الدفعتان الأولى والثانية مثلتا نواة لبناء القوات المسلحة وتطويرها


إعداد /خليل المعلمي_ معين النجري –

من هنا تخرج ضباط الثورة:

إطلاق اسم الشهيد علي عبدالمغني على الدفعة الأولى واسم الشهيد محمد الحمزي على الدفعة الثانية

لم تكتف بتخريج المؤهلين بل شاركت بمنتسبيها وطلابها في جبهات القتال في الأعوام الأولى للثورة

مبنى وحيد أشبه بقاعة بدائية وميدان ترابي ومجموعة من الطلاب يأكلون ويستريحون وينامون في هذه القاعة , لكل طالب فرش يضعه على الأرض وينام , مجموعة من الضباط قليلي الخبرة ومسنين في نفس الوقت هذا قوام الكلية الحربية أو ما كانت تسمى المدرسة الحربية التي وجه الإمام يحيى حميد الدين بإنشائها عام 1939م .
لم يكن الإمام ونظامه يمتلكون الخبرات العسكرية القادرة على تدريب الطلاب , ولذلك اضطر الإمام لتقديم طلب إلى العراق لمده ببعثة تقوم على تدريب الطلاب وقد حضرت البعثة بالفعل في نفس العام تحت قيادة العقيد إسماعيل صفوت الذي حاول بكل الطرق رفع قدرات المدرسة لكنه لم ينجح كما يجب وكانت النتيجة إغلاق المدرسة الحربية في أواخر عام 1945اي بعد خمس سنوات تقريبا من قرار إنشائها لتعود البعثة العراقية إلى بلادها.

إعداد /خليل المعلمي_ معين النجري

مسمى لا أكثر
لقد كان التدريب العسكري بصورة عامة ضعيفا جدا ولا يتناسب مع ما يجب أن يكون عليه تلامذة المدرسة الحربية.
لا احد يستطيع القول بغير ذلك فكل الدراسات التاريخية التي تناولت الكلية الحربية تؤكد ضعف وهزالة واقع حالها.
يقول تقرير عن تفتيش المدرسة الحربية رفعته البعثة العراقية في حينها (كان الكسل والتراخي ظاهرا في حركة التلاميذ ضباط الغد ) وهذا طبيعي لقد كان معظمهم في الستين من العمر ولذلك فقد كان يقتصر التدريب على بعض الحركات التشكيلية وجزء بسيط من تعليم الرماية , اما التدريس فقد كانت الطريقة القديمة هي المتبعة والتي لا تتلاءم مع التدريس الحديث آنذاك أي انه مضيعة للوقت خاصة في حفظ التعاريف والمصطلحات واستظهار الجمل والتعابير في الوقت الذي لم يكن الضابط بحاجة إلى كل هذا الكلام بقدر حاجته إلى المعلومات العسكرية التي يطبقها في ميادين القتال. فالمدرسة قبل وصول البعثة العراقية لم تكن تمتلك كادراٍ مدرباٍ وقادراٍ على التدريس ولا يمتلكون أي نوع من الكتب و المؤلفات الحديثة التي كانت متداولة حينها.
فبالإضافة إلى فقر المنهج التعليمي في المدرسة كان الطالب فيها يفتقر إلى الحد الأدنى من الثقافة العامة يقول تقرير التفتيش (لم نجد تلميذا واحدا قد اجتاز الأعمال الأربعة في الحساب كما ليس فيهم من له إلمام قليل في الهندسة أو في درس مبادئها كذلك لا علم لهم بمبادئ العلوم الطبيعية أما مكتسباتهم من العلوم الاجتماعية كالجغرافيا والتاريخ فتكاد لا تذكر وهذا ما يحول دون فهم الدروس العسكرية).
لم يكن هناك مناهج عامة شاملة تحتوي على جميع ما يجب تدريسه في مختلف صفوف المدرسة الحربية .

أطرف نقطة
تخيلوا أن على طلاب المدرسة الحربية تدبير وجبتي الغداء و العشاء . عليهم أن يتدبروا أمرهم , لقد تكفلت المدرسة بوجبة الإفطار وهي عبارة عن 900 جرام من الخبز هكذا تقدر .
لا يمكن أن تتكرر هذه الحالة في العالم , كيف يستطيع التلميذ ان يتفرغ للدرس والتدريب وهو مكلف بإعاشة نفسه, بل كيف يمكن أن يتقيد بنظام المدرسة ويخضع لأوامرها وهو ملزم بترك المدرسة ظهرا ومساء لتدارك معاشه.

