يوم الثورة كنت في مطار عدن أحمل رسالة الزبيري والنعمان للبدر فسمعت بيان الإذاعة بصوت

 - ■  بداية دكتور محمد بعد مرور خمسين عاما من الثورة اليمنية.. ماذا تقولون¿
- أولا للثورة ستة مبادئ ما هو الذي تم  تنفذه منها¿ هل أقيم النظام الجمهوري العادل الديمقراطي¿ هل وجد الجيش الوطني¿
حوار/ حسن شرف الدين –
سفيرالأحرار:د.محمد عبدالملك المتوكل يروي حقيقة تعيينه وزيرإعلام الملكيين وتفاصيل مثيرة

يوم الثورة كنت في مطار عدن أحمل رسالة الزبيري والنعمان للبدر فسمعت بيان الإذاعة بصوت الفسيل

عْينت في 1963م سكرتيراٍ أول لسفارتنا في مصر بأمر السلال وعلاقتي به قوية منذ عرفته مع سجناء حجة

¶ الدولة المدنية هي الديمقراطية العادلة والمواطنة المتساوية بين الجميع دون استثناء أو تمييز ¶ التغيير لا بد منه .. وإذا فشل الحوار سنتأخر وقتا أطول ¶ حرب صعدة عبثية والحراك نتاج أخطاء سلطة والقاعدة ربنا يكفينا شرها
¶ الزبيري رفض دعوة البدر للتصالح .. واستاذنا النعمان كان زعيما ورجل دولة

¶ كنت مع الأحرار ننتظر التغيير فأعدموا أخي وهو أول المهنئين .. ورفضت الانتقام من أول لحظة
¶ كان الإمام قد أقفل الحياة قفلا تاما فلم يكن أمام الثوار غير الإطاحة به
¶ كثير من الهاشميين كانوا مطاردين من الأئمة فساهموا في الثورة
¶ قضية أن الإمامة (هاشمية) مجرد اجتهاد من الهادي .. وليست قضية دينية!!
¶ إثارة المذهبية صراع سياسي وقضايا متخلفة أحدثت شروخا كبيرة في اليمن
قامت ثورة 26 سبتمبر 1962م وهو يحمل رسالة من النعمان والزبيري إلى البدر لتكون فرصة أخيرة أمام البدر ليثبت جديته ومصداقيته لصناعة يمن جديد.. وصل إلى عدن وفي المطار سمع راديو صنعاء يذيع على لسان الفسيل قيام الجمهورية العربية اليمنية.. فما كان منه إلا الرجوع إلى الفندق.
منذ نعومة أظافره وهو متأثر بالنعمان وبالفكر التحرري مبتعدا عن العظمة والأنا القاتلة.. تمنى النظام القائم على العدل والمساواة والديمقراطية وحرية الرأي والتعبير.
في العيد الذهبي لثورة السادس والعشرين من سبتمبر نلتقي بوزير إعلام الملكيين الذي كان يدرس حينها في القاهرة وأحد أفراد الاتحاد اليمني الذي كان يقوده الأستاذ النعمان.. إنه سفير الأحرار الدكتور محمد عبدالملك المتوكل.
في هذا اللقاء الذي أجرته معه «الثورة» نقف معه على محطات عدة من حياته ويحدثنا بصراحته المعهودة ليكون شاهدا على أهم فترة من تاريخ اليمن.. إلى التفاصيل:

■ بداية دكتور محمد بعد مرور خمسين عاما من الثورة اليمنية.. ماذا تقولون¿
– أولا للثورة ستة مبادئ ما هو الذي تم تنفذه منها¿ هل أقيم النظام الجمهوري العادل الديمقراطي¿ هل وجد الجيش الوطني¿
– الجيش الوطني يعني جيش الشعب وليس جيش فئات معينة ثم إزالة الفوارق.. المصريون عندما أملوا على الثوريين هذه المواد كانوا يقولون «إذابة الفوارق» فإخواننا أخذوها إزالة الفوارق وهي في الحقيقة إذابة الفوارق وليس إزالتها لأنه لا يمكن إزالة الفوارق بمعنى أنت دكتور والثاني ليس دكتورا بالتالي هناك فارق فالمصريون يقصدون إذابة الفوارق غير المشروعة والسؤال هل زالت الفوارق أم زادت الفوارق¿.. الشيء الآخر هناك كثير من المواد الثورية التي قامت عليها ثورة سبتمبر إذا أخذناها واحدة واحدة ونرى ما هو الذي يطبق وما هو الذي لم يطبق أنا أقول للأسف الشديد إن المبادئ لم تطبق بالطريقة التي كان يجب بها أن تطبق.
حينما قامت ثورة 26 سبتمبر ذهبوا يبحثون عن رئيس لها فجاءوا إلى الرئيس السلال وكما سمعت من أحدهم سألوه هل تريد أن تتولى منصب الرئاسة لأن حمود الجائفي رفض» قال أنا أقبل لكن بشرط وهم منتظرون ما هو الشرط الحضاري الذي سيطرحه قال «من زقمناه قتلناه فإن رجعوا بيت حميد الدين ما زد يلقوا أحد وإن ما رجعوا نكون قد تخلصنا» هذا هو الشرط ولهذا قتلوا حوالي «سبعين» من العاملين مع الإمام دون محاكمة وكان من أسباب الثورة أن الإمام كان يعدم دون محاكمة وهم قتلوا «سبعين» واحداٍ دون محاكمة مما جعل البعض يحتج عليهم في هذه القضية.. وأعتقد أن السبب أن السلال هو خريج من العراق والعراقيون قاموا بثورة قامت على أساس سفك الدماء من البداية الشيء الآخر أن النموذج لدى هؤلاء الثوار أو لدى من تولى الرئاسة كان النموذج هو الإمام ليس عندهم نموذج حاكم ديمقراطي وأرادوا أن ينتقموا مثل الإمام فاختلف الزبيري والنعمان مع السلال وعملوا مؤتمر عمران ثم مؤتمر خمر.
■ أفهم أنكم تريدون إعادة تقييم لثورة سبتمبر وتصحيحها.
