعيد اللوم إلى أسباب كثيرة بما فيها الإذاعة‮ ‬وقال‮: ‬كان المواطن في‮ ‬الريف‮ ‬يحاول أن‮ ‬يعبر عن نفسه فيبدع الكلمة ويبدع اللحن‮ ‬الآن‮ ‬يجد هذا المواطن أن الإذاعة تقوم بالواجب‮ ‬فيفتح المذياع ويستمع للأغاني‮ ‬المتعددة والمتنوعة‮ ‬‮ ‬وبدلاٍ‮ ‬من أن‮ ‬يبدع شيئاٍ‮ ‬جديداٍ‮ ‬يحاكي‮ ‬ما‮ ‬يسمعه عبر الإذاعة‮ ‬‮ ‬فتطور الحياة له دوره في‮ ‬كل شيء‮.‬

الوحدة عقيدة
< ‬متى بدأت مناجاة الأستاذ عباس الديلمي‮ ‬للوحدة اليمنية¿
‮- ‬لعلمك أن الوحدة اليمنية هي‮ ‬هاجس‮ ‬وأعتقد أنها حادث وحديث الأدباء والشعراء والمؤرخين أكثر من‮ ‬غيرهم ولهذا تجد أن الاستعمار البريطاني‮ ‬استطاع أن‮ ‬يوصل شرخ اليمن إلى البنية المادية والسياسية‮ ‬‮ ‬إلى الواقع الجغرافي‮ ‬ولم‮ ‬يستطع أن‮ ‬ينتقل به إلى البنية الثقافية‮ ‬‮ ‬لأن البنية الثقافية لليمن كانت واحدة ولن‮ ‬يصلها شرخ التشطير اطلاقاٍ‮ ‬‮ ‬ثم‮ ‬يعود الفضل بعد ذلك للرواد الذين حافظوا على هذا والذين حملوا رايته وانتقلوا به إلى الواقع العملي‮ ‬وعلى سبيل المثال ونحن طلبة في‮ ‬المدارس الاعدادية والثانوية كنا نقرأ للرواد من الأدباء والذين‮ ‬يكتبون في‮ ‬هذا الجانب‮ ‬وعلى رأسهم الأستاذ عمر الجاوي‮ ‬هذا الشخص الذي‮ ‬لا أنسى فضله علي‮ ‬وعلى‮ ‬غيري‮ ‬من الأدباء‮ ‬تشربنا منه حب الوحدة‮ ‬واعتبار الوحدة عقيدة وما‮ ‬يخالفها كفر‮ ‬نحن تعلمنا من هذا الرجل‮ ‬تعلمنا من الأستاذ عمر الجاوي‮- ‬رحمه الله‮- ‬كيف نقبل بالآخر‮ ‬طبعاٍ‮ ‬هؤلاء الرواد لن ننساهم‮ ‬وكذلك ما كان للحزب الاشتراكي‮ ‬اليمني‮ ‬من دور بعد طرد المستعمر البريطاني‮ ‬وتسلمه لقيادة الشطر الجنوبي‮ ‬من الوطن‮ ‬حيث عمل على تنشئة جيل بأكمله على ثقافة الوحدة‮ ‬‮ ‬وكانت الوحدة هي‮ ‬القضية الأسمى قبل أن‮ ‬يوحد‮ »‬22‮« ‬سلطنة وإمارة ومشيخة‮.‬
والذي‮ ‬أثار أو استفز أفكارنا حرب عام‮ ‬1972م التي‮ ‬دارت بين شطري‮ ‬الوطن‮ ‬وكنت حينها طالباٍ‮ ‬في‮ ‬السنة الأولى من المرحلة الثانوية‮ ‬هذه الحرب استفزت ضمائرنا ووجداننا وهي‮ ‬من دفعني‮ ‬إلى مناجاة الوحدة‮ ‬والكتابة للوحدة كقدر لا بد أن‮ ‬يتحقق‮ ‬تلك الحرب أثارت لدي‮ ‬موهبتي‮ ‬فكتبت أول نشيد وطني‮ ‬لحنه الفنان أيوب طارش‮ ‬‮ ‬وهو أول نشيد أكتبه وكان‮ ‬يتحدث عن ثورة سبتمبر وأكتوبر ويخاطب الوحدة‮ »‬موكب التحرير الفت القلوب وتوحدنا شمالاٍ‮ ‬وجنوب‮…« ‬ومن‮ ‬يومها وكل ما كتبته عن الوحدة‮ ‬يخاطب الوحدة قبل أن تتحقق في‮ ٢٢ ‬مايو‮ ‬1990م وكأنها قد تحققت لإيماننا أن هذا اليوم آت لا ريب فيه‮ ‬ولأننا كنا نرى أن التشطير عار‮.. ‬من هنا كانت بداياتي‮ ‬مع الأعمال الوحدوية إلى أن تفرغت لديوان كامل اسمه‮ »‬وحدويات‮«..‬

التطهر من الرواسب المذهبية
< ‬ما قصة ذهابك في‮ ‬بداية السبعينات إلى مديرية ضوران ومدينة ذمار ثم عودتك مرة ثانية إلى محافظة تعز التي‮ ‬ولدت فيها¿
‮- ‬كنت اتنقل مع والدي‮ ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬يتنقل في‮ ‬عمله بالقضاء من آنس إلى الحجرية إلى شرعب إلى خدير إلى ريمة‮ ‬الكثير من المناطق‮ ‬ولعلمك بأن تنقلاتي‮ ‬هذه أفادتني‮ ‬كثيراٍ‮ ‬ليس في‮ ‬الجانب الشعري‮ ‬وإنما أيضا في‮ ‬الجانب العقائدي‮ ‬وكان والدي‮ ‬يحرص أن‮ ‬يذهب بي‮ ‬إلى شيخ من مشائخ العلم لكي‮ ‬أتعلم الفقه‮ ‬لأنه كان منشغلاٍ‮ ‬بالقضاء إلا أنه كان‮ ‬يناقشني‮ ‬ويهتم بي‮ ‬كثيراٍ‮ ‬وكان‮ ‬يختار لي‮ ‬كل‮ ‬يوم خمسة أبيات شعرية ويلزمني‮ ‬أن أحفظها وأسمعه مساء كل‮ ‬يوم‮ ‬حرص والدي‮ ‬على أن أتعلم الفقه أفادني‮ ‬كثيراٍ‮ ‬لأني‮ ‬درست على أيدي‮ ‬كثير من المشائخ الذين لا‮ ‬يمثلون مذهباٍ‮ ‬واحداٍ‮ ‬من المذاهب الموجودة في‮ ‬اليمن‮ ‬درست مثلاٍ‮ ‬في‮ ‬ذمار وفي‮ ‬آنس على أيدي‮ ‬فقهاء الزيدية‮ ‬وانتقلت إلى الحجرية فكان والدي‮ ‬يحرص على أن أتلقى بعض دروس الفقه‮ ‬خاصة حين أذهب إليه في‮ ‬العطلة الصيفية أثناء فترة عمله هنالك‮ ‬لدى أحد العلماء بالحجرية وهو المرحوم محمد حزام المقرمي‮ ‬وهو من كبار علماء السنة والشافعية‮ ‬هذا أفادني‮ ‬التحقت بالتعليم الحديث فدرست على أيدي‮ ‬أساتذة منهم من‮ ‬يمثلون تيارات إسلامية معينة مثل المرحوم محمد المخلافي‮ ‬الذي‮ ‬إن لم‮ ‬يكن مؤسساٍ‮ ‬لحركة الإخوان في‮ ‬اليمن فهو من أقطاب تأسيسها‮ ‬‮ ‬ثم درست على‮ ‬يد الأستاذ عبدالرحمن قحطان وهو من رموز الإخوان المسلمين في‮ ‬اليمن‮ ‬هذه التشكيلة التي‮ ‬تعلمت على‮ ‬يدها طهرتني‮ ‬من الحساسية ضد أي‮ ‬مذهب من المذاهب وعمقت لدي‮ ‬القبول بالآخر‮ ‬وكما استفدت من تنقلاتي‮ ‬من منطقة إلى أخرى في‮ ‬الجانب الشعري‮ ‬استفدت منها‮- ‬أيضا‮- ‬في‮ ‬الجانب التعليمي‮ ‬وفي‮ ‬جانب التطهر من الرواسب والحساسيات المذهبية ومن عدم القبول بالآخر‮ ‬وأستطيع القول إنني‮ ‬تطهرت منها تماماٍ‮ ‬عدا ما‮ ‬يمس بعض الأمور التي‮ ‬تثير شعباٍ‮ ‬بأكمله‮ ‬‮ ‬هذه لا‮ ‬يمكن أن أتجرد منها‮.‬