افتتاح مبنى الكلية الجديد
تم افتتاح مبنى الكلية الحربية الجديد رسمياٍ في عهد الجمهورية في أول مايو 1963م وقد حضر حفل الافتتاح نيابة عن المشير عبدالله السلال رئيس الجمهورية العربية اليمنية العقيد عبداللطيف ضيف الله رئيس المجلس التنفيذي.
وبدئ الحفل بتلاوة آيات من ذكر الله الحكيم ثم تفضل نائب المشير السلال بإزاحة الستار عن النصب التذكاري ورفع علم الجمهورية العربية اليمنية وسط عاصفة من التصفيق الحاد من الزائرين.
بعد ذلك قام الطلبة بعرض طابور سير وفي النهاية أعلن الرائد/ فاروق محمد الصياد رئيس البعثة العسكرية العربية نتيجة الامتحان الختامي لطلبة القسم الإعدادي «الدفعة الأولى» ونقلهم إلى القسم النهائي.. وانتهى الحفل بتوزيع الجوائز على المتفوقين من الطلبة ومنح رتب شرفية للأوائل منهم.
وكانت الدراسة قد بدأت في المعهد الجديد «الكلية الحربية» في عهد الثورة في أوائل يناير سنة 1963م وساهمت مصر بإرسال بعثة عسكرية عربية لكي تتولى مهمة التعليم والتدريب في الكلية الناشئة كما ساهمت أيضاٍ بمعدات وأسلحة وأدوات ومساعدات تدريب حتى يصل هذا المعهد الناشئ إلى المستوى اللائق ويؤدي دوره بأكمل وجه.
وتم اختيار المبنى الذي يقع بالطرف الجنوبي من مدينة الروضة على مسافة حوالي ثمانية كيلومترات من العاصمة صنعاء ليكون مقراٍ جديداٍ للكلية الحربية الوليدة وقد تولى إدارة الكلية الحربية اليمنية في بدء تكوينها نخبة ممتازة من خيرة ضباط اليمن وهم على النحو التالي:
نقيب/ علي قاسم المؤيد مديراٍ للكلية.
نقيب/ محمد الديلمي كبير معلمي الكلية.
نقيب/ علي عبدالوهاب أركان حرب الكلية.
نقيب/ حسين خيران قائد سرية.
نقيب /سعزالدين المؤذن قائد سرية.
نقيب شرف/ عبدالله الثور رئيس الشؤون الإدارية.
نقيب شرف/ حسين الهمداني رئيس المكتب المالي.
نقيب/ إسماعيل الغفاري أركان حرب سرايا الكلية.
ملازم شرف/ عبدالله سعيد ضابط الشؤون الإدارية.

