
محمد دماج –
دخل التلغراف أوائل القرن الماضي وأجهزة السيفون لاستلام البرقيات عام 6781م
أول طائرة على مستوى الجزيرة العربية تهبط في عدن عام1919م
أول محطة كهربائية بخارية كانت بقوة ٣ميجاوات
طريق عدن أول طريق بري وسط البحر في الجزيرة العربية أوائل ستينيات القرن الماضي
أول طيار سقطت طائرته عام 30 قال الإمام أسقطوها الجن!!
محمد دماج
كان النقل من خلال الجمال والحمير والخيول هو الوسيلة الوحيدة تقريبا حتى قيام ثورة سبتمبر التي يحتفل شعبنا بعيدها الذهبي هذا العام . ورغم وجود طريق صنعاء الحديدة تعز صنعاء الا ان وسائل النقل كانت محدودة..
وكان الذي يملك حماراٍ يجر عربة لنقل البضائع والحبوب والمياه وانواع المواد الغذائية وغيرها مثل الذي يمتلك الآن سيارة. أما وسائل الاتصال فكان البوق او البورزان.. وعند بداية دخول وسائل النقل والكهرباء الى اليمن تلقاها الناس بذهول واندهاش كبير عبروا عنه بمواقف وحكايات متعددة طريفة تدل على عدم قدرة عقول البعض استيعاب الخدمة التي قدمتها هذه الوسائل.. فكيف تقبل الناس سير السيارات عند دخولها اليمن¿ وبداية الاتصال بالتلغراف والتلفون وطيران الطائرات ومحطات الكهرباء وغيرها¿ حول ذلك نتابع سياق السطور التالية:
البحث عن أول سيارة دخلت اليمن بالتأكيد سيكون قيماٍ جداٍ ..وخصوصاٍ أن المعلومات حول ذلك تكاد أن تكون غير موجودة.. وإن وجد بعضها فهي غير مؤكدة ..أي لا يوجد دليل على صحتها .. وقد أجري عدد من اللقاءات مع عدد من كبار السن .. وكانت المعلومات التي حصلت عليها قيمة لكن ليس فيها تطابق عن أول سيارة دخلت اليمن إلا أنهم وصفوا حالات الانذهال بين المواطنين عندما كانت تمر سيارة أمامهم في بداية دخول السيارات القديمة.
سيارة الإمام يحيى
وفي المتحف الحربي في قلب العاصمة صنعاء تربض سيارة الإمام يحيى حميد الدين التي دخلت صنعاء في اربعينيات القرن الماضي وهي نوع فورد صناعة كندية مدرعة وكان يستخدمها الإمام يحيى في تحركاته وزيارة ممتلكاته ومزارعه وكانت عندما تمر يتجمع الناس مذهولين وهم يراقبون سير السيارة باندهاش كبير.
وهذه السيارة قتل فيها في منطقة سواد حزيز بصنعاء عام 1948م .. وقيل أن هذه السيارة جاءت هدية من الملك فيصل ملك المملكة العربية السعودية آنذاك إلى الإمام يحيى حميد الدين ..
و إلى جانب سيارة الإمام يحيى تربض عربة تجرها الخيول كانت خاصة بمحمد راغب وزير خارجية الإمام يحيى في الاربعينيات من القرن الماضي. والى جانبها سيارة (جكوار) صنع بريطاني كانت خاصة بالملكة (اليزابيت) تتنقل بها بين مناطق عدن في خمسينيات القرن الماضي.
سيارة سيتراون
ومع ذلك وجدنا معلومات تشير إلى أن سيارات من طراز (سيتراون) بريطانية الصنع كانت موجودة في عدن في عشرينيات القرن الماضي. وتحدثت مع عدد من كبار السن الذين أجمعوا على ان السيارات في عدن كانت متواجدة في فترة العشرينيات ولكن تعد على الأصابع حيث امتلكتها بعض الأسر الغنية والمعروفة في عدن ومنها أْسر هندية توطنت البلاد منذ وقت طويل وكانت لها تجارة واسعة فيها . ويضيف بعض كبار السن والذين لهم حضور ذهني واضح أنهم يتذكرون أن تاجراٍ يمنياٍ اسمه « إسحاق « من تجار اليمن جلب من عدن سيارتين قديمتين في الثلاثينيات إلى اليمن سيارة له وسيارة للإمام يحيى.
