
استطلاع/ عبدالناصر الهلالي –
كالعادة في كل مرة يضرب فيه عمال النظافة .. تراكم للقمامة يصل حد الوباء¡ وإحراق للمخلفات تؤدي بالضرورة إلى انتشار الأمراض .. والمشكلة الأكثر إيلاما◌ٍ أن عودة العمال إلى العمل بعد الانتهاء من الإضراب لا يشمل حمل المخلفات من كل الأحياء السكنية .. يكتفي العمال على حملها من الشوارع الرئيسية فقط .. بدأ العمال بفعل ذلك من يوم الأربعاء الماضي¡ وحتى يوم السبت والمخلفات على حالها في كثير من الأحياء بالجراف الغربي والشرقي¡ والحارة التي خلف ملعب «الثورة» الكثير من الأحياء السكنية غارقة في المخلفات .. حملة النظافة هذه المرة بعد انقضاء أيام الإضراب لم تأت بجديد الأحياء السكنية تستغيث أمانة العاصمة مما تراكم فيها من المخلفات حتى صارت أشبه بمكب النفايات.
السؤال المطروح أمام ذلك كله هو .. ما جدوى تثبيت عمال النظافة¡ والمخلفات تتكدس في الأحياء منذ بداية الإضراب¿ وما الذي يضمن إضراب العمال مرة أخرى بعد التثبيت¿
تقرير أمانة العاصمة المرفوع إلى اجتماع رئاسة الوزراء أكد أن هناك من يقف وراء إضراب عمال النظافة وشكلت لجنة للتحقيق في هذا الأمر¡ ولا زال الناس بانتظار نتائج التحقيق لكي يعرف الرأي العام من يعبث بصحة الناس .. الناس عامة يريدون أن يعرفوا الأشخاص الذين يقفون وراء إضراب عمال النظافة في كل مرة رغم استجابة الحكومة لتثبيتهم .. الناس يريدون أن يعرفوا ذلك كما عرفوا سابقا◌ٍ من يقف وراء تفجير أنبوب النفط في مأرب .. لايشك أحد أن إضراب عمال النظافة سيتكرر طالما أن هناك من يقف وراءه..
وفي حالة كهذه .. ماهي البدائل المطروحة في حالة ما إذا تكرر الإضراب مرة أخرى¿
أمانة العاصمة قالت إنها تدرس البدائل المناسبة إذا ماتكرر الإضراب¡ لكن أحدا◌ٍ هناك لم يفصح عن أي من تلك البدائل التي ستضمن على الأقل عدم تكراره .. البعض تحدث عن عدم جدية طرح البدائل¡ أو إيجاد البديل¡ ومبرره في ذلك أن الأمر كان لمجرد التخويف للعمال فقط لكي يعودوا إلى العمل¡ لأن البديل مع تكرار الأمر يجب أن يطرح بوضوح حتى لا يتكرر العبث في الشوارع رغم الاستجابة لمطالب التثبيت.
البعض الآخر مستاؤون من التثبيت أصلا◌ٍ¡ واعتبروا أن التثبيت بحد ذاته سيجعل عمال النظافة أقل إنتاجا◌ٍ¡ وهذا ماأثبتته العودة إلى العمل بعد الإضراب إذا تكدست القمامة في أماكن مرة أخرى¡ ولم ترفع من أماكن¡ ولاسيما الأحياء التي بقيت فيها المخلفات على حالها¡ الأمر الذي جعل الكثيرين ينادون بالبدائل التي تضمن نظافة حقيقية للمدن بدل العبث التي يطالها¡ لاسيما وأن عمال النظافة تحولوا عن عملهم الرسمي الذي يلزمهم المدن وحمل المخلفات¡ إلى البحث عن البلاستيك والمعدن والحديد بين تلك المخلفات .. من تلك البدائل التي طرحها البعض هو فتح باب التوظيف في قطاع النظافة¡ والاستغناء عمن يعبث في المدن¡ وترك المحركين للإضراب ينفعونهم ويمنحونهم الرواتب .. البديل هذا الذي يراه البعض مناسبا◌ٍ ستجعل المدن نظيفة كما يقولون¡ ولم تسمح بأي إضراب طالما أن هناك إجراءات مناسبة ويستغرب الناس صمت النظافة طيلة الفترة السابقة¡ ويقظتهم فجأة للمطالبة بالتثبيت.
في الجانب الآخر يدعون الجهات المختصة بفعل شيء إزاء التجار¡ وأصحاب المصانع الذين يستغلون تواجد المخلفات بذلك الكم¡ ويلقون بمخلفاتهم فيها .. وهذا على الأقل ما شاهدته في الجزيرة الوسطى للشارع الخلفي لملعب الثورة .. إذ قام أحد التجار برمي كراتين محروقة على مساحة واسعة من الجزيرة الوسطى في نفس اليوم الذي عاد فيه عمال النظافة للعمل.
النظافة عامة بحاجة إلى بدائل حقيقية تضمن عدم تراكم المخلفات في المدن مرة أخرى.