دور الحربية في السبعين
جاء دور الكلية الحربية إبان حصار السبعين يوماٍ لعاصمة اليمن  السياسية والتاريخية صنعاء والدفاع عنها ضمن الوحدات العسكرية والأمن عام 1967م.. وللاهمية البالغة لجبل نقم لحماية صنعاء , تم اختيار الكلية الحربية لهذه المهمة.
 عقب هزيمة 5 يونيو 67م المشؤومة على الأمة العربية صدرت الأوامر من وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان في حينه إلى مدير الكلية الحربية العميد/ سلام الرازحي – رحمه الله – بأن تقوم الكلية الحربية بسرعة احتلال جبل نقم بعد إجراء عملية ( الغيار) كما هو معروف للإخوة الضباط العسكريين وقد سبق هذا الإجراء تكليفي – من قبل مدير الكلية الحربية ورئيس هيئة الخبراء المصري الرائد/ علي وهدان والذي يعمل خبيراٍ عسكرياٍ لدى الكلية – بسرعة التوجه مع مجموعة من الضباط ورئيس العمليات بالقيادة العربية وقائد اللواء المرابط في نقم وأركان حرب اللواء لإجراء عملية استطلاع ( سطع ) لجبل نقم ابتداء من السلسة الجبلية الممتدة في موقع الحفاء جنوباٍ وحتى السلسة الجبلية شمالاٍ بما فيها القشلة العليا الشامخة بقمة جبل نقم والهدف من هذا هو استطلاع جميع المواقع ومعرفة حجم القوات المنتشرة والتي سوف تقوم بعملية الانسحاب بشكل منظم ليتم على ضوء ذلك استلام جميع المواقع وتوزيع الكلية الحربية لاحتلال أهم النقاط المحصنة والتي جهزت أحسن تجهيز بما فيها خنادق المواصلات بين المواقع وصدرت الأوامر بتشكيل قوة الكلية الحربية إلى سريتين  قتاليه بقوة (220) طالباٍ وضابطاٍ وبالفعل تمت (عملية الغيار) من آخر ضوء على أن تقوم السرية الاولى بقيادة م/1 عبد الله أبو الرجال احد ضباط الكلية ومعه الملازم/1 حسين مطهر العلفي والملازم/1 عبد الرحمن فايع – رحمه الله – بالتمركز على امتداد السلسلة الجبلية من الجنوب إلى الشمال وحتى السلسلة الجبلية شمالاٍ بما فيها القشلة العليا بقوة 3 فصائل قتالية على أن تقوم السرية الاولى بمهمة احتلال وحماية السلسلة الجبلية الممتدة من جنوب القشلة وحتى السلسلة الممتده شمالاٍ بالإضافة إلى القشلة الواقعة على قمة الجبل ومن ضمن مهامها تغطية السرية الأولى من الجهة الشرقية لنقم وكذا حماية الطريق الغربية المؤدية لجبل براش والذي يعلو ويسيطر على جبل نقم لما لها من أهمية كبيرة في حال أي هجوم على براش من قبل العدو فقد تم تغطيتها بنيران و رشاشات م/م وسط وكذا 12,7 م/ط  التي كانت تثبت يومياٍ عند آخر ضوء ليسهل على الأفراد إطلاق النيران في نفس الاتجاه عند أي هجوم للعدو فقد كان يركز هجماته المتتالية على جبل نقم وبراش و يسبقه قصف مدفعي مركز وبصفة مستمرة لإحداث اكبر خسائر ممكنة في صفوف قواتنا مما اضطرني إلى التنقل من موقع إلى آخر أثناء القصف المدفعي عيار 105ملم أمريكي الصنع وهذا بحكم مسؤوليتي والمهمة المناطة بي كقائد عسكري وبغرض تفقد أحوال الطلبة ورفع الروح المعنوية بين الأفراد وكذا متابعة الموقف أولا بأول ومعرفة أية مستجدات قد تحدث نتيجة القصف وكان معدل القصف يومياٍ على جبل نقم وبراش في حدود(15-20) قذيفة حتى أن المواطنين في صنعاء عندما كانوا يشاهدون الدخان يتصاعد من جبل نقم وبراش كانوا يعتقدون أن جميع المتمركزين فيه قد انتهوا ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى وصمود المرابطين كان النصر وبقاء النظام الجمهوري.
أما السرية الثانية من طلبة الكلية الحربية بقيادة م/1 صالح ناصر السنباني فقد احتلت وتمركزت على الحدود المواجهة لها ابتداء من السلسلة الجبلية لجبل نقم جنوباٍ وحتى السلسلة الجبلية الممتدة شمالاٍ حتى نقطة التماس بالسرية الأولى.
وفي هذا السياق كان دور الكلية الحربية كسائر الوحدات العسكرية والأمنية التي حددت لها مهام في مختلف المحاور القتالية للدفاع عن العاصمة صنعاء رافعين شعار النصر أو الشهادة والدفاع عن الثورة المباركة والجمهورية ومكتسبات سبتمبر العظيم والحفاظ على النظام الجمهوري ولقد قدمت الكلية الحربية العديد من الشهداء من اجل بقاء الثورة والحفاظ على مبادئها الستة متحدية بذلك أعداء الثورة والجمهورية وأسيادهم مؤمنة بالنصر المؤزر ودحر العدو وهذا كان شعور كل فرد  من أبناء القوات المسلحة والأمن.