سيارة « أبو حنش »
وقال بعض كبار السن أنه كانت هناك سيارة تسمى (الحنش) بسبب أن فوق غطائها الأمامي مجسم صغيراٍ لثعبان وكان بوقها من الجلد يضغط عليه باليد فيصدر منه صوت أشبه بصوت بوق العجلة الهوائية وتلك السيارة (الحنش) أو (أبو حنش) ظهرت في أواخر العشرينيات وبداية الثلاثينيات .
أول طريق بري وسط البحر
يعتبر الطريق البحري في عدن اول طريق بري سريع (هاي واي) وسط البحر في منطقة الخليج والجزيرة العربية , إذ تم انشاء هذا الطريق في بداية ستينيات القرن العشرين أيام الاستعمار البريطاني حيث تم ردم البحر وكان الطريق على شكل شريط على جانبيه الماء وكان طول الطريق حوالي 9.5 كيلو متر , وقد قدم هدية من الاستعمار البريطاني الى الشعب اليمني وهذا الطريق البحري في عدن يربط جولة ريجل بخور مكسر بجولة كالتكس بالمنصورة.
الطائرة
أول طائرة دخلت اليمن بقصص طريفة حيث أرسل الإمام يحيى أول دفعة لدراسة الطيران في ايطاليا عام 1927م وعند عودة الدفعة طلب الإمام يحيى من الدفعة القيام بعرض عسكري وكانت ايåطاليا قد أعطت الإمام يحيى مع عودة الدفعة في1930م مجموعة من الطائرات. وعندما طار الطيار احمد الكبسي الذي كان من ضمن الدفعة والإمام يراقبه سقطت الطائرة وتوفي الطيار أحمد الكبسي بالحادث يقال أن الإمام يحيى علق على الحادث بقوله (اسقطوها الجن)…. واتخذ قراره المشهور بإلغاء الدفعة والطائرات والطيران عموما.
وعلى الجانب الآخر في عدن تشير المعلومات إلى انه في عام 1919م هبطت أول طائرة على ارض الجزيرة العربية وكان ذلك في مدينة عدن وفي العشرينيات (من القرن العشرين) أنشئت سلسلة من المطارات الترابية غطت جميع سلطنات الجنوب آنذاك.
وفي العام 1941م أنشئت أول شركة طيران مدنية وتكونت من أربع طائرات وفي عام 1943م انطلقت أول طائرة إلى خارج الحدود وكانت متجهة إلى مدينة أديس أبابا بدولة الحبشة (إثيوبيا حالياٍ) لحقتها رحلات خارجية إلى أسمرة (اريتريا) وجيبوتي.
وفي العام 1952م تم إنشاء أول شركة طيران وطنية (قطاع خاص) على مستوى الجزيرة العربية وربما إفريقيا وتكونت من ست طائرات وقد قامت الشركة الجديدة بفتح خطوط جديدة إلى القاهرة والكويت ودمشق وجدة وبيروت.
وفي العام 1961م اشترت شركة (باسكو) أسهم شركة طيران خطوط عدن الجوية وأصبحت المشغل الرسمي لطيران الجنوب العربي.
-ويعد مطار عدن من أهم المطارات الدولية نظرا لموقعه الحيوي الهام كما يعد مطارا داخلياٍ مهماٍ أسوة بالمطارات الأخرى وهي مطار نصاب (شبوة) ومطار مكيراس (أبين) ومطار المكلا (حضرموت) ومطار بيحان (شبوة) ومطار الضالع (الضالع) ومطار سيئون (حضرموت) ومطار سقطرى (المهرة سابقا) بالإضافة إلى عدد كبير من المطارات الترابية المنتشرة بعدة مناطق.
