المثقف والسياسي

محمد المساح –

{¡¡ السياسي في بلادنا صار صدى باهتا◌ٍ للتطرف بإسم الدين¡ التطرف يبتز ويهدد¡ والسياسي يذعن¡ فتسقط كل أقنعة الليبرالية والديمقراطية وحقوق الإنسان التي يتجمل بها السياسي¡ يجب أن تكون معركة المثقف ضد السياسي¡ الذي هو الصدى الباهت للتطرف الديني.
جريمة ثقافية كبر أن يتحالف المثقف مع السياسي بإسم محاربة التطرف والإرهاب¡ ذلك أن السياسي متطرف وإرهابي من نفس النمط¡ متطرفان يكره كل منهما الآخر¡ وإرهابيان يرهب كل منهما الآخر والضحية نحن الشعب بكل طوائفه ومنهم المثقفون المستقلون¡ أبناء البطة السوداء أو العرجاء.. كما نقول في الأمثال المصرية.. من هنا أؤكد دائما◌ٍ وفي كل مناسبة على ضرورة أن يتمسك المثقف باستقلاله حتى لو تبنى السياسي منظور المثقف¡ على المثقف أن يكون دائما◌ٍ حارس قيم وعليه أن يحذر أن يتحول بالتحالف مع السياسي فيكون كلب حراسة¡ علينا أن نتعلم من دروس التاريخ.
كيف تتحول الأفكار على يد السياسي¡ إلى أدوات قمع وسجن وتعذيب¡ لم يكن المأمون¡ ليبراليا◌ٍ ولا عقلانيا◌ٍ¡ حين استخدم مقولات «المعتزلة» لامتحان البشر من الفقهاء والقضاة¡ وتعذيبهم¡ ولا كان المتوكل عادلا◌ٍ حين قلب الموازين فأضطهد المعتزلة في الحالتين ثم خداع المفكرين فدفعوا الثمن أعظم الأفكار تلوثها السياسة في بلاد تعتبر الحرية فسادا◌ٍ¡ وترى المواطنين رعايا◌ٍ وفي بلاد تضطهد المخالفين في العقيدة¡ كما تضطهد المخالفين في الرأي من المنتسبين لنفس العقيدة.
«نصر حامد أبو زيد»

قد يعجبك ايضا