المعارك
كما لا ننسى أن الكلية الحربية كان لها دور بارز وجلي ضمن القوات المسلحة والأمن في الدفاع عن الثورة فقد شاركت في عدة عمليات عسكرية من الأيام الأولى لثورة سبتمبر 62م منها عملية بني حشيش- بيت السيد- خشم البكرة- جبل الطويل- جبل عيبان- جبل عصر- وغيرها من مواقع الشرف والبطولة والكرامة وقدمت العديد من الشهداء والجرحى انتصاراٍ لحق شعبنا اليمني العظيم في الحياة الحرة الكريمة وثورته المباركة التي قضت على اعتى حكم كهنوتي متخلف مستبد فرض على امتنا اليمنية العزلة عن العالم الخارجي.

القانون الأساسي
في العام 1963م صدر القانون الأساسي للكلية الحربية اليمنية والذي تألف من 41 مادة وحددت في المادة الأولى منه تبعية الكلية الحربية لوزارة الحربية وتحدد بقية المواد اختصاصات ومهام المجلس الأعلى للكلية وكذلك مجلس التعليم في الكلية كما حدد القانون الشروط الواجب توافرها في طالب الالتحاق بالكلية ومدة الدراسة في الكلية والمواد الدراسية التي تقدمها الكلية للطالب وغيرها من الإجراءات المنظمة لسير العمل في الكلية والتعامل مع الطلاب.
وتطبيقاٍ لأحد أهداف ثورة الـ26 من سبتمبر 1962م فقد تم فتح أبواب الكلية لجميع أبناء الشعب دون تفرقة بين غني وفقير ودون تعصب أو تحيز.
وفي نفس الوقت قررت حكومة الثورة منح معاشات شهرية لطلبة الكلية رغبة منها في رفع مستوى معيشة الطالب وإظهاره بالمظهر اللائق في المجتمع الجديد كما قررت الحكومة أيضاٍ مجانية التعليم في الكلية بإعفاء الطلبة من المصروفات المطلوبة منهم والاكتفاء بتسديد الرسوم الإضافية الرمزية وقدرها ثلاثون ريالاٍ يمنياٍ للصرف منها على نواحي النشاط المختلفة التي يستفيد منها الطالب والجدير بالذكر أن طالب الكلية الحربية كان يكلف الدولة لإتمام تعليمه مبلغ ألفاٍ ومائتي ريال يمني في السنة أي ما يعادل مائة وعشرين ريالاٍ يمنياٍ في الشهر الواحد.
ومن الجانب الآخر ساهمت الجمهورية العربية المتحدة بتقديم كافة المساعدات المادية والمعنوية في سبيل تدعيم هذا المعهد العسكري الناشئ وتطويره.

قسم شؤون الطلبة والمعلومات
كما تقرر إنشاء قسم خاص بشؤون الطلاب يتولى القيام بشؤون الطلاب ومعرفة كافة المعلومات عن كل طالب حياته قبل التحاقه بالكلية كفاءته العلمية حياته الدراسية كما يتولى أيضاٍ كل البيانات الخاصة بالطالب من يوم دخوله الكلية إلى يوم تخرجه منها وذلك من حيث مدى نشاط الطالب وكفاءته العلمية والثقافية والبدنية واستعداده الشخصي ليكون ضابطاٍ عاملاٍ كفؤاٍ في القوات المسلحة اليمنية.

الدفعة الأولى
أعلنت الكلية الحربية عن قبول دفعة من الطلبة الجدد وتم اختيار 135 طالباٍ من مجموع المتقدمين وتقرر تشكيل سريتين من طلبة القسم الإعدادي (الدفعة الأولى وتعيين كل من:
النقيب/ إبراهيم إبراهيم سليمان – قائداٍ لسرايا الطلبة.
النقيب/ حسين خيران قائداٍ – للسرية الأولى.
النقيب/ عزالدين المؤذن قائداٍ – للسرية الثانية.
وبعد ذلك تقرر بدء الدراسة رسمياٍ للقسم الإعدادي (الدفعة الأولى) من طلبة الكلية في يوم السبت 12 يناير 1963م.
وقد تقرر تسمية الدفعة الأولى من طلبة الكلية الحربية باسم الشهيد «علي عبدالمغني» الذي استشهد في أكتوبر 1963م والجدير بالذكر أن علي عبدالمغني كان برتبة الملازم عندما استشهد في سبيل الدفاع عن وطنه وقد منحه قائد الثورة المشير عبدالله السلال رئيس الجمهورية العربية اليمنية رتبة النقيب تقديراٍ لشجاعته واستبساله في سبيل واجبه ووطنه.
وقد تقررت المواد الدراسية لطلبة القسم الإعدادي «الدفعة الأولى» الآتية:
فن القتال- الأسلحة – ضرب النار – المشاة والتعليم الأولي – هندسة الميدان – قراءة الخرائط – الإشارة – النظام والإدارة – الجغرافيا العسكرية – التوجيه المعنوي – التربية الرياضية.
كما تقرر أن تكون الأخلاق والضبط والربط داخل الكلية أساساٍ للنجاح.