الحظ واكبني‮ ‬في‮ ‬مسيرة حياتي
< ‬امتلكت موهبة شعرية جارفة في‮ ‬سن مبكرة‮ ‬‮ ‬فمن كان له الدور حينذاك في‮ ‬تقديم منتوجك الأدبي‮ ‬والغنائي‮ ‬للفنانين اليمنيين الكبار أمثال السمة‮ ‬الآنسي‮ ‬أيوب طارش وغيرهم¿
‮- ‬لقد واكبني‮ ‬الحظ في‮ ‬مسيرة حياتي‮ ‬وتوفر أكثر من عامل على سبيل المثال صداقات والدي‮ ‬وعلاقاته‮ ‬هذه مكنتني‮ ‬أو فتحت لي‮ ‬أبواباٍ‮ ‬كثيرة‮ ‬وجعلتني‮ ‬أتعرف على أدباء وأعلام كبار‮ ‬ليس في‮ ‬المجال الأدبي‮ ‬وإنما أيضا في‮ ‬المجال السياسي‮ ‬‮ ‬فمثلاٍ‮ ‬صداقات والدي‮ ‬مكنتني‮ ‬من التعرف على القاضي‮ ‬عبدالرحمن الإرياني‮ ‬وهو الشاعر والرئيس‮ ‬وكان له الفضل بتشجيعي‮ ‬وطباعة ديواني‮ ‬الأول الذي‮ ‬هو بعنوان‮ »‬اعترافات عاشق‮« ‬‮ ‬الأستاذ عبدالله البردوني‮ ‬تعرفت عليه عبر صداقات والدي‮ ‬ولهذا قبل أن‮ ‬يقدم كتابي‮ ‬الأول بمقدمة طويلة وكنت لا أزال تلميذاٍ‮ ‬‮ ‬لا‮ ‬يمكن لأديب كبير كالأستاذ البردوني‮ ‬أن‮ ‬يقدم لديوان تلميذ مثلي‮ ‬وهذا‮ ‬يعود الفضل لصداقة والده مع والدي‮ ‬‮ ‬وهي‮ ‬الصداقات التي‮ ‬مكنتني‮ ‬من التعرف على أناس كبار وأدباء كبار بمن فيهم الرئيس إبراهيم الحمدي‮- ‬رحمه الله‮ – ‬كان صديقاٍ‮ ‬لوالدي‮ ‬‮ ‬وحتى الرئيس السابق علي‮ ‬عبدالله صالح كانت تربطه علاقة بوالدي‮ ‬‮ ‬وهذا ما مكنني‮ ‬من التعرف عليه‮ ‬وأن‮ ‬يطبع لي‮ ‬ديواني‮ »‬غنائيات‮« ‬كذلك الأديب الكبير أحمد محمد الشامي‮ ‬وغيره‮ ‬‮ ‬ولا أنسى أن صداقات والدي‮ ‬عرفتني‮ ‬بالأستاذ أحمد محمد نعمان وهو واحد من رموز الحركة الوطنية‮ ‬وصنو الزبيري‮ ‬في‮ ‬النضال الوطني‮ ‬‮ ‬وقد كان والدي‮ ‬يعمل قاضياٍ‮ ‬في‮ ‬الحجرية حينها‮ ‬يبدو أنه حصل خلاف بين رئيس المجلس الجمهوري‮ ‬القاضي‮ ‬عبدالرحمن الإرياني‮ ‬والأستاذ أحمد محمد نعمان‮ ‬فاضطر الأخير إلى الانسحاب إلى قريته كتعبير عن‮ ‬غضبه‮ ‬وكان والدي‮ ‬يلازمه‮ ‬يومياٍ‮ ‬طيلة ثلاثة أشهر‮ ‬وكنت أحرص على أن أصاحب والدي‮ ‬إلى مجلسه مع النعمان‮ ‬وخلال الثلاثة الأشهر استفدت الشيء الكثير‮ ‬وبالذات حين كنت أنصت لحديثهما عن تاريخ اليمن‮ ‬وعن علاقة النعمان بالإمام أحمد وبثورة‮ ‬1948م وبغيرها‮ ‬‮ ‬وكذلك القصيدة عرفتني‮ ‬بأناس كثر قبل أن أعرفهم‮ ‬‮ ‬عرفتني‮ ‬بعلي‮ ‬الآنسي‮ ‬وبمحمد مرشد ناجي‮ ‬وبأحمد السنيدار وبعلي‮ ‬عبدالله السمه‮ ‬حتى بالمرحوم عبدالفتاح إسماعيل‮ ‬كانت بطاقة تعرفي‮ ‬عليه هي‮ ‬القصيدة وبالذات النشيد الوطني‮ ‬الثاني‮ ‬الذي‮ ‬غناه أيوب طارش‮ »‬عن طريق شقة ذي‮ ‬يزن وأهم من ظن أنا ننحني‮« ‬حيث اعتقد البعض أنها تخاطب عبدالفتاح إسماعيل‮ ‬‮ ‬لأنه كان‮ ‬يكتب الشعر باسم ذو‮ ‬يزن‮ ‬وهذه فتحت علاقات ليس بيني‮ ‬وبينه وإنما بيني‮ ‬وبين أسرته بأكملها وما زلت ارتبط بعلاقة بنجله عمر حتى اليوم‮ ‬‮ ‬اضف إلى ذلك صداقاتي‮ ‬هذه ساعدتني‮ ‬على أن أكتب أكثر وأن أتمكن من النشر‮..‬
وقد تعرفت في‮ ‬بداية السبعينات على الدكتور عبدالعزيز المقالح الذي‮ ‬استفدت منه الكثير والكثير وبالذات في‮ ‬مجالسه‮ ‬‮ ‬كما تعرفت في‮ ‬تلك الفترة على الأستاذ محمد سالم باسندوة والأستاذ عبدالعزيز عبدالغني‮ ‬وكنت حينها ما زلت أدرس بجامعة صنعاء‮..‬

