ضحايا الألغام.. معاناة تتجدد

 - عند الحديث عن معاناة  شريحة الأشخاص ذوي الإعاقة في بلادنا وبخاصة ضحايا الألغام نجد أن هذه المعاناة تتجدد باستمرار مع اختلاف الزمان والمكان نظرا لأن ضحايا الألغام هم ضحايا الصراعات السياسية والعسكرية التي مرت بها بلادنا في مراحل زمنية مختلفة
*محمدعبدالله العبدلي –
عند الحديث عن معاناة شريحة الأشخاص ذوي الإعاقة في بلادنا وبخاصة ضحايا الألغام نجد أن هذه المعاناة تتجدد باستمرار مع اختلاف الزمان والمكان نظرا لأن ضحايا الألغام هم ضحايا الصراعات السياسية والعسكرية التي مرت بها بلادنا في مراحل زمنية مختلفة حيث ان هناك الكثير من هولاء الضحايا الذين حصدهم الألغام في مراحل مختلفة من تاريخنا الحديث والمعاصرمنها اثناء قيام الثورة اليمنية المباركة وبعدها وكذلك قبل¡ اعادة الوحدة اليمنية المباركة¡ ذلك الصراع مع الجبهة في المناطق الوسطى¡ وهناك مئات الأشخاص دفعوا ضريبة التشطير البغيض والصراع السياسي المرير فقبل الوحدة كان هناك العشرات من أبناء المناطق الوسطى والمناطق الحدودية آنذاك تحصدهم الألغام الأرضية شهريا◌ٍ منهم من يستشهد ومنهم من ينجو من الموت ليظفر بالإعاقة الدائمة: وهكذا أصبح الآلاف من الضحايا الأبرياء ذكورا◌ٍ وإناثا◌ٍ معاقون في حالة بؤس ومعاناة فلم نحصد من التشطير والتشتت والحروب والإرهاب إلا الخراب والدمار بالأرض والإنسان ..
وبعد قيام الوحدة المباركة وحتى اليوم شهدت العديد من محافظات الجمهورية صراعات عسكرية وسياسية كما هو الحال في صعدة وبعض المحافظات الجنوبية وأهمها أبين وشبوة تم خلالها زرع الكثير من الألغام من قبل عناصر الإرهاب والتطرف عند سيطرتها على هذه المحافظات خلال الأشهر الماضية مستغلة الأحداث التي شهدتها الوطن خلال العام المنصرم حيث حصدت هذه الألغام الكثير من الأرواح وخلفت وراءها العديد من الضحايا¡ وهنا نجدها فرصة لنطلق صرخة قوية من كل ضحايا الألغام ( شباب ¡ شابات ¡ أطفال ¡شيوخ ) فنقول لهولاء الإرهابيين الحاقدين على الوطن وأبنائه :
ألا يكفيكم الدماء التي سالت في الجبال والوديان ¿¿ ألا يكفيكم أشلاء أجساد أبناء الوطن التي تمزقتوصارت طعاما◌ٍ للوحوش والغربان ¿¿
ألا يكفيكم حقدا◌ٍ على الوطن وأبنائه ¿¿
و نقول لأبناء الوطن الشرفاء المخلصين :
لقد نزعت معظم الألغام الشريرة من أرض الوطن بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل الجهود العظيمة التي تقوم بها قيادة وأفراد البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام منذ إنشائه حتى الآن لينعم أبناء الوطن بالأمن والاستقرار.
فلا تدعو الإرهابيين والحاقدين على الوطن أن يزرعوا الألغام الشريرة (والمعروفة بسلاح الجبناء) لتحصدوا أنتم وأبناؤكم شرورها مستقبلا.
كما نناشد القيادة السياسية وحكومة الوفاق للنظر في قضية هؤلاء الأبرياء الذين لا ذنب لهم¡ نناشدهم بدعمهم وتعويضهم تعويضا◌ٍ عادلا◌ٍ¡ وأطالب حكومة الوفاق الوطني باعتماد الخطة الوطنية لمساعدة الضحايا التي مازالت حبيسة الأدراج منذ عامين .
وأناشد الأخوة في لجنة الاتصال التواصل مع قيادة الجمعية اليمنية للناجين من الألغام والقذائف غير المتفجرة من أجل مشاركتهم في الحوار الوطني وبقوة كون الجمعية من أهم منظمات المجتمع المدني فلا يغفلوا (يتناسوا) هذه الشريحة بشكل خاص وشريحة المعاقين بشكل عام .
وقبل أن أختم الحديث أتقدم بالشكر والعرفان للأخ مدير البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام على مساندته ووقوفه الدائم مع الضحايا وكل من دعم أوساهم بدعم الجمعية¡ كما أشكر زملائي رئيس وأعضاء الهيئة الإدارية بالجمعية اليمنية للناجين من الألغام وكل العاملين فيها على العمل الذي يقومون به في هذه الجمعية التي يسعون من خلالها إلى تحقيق أهداف عدة أهمها تأهيل ودمج الضحايا في المجتمع¡ ورغم أن الجمعية أنشئت مؤخرا◌ٍ إلا أنها حققت نجاحات كبيرة وثمارها لعدد من الضحايا من مختلف المناطق .
*أمين عام الجمعية اليمنية للناجين
من الألغام والقذائف غيرالمتفجرة

قد يعجبك ايضا