لن نستغني عنهم!!
خليل المعلمي –
كشفت لنا الأيام التي توقف فيها عمال النظافة عن العمل للمطالبة بحقوقهم المهدورة منذ سنين¡ بأننا لا نستطيع ان نستغني عن خدماتهم أبدا◌ٍ¡ خاصة وأن الشارع يشكو من الجميع¡ المارين فيه والساكنين على جنباته¡ وأصحاب المحلات¡ جميعهم لا يعرفون أبجدية النظافة¡ أيام قليلة فقط توقف هؤلاء عن نشاطهم في جمع مخلفات سكان العاصمة¡ فإذا بكارثة بيئية خطيرة تلوح في الأفق وصاحب ذلك انتشار أوبئة كادت أن تفتك بالسكان.
والملاحظ من كل ذلك ليس قلة الوعي بل غيابه لدى نسبة عالية من المواطنين فالجميع يرمون بكل مايصل إلى أيديهم في الشوارع والأرصفة والأزقة دون حياء ولا وجل¡ متناسين أن هناك من يتعب ويجهد نفسه من أجل إظهار المدينة بالمظهر اللائق والمناسب¡ إضافة إلى الخسائر التي تتكبدها الدولة في تشغيل قطاعات النظافة¡ وكل ذلك يتم على الرغم من وجود براميل صغيرة خاصة بالمخلفات ذات اللون البرتقالي والمنتشرة أمام جميع المحلات التجارية تقريبا◌ٍ.
وأنوه هنا إلى أن معظم مايتم التخلص منه بسهولة ورميه إلى الشوارع هي الأكياس البلاستيكية والتي قد أسرفنا في استخدامها بشكل كبير حتى أن معظم الباعة يضاعف منها عند وضع المواد الاستهلاكية فيها للزبائن كنوع من الاهتمام بهم¡ وبهذا نجد أن الأسواق والطرقات والشوارع قد امتلأت بمخلفات هذه الأكياس¡ ولولا رجال النظافة الذين يجوبون الشوارع لجمعها لتكونت أكوام منها تضر ببيئتنا ومجتمعاتنا.
إن غياب الوعي عن الأضرار الناتجة من هذه الظواهر¡ إنما هو ناتج ربما لقصور في إيصال الرسائل الإعلامية للمستهدفين من المواطنين¡ وكذلك لغياب الحزم في تطبيق قانون النظافة الذي يفرض غرامات مالية لمن يقوم بتلويث البيئة ورمي المخلفات إلى الشوارع.
فنحن في الوقت الحالي لا نحتاج فقط إلى حملة إعلامية واسعة تشمل مختلف وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة لحث المواطنين على المحافظة على شوارعهم وأزقتهم وطرقاتهم والكف عن رمي المخلفات إلى الشوارع بل في الأماكن المخصصة لها¡ وإبراز الأضرار الناتجة عن مخالفة ذلك.. وتعريف الناس بالقوانين الخاصة بالنظافة والإجراءات العقابية المخالفة لها¡ بل نحتاج أيضا◌ٍ إلى حزم في تطبيق القوانين على من يرتكب المخالفات تجاه هذه القضية الهامة¡ لتتحول تدريجيا◌ٍ إلى سلوك نجده على أرض الواقع.
ولا ننسى رسالة المسجد في هذه الأيام المباركة في الشهر الفضيل¡ التي تعتبر من الرسائل المهمة والتي لابد من استخدامها وبشكل مكثف¡ كما يمكن إنشاء مجموعات محلية صغيرة في الأحياء والحارات للتوعية أولا◌ٍ ورصد أي مخالفات يقوم بها الأهالي وذلك بالتنسيق مع فرق النظافة التي تجوب الحارات والشوارع..
وفي شهر رمضان المبارك تتغير فيه العادات الغذائية إلى النقيض¡ فبدلا◌ٍ من أن يكون هذا الشهر شهرا◌ٍ للاقتصاد والتقشف والشعور بأحوال الفقراء والمساكين¡ يتحول إلى شهرا◌ٍ للتبذير والإسراف وتزداد فيه كميات المخلفات التي يتم جمعها أكثر من أي شهرا◌ٍ آخر¡ وبالتالي تزداد جهود هؤلاء العمال لتبقى المدينة في أحسن حال.. وكل عام والجميع بخير.
Kho2002us@gmail.com