الاستجابة للتحدي
< ‬يا ترى ما هي‮ ‬الأشواك والعوائق التي‮ ‬نثرت في‮ ‬طريق الأستاذ عباس‮ ‬خلال مشوار حياته الشعرية والإبداعية¿
‮- ‬الذي‮ ‬لا‮ ‬يعاني‮ ‬أو لا‮ ‬يواجه بعض المصاعب فهو ليس عايشاٍ‮ ‬في‮ ‬هذا الكوكب‮ ‬ولكن أحياناٍ‮ ‬ينبغي‮ ‬على المرء أن‮ ‬يفلسف ما‮ ‬يحدث أمامه‮ ‬وأن‮ ‬يتقبله خاصة عندما‮ ‬يحاول أن‮ ‬يعرف الخلفيات والدوافع‮ ‬‮ ‬وهذه أنا لا أعتبرها عوائق بقدر ما أعتبرها حوافز‮ ‬‮ ‬أحيانا تصادف عائقاٍ‮ ‬فيكون حافزاٍ‮ ‬بالنسبة لك‮ ‬وبقدر ما أعتقد بأن هنالك من أعاقني‮ ‬أو أحبطني‮ ‬بقدر ما هنالك ما مكنني‮ ‬للاستجابة للتحدي‮ ‬وما ألهمني‮ ‬أيضا‮ ‬أما الأشياء الصغيرة كجوانب مادية‮ ‬‮ ‬عراقيل طباعة وغيرها من الأشياء المشابهة لا تحتسب عراقيل لأنها من الأشياء المعتادة في‮ ‬حياة الشاعر والكاتب‮.‬

حكاية‮ »‬يمن الأمجاد‮«‬
< ‬ما هي‮ ‬قصتك مع‮ »‬يمن الأمجاد«¿
‮- »‬يمن الأمجاد‮« ‬جاء بعد أغنية‮ »‬صباح الخير‮ ‬يا‮ ‬يمناٍ‮«.. ‬وهي‮ ‬التي‮ ‬كونت هذه العلاقة التي‮ ‬بيني‮ ‬وبين الفنان السوري‮ ‬الملحن الكبير سهيل عرفة‮ ‬ابنتيه أمل وسحر‮ ‬فكانت بدايتي‮ ‬معه في‮ ‬أغنية‮ »‬صباح الخير‮..« ‬ثم أتت حكاية‮ »‬يمن الأمجاد‮« ‬حيث طلب الأستاذ‮ ‬يحيى العرشي‮ ‬من بعض الشعراء حين كان وزيراٍ‮ ‬للإعلام أن‮ ‬يسهموا بكتابة نشيد وطني‮ ‬كان‮ ‬يحتاج إليه في‮ ‬مناسبة من المناسبات بأعياد الثورة‮ ‬وأن تشكل لجنة تختار أحد الأعمال التي‮ ‬ستقدم نشيداٍ‮ ‬وطنياٍ‮ ‬فكتبت أنا‮ »‬يمن الأمجاد‮« ‬وكتب‮ ‬غيري‮ ‬من الشعراء‮ ‬وتشكلت لجنة من وزارة الإعلام ويبدو أنهم أخذوا على هذا العمل مأخذاٍ‮ ‬قد لا‮ ‬يكون فنياٍ‮ ‬‮ ‬ولكنه مأخذ سياسي‮ ‬فاختير عمل آخر‮ ‬فبعثت العمل الذي‮ ‬قدمته إلى دمشق فجاء في‮ ‬أحسن تقويم‮ ‬‮ ‬لحناٍ‮ ‬وأداءٍ‮ ‬وتوزيعاٍ‮ ‬‮ ‬وأيضا عندما جاء هذا العمل بتصميمه وإخراجه التلفزيوني‮ ‬والإذاعي‮ ‬نال إعجاب الجميع‮ ‬وكان مدير عام مؤسسة الإذاعة والتلفزيون حينها الأستاذ علي‮ ‬صالح الجمرة فأعجب بالعمل‮ ‬ولأول مرة أحصل على‮ »‬500‮« ‬دولار مقابل عمل‮ ‬غنائي‮ ‬‮ ‬حيث وجه الأستاذ علي‮ ‬الجمرة بصرف خمسمائة دولار لكل من الشاعر والملحن والمؤدي‮ ‬وهذا العمل من الأعمال التي‮ ‬أعتز بها‮ ‬ولا أخفيك أنه استأذنني‮ ‬الفنان سهيل عرفة بعد أن لمس إعجاب الكثيرين بهذا العمل والذين‮ ‬يحضرون ليستمعوا لأعماله الجميلة‮ ‬أن نحذف من تسجيل آخر كلمة‮ »‬يمن‮« ‬ونضع بدلاٍ‮ ‬عنها‮ »‬وطني‮« ‬ويوزعها على بعض الإذاعات والقنوات التلفزيونية العربية وكان هذا بعد أن توزعت قبلها أنشودة‮ »‬صباح الخير‮ ‬يا وطناٍ‮« ‬على معظم الإذاعات والقنوات التلفزيونية في‮ ‬الوطن العربي‮ ‬وشاركنا بها في‮ ‬مسابقة الأغنية بتونس وحصلت على المرتبة الأولى في‮ ‬مسابقة الأغنية العربية‮ ‬فوافقته على طلبه وأجريت التعديل‮ ‬‮ ‬بحيث تنشر النسخة المعدلة في‮ ‬كل أرجاء الوطن العربي‮ ‬‮ ‬وتظل النسخة الخاصة باليمن‮ ‬خاصة باليمن‮ ‬وسبق وأن كتب هذا العمل قبل إعادة تحقيق الوحدة بسنوات‮ ‬‮ ‬وحين تستمع إليه وهو‮ ‬يخاطب الوحدة وكأنها قد تمت‮ ‬أو نخاطب الوحدة وكأننا نتوقع ما ستتعرض له فيما بعد من مشاكل‮ ‬ستجد فيه مقطعاٍ‮ ‬يقول‮: »‬وحدتي‮ ‬من رام منها أن‮ ‬ينال‮.. ‬خاسر‮ ‬يطلب خسراٍ‮ ‬وزوال‮«..‬

