الشاعر .. والمجاز

محمد المساح –

{ «أخطأ نزار قبøاني حين وعد حبيبته بقارورة نفط بدل قارورة عطر¡ كان ذلك ب◌ْعيد حرب تشرين 1973م¡ يوم ضربت الحمية القومية الشاعر وصدøق الناس أن النفط سلاح في معركة فلسطين».
آنفا◌ٍ ما بين القوسين من مقال قديم جديد للكاتب والروائي إلياس خوري¡ وعنوان العمود «عطر النفط»
ويوضح : أن شاعر الرسم بالكلمات كان مخطئا◌ٍ¡ لم يخنه الشعر – فقط – بل خانه النفط¡ ولأن البنزين لا يتحول عطرا◌ٍ – فقط – بل لأن النفط حوøل العرب من شعب إلى مجاز¡ ونجح في امتهان العالم العربي وإذلاله¡ وإعطاء الثروة شكل الجريمة الأخلاقية.
وبعدها يوضح الكاتب : خطأ الشاعر يمكن تصحيحه¡ قصيدة جميلة واحدة تكفي¡ ونزار كتب مئات القصائد الجميلة التي محت الخطأ واعتذرت¡ وهنا السؤال : «لكن ماذا نفعل بحقيقة النفط المجازية¿».
يجيب الكاتب : «العرب أغنى من أوروبا¡ ومع ذلك تبدو الفاقة الفلسطينية الناجمة عن وحشية الاحتلال مسؤولية أوروبية¡ النفط لا يبالي¡ ولماذا يبالي حين تصاب الثقافة العربية بلوثته وببقع ورق الصحف وأقلام الكتøاب وفضاء التلفزيون¡ النفط لا يبالي¡ سعر البريل يطير وبدل أن يشعر العالم العربي بأنه يمتلك ثروة سياسية واقتصادية إذا به يطير عن الخريطة¡ ويصير أضحوكة الأمم ومسخرة الدول¡ الآن لا عام 1973م يصير مجاز الشاعر حقيقة ويجد العربي نفسه أمام قارورة بنزين يقدمها لحبيبته التي تشعر بالغثيان¡ الآن يجتاحنا الغثيان ونسقط في الهاوية¡ عيب أن تقول أنه العيب¡ لأن هذا الانحطاط لا يبالي¡ يفتخر بانحطاطه¡ ويتغرغر بذلøه وينتشي بعطر النفط».

قد يعجبك ايضا