– علينا اليوم أن نعيد من جديد بناء الدولة المدنية الديمقراطية التي حلمنا بها في 62م.
رسالة البدر
■ الدكتور محمد المتوكل من مواليد 1937م. قامت ثورة سبتمبر وعمرك خمسة وعشرون عاما.. هل كنت في اليمن أم في مصر¿
– أنا كنت في مصر «هربت» سنة 60م لأن الإمام رفض أن يسمح لي الخروج للدراسة فهربت إلى عدن وفي عدن استقبلني الاتحاد اليمني وساعدني على الوصول إلى مصر ودعمني الاتحاد اليمني خلال مرحلة معينة إلى أن قامت الثورة ثم أضفت مع الطلبة بعد قيام الثورة وتعينت سكرتيراٍ أول لسفارة الجمهورية اليمنية في القاهرة بأمر من السلال.
وخرجت من مصر إلى اليمن قبل الثورة بشهر بعد أن سمح لي أن أخرج وأرجع ووصلت إلى صنعاء والتقيت البدر وقال لي: أنا أريدك تتكلم مع الاستاذ نعمان والاستاذ الزبيري وتقول لهم يجو نتعاون في بناء اليمن والإمام لم يعد قادرا فهو في طريقه للنهاية واليمن ستضيع علينا جميعا إذا لم نتعاون فالامريكان من جهة والمصريون من جهة والسعوديون من جهة والصراعات الداخلية بين العسكر الصغار والضباط الكبار بالإضافة إلى الطائفية والعنصرية.
■ ماذا كان رأي الزبيري ونعمان في رسالة البدر إليهما¿
– الزبيري كان رافضا لأنه لا يريد شيئاٍ من بيت حميد الدين كان شاعراٍ وحساساٍ ولأن الإمام حبسه وعنده حساسية أكثر منها قضية ثورية أصبحت قضية خاصة.. أما الأستاذ نعمان فكان رجل دولة كان زعيماٍ من الزعماء قال لماذا لا إذا كان لديه شيء معين دعونا نجرب ما مدى مصداقيته في هذا الكلام ونطلب منه أشياء فإن نفذها كان بها وإن لم ينفذها لم نخسر شيئاٍ.. وبعدها كتبوا رسالة من الاتحاد أرسلوها معي فوصلت إلى عدن والتقيت بأعضاء الاتحاد في عدن وكان هناك عدد كبير منهم سنان أبو لحوم ومشائخ وغيرهم وفي طريقي للخروج إلى صنعاء في المطار أخذني علي الأحمدي -الذي تولى وزارة الإعلام بعد الثورة- إلى المطار وكان هناك بعض من بيت حميد الدين أمثال يحيى ابن الحسين فطلبوا مني أن أتأخر حتى يحصلوا على تذاكر لأنه ليس لديهم تذاكر وقلت لهم أنا ماليش دعوى أنا معي تذاكر سأذهب وانتوا انتظروا حتى تحصلوا على التذاكر -وهم كانوا ضد البدر- وكانوا يخشون أنني جئت كرسول من الاتحاد اليمني للوقوف مع البدر فكانوا يريدون تأخيري فرفضت ودخلت أنا وعلي الأحمدي إلى صالة المطار وكان أحد المواطنين لديه راديو مفتوحة وإذا هي تذيع «هنا إذاعة الجمهورية اليمنية» «العربية اليمنية» «إذاعة الجمهورية اليمنية العربية» وكان صوت محمد الفسيل.
■ محمد الفسيل هو الذي ألقى بيان الثورة¿
– نعم هو الذي كان يلقي البيان وكان صوته وسألته مالك كنت تلقي البيان هكذا¿.. وأجابني كانت الدنيا ملخبطة.
■ هل التقيتم بالبدر¿
– لم ألتق به لأن البدر كان قد هرب.
■ هل اطلعتم على مضمون الرسالة¿
– في الحقيقة أنا لم أطلع على الرسالة وقد رجعتها للاتحاد وكانت الرسالة مقفولة لكن كانت الرسالة تحمل بعض القضايا الوطنية الأساسية كاختبار لكي يثبت جديته فيما قاله.. وبعد سماعي خطاب الثورة رجعت إلى الفندق في عدن وكنت في الطريق إلى أن أعود القاهرة وفي الفندق سمعت عن الاعدامات التي طالت رئيس الاستئناف وأخي حمود الذي أرسل لهم برقية تهنئة.. قال لي محمد الفسيل أول برقية تهنئة وصلت لنا كانت من اثنين من حمود عبدالملك المتوكل وعبدالصمد أبو طالب هؤلاء أرسلوا تهنئة ومع ذلك اعدموا الاثنين.. وقلت في نفسي والله جماعة يمارسون الإعدام بهذا الشكل وعلى أساس عنصري فهذه القضية ليست قضية وطنية وإنما عنصرية متخلفة.. فذهبت إلى السعودية مع أولاد حميد الدين الذين كانوا موجودين في عدن.. وبعد أسبوع أو عشرة أيام خطب السلال أن الثورة ليست ثورة عنصرية يعني أدرك هذا الكلام ولهذا قالوا حتى لا يقول الناس أن الإعدامات عنصرية قاموا بإعدام «عاموه وعبدالرحمن السياغي» لأجل لا يقول الناس أنها عنصرية.. وفي خطاب السلال قال أن هذه الثورة ليست عنصرية وأن كثيراٍ من الهاشميين ساهموا في الثورة.. أنا استمعت إلى هذا الخطاب وقلت خلاص هذه فرصة بالنسبة لي دبرت أمري وسافرت إلى بيروت للعودة للدراسة ولقيني أحمد جابر عفيف وبعثت رسالة للسلال وقلت له «لقد وصلت بيروت أبارك خطواتكم» حينها أصدر الملكيون بياناٍ وعينوا وزراء كنت من ضمنهم عينوني وزيرا للإعلام وأنا في بيروت.. ثم جاءت لي رسالة من البيضاني الذي كان وزيرا للخارجية أمر أن أذهب إلى لندن لمرافقة محمد الوريث أحد ثوار 48م وكان عنده سرطان فذهبت معه وقعدت معه فترة ثم رجعت إلى القاهرة وانضممت إلى الجامعة كلية الإعلام وحينها جاءني أحد زملائي اسمه عبدالسلام حلبه قال لي: أنا أريد أعمل معك مقابلة قلت: له ماذا تريد قال: أعجبتني فكرة أن أقول «وزير إعلام الملكيين طالب في جامعة القاهرة» قلت له ما عنديش مانع لكن بشرط أن تكتب ما أقوله أنا ووافق وفعلا نشر ما قلته ونشرت في مجلة القوات المسلحة التي كانت ترسل لليمن وصلت المجلة لليمن وفيها صورة البدر وصورتي واليمنيين توزعوها بشكل لا حدود له.. وعندها جاءوا لي بعض الزملاء الطلبة المصريين وقالوا أنت كنت وزيرا قلت لهم نعم قالوا سبتها ليه¿ أنت مغفل تسيب الوزارة¿ قلت نعم حتى أكمل الدراسة.. بعد فترة جاء السلال إلى القاهرة وذهبنا لزيارته أنا وحسن السحولي يبدو أن السحولي نصح السلال أن يعيني في السفارة اليمنية بمصر وكان حينها عبدالرحمن نعمان سكرتيرا أول للسفارة ثم ترك هذا المنصب وعينوني بدلا عنه في أوائل 63م.
