
لندن/ وكالات –
ذكøرت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس الولايات المتحدة بأنها ليست مجرد أي بلد¡ ودعتها إلى استخدام نفوذها ومساعداتها لإنشاء مؤسسات ديمقراطية شاملة في الشرق الأوسط.
وقالت رايس في مقال نشرته صحيفة “فايننشال تايمز” في عددها الصادر الجمعة “المشكلة الرئيسية في المنطقة هي غياب المؤسسات القادرة على سد الفجوة بين السنة والشيعة وحماية حقوق المرأة والأقليات”.
ولم تشر رايس في مقالها عما إذا كان العراق عانى من حرب طائفية قبل احتلاله من قبل قوات بلادها.
وأضافت “علينا أن نصر على انتهاج سياسة شاملة حتى في خياراتنا الفورية اللازمة¡ بما في ذلك تسليح المتمردين السوريين¡ لأن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تقف جانبا◌ٍ وتترك القوى الإقليمية تضع أجندات خاصة يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الإنقسامات الطائفية في المنطقة”.
وشددت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة على “ضرورة ألا تنسى الولايات المتحدة¡ خلال عملها مع المصلحين في مختلف أنحاء الشرق الأوسط¡ أن العراق لديه هذا النوع من المؤسسات التي تهدف إلى التغلب على تلك الانقسامات”.
ودعت إلى “إعادة الإنخراط مع العراق نظرا◌ٍ لأهميته الجغرافية الإستراتيجية¡ والفوضى التي تجتاح جيرانه¡ ونفوذ إيران المدمøر”.
وقالت رايس في مقالها إن الولايات المتحدة “تحتاج مرة أخرى إلى تطوير أنظمة مسؤولة وديمقراطية خارج الشرق الأوسط”.
ولم يحدث في تاريخ العراق المعاصر خلافات طائفية مثل التي حدثت بعد احتلاله من قبل القوات الأمريكية عام 2003م¡ وصعود الاحزاب الطائفية والدينية إلى الحكم بدعم أمريكي ايراني.
وسبق وأن اعترفت رايس بانها لم تحقق بعض الأهداف التي حددتها لنفسها لكنها أكدت انها واثقة من أن التاريخ سينصفها في نهاية المطاف.
وأقرت رايس أن شعبية الولايات المتحدة “ليست ممتازة” في العالم العربي بعد تولي جورج بوش الرئاسة.
وأضافت “ادرك أن العرب يعتبرون جزئا من علاقاتهم مع الولايات المتحدة فترة اهانة وقلة احترام”¡ موضحة أن “هذا لم يبدأ مع الرئيس بوش ولن ينتهي معه بالتأكيد”.
وتابعت رايس “لكن مع الوقت¡ اعتقد أنه سيتم احترام واقع أن الولايات المتحدة دافعت عن العالم العربي وعن حق العرب في التمتع بالحقوق نفسها التي نتمتع بها نحن”.
وأكدت رايس أن التاريخ سيؤكد أن الرئيس بوش كان محقا عندما يكشف أن العراق الجديد المنبثق عن الحرب “سيغير وجه الشرق الأوسط”¡ مشيرة إلى أنه “سيكون أول ديمقراطية متعددة الاتنيات ومتعددة الطوائف في العالم العربي”.
ولم يحدث أي شي من الذي تحدثت عنه رايس¡ فمازال العراق بعد تسع سنوات من احتلالي يعاني من تسيد الأحزاب الطائفية وصراع على السلطة وانعدام الخدمات فيما يتربع في قمة قائمة الفساد في العالم.
وأشارت رايس إلى أن تحريك عملية السلام في انابوليس منذ أكثر من عام لم يؤد إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين¡ لكنها اكدت أن الوضع في الشرق الأوسط تحسن كثيرا بالمقارنة مع ما كان عليه في 2001م عندما تسلم بوش السلطة.
وقالت “صحيح أننا لم نتوصل إلى إقامة دولة فلسطينية. صحيح أن حماس تخرب في غزة. لكن إذا قارنا ذلك مع الوضع في 2001م لا يمكننا إلا الاعتراف باننا قطعنا طريقا طويلا”.