المياه والناس

 - ستظل قضية المياه الشغل الشاغل لكل الناس والهم الاكبر الجاثم على صدورهم ويؤرق مضاجعهم ولابد هنا أن تشعر المؤسسات المدنية للمياه والصرف الصحي  بما يعانيه الناس جراء انقطاع خدمة المياه     التي أضحى يتحكم بأسرارها واستمرارها
قاسم الشاوش –
ستظل قضية المياه الشغل الشاغل لكل الناس والهم الاكبر الجاثم على صدورهم ويؤرق مضاجعهم ولابد هنا أن تشعر المؤسسات المدنية للمياه والصرف الصحي بما يعانيه الناس جراء انقطاع خدمة المياه التي أضحى يتحكم بأسرارها واستمرارها أعداء الحياة في تلك المؤسسة ويتملك كثير من الناس وأنا واحد من الناس مخاوف أن يأتي اليوم المشؤوم الذي نصبح فيه أحياء ونمسي أمواتا◌ٍ ليس بفعل انتهاء الأجل وإنما بفعل فساد تلك الإدارة وتراخيها عن القيام بمسئوليتها التي وجدت من أجله في خدمة المجتمع وكأنها تأبى إلا أن تكون ثالوث الموت جنبا إلى جنب مع الكهرباء وأكوام القمامة التي تملئ الشوارع والأحياء داخل العاصمة¡ أقول هذا الكلام ليقيني أن صبر الناس بدأ ينفد وما جرى مؤخرا من قيام بعض المواطنين الساكنين في مديرية آزال بإغلاق المنطقة الأولى للمياه إلا خير دليل على ذلك وليست المناطق الباقية بمعزل إذا استمر الجور ومنع المياه عن الناس بل إن المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي وتوابعها أضحت على مرمى حجر من ضجر الناس بهم وبخدماتهم المتدنية¡ ويجب أن لا يفهم من كلامي هذا أني أحض الناس وأحرضهم على القيام بمثل هذا العمل وإنما عنيت التنبيه والتحذير لما سيؤول إليه وضع المؤسسة في حال استمرت في غيها وحصارها المائي خصوصا وأن الشريحة الأكبر المتضررة من انعدام المياه هي شريحة الفقراء والمساكين والمعدمين وذوي الدخل المحدود من الموظفين مدنيين وعسكريين غير القادرين على تحمل نفقات شراء وايتات الماء وأضافت عبئا◌ٍ جديدا◌ٍ على كواهلهم المثقلة بالأعباء التي لا حصر لها¡ وأجد من الأمانة المهنية كصحفي أن أعرض ما حدث حتى تم إغلاق مقر المنطقة الأولى للمياه فمنذ الوهلة الأولى التي انقطعت فيها المياه عن سكان مديرية آزال توجه مجموعة من المواطنين لمدير المنطقة يشكونه معاناتهم وعدم وصول المياه إلى منازلهم فوعدهم بحل المشكلة وتزويدهم بالمياه بعد أيام وأسبوع وراء أسبوع والمياه مقطوعة ومعاناة الناس تتفاقم والمدير المسئول لا يكف عن مواعدة الناس والحنث بوعوده وفي كل مرة يسوق للناس أعذارا◌ٍ واهية كقوله بأن مسئول التشغيل في المنطقة لا يمتثل لأوامره ولاندري لماذا أو كيف موظف لا يمتثل لأوامر مديره الذي من الممكن أن يطبق عليه القانون وما فيه من نصوص عقابية إداريا◌ٍ وماليا◌ٍ¡ ومرة ثانية يقول بأن خلافا◌ٍ بينه وبين المدير الفني للمنطقة هو السبب لعدم امتثاله هو الآخر وبعض الموظفين لأوامره ونواهيه¡ وحينا◌ٍ أخرى يقول إن المشكلة تكمن في عدم توفر مادة الديزل ويطلب من المواطنين جمع المال لشراء الديزل حتى يتم التشغيل وضخ المياه للمواطنين¡ وهو ما جعل أعضاء المجلس المحلي بالمديرية يلتمسون العذر للمواطنين وهذا ما يؤكد أن مشكلة المياه ليست جفاف آبارها أو شحة في مخزونها وإنما المشكلة فساد وسوء إدارة وغياب الكفاءات المؤهلة التي تخدم المجتمع وترعى مصالحه . فالمياه ستظل قضية مجتمعية يجب أن تأخذ حقها من الرعاية والاهتمام ولأجل ذلك أجدد مناشدتي لفخامة رئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي أن يولي هذه المؤسسة اهتمامه الخاص لما لها من أهمية خاصة في خدمة المجتمع وأن يولي عليها من يصلح حالها ويقوم أعوجاجها من ذوي الكفاءات والقدرات التي تزخر بها البلاد (وضع الرجل المناسب في المكان المناسب )لأن هذا هو المخرج والحل الوحيد لمشكلة المياه وغيرها.

قد يعجبك ايضا