■ ماذا عن تنظيم الأحرار في مصر.. هل كان لكم ارتباط به¿
– لا لا.. الاتحاد كان يريد أن أكون معه والاستاذ نعمان قال أنا أنصح أن نتركه يدرس الآن حتى لا نعمل له مشكلة.. وكنت أتلقى مرتباٍ من الأوقاف المصرية عن طريق حسين الشافعي عشرة جنيهات والاتحاد اليمني كان يعطيني خمسة جنيهات بعد قيام الثورة عينوا لي 17 جنيها كأحد الطلبة.
■ يعني كانت علاقتك بالاتحاد علاقة تبني وليس تنظيمية¿.
– بالنسبة للاتحاد اليمني نعم لأنهم هم الذين استقبلوني والاستاذ نعمان كان استاذي في حجه وله فضل علينا كبير وفي القاهرة كان يتولى هو مسئولية الطلبة الاتحاد تولاني حتى قيام الثورة وبعد الثورة تعينت مثل الطلبة بـ17 جنيها وبعد ما جاء السلال في 63م عينوني سكرتيراٍ أول للسفارة اليمنية وارتفع الثمن إلى 90 جنيها وعملت لي مشكلة هذه الـ90 جنيها لأني أصبحت سكرتيراٍ أول يعني لازم يكون عندي شقة مستقلة لأني سأستقبل فيها الناس وبدل ما أركب المواصلات العامة أركب تاكسي وما دام عندك مرتب فأنت مسئول على أسرتك.. وقلت لهم والله أن 17 جنيها كانت أفضل لي في هذا الموضوع ومع ذلك عملت في السفارة ثم تركتها وكملت في الجامعة.
إثارة العنصرية
■ في تلك الفترة هل ظهرت المصطلحات العنصرية والمناطقية¿
– هي ظهرت بعد الإعدامات مباشرة الشيء الثاني قبل الاعدامات كان عبدالرحمن البيضاني هو الذي يذيعها في الإذاعة وكان على أساس أن الإمام هاشمي وكان يقول هؤلاء الهاشميين هم وهم وهم وهو الذي أثار قضية الهاشمية وكان هذا منتشراٍ نتيجة أن الإمام كان هاشمياٍ والسبب أننا اليمنيين للأسف الشديد متعودين مثلا اليوم علي عبدالله صالح من سنحان نقوم بتوجيه أصابع الاتهام لسنحان.. مع أنه كثير من الهاشميين كانوا مساكين ومطاردين من الأئمة أنفسهم لأن الإمام كان يعتبر أنه ما يعين إمام إلا هاشمي فكان يعتبرهم خصومه في هذه القضية فكثير من هذه القضايا المتخلفة تأتي نتيجة للتخلف لأنه وصلنا في الطائفية إلى حد أن هذا يسربل وهذا يضم.
والشيء الآخر أن المحتكين بالإمام معظمهم من الفقهاء وهم قريبون من الإمام وسلطاتهم عند الإمام أكثر من الهاشميين لكن مع ذلك قالوا لماذا لا يكون الإمام إلا هاشميا الآن ظهرت أشياء أخرى كالطائفية يعني ارتبطت اليمن بعدد من الأشياء أولا ظهور الصراعات القبلية بين القبائل ثم جاءت الصراعات المناطقية بين اليمن الأسفل واليمن الأعلى ثم جاءت بعد ذلك العنصرية بين هاشمي وقحطاني الآن جاءت القضية الطائفية وهي صراعات بين سني وشيعي وسلفي وغيرها.. فهذه هي الصراعات التي لحقت باليمن وللأسف الشديد عملت في اليمن شروخات كبيرة.
■ هذه الصراعات التي تحدثتم عنها.. هل كانت صراعات مفتعلة¿
– هي كانت نتيجة لوجود قضايا داخل المجتمع فمثلا قضية الهاشمية والقحطانية على أساس أنه كان الإمام ما يصلح إلا هاشمي وهذا أثار كثيرا من الفقهاء كانوا يقولون أيش معنى أن لا يكون الإمام إلا هاشمي.. والإمامة كانت اجتهادا من الإمام الهادي يحيى ابن الحسين وليست قضية دينية لأن القبائل اليمنية جاءت بالإمام الهادي من جبل الرس لأن القبائل حينها كانوا مختلفين ولا أحد من القبائل يرضى بالآخر.
وجميع الصراعات تلتقي مع السلطة فالناس يصارعون من أجل السلطة ويخترعون لهم مبادئ معينة مثلا أنا أذكر في فترة من الفترات بين الشافعي والزيدي كانت السلطات كلها مع الزيدية فكان الشافعيون متطلعين يريدون أن يكون لهم دور فكانت تظهر الصراعات وكأنها صراع شافعي زيدي والحقيقة لم تكن القضية أن واحد يضم أو يسربل وإنما هي قضية صراع على السلطة والآن نفس الكلام الصراع ليس صراعا دينيا وإنما سياسي.