وبعد الاستقلال عام 1967م استمرت شركة (باسكو) في العمل نظرا لان لها مساهمين ويستطيعون نقل الشركة إلى خارج الدولة الجديدة حسب القانون الدولي للطيران المدني.
ومن الرحلات التاريخية لشركة باسكو للطيران قيامها بنقل وفد الجبهة القومية المفاوض على الاستقلال من عدن إلى جنيف والعودة إلى عدن بعد المرور برحلة الذهاب بالعاصمة اللبنانية بيروت وبرحلة الإياب بالقاهرة.
التواصل
أدخل العثمانيون في اوئل القرن الماضي خدمة التلغراف بواسطة الخطوط المحمولة فردية السلك إلى المحافظات الشمالية وكانت هذه الخدمة غريبة على الناس حتى أن بعضهم كان يقول أن الذي ينقلها هم الجن والعفاريت وأقام الأتراك نصباٍ تذكارياٍ عند افتتاح الخط السلكي بين صنعاء وتعز. وفي عدن استخدم جهاز جلفانوميتر 1858م , وفي عام 1867م استخدمت أجهزة مسجلات السيفون لاستلام البرقيات على شكل تخطيط القلب وهو الجيل الثاني من اجهزة التلغراف. وفي عام 1870م أصبحت عدن تربط آسيا وإفريقيا بأوروبا وبقية العالم بواسطة كابلات عملاقة وفي 1879م استخدم التلغراف المزدوج واستخدمت طابعات مباشرة تقوم بترجمة شريط مورس إلى كلمات مقروءة في عام1900م وفي عام1945م استخدم جهاز تخريم شريط مورس تلقائيا ويعتبر الجيل الثالث من اجهزة التلغراف ثم استخدم جهاز فورك لتثبيت الإشارة القادمة من جهاز المكبر ويحتوي على شعريطين من ذهب وقطعة من الفضة .وفي منتصف القرن العشرين استخدم جهاز ارسال شفرة مورس وجهاز ترقيم البرقيات وجهاز التوزيع الداخلي للبرقيات ومجموعة اجهزه تلكس التي مهمتها الاتصال المباشر بين المكاتب والهيئات. واستخدم جهاز الهاتف نظام (الترانك) في عام1945م ودخلت عدن خدمة الهاتف العمومي في خمسينيات القرن العشرين ودخلت الوحدات الخاصة بأرقام الهاتف القديم في السنترالات وربطه بأجهزة الهاتف.وبلغ عدد خطوط الهاتف عام 1958م بالمحافظات الشمالية )800(خط هاتفي خصص معظمها للأسرة الحالكمة وبعض الدوائر الحكومية وفي المحافظات الجنوبية بلغ عدد خطوط الهاتف في بداية الستينيات)7855(خطاٍ هاتفياٍ.
اول محطة كهرباء
تأسست أول محطة كهربائية بخارية في اليمن في 26 أغسطس 1926م من قبل السلطات البريطانية عرفت عند العامة بالـ (بـارهوص) وتعني بالإنجليزية (بيت الطاقة – powre house) ) التابعة لمؤسسة كهرباء عدن وقامت ببنائه شركة (بوبكو – bobco) وكانت تعمل بقوة 3 ميجاوات لتلبية احتياجات قاعدتها ثم تبع ذلك في الثلاثينيات إنشاء محطة ديزل احتياطية بطاقة ميجاوات واحد إلا أن أعداداٍ قليلة جدا من السكان تمكنت من الحصول على امدادات التيار الكهربائي وفي العام 1953م بنيت المحطة البخارية (ب) بطاقة 16 ميجاوات لتمتد الطاقة الكهربائية إلى خارج المعلا والى مناطق أخرى في عدن خاصة بعد إنشاء محطة بخارية في مصفاة عدن بطاقة )21( ميجاوات.