الاحتفال بتخرج الدفعة الأولى
في 25 سبتمبر 1963م وبمناسبة حلول الذكرى الأولى للثورة اليمنية المباركة احتفلت الكلية الحربية بتخريج الدفعة الأولى من طلابها بعد أن أكمل هؤلاء تدريباتهم على أساليب الحرب وفنون القتال واستخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والثقيلة والوصول بالطالب إلى المستوى الذي يستطيع به قيادة فصيلة مشاة.
وحضر الحفل اللواء حسن العمري نائب رئيس الجمهورية ورئيس المجلس التنفيذي والوزراء وشيوخ القبائل المختلفة كما وجهت الدعوة إلى رؤساء الوفود العربية والأجنبة التي جاءت إلى اليمن للتهنئة بعيد الثورة الأول كما وجهت إلى جميع المسؤولين ورجال السلك الدبلوماسي في اليمن وتمت مراسيم الاحتفال بإلقاء كلمة من قبل مدير الكلية الحربية آنذاك المقدم سلام عبدالله الرازحي وتم إجراء فعاليات العرض والتي تنوعت بين استخدام مختلف أنواع الأسلحة وعرض رياضي وغير ذلك كما القيت كلمة عن الخريجين واختتم الحفل بكلمة ألقاها اللواء حسن العمري حيا فيها الثورة وأثنى على الجهود العظيمة التي بذلها المسؤولون بالكلية ثم ناشد فيها الخريجين العمل دائماٍ وحثهم على بذل الجهود والتحلي بكافة الصفات التي تؤهلهم لتحمل مسؤولية المستقبل.
وكان عدد الطلاب في الدفعة الأولى «أ» وهم الطلاب الدارسون في صنعاء 106 طلاب نجح منهم 100 طالب أما الدفعة الأولى «ب» وهم الطلاب الدارسون في تعز فقد تقدم للامتحان 100 طالب نجحوا جميعاٍ.
وتم توزيع الخريجين على مختلف الوحدات العسكرية المشاة والمدفعية والمدرعات والتسليح والإشارة والمهمات والوقود والمهندسين والنقل والشرطة العسكرية والمركبات.

الدفعة الثانية
تقرر قبول دفعة جديدة من الطلبة بالكلية الحربية على النحو الآتي:
أولاٍ: قام مكتب التنسيق باستقبال الطلبة الراغبين بالالتحاق بالكلية الحربية واستلام اوراقهم اعتباراٍ من 30 مارس 1963م.
ثانياٍ: إجراء الاختبارات التي يجب أن يجتازها الطالب بنجاح وهي كالتالي: الكشف الطبي اللياقة البدنية الوعي القومي كشف الهيئة والذي يتم بعد اجتياز كافة الاختبارات السابقة.
حيث تقرر اختيار عدد 110 طلاب من الطلبة الجدد وبدء الدراسة لهم في تاريخ 18 مايو 1963م.
وقد تقرر تسمية الدفعة الثانية من طلبة الكلية الحربية باسم الشهيد «محمد الحمزي» حيث كان الشهيد برتبة نقيب يوم استشهاده في ديسمبر 1962م وكان معيناٍ قائداٍ لمستودع ضخم يشمل أنواعاٍ مختلفة من الأسلحة والذخيرة والوقود في سنوان بالقرب من المطاقة وكاد يقع هذا المستودع في أيدي أعداء الجمهورية المتسللين والمخدوعين فأمر رفاقه بالانسحاب وأشعل النيران في المستودع بعد احتلاله من الأعداء.. فاستشهد بعد أن كبد العدو خسائر جسيمة في الأرواح بلغت 500 شخص.
وفي 20 مايو من العام 1963م تسلم إدارة الكلية المقدم سلام عبدالله الرازحي خلفاٍ للنقيب علي قاسم المؤيد الذي عين عضواٍ لمجلس رئاسة الجمهورية كما أجريت بعض التغييرات الأخرى.
وقد تم عقد امتحان النقل إلى القسم النهائي بالنسبة للدفعة رقم (2) في الفترة من يوم الثلاثاء 29 اكتوبر إلى الخميس 7 نوفمبر 1963م ولقد تقدم للامتحان 92 طالباٍ نجحوا جميعهم فكانت النتيجة 100% وكان الأول في الترتيب العام الطالب محمد أحمد الفسيل.
ولما كان يتمتع به الطلاب من صفات قيادية وقدرات عالية وتفان في العمل فقد قرر مجلس الكلية الحربية إسناد منصب مساعد الكلية إلى أحد طلاب الدفعة الثانية وهو الطالب محسن أحمد الدباشي وذلك لما اتصف به من صفات تؤهله للقيام بهذا المنصب ومن هذه الصفات قوة الشخصية والضبط والربط العالي والتفاني في أداء الواجب والقدوة الحسنة.