ظروف القصيدة الغنائية
والقصيدة الوطنية
< ‬وما هي‮ ‬الظروف التي‮ ‬تقودك للقصيدة الغنائية والظروف التي‮ ‬تقودك للقصيدة الوطنية¿
‮- ‬من طموحات الناس وأفراحهم وهمومهم ومن أريافهم ومدنهم تتشكل أو تتخلد فيها الأغنية وتتجمع في‮ ‬قلب شاعر‮ ‬هذا الشاعر هو الذي‮ ‬يجمع كل ما‮ ‬يدور في‮ ‬الساحة ويخرجه بشكل عمل‮ ‬غنائي‮ ‬والمقومات هي‮ ‬التي‮ ‬تجعل من هذا العمل أن‮ ‬يكون عملاٍ‮ ‬وطنياٍ‮ ‬أو أن‮ ‬يكون عملاٍ‮ ‬عاطفياٍ‮ ‬‮ ‬فبعد أن تتشكل عوامل الأغنية وتتجمع في‮ ‬قلب الشاعر‮ ‬يخرجها بواقع الحال‮ ‬قد تكون عملاٍ‮ ‬عاطفياٍ‮ ‬أو عملاٍ‮ ‬وطنياٍ‮ ‬وقد تكون عملاٍ‮ ‬يمزج بين الاثنين معاٍ‮ ‬وهذا ستجده في‮ ‬بعض الأعمال وبالذات مع الفنان محمد مرشد ناجي‮ ‬في‮ ‬أغنية‮ »‬وحدتي‮«..‬
فحين تسمعها تجدها تتشكل من فيض الحنين ولكنها تخاطب الوحدة والوطن‮ ‬ثم تأتي‮ ‬الأشياء الخاصة في‮ ‬حياة الشاعر‮ ‬وهذه لا بد منها‮ ‬لأن الإنسان عاطفي‮ ‬وإن كانوا قد قالوا إن كاتب التاريخ لا‮ ‬يستطيع أن‮ ‬يتجرد عن عاطفته وهو‮ ‬يكتب التاريخ‮ ‬لا بد أن تجد عاطفته وهو‮ ‬يكتب انحيازه‮.. ‬ميوله وهو‮ ‬يكتب التاريخ فما بالك وهو‮ ‬يكتب الأغنية‮ ‬‮ ‬ولا بد أن‮ ‬يكون للجانب العاطفي‮ ‬حضوره‮ ‬‮ ‬وكل هذه العوامل هي‮ ‬التي‮ ‬تولد الأغنية وهي‮ ‬التي‮ ‬تشكلها‮.‬
الحرص على خلود الأعمال الإبداعية
< ‬أعمالك الأدبية والإبداعية عادة ما تحمل بعداٍ‮ ‬وطنياٍ‮ ‬وآخر عاطفياٍ‮ ‬باستثناء القليل من الأعمال التي‮ ‬تحمل بعداٍ‮ ‬سياسياٍ‮ ‬فإلى أي‮ ‬مدى تحرص على وجود هذين البعدين الخاليين من البعد السياسي¿
‮- ‬غالباٍ‮ ‬ما أحرص أن ابتعد عن ذكر أسماء ولو تأملت في‮ ‬عمل‮ »‬خيلت براقاٍ‮ ‬لمع‮« ‬وهو اللوحة الاستعراضية للعيد الوطني‮ ‬العاشر لقيام الجمهورية اليمنية وإعادة تحقيق الوحدة‮ ‬‮ ‬تجد أنه لا ذكر لأي‮ ‬اسم‮ ‬وهذا‮ ‬يأتي‮ ‬من حرصي‮ ‬على أن‮ ‬يكتب للعمل الخلود‮ ‬لأن الأعمال التي‮ ‬ترتبط بأسماء وإن كانت أعمالاٍ‮ ‬جيدة ورائعة تدخل في‮ ‬عالم النسيان‮ ‬ولهذا ومن باب حرصي‮ ‬على أن تبقي‮ ‬أعمال العديد من الشعراء‮ ‬‮ ‬حرصت في‮ ‬الإذاعة على أن‮ ‬يقوم بعملية مونتاج لبعض الأعمال الجيدة للشاعر عبدالله عبدالوهاب نعمان‮ ‬وأن‮ ‬يزاح منها بعض الأسماء وبعض المناسبات لكي‮ ‬يتسنى الاستمرار في‮ ‬إذاعتها داخلياٍ‮ ‬وخارجياٍ‮ ‬فأنا دائماٍ‮ ‬ما أحرص على تجنب ذكر أسماء‮ ‬‮ ‬عدا بعض الأعمال التي‮ ‬يضطر الشاعر أن‮ ‬يذكر فيها اسماٍ‮ ‬أو مناسبة معينة أو حدثاٍ‮ ‬معيناٍ‮ ‬لغرض ما‮ ‬هذا الغرض أن‮ ‬يكون تقديم هذا العمل تصاريح لأحداث معينة أو أن تدفع بهذا الشخص إلى المزيد من الأعمال الوطنية الجيدة التي‮ ‬تشيد بها‮ ‬وهذه الأعمال لا تستطيع أن تقول إنها مرحلية ولكنها أدت رسالتها في‮ ‬أوقات معينة‮.‬
< »‬لكم دينكم ولي‮ ‬دين‮« ‬من قصدت بها¿
‮- ‬هذه القصيدة هي‮ ‬من قصائد ديوان‮ »‬قراءات في‮ ‬كهف أفلاطون‮« ‬وأقصد بها أولئك الذين‮ ‬يريدون أن‮ ‬يفرضوا على الآخرين رأيهم‮ ‬أولئك الذين لا‮ ‬يقبلون بالآخر‮ ‬والقصيدة تعبر عن نفسها‮ ‬وعندما تقرأ هذه القصيدة فهي‮ ‬تقول‮: ‬إلى أين وجهت وماذا تريد‮ ‬وخلاصتها أنها تخاطب من لا‮ ‬يقبل بالآخر‮ ‬ومن‮ ‬يريد أن‮ ‬يفرض رأيه على الآخرين‮.‬

‮> ‬هل لنا أن نسمع منك شيئاٍ‮ ‬من ذكريات سنوات دراستك الجامعية وعملك بإذاعة صنعاء¿
‮- ‬ذكريات الدراسة الجامعية تعتبر من أجمل ذكريات الإنسان التي‮ ‬لا تنسى‮ ‬وبالذات والمرء‮ ‬يتدفق بحيوية وعنفوان الشباب‮ ‬ويبدو أن ما ألحظه أن وضعنا في‮ ‬التعليم الجامعي‮ ‬يختلف كثيراٍ‮ ‬عن وضع ابنائنا‮ ‬كنا نقرأ وكنا قلة في‮ ‬الجامعة‮ ‬وكان الفصل الدراسي‮ ‬الجامعي‮ ‬لايزيد عن عشرة إلى خمسة عشر طالباٍ‮ ‬وكنا نتخرج من الجامعة وهنالك لجنة لاستقبال الخريجين‮ ‬حيث تقوم هذه اللجنة بتسليمنا استمارة لنقوم بتعبئتها واختيار الأعمال التي‮ ‬نريد أن نلتحق بها‮ ‬وتعطيك ثلاثة اختيارات‮ ‬عكس ابنائنا الآن الذين‮ ‬يظلون لسنوات في‮ ‬الشوارع‮ ‬يبحثون عن أعمال‮.. ‬وعكس ابنائنا الذين تجدهم في‮ ‬قاعة المحاضرات بالجامعة‮ ‬يزيدون عن أربعمائة طالب وطالبة‮ ‬كان الوضع حينها‮ ‬يختلف عن الوضع القائم حالياٍ‮ ‬الجامعة في‮ ‬السابق كانت من أهم مرتكزات المجتمع‮ ‬‮ ‬ومحط اهتمام الجميع‮ ‬من رئيس الجمهورية إلى أصغر مسئول في‮ ‬الدولة‮: ‬أتذكر أن الرئيس إبراهيم الحمدي‮ ‬كان‮ ‬يزورنا من وقت إلى آخر‮ ‬وكان للجامعة حضورها الكامل‮ ‬حتى طلبة الجامعة حين‮ ‬يتكتلون حول موضوع معين أو حدث معين كان لهم صوتهم‮.‬