■ كيف تعاملتم مع هذه المصطلحات¿
– طبعا كنا ضدها لأنها لم تعد منطقية وبالتالي يكرهك أنك جئت من سلالة معينة أنا أمي قبيلية وأبي سيد هاشمي وكنت مختلف مع هذه الحكاية منذ أن كنت صغيراٍ كانت زوجة أبي الثانية يسموها «شريفة» وأمي يسموها «قبول» باسمها وكنت زعلان وقلت لهم لاعد تسموني «سيدي محمد» سموني «محمد» احتراما لأمي ودفاعا عنها في هذا الموضوع.. ومرة كتب محمد بن حسن المتوكل رسالة لأبي وقال له أنني ألبس سروال قصير فأبي قام بعرض الرسالة على الأستاذ نعمان الأستاذ نعمان تصور أنه ربما أبي يتهمه بحكم أنه استاذنا قال له أبي أنا عارف أنه ليس أنت أنت هوذا سروالك لاعند رجلك أنا أعرف أنه مشاكس من عادو صغير كان يقول للبزايا لا يداعنش «ياسيدي».
فهذه للأسف الشديد قضايا العنصرية والطائفية.. وهذه نمت في سنة 67م نتاج الصراع الذي حصل في اليمن بين العسكر أيام العمري لم يظهر للناس بماذا يفسرون هذا الصراع كانت الصاعقة والمظلات كلهم من مناطق تعز والمناطق الأخرى قام بتدريبهم المصريون والذين كانوا مسيطرين على القوات المسلحة كلهم من مناطق الشمال فلما خرج المصريون كان الجماعة الأولى يقولون نحن عسكر ويجب أن نساهم وهم كانوا بصراحة أكثر من حارب في السبعين وأكثر من انتصر.. وهؤلاء الفئة الجديدة من العسكريين الذين دربوهم المصريون في مجال الصاعقة والمظلات كانوا من المناطق الشافعية «اليمن الأسفل» ومعظم العسكر من المناطق الشمالية «اليمن الأعلى» فبدأوا أصحاب المناطق الأعلى يريدون أن يعودوا إلى مواقعهم وسيطرتهم وهيمنتهم وأولئك يقولون كيف وإحنا أين مكاننا.. يعني كان الصراع سياسياٍ فدخلوا في حرب الناس لم يعرفوا كيف يفسرون الحرب قالوا هؤلاء زيود وشوافع وهذا خطأ القضية قضية سياسية هؤلاء أرادوا أن يكونوا شركاء مواطنين يريدون أن يكونوا شركاء في السلطة والآخرون مهيمنون لا يريدون أحداٍ في هذا الموضوع ولهذا كانوا يقولون (ما بش إمام دخل من باب اليمن) الأئمة يدخلون دائما من شعوب.
الناس قد ضعفت عندهم قضية العنصرية لأنهم وجدوا التفرقة العنصرية (الهاشمي والقحطاني) أنها لم يعد لها مبرر وليس لها معنى بدأت بعدها قضية الطائفية وهذه نتيجة لدخول السلفيين والوهابيين في هذا الموضوع فبدأ الصراع بين زيدي وشافعي بين سني وشيعي وإذا رجعنا نبحث عن السبب سنجد السبب هو «التخلف» هل هذا من الدين والله سبحانه وتعالى يقول «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) ويقول: (لست عليهم بمسيطر إنا إلينا إيابهم وإن علينا حسابهم» الله عز وجل يتكلم عن الفارق بين الدين والكفر.. الدول الأوروبية تقول «الدين لله والوطن للجميع» كان القرآن قد أشار إليها هكذا قضية المجتمع والحقوق والواجبات لا أحد له دخل فيها وليس لأحد دخل في الدين الدين لله وحده ولهذا إذا كان هذا بين الكفر والدين كيف يقوم هؤلاء يتقاتلون لأن هذا سربل أو هذا ضم أو هذا زيدي أو شافعي يعني كلام سخيف مدسوس على الدين الإسلامي.
علاقتي بالثوار
٭ هل لكم أن تحدثونا عن علاقاتكم مع قيادات الثورة لتلك الفترة في 62م¿
– كنت على علاقات جيدة وأعرف السلال السلال كان مسجونا عندنا في حجة وكانت بيننا علاقات جيدة وحمود الجائفي ومحمد الفسيل وغيرهم الذين كانوا سجناء في حجة وكنا على علاقة قوية جدا وكانوا كاتبين مقالات وقصائد في العلاقات الموجودة بيننا.
أقمت علاقات صداقة كثيرة ابتداء من حجة لأنهم كانوا يسجنون في حجة وكنا نقيم علاقات كبيرة وكان بفضل الاستاذ النعمان الذي كان استاذنا فكان بيننا علاقات كبيرة ليس لها دعوة بقضية الثورة إنما كانت علاقة ذات طابع تقدمي يعني كان جميعنا ينظر إلى التقدم والتطور وأنا لا أذكر أنني كنت من المتآمرين إطلاقا على أحد.
■ خبر قيام الثورة.. كيف تقبلتموه وكيف تعاملتم معه¿
– قامت الثورة بالنسبة لي كالتالي: أنا كنت في عدن أحمل رسالة للبدر كما قلت لك سابقا وكنت متقبل الخبر لأننا كنا مع الأحرار أمثال الأستاذ نعمان والآخرين منتظرين قضية التغيير.
الصحافة
■ أنهيت دراسة الصحافة عام 66م وترأست تحرير صحيفة الثورة 68م .. ماذا عن محمد المتوكل الصحفي¿
– أولا حين كنت في حجة في الخمسينيات اصدرنا صحيفة اسمها صحيفة «الرياضة» خطية كنت أنا وواحد من بيت نعمان وعدد من الاخوان قمنا بإصدارها والبردوني وشخص آخر من بيت المتوكل كان يصدر في صنعاء صحيفة أخرى وكنا نتبادل أحيانا ثم حدث أن واحد من آل الوزير «محمد عبدالله الوزير» كتب مقالاٍ يهاجم فيه الخريجين من القاهرة وقال أن هؤلاء لا يعملون ولا يشتغلون ولا في رأسهم إلا قضية السينماءات فرد عليه «حميد الأحمر» -الله يرحمه- في جريدة الرياضة.
