نظل نذّكر أن الأمم المتحدة لم تشرعن لعدوان بعد تنفيذ العدوان إلا في اليمن، وكل ذلك يؤكد حقيقتين اثنتين:
الأولى .. من أجل أن يعطى العدوان طابع وتفعيل المفاجأة..
والثانية وهي مرتبطة بالأولى، أن قوى العدوان ورأس حربته وواجهته النظام السعودي كانت في ثقة مطلقة بأن العدوان سيحقق النصر المطلوب في أسابيع وبسقف الشهرين في أسوأ الأحوال، ولذلك فقرار الشرعنة للعدوان صُمّم لانتصار عسكري سريع وحاسم..
ولذلك دعونا نستشهد بما طرحته بريطانيا لاحقاً وهي بين شركاء العدوان الأهم، حين قالت إنه إذا لم يتحقق النصر الموثوق فيه للعدوان سيصبح مستحيلاً تنفيذ قرار الشرعنة للعدوان..
ولهذا فإن ما تسمى «الشرعية» هي من كانت ترفض أي حوار أو تحاور مع صنعاء، وبعد ذلك فالنظام السعودي هو من كان يفرض الحوار ومكان الحوار كما حوار الكويت، بل إن النظام السعودي صاغ اتفاقية كما يُريد ووفق ما يريد وطلب من أطراف صنعاء اختيار الرياض أو مكة للتوقيع على هذا الاتفاق على أساس أنه معطى ونتيجة لحوار «الكويت»، فماذا يعني أن يصيغ النظام السعودي اتفاقا كما يريد ويطالب صنعاء بالمجيء لتوقيعه على أنه اتفاق وتوافق «حوار الكويت»؟..
أليس هذا هو ما أُريد من قرار الشرعنة للعدوان وهو قرار مشترى ومدفوع الثمن، ليس فقط لقوى الاستعمار الغربي والجديد بقيادة أمريكا، بل إنه حتى روسيا والصين استلمتا ثمن تمرير القرار بالامتناع عن التصويت وعدم استعمال ما يُعرف بـ«الفيتو»، وهذا ما لم يُعد سراً أو من الأسرار..
اليمن فرضت نفسها بشجاعة وبسالة مواجهة وبتضحيات تفوق كل التصورات، حتى أنه لم يعد طبيعياً أن تسأل نفسك أو تسأل في فضائية عما هي الجوانب التي لم يستهدفها ويدمرها العدوان، وبات البديهي أن يطرح السؤال بصيغة هل هناك جوانب من كل أوجه الحياة لم يستهدفه العدوان؟ وذلك ما لا يستطيع العدوان الإجابة عليه ولا حتى مرتزقته وهم يسهبون في سفاهات حروب «الحوثة»..
فشل بل وانهزام العدوان هو الذي دفع أمريكا والغرب إلى هذا التمديد والتمطيط لما تسمى الهدنة وإضاعة الوقت في تصعيد حروب الحصار والتجويع والحروب الاستخباراتية، وقرارات تمديد العقوبات تأتي في سياق هذا الصعيد والتصعيد..
أمريكا تقدر أن سقف التمديد للعقوبات يكفي لفرض الاستسلام على اليمن، فيما سارت في قرار وإن لم يعلن بأن يكون عام التمديد هو الحسم اليمني الذي سيفرض صيغة منصفة لليمن إن أريد الحل السياسي..
وهكذا وباستعراض الحقائق الأهم في مسار العدوان الأهم من سعودته وعوربته کواجهة ومسميات حتى تكشفت حقائقه أمريكياً وصهيونياً بما أوصله إلى «صيرورة» لا يستطاع تحريكها وفق متطلبات أو شروط أمريكية صهيونية ربطاً بالمشهد في غزة ولبنان وسوريا..
الانتقال من تمديد وتمطيط الهدنة إلى تمديد وتمطيط العقوبات هو خيار قوى العدوان ربطاً بالنظام السعودي تحديداً في الرهان على خلخلة اليمن من الداخل وإضعاف موقفها ما أمكن مع مرور الوقت..
ولذلك لم يعد أمام اليمن غير تصعيد نوعي واستثنائي وهذا اجتهاد في سياق الفهم والتحليل والاستنتاج، فيما القرار يظل لأصحاب القرار سياسياً وعسكرياً..
تقديرنا أن عام تمديد العقوبات سيكون عاماً تصعيدياً لحسم يمني لانعدام تقبل وبما يمثل حتى الحد الأدنى من الحقوق المشروعة..
المؤكد أن مواقف وتسليح أمريكا وحتى زيارة «بن سلمان» لأمريكا، لم تعد لها قدرة أو تأثير في اليمن كما في بلدان أخرى..
نحن أقدر على التحرك والتحريك في ومن الميدان فوق أي توازنات أو أوزان، فهل سنحرّك السيف أم نظل ننتظر السقف؟!!.