التعليم نقطة ضعفنا‮ ‬
‮* ‬الى ماذا‮ ‬يعود تدهور الوضع التعليمي‮ ‬في‮ ‬مختلف المراحل التعليمة في‮ ‬بلادنا‮ ‬هل‮ ‬يعود إلى إهمال الحكومات المتعاقبة أم‮ ‬يعود إلى أسباب أخرى¿
‮ – ‬أي‮ ‬دولة تمتلك استراتيجية لبناء حاضرها ومستقبلها‮ ‬ينبغي‮ ‬أن تكون لديها استراتيجية متكاملة في‮ ‬جانب التعليم‮ ‬التعليم هو الأساس‮ ‬خذ تجربة الاردن على سبيل المثال‮ ‬هذه الدولة في‮ ‬ظرف عشرين سنة فقط استطاع الملك حسين بن طلال أن‮ ‬يجعل منها دولة رائدة في‮ ‬الوطن العربي‮ ‬وأن‮ ‬يجعل من كوادرها ثروة البلد الوحيدة‮ ‬الاردن لا تمتلك من الثروات‮ ‬غير الإنسان الذي‮ ‬يستثمر بتعليمه كما تستثمر أي‮ ‬ثروة في‮ ‬أي‮ ‬بلد آخر‮ ‬الملك حسين ركز على التعليم‮ ‬وتعرف أن بدو الأردن وظروفهم ومخلفاتهم وموروثاتهم‮ ‬لا تختلف عن قبائل اليمن‮ ‬فعندما وجدت دولة وركزت اهتمامها في‮ ‬جانب معين‮ ‬وجعلت التعليم‮ ‬في‮ ‬الصدارة استطاعت خلال عشرين عاماٍ‮ ‬أن تصنع وتحقق هذا النجاح‮ ‬وأن تجعل الاردن المشفى الذي‮ ‬تقصده دول النفط التي‮ ‬تمتلك من الأموال ما تغرق شعباٍ‮ ‬بأكمله‮ ‬يذهب رعاياها لطلب العلم والصحة والتطبيب في‮ ‬الأردن‮ ‬وهذا السبب‮ ‬يعود إلى الإستراتيجية المتكامة للتعليم التي‮ ‬نفذت في‮ ‬الأردن‮ ‬هنا في‮ ‬بلادنا‮ ‬ألاخط حين أجلس مع ابنائي‮ ‬واطلع على مناهجهم الدراسية لا‮ ‬يمكن أن أضع الكتاب إلا وقد وضعت عليه عشرين ملاحظة‮ ‬سواء فيما‮ ‬يتعلق بتناسب المادة مع سن التلميذ‮ ‬أو أسلوب الصياغة‮ ‬وحين تأخذ كتاب اللغة العربية وكتاب التربية الإسلامية لا تفرق بينهما‮ ‬وكذلك عندما تأخذ كتاب التاريخ وكتاب اللغة العربية لا‮ ‬تفرق‮ ‬بينهما‮ ‬كما أنه‮ ‬يوجد الكثير من الإهمال والقصور وهذا على ما‮ ‬يبدو عائد‮ ‬إلى ادعاء الكمال‮ ‬أو إلى عدم الرغية في‮ ‬الاستفادة من قدرات وتجارب الآخرين‮ ‬وأعتقد أن نقطة الضعف التي‮ ‬تعاني‮ ‬منها اليمن بشكل رئيسي‮ ‬هي‮ ‬التعليم‮ ‬ومخرجات التعليم سيئة‮ ‬وقد كنت أحد اعضاء لجنة لإختبار متقدمين للعمل في‮ ‬الإذاعة والتلفزيون‮ ‬انا والزميلة أمة العليم السوسوة والصديق الشاعر محمود الحاج‮ ‬والاستاذ أحمد طاهر الشيعاني‮ ‬وغيرهم‮ ‬وتصور أنه لم‮ ‬ينجح من الـ‮ (‬150‮) ‬من خريجي‮ ‬الجامعة المتقدمين للعمل في‮ ‬الإذاعة والتلفزيون سوى خمسة فقط كان جميعهم‮ ‬يسقطون في‮ ‬اللغة العربية‮…‬
قبل أيام طلب مني‮ ‬ومن بعض الزملاء أن نختبر‮(‬70‮) ‬متقدماٍ‮ ‬للعمل كمذيعين في‮ ‬إحدى القنوات الفضائية الخاصة اختبرناهم‮ ‬فلم‮ ‬يتجح منهم أحد في‮ ‬اللغة العربية‮ ‬وفي‮ ‬الأخير اعتمدنا على اختيارهم من خلال الصوت‮ ‬نبرة الصوت‮ ‬وصلاحيان الصوت‮ ‬‮ ‬أما فيما‮ ‬يتعلق باللغة العربية فقد أوصينا بإقامة دورات تدريبية وتأهيلية مكثفة لهم في‮ ‬اللغة العربية‮.‬
‮»‬حديث الناس‮«‬