■ اخو حسين الأحمر (والد الشيخ عبدالله)¿
– نعم أخو حسين الأحمر كنا أصحاب أنا وهو بشكل خاص فرد عليه في جريدة الرياضة قائلا: هل وظفتوهم (يقصد الخريجين)¿ أنتم لم توظفوهم ولم تدخلوهم الوظائف وفلتوهم ولم تنظروا إليهم.. فـ»يحيى ابن الحسين ابن الإمام» أخذ الصحيفة وأدخلها للإمام والإمام أرسل برقية إلى الوالد «من الإمام إلى نائب حجة اسألوا الولد محمد عبدالملك كم أجرة الصحيفة».. أبي طبعا لم يكن يعرف.
وموقف آخر جاء عبدالله عبدالكريم -زوج بنت الإمام أمةالله- فكنا نخرج نزوره بعد قيام الثورة في مصر عام 52م وقال أن محمد نجيب كافر قلت له ليش قال بيلبس «برنيطة» قلت له ليش والعمامة قديه خيمة الإسلام¿ قال: لا الرسول قال من تشبه بقوم كان منهم قلت له: طيب افرض ان النصراني لبس عمامة وجوخ قدوه مسلم¿ فأحرج جدا.. ونقلها إلى الإمام وقد كتبتها صحيفة الفضول التي كان يصدرها عبدالله عبدالوهاب نعمان في عدن وبسبب موقفي من القبعة قال أن النعمان يفسد الطلبة في المدرسة التي فتحها -المدرسة المتوسطة- من جملة هؤلاء ابن نائب حجة الصغير (يقصد أنا) شوف أيش يقول.. الإمام عمل برقية «من الإمام إلى نائب حجة هل لا يزال الولد محمد بن عبدالملك حافظا للمتون أم قد هدمها التوسط والمتوسطة».. أبي فوجئ بالرسالة وقال عاد الولد صغير وما قدوش في قضايا التوسط والمتوسطة ومابش عنده هذه الاشياء.. بعد ذلك وصلت برقية من الإمام إلى نائب حجة «قولوا للأستاذ نعمان رحم الله امرأٍ .. الأستاذ النعمان رد «هذه تحتمل معنيين إما رحم الله امرأٍ عمل عملا صالحا فأتمه فإذا كان كذلك فأرجو أن تعملوا للمدرسة المتوسطة كذا وكذا -طلب في الرسالة طلبات- وإن كان المقصود رحم الله امرأٍ عرف قدر نفسه فأغلقوا المدرسة المتوسطة وانقلوا الطلبة إلى المدرسة العلمية».. قال الإمام «صواب تغلق المدرسة وينقل الطلبة إلى المدرسة العلمية».. وحينها كتب موضوع في الجريدة بعنوان «قبعة نجيب تغلق مدرسة».
■ ماذا عن فترة ترؤسكم صحيفة الثورة¿
– صحيفة الثورة أنا ترأستها بعد 68م. كان على رأسها في تلك الفترة الأخ محمد الزرقة ويبدو أن الزرقة تخلى عن الرئاسة وأول تعيين لي في وزارة الإعلام مدير عام للصحافة ثم انتقلت مدير عام العلاقات العامة ثم انتقلت إلى رئيس مصلحة السياحة ثم جاء الحمدي وانتقلت لكي أكون وزيرا للتموين والتجارة.
وكانت فترت ترؤسي لصحيفة (الثورة) قصيرة جدا كنت أعمل في تلك الفترة مع الأخ علي الشاطر وكان الاستاذ نعمان رئيسا للوزراء في حينه وكانت مدة محدودة جدا لأني كنت مديرا عاما للصحافة وعند ذهاب الزرقة من الصحيفة كلفوني بالإشراف على الصحيفة.
مع حركة التصحيح
■ بعد حركة 13 يونيو عام 74م تم تعيينكم عضوا في اللجنة العليا للتصحيح وأوكلت لكم رئاسة عدد من اللجان هل لكم أن تحدوثنا عن تلك الفترة¿
– أنا كنت يومها رئيسا لمصلحة السياحة التابع للإعلام وحينها سمعت في الإذاعة بتعييني عضوا في اللجنة العليا للتصحيح ثم عينت رئيسا للجنة المحلية ورئيس للجنة الأوقاف ورئيسا للجنة العدل ورئيسا للجنة الخريجين.
■ ما كان مهمة لجنة التصحيح¿
– كانت عبارة عن عملية بحث مثلا «الأوقاف» تبحث ما هو وضع الأوقاف ومشاكلها وكيف يجب تصحيحها فهي كانت وسيلة إبراهيم الحمدي -رحمه الله- للحد من الفساد وتصحيح أوضاع الإدارة وكانت هذه الخطوة الأولى لأنه كان هناك نقد كبير جدا للفساد الإداري والعبث الإداري والحمدي جاء لإصلاح الإدارة فكانت اللجنة العليا للتصحيح هي أول شيء في هذا المسار وأهم ما عملته كانت في الطريق إلى القضاء على تشريع الفساد فقد كان الفساد مشرعا وأصبح الفساد محاربا.. إلى أن قتلوا إبراهيم الحمدي وكانت محاولة لتصحيح العمل الإداري فمثلا «الأوقاف» تحتاج إعادة نظر في طريقتها واستخدامها لأموالها واستثماراتها لأنها في الحقيقة مؤسسة ذات طابع استثماري وبالتالي فهي أكثر منها قضية وزارة فهي قضية مؤسسة.
الحكم المحلي أيضا النواب وعمال المناطق كنا بدأنا في فكرة إيجاد الحكم المحلي.. أما «العدل» فكان حوله صراعات كبيرة جدا وكان أيامها وزير العدل السمان.. أما لجنة الخريجين فكان يأتي أحيانا خريجون من الخارج ولا يعرفون كيف يعملون ولا أين يروحون وكان من مهام اللجنة أن تستقبل كل خريج وترسله في المكان الذي يتناسب معه ولهذا كانوا يتوظفون مباشرة ويأخذ فلوس خاصة لزيارة العائلة ثم يرجع ويتم توزيعه بحسب تخصصه وكان هذا حينها يتم لأول مرة حيث كان الخريج إما يضيع أو يروح في عمل ليس تخصصه.