تخريج الدفعة الثانية
احتفلت الكلية الحربية اليمنية في 1يوليو 1964م بتخريج الدفعة الثانية من طلابها كضباط في القوات المسلحة اليمنية وكان عددهم 94 طالباٍ وذلك بحضور المشير عبدالله السلال رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة واحتوى الحفل على تقديم عروض مختلفة من طلاب الكلية لنواحي نشاطهم وحياتهم في الكلية كما قدموا عروضاٍ تدريبية على استخدام الأسلحة واجتياز الموانع وغيرها.
وفي الحفل القيت عدد من الكلمات كان أبرزها كلمة للمشير السلال والمقدم حسين خيران مدير الكلية الحربية بالإنابة.
ويعد سجل الطالب في الكلية الحربية مرجعاٍ هاماٍ لحياة كل ضابط عامل في الجيش اليمني الحديث في الفترة الدراسية التي كان يتأهل فيها لتولي مسؤولية القيادة في المستقبل.

في جبهات القتال
ما نعرفه جميعاٍ أن الأوضاع بعد الثورة المباركة لم تستقر خاصة بعد أن حيكت المؤامرات من قبل أعداء الثورة والجمهورية واستمرت المناوشات بين الجمهورية الوليدة وأعدائها من مناصري الملكية أكثر من سبع سنوات ولهذا كان لمنتسبي وطلاب الكلية الحربية الدور النضالي والكبير في الدفاع عن الثورة والجمهورية في جميع جبهات القتال كما كانت الكلية ترفد السلك العسكري بالمئات من الخريجين الأكفاء والمدربين على جميع أنواع الأسلحة مما كان له الأثر في انتصار الجمهورية ودحر فلول الملكية كما توج ذلك الانتصار بفك حصار السبعين..
وثمة معلومات مسجلة في تاريخ الكلية تقول: بناء على أوامر القيادة العربية المشتركة باليمن تقرر اشتراك ضباط وطلبة الكلية الحربية اليمنية في العمليات الحربية ضد الرجعية وأعداء الجمهورية وتحدد لها واجب في تلك العمليات.. هو تدعيم إحدى وحدات القتال العربية في اليمن.
وفعلاٍ تم تشكيل سريتين مشاة من طلبة 9 يونيو 1963م وبعد الانتهاء من المأمورية عاد ضباط وطلبة الكلية للاستمرار في الدراسة وذلك يوم 30 يونيو 1963م وخلال هذه المأمورية استشهد الطالب أحمد علي أبوطالب من قوة الكلية الحربية وذلك في يوم 10 يونيو 1963م وقد صدق المشير السلال رئيس الجمهورية على ترقيته إلى رتبة الملازم اعتباراٍ من تاريخ استشهاده وتخليداٍ لذكرى شهيد الكلية الأول قرر مجلس إدارة الكلية إطلاق اسمه على مكتبة الكلية وكذلك اطلاق اسمه على الدفعة الثالثة من طلبة الكلية.
وللمرة الثانية قررت القيادة العربية المشتركة إشراك الكلية الحربية اليمنية في العمليات الحربية ضد الرجعية وأعداء الجمهورية ومن ثم تشكلت سريتا مشاة من طلبة الكلية تحت قيادة ضباط عرب ويمنيين.. واستمر عمل الكلية في واجبها الوطني من يوم 28 يناير 1964 حتى يوم 8 مارس 1964م.
وفي أول فبراير 1964م وفي معركة رجام بمحور السر استشهد كل من :
الطالب/ ناجي سرحان الجابري من القسم النهائي والطالب/ عبدالرب أحمد حسين من القسم الإعدادي والطالب أحمد عبده سيف من القسم الإعدادي.
كما استشهد من قوة البعثة العربية: رقيب أول/ علي مصيلحي سرور والجندي/ فتحي توفيق محمد خير.