‮> ‬كيف جاءت فكرة برنامج‮ (‬حديث الناس‮) ‬بإذاعة صنعاء الذي‮ ‬حظي‮ ‬بجمهور واسع من المستمعين على مدى نحو‮ ‬33‮ ‬عاماٍ‮ ‬من عمر البرنامج¿
‮- ‬برنامج حديث الناس طبق في‮ ‬خارطة الإذاعة منذ العام الأول لالتحاقي‮ ‬بالعمل في‮ ‬الإذاعة عام‮ ‬1978م وعندما التحقت بالعمل الإذاعي‮ ‬تم إجراء الاختبارات اللازمة لنا وكان هناك بعض الخبراء العربو تحديداٍ‮ ‬من جمهورية مصر العربية الشقيقة وكان على أي‮ ‬متقدم جديد للالتحاق بالعمل الإذاعي‮ ‬أن‮ ‬يتقدم برؤية أو تصور بماذا‮ ‬يريد أن‮ ‬يقدمه للإذاعة فتقدمت بأفكار منها برامج منوعة وبرامج سياسية واجتماعية فتم اعتماد برنامج حديث الناس على أساس أنه‮ ‬يتحدث عن الناس بحكم عنوانه‮ ‬أي‮ ‬عن ماذا‮ ‬يتحدث الناس وماذا‮ ‬يشكون‮ ‬وماذا‮ ‬يريدون ان‮ ‬يوصلوه الى مسامع المسؤولين في‮ ‬الدولة‮ ‬هكذا كان تصوري‮ ‬فاستحسنوا الفكرة ورأوا أنها ستجمع بين ما هو اجتماعي‮ ‬وما هو سياسي‮ ‬وما هو ثقافي‮ ‬إلى جانب مساهماتي‮ ‬في‮ ‬برنامج مجلة الصباح‮ ‬وهو برنامج منوع‮ ‬حديث الناس‮ ‬في‮ ‬الحلقات الأولى بدأته بشكوى لمواطن وأنا أعلق على هذه الشكوى بجمل قصيرة‮ ‬ثم آتي‮ ‬برأي‮ ‬مسؤول‮ ‬يتحدث حولها‮ ‬وبعد حوالي‮ ‬شهر‮ ‬غيرت الفكرة وانتقلت إلى الحديث الذي‮ ‬اكتبه أنا‮ ‬فاستحسنت الفكرة أفضل‮ ‬ولا اخفيك أن هذا البرنامج سبب لي‮ ‬الكثير من الخصومات والعداوات مع أناس كثيرين‮ ‬ولعله أحبطني‮ (‬15‮) ‬عاماٍ‮ ‬قضيتها بدون أي‮ ‬ترقية وبدون أن أنتقل إلى أي‮ ‬عمل إداري‮ ‬رغم أني‮ ‬تدرجت في‮ ‬الأعمال من رئيس قسم للبرامج الشعبية‮ ‬رئيس قسم البرامج الثقافية‮ ‬ثم رئيس قسم البرامج السياسية‮ ‬ولكن هذا البرنامج ظل‮ ‬يحبطني‮ ‬وكانت الشكاوى تنهال عليِ‮ ‬بصورة دائمة‮ ‬وقد كان الأستاذ‮ ‬يحيى العرشي‮ ‬وزير الإعلام‮ ‬حينها‮ ‬يقف إلى جانبي‮ ‬كلما تأتي‮ ‬شكوى بالبرنامج من أي‮ ‬مسؤول أو جهة لأنه كان على علم بأني‮ ‬أكتب بتجرد وأن هناك ما‮ ‬يدل ويؤكد على ما أقوله‮ ‬وكان‮ ‬يقول لي‮ ‬بالحرف الواحد‮: ‬ما دمت على رأس الوزارة فاستمر‮ ‬كما أن هذا البرنامج أيضاٍ‮ ‬خدمني‮ ‬وأوجد لي‮ ‬علاقات وأوجد لي‮ ‬خصومات‮ ‬وكنت أحس أنه جزء من روحي‮ ‬وكما عشقت القصيدة عشقت هذا البرنامج اليومي‮ ‬حتى أنه صار جزءاٍ‮ ‬من حياتي‮ ‬وكانت لا تأتي‮ ‬الساعة الخامسة من مساء كل‮ ‬يوم إلا والتقط القلم والبياض تلقائياٍ‮ ‬لكي‮ ‬أكتب للبرنامج‮ ‬ومن الأشياء التي‮ ‬كانت تدفعني‮ ‬أكثر للكتابة لهذا البرنامج هي‮ ‬قراءة زميلي‮ ‬المرحوم محمد المحبشي‮ ‬للبرنامج‮ ‬كان‮ ‬يقرأه وكأنه‮ ‬يعرف تماماٍ‮ ‬ماذا أريد أن أقول وماذا أريد أن أوصل من خلال الأداء والتميز الصوتي‮ ‬وكنت أستمع إلى صوته وهو‮ ‬يؤدي‮ ‬البرنامج فأجد نفسي‮ ‬في‮ ‬هذا البرنامج‮ ‬وتوقفي‮ ‬عن الكتابة للبرنامج جاء نتيجة لشعوري‮ ‬بأن من‮ ‬يؤدونه بعد رحيل الزميل المحبشي‮ ‬لا‮ ‬يعبرون بالأداء ونبرات الصوت عما أريد أن أوصله ففكرت بأن أوقف هذا البرنامج‮ ‬إلى أن توليت قيادة قطاع الإذاعة فوجدتها فرصة لتوقيفه‮ ‬لأن همومي‮ ‬زادت ومتابعاتي‮ ‬زادت‮ ‬وكذلك مسؤولياتي‮ ‬في‮ ‬الجوانب الإدارية والإذاعية والمالية والاجتماعية فتوقفت عن الكتابة لهذا البرنامج لأنني‮ ‬لم أعد ذلك المتفرغ‮ ‬للبرنامج‮.‬

أقاليم فنية
‮> ‬كم أخذ منك أوبريت العيد الوطني‮ ‬العاشر للجمهورية اليمنية(خيلت براقاٍ‮ ‬لمع‮) ‬من الوقت‮ ‬وكيف بدأت ونمت فكرة هذا العمل الفني‮ ‬والوطني‮ ‬الكبير¿