مع الرؤساء
■ عاصرتم عدداٍ من الرؤساء ابتداء من الرئيس السلال حتى الرئيس هادي.. ما تقييمكم لكل مرحلة¿
– طبعا تعتمد على قضية الأوضاع السياسية الداخلية فكانت أوضاع السلال بداية الثورة ولم يكن هناك تصور ماذا سيصنعون كان الإمام هو النموذج وطريقة الإمام هي النموذج الشيء الثاني دخلت حرب بين الملكيين والجمهوريين وأخذت سبع سنوات ثم ذهب السلال وجاء القاضي عبدالرحمن الإرياني وهو رجل طيب ومدني ومتدين لكنه كان بعيدا عن قضية الإدارة الحديثة وفي تلك الفترة كبر نفوذ المشائخ فالمشائخ حاولوا يسيطرون ولما رأوا أن الإرياني بدأ يختلف مع سنان أبو لحوم وكان قد بدأ يختلف مع الشيخ عبدالله قالوا له «مع السلامة» وجابوا بإبراهيم الحمدي الحمدي حينها أراد استخدام القوات المسلحة ليقضي على مراكز القوى المختلفة من المشائخ وغيره لكن للأسف الشديد لم يكن معه الوقت الكافي من ناحية وتجربته أيضا مع هؤلاء كان لديه حْسن نية أكثر من اللازم من ناحية اخرى فاستخدم عناصر كانت هي التي قتلته.. وهذه من الأخطاء التي حصلت في عهده لكن كان عنده توجه لبناء الدولة الحديثة ولو استمر الحمدي -رحمه الله- لكانت اليمن تغيرت تغيرا كبيرا جدا ووصلت أفضل مما عليه اليوم.. أما الغشمي فكانت مدته قصيرة وكانت اليمن في حالة يرثى لها.. فجاء بعده عبدالكريم العرشي -رئيس مجلس الرئاسة- لمدة شهر.. ثم جاء علي عبدالله صالح واستمر ثلاثة وثلاثين عاما إلى أن قامت الثورة الشعبية الشبابية.. جاء علي عبدالله صالح وفكرته كيف تكون الدولة لم تكن واضحة وكانت لديه عناصر متعددة اعتمد على ثلاث وسائل للحكم على المال لقبول الآخرين والوظيفة والسلطة فانتشر الفساد بشكل كبير جدا وتم العبث للأسف الشديد وجاء حوله عدد من المتعلمين السيئين كان همهم المال وانضم إليهم القوى الإسلامية وكان منتظراٍ من هذه القوى تلطيف الجو فإذا بهم يريدون تنمية أنفسهم كحزب فكان يستخدمون علي عبدالله صالح والاقتراب منه وقامت حروب في المناطق الوسطى ثم حروب مع الجنوب ثم حروب مع الحوثيين خلال هذه الفترة فقد كانت هذه المرحلة مرحلة صعبة جدا على اليمن.
قضية الوحدة
■ الدكتور محمد المتوكل أين كان من الوحدة اليمنية¿
– طلع الاستاذ عبدالعزيز عبدالغني -رحمه الله- بعد ما وقع في عدن الاتفاق الأول قبل اتفاق مايو وجاء عبدالعزيز عبدالغني باسم المؤتمر الشعبي فدعا كل أعضاء المؤتمر وأذكر أنني ناقشته في هذا اليوم وقلت له يا أستاذ عبدالعزيز الوحدة عمل حضاري ولا يمكن أن تتم إلا على أيدُ حضارية فهل بالإمكان أن يتولى عملية الإعداد والترتيب قوى حضارية متعلمة لأنني أخشى أن تنعكس القضية ولا تتحقق الوحدة أو تسقط الوحدة وضربت له مثلا أن هؤلاء جاءوا ولديهم حزب ونحن ليس لدينا حزب.
■ ألم يكن هناك حزب المؤتمر في حينه¿
– هو كان هناك حزب المؤتمر لكن لم يكن حزبا مقارنة بالحزب المنظم وهناك فرق بين حزب صنع الدولة وحزب صنعته الدولة الحزب الاشتراكي صنع الدولة بينما المؤتمر صنعته الدولة.. وللأسف الشديد كانت القوى التقليدية هي التي عملت وأعدت الترتيبات الأولى للوحدة وعملوها بطريقة فيها تآمر كل واحد يتآمر على الثاني كان التصور لدى الإخوان في الجنوب أنهم حزب وبالتالي هم الذين سيلفون على الاوضاع في الشمال وعلي عبدالله صالح والآخرين كان يتصور أنهم الأغلبية ولهذا في الاتفاق حول «أين يكون الجيش» جيش الجنوب طلعوه عمران وخولان وجيشنا أخذوه أبين مرتبطاٍ بالبيضاء يعني كان هناك ترتيب ذكي جدا في هذا الموضوع فقد طلعوا أهم جيوش الجنوب بين القبائل المسلحين.. ولهذا كان الصراع.
الشيء الآخر الجنوبيون دخلوا الوحدة وهم مختلفون أكثر مما يجب وكان المفترض أن يعملوا اتفاقاٍ فيما بينهم كان بينهم صراعات متعددة من أيام قحطان كان كل واحد يحارب الثاني في تلك الفترة وكان لا بد أن يتفقوا وما في شك أن علي عبدالله صالح استفاد من هذه الخلافات والجماعة الذين جاءوا مع علي ناصر والذين هربوا إلى الشمال كانوا أداة من الأدوات التي حاربت بما فيهم عبدربه منصور الذي قاد دخول عدن كان من أنصار علي ناصر محمد الذي حاربوه في 13 يناير.
■ ماذا عن صيف 94م.
– كان لا بد أن تؤدي القضية إلى صراع مسلح لأنه كان الاعتماد لكلا الطرفين على السلاح لم يكن هناك ديمقراطية حقيقية وكل منهم كان يفكر كيف ينتهي من الآخر لأنه كما قلت أن الوحدة عمل حضاري لا يمكن أن تتم إلا بأيدُ حضارية ولهذا للأسف الشديد كانت النتيجة مؤسفة.
