رسالة إلى كل مغترب
يوسف يحيى صلح –
قد اقتلعتكم الغربة من تراب الوطن وألقت بكم في متاهات بعيدة
جعلتكم تحلمون بأحلام جديدة كنتم في البداية تتطلعون للعيش بحياة أفضل وأكرم وكنتم تتطلعون بنظرة من الأمل…
ولكن على شواطئ الغربة تحطمت هذه الذكريات وتأججت في أعماقكم نيران الحنين والشوق إلى الأهل والوطن وقرت في الأنفس غصة وفي العين دمعة…
وإن أول ما تحسون به عند الاغتراب هو ذلك الحنينا◌ٍ الجارف الذي يملأ القلب للعودة إلى الوطن.
ومهما كانت أرض الغربة جميلة لا يمكن أن تحل محل الوطن فكل ما في وطنكم يبقى عالق في الذاكرة وخصوصا ذكريات الطفولة والشباب و لايمكن لأي يأخده إلى أولئك الأهل وخصوصا تلك الأم التي تتمزق حزنا على فراق وبعد أبنائها …
وإن ضريبة الغربة لابد أن تدفعوها بالألم والمعاناة لأنه لا يمكن لأي بلد أن يعوضكم عن بلادكم وإن الغربة قد أظهرت عليكم الألم والعذاب بتجاعيد رسمتها على مرور السنين …
وتبقى صورة بلادكم في أذهانكم جميعا ورغم كل ما تعانونه من ألم في الغربة ….
ويبقى لكم أمل وحلم في العودة ذلك الحلم الذي لايفارق خيالكم في اليقظة والمنام ويبقى لكم أمل مشرق في طي صفحة الغربة والعودة إلى أوطانكم لعل جراح الغربة تندمل وتشفى برؤية الوطن وشم ترابه واستعادة الذكريات …..
السؤال متى تنتهي ملحمة الغربة ومأساة الرحيل والاغتراب متى تطوون هذه الصفحة وتعودون إلى أرض الوطن وتلتقون بأهلكم وأحبابكم¿