‮- ‬لقد ولدت فكرة هذا الأوبريت في‮ ‬منزل الأخ عبدربه منصور هادي‮ ‬رئيس الجمهورية‮ ‬كنا في‮ ‬منزله بمناسبة زفاف أحد أبنائه‮ ‬وكان عدد الحضور محدوداٍ‮ ‬في‮ ‬المجلس وبحضور الأخ علي‮ ‬عبدالله صالح‮ ‬رئيس الجمهورية السابق‮ ‬وبعض الفنانين‮ ‬فدار الحديث حول بعض الأعمال والفلكلور والموروث الشعبي‮ ‬والأهازيج‮ ‬إلى أن وصلنا إلى زامل خليت براقاٍ‮ ‬لمع الذي‮ ‬كان‮ ‬يؤدى أيام تواجد الأتراك في‮ ‬اليمن‮ ‬وكان الرئيس السابق قد سأل أحد الفنانين‮ (‬هل تعرف ذلك اللحن‮ ‬وهل تستطيع أن تؤديه‮) ‬فقام ذلك الفنان بتأديته‮ ‬فطرحت الفكرة عليه فيما بعد أن أقوم بصياغة كلمات تتناسب مع هذا اللحن الشعبي‮ ‬وتوظف للوحدة‮ ‬وبعد أن أعجب بالفكرة عْدت إلى منزلي‮ ‬فخطرت لي‮ ‬فكرة جديدة بأن أتوسع في‮ ‬هذا العمل وأن لا‮ ‬ينحصر في‮ ‬هذا اللحن الذي‮ ‬يمثل منطقة معينة‮ ‬ففكرت بأن أقسم اليمن إلى ستة أقاليم فنية واخترت من كل إقليم لحناٍ‮ ‬شعبياٍ‮ ‬موجوداٍ‮ ‬فيه‮ ‬وكتبت على وزنه بحيث أنه‮ ‬يستوعب اليمن بأكمله‮ ‬والذي‮ ‬أتعبني‮ ‬كثيراٍ‮ ‬هو بحثي‮ ‬عن عمل متميز من تهامة‮ ‬لأنه بحكم تنقلي‮ ‬مع والدي‮ ‬إلى الكثير من المناطق الريفية كنت أحفظ الكثير من الألحان الشعبية‮ ‬فلن أجد صعوبة في‮ ‬اختيارها‮ ‬ماعدا تهامة لأن والدي‮ ‬عمل وعمري‮ ‬لا‮ ‬يتجاوز العامين أو الثلاثة أعوام‮ ‬فظللت أتواصل مع بعض الفنانين من تهامة إلى أن جاءني‮ ‬أحد الفنانين المغمورين‮ ‬فقلت له‮: ‬هل تسمعني‮ ‬بعض الأعمال الشعبية في‮ ‬تهامة‮ ‬فقام‮ ‬يغني‮ ‬ويسمعني‮ ‬بعض الألحان الشعبية إلى أن أسمعني‮ (‬الويداه‮) ‬فقلت هذا لما‮ ‬يخص تهامة‮ ‬اكتملت العملية‮ ‬وبقيت مدينة عدن‮ ‬فاتفقت مع الفنان أحمد بن‮ ‬غودل أن‮ ‬يختار لها لحناٍ‮ ‬خاصاٍ‮ ‬بها‮ ‬كون عدن ليس فيها فلكلور ومورورث شعبي‮ ‬كونها ليست منطقة ريفية ولا زراعية‮ ‬طبعاٍ‮ ‬الموروث هو في‮ ‬محافظة لحج المجاورة لها‮ ‬فقام أحمد بن‮ ‬غودل بصياغة لحن خاص بمدينة عدن‮ ‬والذي‮ ‬تقول كلماته‮ (‬هنا نفوس تعشق السلام‮ .. ‬لا تحرق الزيتون والحمام‮) ‬و(الويدان‮) ‬هو الوحيد الذي‮ ‬أدخلنا فيه التحسينات وطورناه لأنه لم‮ ‬يكن أحد‮ ‬يعرض عنه شيئاٍ‮ ‬وقد كان‮ ‬يشرف على بروفات الأوبريت الرئيس عبدربه منصور هادي‮ ‬والرئيس السابق‮ ‬علي‮ ‬عبدالله صالح‮ ‬وكما قلت لك في‮ ‬إجابة سابقة هذا العمل ظل‮ ‬يخاطب اليمن وتاريخ وهموم اليمنوالمرأة في‮ ‬اليمن وأبتعد عن ذكر الأشخاص وذكر الأسماء‮ ‬ولهذا حصل على جائزتين ذهبيتين‮ ‬في‮ ‬مسابقة الأعمال الاستعراضية حصل على المرتبة الأولى‮ ‬وجائزة من اتحاد المبدعين العرب‮ ‬واعتقد أن هذا الأوبريت من الأعمال التي‮ ‬توثق موروثنا الفني‮ ‬والثقافي‮ ‬وتؤرخ لفترة هامة من تاريخ اليمن‮.‬

الكتابة الصحفية
‮> ‬من المعروف أنه إلى وقت قريب كانت لك أعمدة صحفية ثابتة كعمود‮ »‬صيد الخاطر‮« ‬في‮ ‬العديد من الصحف اليمنية منها‮ »‬الثورة‮« ‬و‮»‬26‮ ‬سبتمبر‮« ‬و»الثوري‮« ‬و»صوت العمال‮« ‬و»الوحدة‮« ‬و»المستقبل‮« ‬فما سبب حجبك لها¿
‮- ‬عندما‮ ‬يتوقف الدافع والحافز‮ ‬يعني‮ ‬حوافز الكتابة والإلهام‮ ‬إذ كْنت أكتب في‮ ‬وقت واحد من عام‮ ‬1990م‮ ‬إلى عام‮ ‬1994م‮ ‬فقد كنت أكتب في‮ ‬صحيفة الثوري‮ ‬وفي‮ ‬صحيفة صوت العمال وفي‮ ‬صحيفة الوحدة‮ ‬إلى جانب برنامجي‮ ‬اليومي‮ ‬حديث الناس‮ ‬وفيما بعد كتبت في‮ ‬صحيفة الثورة‮ ‬لأنه كان هنالك حافز كبير للكتابة‮ ‬وحافز كبير لأن توصل صوتك وفكرك ورؤياك إلى الآخر‮ ‬وتعرف الأحداث التي‮ ‬حصلت بعد استعادة الوحدة اليمنية‮ ‬والمماحكات التي‮ ‬حصلت من عام‮ ‬1990م‮ ‬إلى عام‮ ‬1994م‮ ‬والتي‮ ‬انتهت بتلك الحرب المشؤومة في‮ ‬صيف‮ ‬1994م‮ ‬تلك هي‮ ‬العوامل التي‮ ‬كانت تدفعني‮ ‬لأن أكتب في‮ ‬أكثر من صحيفة وأكثر من وسيلة إعلامية بدافع الحرص على أن أوصل ما أريد‮ ‬وكان لي‮ ‬عمود تحت عنوان‮ »‬صيد الخاطر‮« ‬في‮ ‬صحيفة الثورة‮ ‬‮ ‬وفي‮ ‬صحيفة الجمهورية واصلت الكتابة فيها لنحو شهرين إلى ثلاثة أشهر كما أعتقد‮ ‬‮ ‬العوامل الإبداعية هي‮ ‬تأتي‮ ‬كحالة السماء تماما‮ ‬فأحياناٍ‮ ‬تكون السماء صافية ولاتجد بها‮ ‬غيمة أو قطرة ماء واحياناٍ‮ ‬تتجهم وتمتلئ بالسحب المحملة بالمياه فتنسكب الأمطار بغزارة على الأرض وما فيها‮ ‬وأنا أشبه حالة الكاتب والشاعر بحالة السماء‮ ‬ويمكن أن تأتي‮ ‬حالة فتعيد السماء كما كانت فيها الغيوم والسحب المحملة بالماء‮.‬
‮❊ ‬هل هذا‮ ‬يعني‮ ‬أنك تفكر بمعاودة الكتابة في‮ ‬هذه الصحف التي‮ ‬أشرت إليها¿‮.‬
‮- ‬إن شاء الله‮ ‬كون المرء إليها أمثالنا عملهم ومهنتهم الكتابة‮ ‬لايستطيع التوقف عن الكتابة إلا إذا توقف القلب عن النبض‮ ‬‮ ‬فحين كنت أخرج ديوان‮ »‬الروح‮« ‬للطباعة قلت لعل هذا آخر ديوان شعر أكتبه‮ ‬‮ ‬ولكنني‮ ‬بعد فترة قصيرة جداٍ‮ ‬أعددت ديواناٍ‮ ‬كاملاٍ‮ ‬‮ ‬ولم أكن أتوقع أنني‮ ‬سأكتبه‮ ‬ولكن جاء من الدوافع والحوافز ما دفعني‮ ‬للكتابة‮.‬
‮> ‬ماذا‮ ‬يعني‮ ‬لك‮ ‬يوم ‮٦٢ ‬سبتمبر ‮٢٦٩١‬م‮ ‬‮ ‬ويوم ‮٤١ ‬أكتوبر‮ ‬63‮٩١‬م ¿‮.‬
‮- ‬هذه الأيام كانت أياماٍ‮ ‬فاصلة في‮ ‬حياة شعبنا اليمني‮ ‬العظيم‮ ‬‮ ‬وأنا لا أقول بيومي‮ ٦٢ ‬سبتمبر و‮٤١ ‬أكتوبر‮ ‬وإنما ألغي‮ ‬هذين الرقمين وأقول‮ ‬يوم الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر لأنها ثورة واحدة وباختصار شديد تستطيع أن تقول أن هذه الثورة هي‮ ‬من وضع الحد الفاصل بين ما هو شر وكل ما هو خير‮ ‬وبين الجهل والعلم‮.. ‬ما بين أن نكون أو أن لانكون‮ ‬‮ ‬بين أن نكون رقما حاضراٍ‮ ‬وبين أن نكون رقماٍ‮ ‬منسياٍ‮ ‬وهذه هي‮ ‬ثورة اليمن سبتمبر وأكتوبر‮ ‬ولكن هذا لا‮ ‬يتحقق بمجرد قيام الثورة‮ ‬‮ ‬هذا كله‮ ‬يتحقق بالإستمرار بالولاء والإخلاص لأهداف الثورة بنفس الحماس وبنفس الولاء للشعب والوطن‮ ‬وليس الولاء للمصالح الخاصة والتبعيات‮.. ‬ثورة سبتمبر وأكتوبر ستظل تضعنا محل اختبار بمدى أن نقوم بمشروعنا الحضاري‮ ‬الذي‮ ‬اخترناه والذي‮ ‬نريده لابنائنا ولأجيالنا من بعدنا‮.‬
‮> ‬كيف‮ ‬ينظر الأستاذ عباس الديلمي‮ ‬إلى واقع اليمن بعد مرور ‮٠٥ ‬عاماٍ‮ ‬من عمر ثورة السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر¿‮.‬
‮- ‬صراحة كنت أتوقع أن‮ ‬يكون الحال أفضل مما هو عليه اليوم‮ ‬‮ ‬لأننا نمتلك من المقومات ما‮ ‬يمكننا من أن نحدث النهضة المطلوبة لشعبنا‮ ‬صحيح أن هنالك من‮ ‬يتعول بالحرب التي‮ ‬خلت أيام الثورة دفاعاٍ‮ ‬عنها‮ ‬صحيح أن هنالك من الأحداث والصراعات الداخلية الكثير‮ ‬وأن هنالك‮.. ‬وأن هنالك‮ .. ‬ما‮ ‬يعترض عجلة التنمية‮ ‬‮ ‬ولكن كل هذه وغيرها لايمكن أن تعيق إرادة شعب بأكمله‮ ‬‮ ‬بدليل أننا حتى اليوم نشكو من الفساد ومن سوء التعليم‮ ‬‮ ‬نشكو من أنه لابد لعجلة التغيير أن تتقدم‮ ‬والكل‮ ‬يرى أن هنالك جوانب قصور‮ ‬وهذا حديث الجميع‮ ‬ولو رجعت إلى الخطاب قبل الأخير لفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي‮ ‬لوجدت أنه تناول هذه القضية بالذات‮ ‬‮ ‬وقال‮: ‬كما أعتقد أن خمسين عاماٍ‮ ‬مرت من عمر الثورة اليمنية‮ ‬ولا بد أن‮ ‬يكون السادس والعشرون من سبتمبر لهذا العام‮ ‬‮ ‬علامة فاصلة في‮ ‬تاريخ اليمن‮ ‬هذه عبارة صريحة وواضحة على أننا قصرنا كثيراٍ‮ ‬‮ ‬وأن الحكومات المتعاقبة منذ قيام الثورة وحتى اليوم لها جوانب قصور‮ ‬وأنه لابد من إحداث نقلة نوعية في‮ ‬حياة المواطن اليمني‮ ‬وفي‮ ‬تاريخ اليمن المعاصر‮.‬