اللقاء المشترك
■ الدكتور محمد المتوكل شارك في إنشاء التجمع الوحدوي وكذلك شارك في إنشاء اللقاء المشترك.. وجميعهما ملتقى للأحزاب السياسية.. تقييمكم للتجمع واللقاء¿
– الحقيقة أنا لم يكن لدي حزب كنت مستقلا وأنا كنت مقرر مجلس التنسيق الذي كان يجمع الناصريين والبعثيين والاشتراكي ودخلت المشترك متأخراٍ بعد خروجي من المؤتمر الشعبي في 94م.. أنا كنت مهتماٍ بقضية (عملية تنمية قوى معينة) بحيث لا تهيمن قوة واحدة كنا نشعر أن السلطة لديها المال والسلاح والحزب وبالتالي لا بد من قوى أخرى تواجهها متحدة فكان الاتجاه كيف بالإمكان أن نجمع أحزاب المعارضة فتشكلت في مجلس تنسيق حتى وصلت إلى اللقاء المشترك وكان لها دور ممتاز جدا في إضعاف هيمنة السلطة إلى أن وصلنا إلى اليوم.
■ كيف ترون دور اللقاء المشترك خلال العام الماضي¿
– المشترك أوصل الأوضاع إلى ما وصلت إليه في عملية الثورة الشعبية لكن بعد ذلك كيف تعامل معها الناس يفكرون دائما عندما يكونون في المصيبة ويختلفون عندما تأتي المصلحة فكان المشترك يؤدي دوره عندما كانوا كلهم وكانوا متفقين اتفاقا كليا وتم تسيير المشترك بشكل كبير جدا وحاول أن يتوسع عن طريق لجنة الحوار حتى يقوي من شركائه فبمجرد أن بدأت الثورة بدأ البعض يتصور المصالح ويفكر في المصالح أكثر مما يفكر في عملية الشراكة وهنا بدأ الخلاف.
الثورة الشبابية
■ أنتم عاصرتم الثورة الأولى «ثورة سبتمبر» والثورة الأخيرة «ثورة الشباب».. قراءتكم للثورتين¿
– هذه الثورة «الجديدة» كانت ثورة محدودة وذات طابع سلمي وهذا شيء جيد في حين أن ثورة 26 سبتمبر كانت ثورة عسكرية مثلها مثل ثورة مصر والسودان ولم يشارك فيها الشعب مشاركة كاملة إلا بعد أن دخلت الحروب في هذا الموضوع وأنا أعتقد أن ثورة هذه المرحلة كانت ثورة متطورة ثقافية وذات طابع سلمي.. لكن في الماضي كان الإمام قد قفل الحياة قفلا تاما لم يكن أمام الثوار غير أن يقوموا بالإطاحة بالإمام أما الآن فقد بدأت الأحزاب أيام علي عبدالله صالح وبدأت قضية الديمقراطية ونستطيع المقارنة بين الصحافة منذ أن جاء علي عبدالله صالح والصحافة قبل ذلك لم يكن هناك أحد يجرؤ أن ينتقد كما تطورت اليمن على المستوى العربي والدولي فتطور وعي الناس ولهذا جاءت الثورة ذات طابع سلمي وباتجاه ديمقراطي.
■ أليست انعكاساٍ للثورات السابقة¿
– ليس هناك شك أن الثورات السابقة شجعت الثورة اليمنية للخروج والقيام بالثورة والناس دائما يعجبهم التقليد والحقيقة المشترك كان قد عمل تغييراٍ وبدأت عدد من الحركات مثل حركة الحوثي والحراك في الجنوب.
الدولة المدنية
■ ما هي الدولة المدنية التي يريدها محمد المتوكل¿
– الدولة هي الدولة المدنية الديمقراطية العادلة التي تعتمد على المساواة والمواطنة المتساوية لجميع المواطنين بلا استثناء ودونما تمييز.. وأن تكون ديمقراطية ليس فيها استبداد وأن لا تكون ديكتاتورية واستبدادية ولا تكون ذات طابع عسكري تعتمد على أصول العنف وإنما تكون ذات طابع مدني بحت ديمقراطي وأن يكون فيها الجيش لحماية الدستور وحماية البلد وفيها القضاء المستقل العادل الذي لا يتبع أحداٍ ولا يخضع للهيمنة.. وفيها الانتخابات الحرة والنزيهة والإعلام الحر.. وبالتالي ليس فيها مستبدون وليس فيها طغاة وعنف وتمييز بين المواطنين.
■ ألست مبالغاٍ في هذه الدولة التي تريدها وأنت في وطن عربي واليمن لها خصوصية قبلية مسلحة ونسبة الجهل فيها كبيرة¿
– أعتقد أن اليمن لديها قابلية للديمقراطية أكثر بكثير من الدول العربية الأخرى لأن فيها قوى متعددة ودائما القوى المتعددة تدفع الآخرين إلى الاتفاق وإلى الديمقراطية ولا ننسى أن اليمن شهدت الديمقراطية أيام السبئيين كان هناك ديمقراطية وكان هناك مشاركة كبيرة جدا.. وأنا متفائل أنه بالإمكان أن نعمل ديمقراطية حقيقية وأن نعمل دولة ديمقراطية عادلة الناس يبحثون عن العدل.. على سبيل المثال لماذا كانت الثارات أيام الإمام محدودة¿ لأنه كان هناك قضاء مستقل وعادل وليس مهتما بالسياسة.. ولهذا كانت الثارات محدودة جدا ولأن الناس كانوا يعرفون أن هناك جهة ستحكم لهم.. فلما ضعفت الدولة وضعف القضاء وأصبح القتل لا رادع يقف أمامه كثرت الثارات.. فإذا أوجدنا الدولة المدنية الديمقراطية العادلة أنا متأكد أن كل الناس ستقبل بها.