شهداء وقادة
لقد كان لخريجي الدفعة الأولى والثانية من الكلية الحربية الأدوار البطولية في الدفاع عن الثورة والجمهورية وقدموا أرواحهم في سبيل رفعة وتقدم وطنهم اليمن كما أسهموا في إدارة أجهزة البلاد المختلفة وفي بناء اليمن الجمهوري الموحد حتى الوصول إلى تحقيق الوحدة.
ومن هؤلاء اللواء يحيى محمد الكحلاني –وقد شغل منصب قائد الشرطة العسكرية- وشارك في حرب نقم أيام حصار السبعين اللواء محمد صالح الحنبصي وقد شغل منصب نائب رئيس هيئة الأركان لشئون الإمداد في حصار السبعين سعيد محمد غانم شغل منصب نائب رئيس هيئة الأركان لشئون التدريب اللواء محمد علي القاسمي وقد شغل رئيس هيئة الأركان يحيى الكبسي الذي اشتهر في برنامج حماة الوطن.
أما الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء لهذا الوطن من الدفعة الأولى فهم:
عبدالرقيب عبدالوهاب أحمد وقد شغل رئيس هيئة الأركان في حصار السبعين واستشهد في تلك الفترة.
علي داحش عليان وعلي نصيب عبدالله وهم من أبطال ملحمة السبعين وعبدالله محمد الوريدي استشهد في صعدة عام 1964م علي عبده سلام استشهد أيضاٍ في 1964م أحمد حمود شحطرة استشهد في معارك السودة في العام 1964م عبدالكريم حمود جغمان استشهد أيام حصار السبعين 1968م علي مهدي المعقلي استشهد في كوكبان 1965م أحمد مرشد القليسي استشهد في فرقة الصاعقة بالقاهرة بتعز في ديسمبر 1963م علي عبده الأكوع استشهد في أيام حصار السبعين. وكذلك الشهيد شايف سعيد القاضي وهو أحد خريجي الدفعة الأولى من الكلية الحربية وقد ساهم في الدفاع عن الثورة والجمهورية حتى سقط شهيداٍ في 3 أكتوبر 1967م.
وشغل خريجو الدفعة الثانية مناصب قيادية أسهمت في بناء القوات المسلحة وتطويرها ومنهم اللواء عبدالله حسين البشيري الذي تقلد مناصب قيادية منها رئيساٍ لهيئة الأركان العامة يحيى محمد محب النبي وقد شغل منصب نائب رئيس هيئة الأركان.
ومنهم أيضاٍ عبدالله حمود فارع –قائد في المظلات محمد قايد بركات وقد شغل منصب رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية اليمنية اللواء محمد محمد أبولحوم وقد شغل عدة مناصب قيادية وقد توفي مؤخراٍ عباس العماد وكان قيادياٍ في القوات البرية عبدالكريم الكدف من أبطال السبعين وحسين أحمد الكبسي واللواء أحمد علي الأشول الذي يشغل حالياٍ منصب رئيس هيئة الأركان العامة.