إسدال الستار على المالضي
‮> ‬ما‮ ‬يقوله الرئيس عبدربه منصور هادي‮ ‬‮ ‬وما‮ ‬يجري‮ ‬في‮ ‬الساحة المحلية‮ ‬هل‮ ‬ينبئ بفرصة مواتية لليمنيين ليسدلوا الستار عن خلافاتهم وحروبهم الداخلية المتجددة منذ ثورة ‮٨٤٩١‬م¿‮.‬
‮- ‬كلام منطقي‮ ‬أنه لا تتقدم أي‮ ‬دولة ولا تتطور وهي‮ ‬تجتر الماضي‮ ‬ومانديلا قال بالحرف الواحد‮ :»‬لو نظرنا إلى مشاكلنا في‮ ‬جنوب أفريقيا قبل الثورة لما تقدمت الثورة خطوة واحدة‮« ‬ومن‮ ‬يريد أن‮ ‬يرتبط بالماضي‮ ‬لايستطيع أن‮ ‬يتقدم إلى الأمام‮ ‬‮ ‬أكان من‮ ‬يحاول اللجوء إلى الماضي‮ ‬والإرتباط بالماضي‮ ‬واجترار الماضي‮ ‬كما تجتر الحيوانات ما في‮ ‬بطونها‮ ‬‮ ‬وقد‮ ‬يكون من علامات العجز والنقص والقاء التبعات على الآخر‮ ‬ولهذا الجميع‮ ‬ينصح لمن أراد أن‮ ‬يتخلص من كوابح التخلف ورواسب السلبيات أن‮ ‬ينطلق بمنطلق جديد ومفاهيم جديدة‮ ‬‮ ‬وأن‮ ‬يسدل الستار على الماضي‮ ‬بكل سلبياته‮ ‬ولا تبقى إلا ما‮ ‬يمكن أن‮ ‬يستفاد منها كعبر‮ ‬‮ ‬عبرة لمن‮ ‬يريد أن لايقع في‮ ‬هذا الخطأ‮ ‬عبرة لا تتكرر‮.‬
‮> ‬كلمة أخيرة تودون قولها في‮ ‬نهاية هذا الحوار¿‮.‬
‮-‬أرجو من قيادتنا السياسية ومن إخواننا ومن قوانا السياسية‮ ‬أن تدرك جيداٍ‮ ‬أن كل خطأ نقع فيه سيكون تأثيره على ابنائنا لسنوات‮ ‬‮ ‬أن ندرك جيداٍ‮ ‬إنا على درب سبتمبر نمضي‮ ‬لكي‮ ‬نصل إلى بر الأمان‮ ‬نحن الآن على مشارف حوار وطني‮ ‬وهذا الحوار‮ ‬يعد البصيص الوحيد‮ ‬أو حبل النجاة الذي‮ ‬جر إلينا‮ ‬‮ ‬فإن أحسنا التعامل معه كان بها‮ ‬وإلا لا أستطيع أن أتخيل ماذا سيكون إذا فشل هذا الحوار‮ ‬‮ ‬وما أرجوه من الجميع هو أن‮ ‬يعملوا على إنجاح هذا الحوار وإلى تجنيب الوطن ما لا‮ ‬يمكن أن‮ ‬يحمد عقباه‮.‬

تصوير/ حافظ حفظ الله

قد يعجبك ايضا