
الثورة نت/.. –
شهدت الأزمة السورية تصعيدا دبلوماسيا¡ لاسيما مع إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده “غير مستعدة لتغيير موقفها في شأن سوريا”¡ واتهامه الدول الغربية بـ “الاعتماد على جماعات مثل تنظيم القاعدة لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد” الذي أدانت خارجيته تصريحات الرئيس المصري محمد مرسي واعتبرتها “تدخلا في الشأن السوري الداخلي” كما ردت دمشقعلى تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوجان .
ففي مقابلة أجرتها معه محطة تلفزيون آر تي الروسية وبثتها الخميس¡ رفض بوتين الانتقادات الغربية الموجهة إلى موسكو في شأن قضايا عدة¡ وعلى رأسها قضية الصراع في سوريا.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت موسكو ستعيد التفكير في موقفها من سوريا بعد أن استخدمت حق النقض (الفيتو) ثلاث مرات في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة لتعطيل مشاريع قرارات يدعمها الغرب للضغط على سوريا¡ قال بوتين متسائلا: “ولماذا ينبغي على روسيا فقط أن تعيد تقييم موقفها¿ ربما يتعين على شركائنا في العملية التفاوضية إعادة تقييم مواقفهم”.
ودون أن يشير إلى أي دولة بالأسم¡ لمø◌ِح بوتين إلى أن الولايات المتحدة “تنتظر من “المتشددين” أن يساعدوا بإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد¡ قائلا إن تلك الدول “ستندم على ذلك”.
وقارن الرئيس الروسي الوضع الراهن في سوريا بما حدث في أفغانستان حين أيدت الولايات المتحدة “الجهاديين” الذين حاربوا القوات السوفيتية في تلك البلاد خلال الحرب الباردة أواخر القرن الماضي.
وقال: “اليوم هناك من يستخدم مقاتلي القاعدة¡ أو أناسا من تنظيمات أخرى لها الآراء المتطرفة نفسها لتحقيق أغراضه في سوريا. هذه سياسة خطيرة للغاية وتتسم بقصر النظر”.
وقال إن الولايات المتحدة سجنت عددا كبيرا من الإسلاميين المتشددين المزعومين في معتقل خليج غوانتانامو¡ وأنها أيضا قد “تفتح أبواب غوانتانامو وتجعل كل سجنائه يذهبون إلى سوريا ويقاتلون هناك. إنه الشيء نفسه يتكرر”.
“اليوم هناك من يستخدم مقاتلي القاعدة¡ أو أناسا من تنظيمات أخرى لها نفس الآراء المتطرفة¡ لتحقيق أغراضه في سوريا. هذه سياسة خطيرة للغاية وقصيرة النظر”
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
وفي تطور دبلوماسي آخر بخصوص الصراع الدائر في سوريا¡ أصدرت وزارة الخارجية السورية الخميس بيانا رسميا أدانت فيه ما جاء في كلمة الرئيس المصري محمد مرسي الأربعاء أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة حول سوريا¡ واعتبرت الخطاب “تدخلا في الشأن السوري”.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) الخميس نص بيان وزارة الخارجية والمغتربين الذي جاء فيه: “إن سوريا تعتبر تصريحات مرسي تدخلا سافرا في الشأن السوري واعتداء صريحا على حق الشعب السوري في اختيار مستقبله بنفسه دون أي تدخل خارجي”.
وأضاف البيان: “ما قاله مرسي هو جزء من التحريض الإعلامي الذي يهدف إلى تأجيج العنف الدائر في سوريا¡ وبهذا لا يختلف عن غيره من الحكومات التي تدعم المجموعات الإرهابية المسلحة بالمال والسلاح والتدريب والمأوى ما يجعلهم شركاء في سفك الدم السوري”.
وأضافت أن مرسي “أوضح¡ بما لا يدع مجالا للشك¡ أنه يعكس آراء جماعة لا تمت بصلة إلى حقائق التاريخ المشترك للشعبين السوري والمصري”.
“ما قاله مرسي هو جزء من التحريض الإعلامي الذي يهدف إلى تأجيج العنف الدائر في سوريا”
كما أدانت وزارة الخارجية السورية تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان التي أدلى بها أول من أمس¡ ووصفتها بأنها «عدائية ووقحة». وقالت الخارجية¡ في بيان¡ إن تصريحات أردوغان «متكررة ووقحة تناولت ما يدين بحدø ذاته السياسة العدائية للحكومة التركية تجاه سوريا وشعبها». وأضافت أن «أردوغان يتهم سوريا بالإرهاب فيما يمارس هو وحكومته هذا الإرهاب علانية بحق الشعب السوري¡ عبر إيواء وتدريب ودعم المجموعات الإرهابية المسلøحة». ورأت أن «دلالات السلوك العدواني لأردوغان واضحة¡ فهي تعبøر عن إحباطه الواضح من فشل المخطط باستهداف سوريا وشعبها».