عيد مبارك .. وين سعيد¿


كل عام وانتم والوطن بألف خير . نعم أنتم والوطن بألف خير لاسيما أن سعادة المواطن تنبثق من إسعاده للوطن الذي يعيش في كنفه ويأكل من خيره ويستظل بظلاله الوارف . وأمام كل تلك العطايا يحضرني سؤال مفاده أين الموظف سعيد عقب إجازة العيد ¿ أليس ذلك الموظف معنيا◌ٍ بتقديم الخدمات وعدم تعطيل مصالح الناس قبل وبعد العيد وذلك من منطلق رد الجميل للوطن الذي منحنا العطايا وشرفنا بالانتماء إليه. أم أن حب الوطن عند أخينا سعيد يتخلله أيام عطلة تنأى به عن ممارسة مهامه الرسمية خلال فترات محددة مما يجعلنا نتساءل للمرة الثانية ألم يكن سعيد على أرض الوطن عند بدء الدوام¿ كل تلك الأسئلة وغيرها مما يجيش في الصدر ويحز في النفس تحضرنا منذ الوهلة الأولى التي نشاهد فيها المكتب يتأوه باكيا◌ٍ من طيلة غياب سعيد . وذلك ما باح لنا به المكتب وأقرانه حين أردنا أن ننجز عملا◌ٍ ما هنا أوهناك لكننا تعثرنا لأن سعيد◌ٍ وأمثاله ليسو على مكاتبهم الموقرة وكأنما كان الولاء للأرض مرتبطا◌ٍ بصفحات الفيس بوك أو بالشعارات الرنانة – مع احترامي لشبكات التواصل أجمع – إلا أنني أود أن أورد أن القول الذي لا يتفق مع العمل يصبح ضربا◌ٍ من التنظير الذي يثقل أذاننا من هذا وذاك وهو ممقوت ومردود على صاحبه . ولعلمي أن سعيدا◌ٍ لم يحبسه حابس كان هذا العتب الذي أكره أن يكون جواب أخينا عليه بالقول المألوف لديك حافظة الدوام أخصم كما تشاء وهنا تكمن العلة حين نربط الوظيفة بالتوقيع أو البصمة ولا نحكم عقولنا وضمائرنا في معاملات ومصالح الخلق التي عطلت بسبب ما يقال عنه (سبلة العيد) ونعمى أن نرى ببصيرة المحب للأرض أن يقين الولاء لهذا الثراء الطيب مرتبط بمدى حبنا له وإخلاصنا ليمضي برقي مثله مثل غيره من بلدان الدنيا ونحن نعلم أن وطننا يحتاج منا الكثير والكثير . وحتى لا أطيل أريد أن أهمس في أذن صاحبي سعيد بصوت◌ُ خافت ألم يكن زميلك مبارك معك في العيد ثم توج مكتبه بحضوره أثناء الدوام ألم تصح حتى تبلغ بصوتك العالي إصابتنا بالصداع لو أن معاملتك هنا أو هناك تعطلت بسبب غياب أحد الموظفين ألم يكن ذلك حالك . إذن فاحذر الخالق قبل الخلق وجنب نفسك أن تكون هي المعيق . وارفع قدرك بتقديرك لوطنك .

*رئيس دائرة الإعلام والثقافة بالاتحاد الوطني للمعاقين

قد يعجبك ايضا