■ أنتم ترددون كثيرا بـ»توازن القوى».. ماذا تقصدون بهذا التوازن¿ هل هو التوازن بين المؤتمر والمشترك.. وأين الشعب من هذا التوازن¿
– لا.. توازن بين كل القوى ولهذا حتى هؤلاء لما جاءت الأنظمة وحاولت أن تهيمن لم تستطع الهيمنة والمشكلة التي في صعدة والجنوب نتيجة لأن هناك قوى معينة تريد أن تهيمن وتسيطر والآخرين ليسوا قابلين لو كان هناك ديمقراطية أن كل القوى ستقبل وإلا ستنتهي إلى حروب يعني لو كان الناس مستسلمين كلهم للاستبداد لما حصلت ثورة لكن توازن القوى هو الذي يوصل الناس إلى الثورة وإلى الديمقراطية.
قضية سياسية
■ ما هي آخر أخبار «الموتور السياسي»¿
– أنا ذاهب إلى الأردن من أجل إجراء الفحوصات الأخيرة لآثار الموتور السياسي.
■ هذا من الناحية الصحية.. ماذا عن الناحية السياسية ما أخباره¿
– يبدو أنه يرتبط بالقضية العامة وأن الموتور سياسي بامتياز.. وقد توقفت التحقيقات في هذا الموضوع وهذا يحتاج إلى قضاء عادل ومستقل وليست مشكلة الآن والحمد الله جاءت سليمة.. فليعتبر الإنسان أن هذا جزء من تضحية في سبيل هذا البلد.
٭ الدكتور محمد المتوكل زار علي عبدالله صالح الرئيس السابق.. وقد هوجم بهجمة إعلامية عنيفة.. لماذا هذه الزيارة¿
– أولا لماذا لا يزور الإنسان أخاٍ له في البلد الشيء الثاني علي عبدالله صالح بالنسبة لي محل معرفة وأعرفه جيدا وشخص أحسن إليِ حتى في المرحلة الأخيرة لما أصبت بالموتور السياسي أرسل لي طائرته ونقلتني إلى الأردن وبالتالي عمل معي عدداٍ من الأعمال ذات الطابع الإنساني فكان من الواجب الإنساني والإنسان في مرحلة خارج السلطة وهو بعيد عن السلطة والأشخاص الذين كانوا يزورونه وهو في السلطة كانوا يبحثون عن السلطة مشكلة اليمنيين دائما تكثر السكاكين عندما يسقط الثور فكان لا بد أن أزوره وأشكره على ماصنع معي.
ومن ناحية أخرى كان لدي رأي حول ما هو الدور الذي يمكن أن يقدمه لليمن الذي حكمه 33 سنة وهو أن يدفع المؤتمر الشعبي إلى تبني الدولة المدنية الديمقراطية ووافق على هذا وأعتقد أنه كلف المؤتمر بهذا الموضوع.. الأجداد قالوا «الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية» ثم إذا أردنا أن نلتزم بالقيم الإسلامية أليس محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم قدوة! ما كان موقفه من أبي سفيان عندما دخل مكة¿ فقد قال من دخل إلى دار أبي سفيان فهو آمن.. هذا هو العمل الأخلاقي.
مؤتمر الحوار
■ مؤتمر الحوار هل هو الفرصة الأخيرة لخروج اليمن من هذه الأزمة السياسية¿
– أنا أعتقد أنه واحد من الفرص المهمة جدا إذا فشل فأنا أخشى أننا سنأخذ وقتاٍ أطول.. التغيير لا بد منه وإذا فشل الحوار سنحتاج إلى وقت أطول.
■ ما هي أجندتكم التي ستشاركون بها في مؤتمر الحوار.. أم ستكتفون بمشاركتكم في إطار اللقاء المشترك¿
– سأشارك بالشيء الذي سأكلف به ولا أتردد فيه لقضية عامة لكنني لا أفرض نفسي.
■ هناك من يسعى لتوسيع الصراع المذهبي وغرس الطائفية.. كسياسي يعرف تركيبة المجتمع اليمني كيف نقف أمام هذه المساعي¿
– ستفشل فشلا ذريعا لأنه لا مكان لذلك لأنه ليس من الإسلام وليس من طبيعة اليمنيين.. اليمنيون ليست لديهم قضية التمزق بهذا الشكل اليمنيون عاشوا في وئام زيدي وشافعي ولم يكن عندهم هذه الصراعات هذه الصراعات دخيلة على اليمن ولهذا فإن اليمنيين لا يميلون إلى التطرف المهم أن توجد الدولة المدنية الديمقراطية العادلة.
الوفاق
■ حكومة الوفاق.. أين هي من الوفاق¿
– إلى الآن هي قريبة من النفاق.
■ الواقع السياسي اليمني إلى أين يتجه¿
– أنا دائما متفائل أن التغيير سنة من سنن الحياة.. ولا بد لنا من ذلك.. لكن ما هو الثمن الذي سندفعه وأرجو من الله أن يكون الثمن محدوداٍ.. لأن اليمنيين قد دفعوا كثيرا.
■ أيهما أفضل الحكم الفيدرالي أو الحكم المحلي لليمن¿
– ليس هناك فارق كبير بين الفيدرالية والحكم المحلي القضية قضية الاختصاصات في هذا الموضوع البعض يسميه فيدرالية والبعض الآخر يسميه بـ»الحكم المحلي» وهو ليس أكثر من أنك تعطي المحليين حقهم في إدارة شئونهم اليومية وقضاياهم وأن تختص الدولة المركزية بالقضايا ذات الطابع الخارجي والسياسة الخارجية والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية ورأس مال الدولة.. الفارق فقط في قضية الاختصاصات.. أحدهم يأتي باختصاصات واسعة والآخر يأتي باختصاصات أقل توسعا.. نحن لم نعد نقبل الدولة المركزية المهيمنة.
■ ماذا عن حرب صعدة¿
– عبثية.
■ الحراك¿
– نتيجة أخطاء السلطة.
■ القاعدة¿
– ربنا يكفينا شرها.
■ المبادرة الخليجية¿
– نحاول أن ننجح فيها.
■ المعارضة في الخارج¿
– المعارضة يجب أن تكون في الداخل.
■ حدثونا عن «جمال بن عمر».
– شخص طيب يحاول أن يعمل خيرا وشخص عربي يحاول أن يخدم شعباٍ عربياٍ .

قد يعجبك ايضا