التوسع في المنشآت والمباني بالكلية
لقد حتمت الضرورة رسم الخطط لإدخال بعض الإصلاحات اللازمة بمبنى الكلية الجديد والتوسع في إدخال التحسينات الضرورية عليه كي يتلاءم مع احتياجات وطبيعة التدريب العسكري الحديث.
وفي المرحلة الأولى من دور الإنشاء والتكوين وهي المرحلة التي انتهت بافتتاح الكلية الحربية رسمياْ في أول مايو 1963م- تمت الإنشاءات الآتية:
1- بناء أربع غرف دراسية (تتسع كل منها لخمسين طالباٍ).
2- إنشاء ملاعب التربية الرياضية (ملاعب كرة القدم كرة اليد الكرة الطائرة كرة السلة).
3- إنشاء ميدان الموانع للتكتيك العنيف.
4- إنشاء ميدان لضرب النار.
5- إنشاء كتلة رمل لتعليم فنون القتال.
6- إنشاء ميدان لتدريب المشاة ومختلف العلوم العسكرية الأخرى.
7- إنشاء ميدان لتدريب الإشارة.
8- إنشاء ميدان للتدريب على ركوب الخيل.
9- إنشاء طاولة للطعام تتسع لمئتين وخمسين طالباٍ.
10- إنشاء عنابر نوم تتسع لمئتين وخمسين طالباٍ.
11- بناء سجن خاص للمذنبين.
12- بناء وتجهيز منطقة الشؤون الإدارية للكلية وتشمل:
13- المطبخ مخازن التعيينات والمهمات ومساعدات التدريس المختلفة غرف الترزية والحلاقة والنجارة والمكوجية.
14- إنشاء مخازن للأسلحة والذخيرة.
15- إنشاء غرفة للعيادة ومخزن للأدوية.
16- إنشاء مكتبة تحوي مختلف الكتب الثقافية والعلمية والعسكرية.
17- تنظيم مكاتب إدارة الكلية وضباط البعثة العسكرية العربية.
18- تسوير مبنى الكلية.. وإقامة ثلاث بوابات بها –الباب رقم (1) وهو الباب الرئيسي والباب رقم (2) وهو باب الطلبة والباب رقم (3) وهو باب الحملة والجنود.
19- إقامة معسكر من الخيام للجند خارج سور الكلية.
20- تخطيط أرض طابور الكلية وإقامة قاعدة ساريه علم الجمهورية العربية اليمنية في وسط هذه الأرض المقدسة.
ويذكر بأن هذه الإنشاءات المختلفة قد صادفتها كثير من الصعوبات المادية والفنية- ومن ذلك عدم توفر الدعم المادي اللازم لكل هذه المنشآت وكذلك انعدام الخبرات الفنية المطلوبة لمباشرة وتنفيذ هذه المنشآت.
وقد أثنى المشير عبدالله السلال رئيس الجمهورية العربية اليمنية على الجهود العظيمة التي بذلها ضباط وأفراد البعثة العربية العسكرية في سبيل استكمال هذه المنشآت وإظهار الكلية الحربية بالمظهر اللائق كمعهد عسكري ناشئ في تلك الظروف القاسية.
ومما يجب ذكره أيضاٍ في هذا المجال أن طلبة الكلية ساهموا بقسط كبير من مجهودهم ووقت فراغهم في سبيل استكمال تلك المنشآت.

الدعم المصري للكلية الحربية
منذ اللحظات الأولى التي بدأت فيها فكرة إنشاء الكلية الحربية اليمنية بدأت حكومة الجمهورية العربية المتحدة تستعد لسد احتياجات ذلك المعهد الناشئ من مهمات وأثاث.
وفعلاٍ وصلت الدفعة الأولى من طلبات الكلية الحربية في الأشهر الأولى من قيامها وهي تشمل: مهمات للطلبة من ملابس للتدريب على اختلاف أنواعها وكذا ملابس الإجازات والفسحة وتشمل أيضاٍ مهمات وأدوات التربية الرياضية وكافة أثاث المكاتب والغرف الدراسية وطاولات للطلبة ومعسكرات خارجية.
وشملت الدفعة الأولى أيضاٍ كافة الأدوات الكتابية والكتب التعليمية المطلوبة في التدريب وكذا مكتبة كاملة تحوي حوالي 2500كتاب في مختلف العلوم العسكرية والثقافية وكذلك أدوات مهندسين عسكريين وإشارة وتسليح وميكانيكا مركبات وطبوغرافيا.
كما ساهمت الكلية الحربية بالقاهرة بالكثير من مطالب الكلية الحربية في اليمن.

قد يعجبك ايضا