الكأس خاو◌ُ .. ومراكز صيفية.. خاوية!
أحمد ناصر مهدي –
وقفت كثيرا أمام حديث وزير الشباب والرياضة معمر الارياني بقناة اليمن حول الشباب وما هي الأسباب التي تسهل من مهمة تنظيم القاعدة في استمالتهم إلى صفها والتغرير بهم وحملهم إلى أن يكونوا ضحايا بشرية لتحقيق أهدافها الإرهابية ..
ما استوقفني كثيرا هو ذلك التشبيه الذي شبه به الوزير واقع الشباب ( بالكأس الخاوي) الذي يمكن لأي طرف إفراغ ما لديه من أفكار ومبادئ وقيم بهذا الكأس ¡ هذا التشبيه جعلني أتساءل ببساطة عن دور وزارة الشباب والرياضة للحفاظ على شباب هذا الوطن وما يجب عليها تحقيقه لصالح الشباب الذين هم في أمس الحاجة إلى دور ملموس من الجميع وفي مقدمتهم وزارة الشباب والرياضة المعنية في تواجدها ومهامها بالشباب ورعايتهم والحفاظ عليهم من أي تبعات تجعل منهم ضحية لأي أفكار ضالة ومتطرفة تجعل منهم دون غيرهم وقودا لنار ضلالها ومخططاتها الدامية والمؤلمة ¡ خاصة عندما تجد الوقت والعوامل الكافية لغرس هذه الأفكار التي تصل في مراحلها إلى حد الإيمان والاقتناع الكلي بكل تلك الأفكار التي تتحول إلى مبادئ وثوابت يصعب التخلي عنها .
ولأن الشيء بالشيء يذكر فقريبا ستنطلق فعاليات المخيمات والمراكز الصيفية على عموم محافظات الجمهورية كخطوة أمست روتينية خلال عطلة الصيف الطويلة والتي من خلالها تسعى الدولة بكل مقدراتها أن تجعل من هذه المراكز الصيفية مجالا رحبا لصقل المواهب في مختلف المجالات الرياضية والشبابية والثقافية وغرس القيم والمبادئ الوطنية وحب الوطن ورفض الغلو والتطرف بين الشباب واستغلال فترة العطلة الصيفية في الجوانب الثقافية والمهارية والوطنية والرياضية ¡ ومع هذا وذاك ي◌ْطرح سؤال تراجيدي حول: ما هي الأهداف التي لمست وتحققت من هذه المراكز الصيفية والشبابية والمخيمات التي تصرف الدولة من أجلها مئات الملايين من الريالات¡ وهل فعلا حققت الأهداف المرجوة منها لدى شبابنا في مختلف المديريات بمحافظات الجمهورية أو بمعنى أصح هل تتحقق غالبية الأهداف أم أن الأهداف مجرد حبر على ورق ¿!!
يجب علينا أن نكون منصفين وأن نعطي الأمور حقها في أن بعض المراكز قد تحقق جزءا من أهدافها التي جاءت من أجله بينما تظل غالبية هذه المراكز كما أسلفنا بلا هدف أو غاية وخاصة في المديريات التي تكون بعيدة عن مراكز عواصم المحافظات والتي تظل كما هي أسماء وفعاليات على ورق لتمارس المجالس المحلية بهذه المديريات (دور الحامي الحرامي ) إن جاز التعبير¡ وبالتالي تضيع هذه المراكز عن أهدافها إن لم تكن في واقعها وه◌ِمú على وه◌ِمú ولا صحة لتواجدها سوى الأوراق ومسلسل إخلاء العهد المزيفة في ظل فرعية اللجنة للمراكز التي يقتصر دورها على مراكز وعواصم المحافظات في أحسن الحالات.
لا أخفيكم أن مراكز في عدد من المديريات لم ت◌ْقمú إلا بحفل الافتتاح أو التدشين فحسب وفي بقية الأيام ضحك على الذقون فحتى لا نخدع مرة أخرى أكثر مما سبق بعيدا عن حكاية الضحك على الذقون ما يجب على القائمين بشئون المراكز الصيفية بالمحافظات هو عدم تكرار المراكز الصيفية في عدد من المديريات والتي أثبتت فشلها في مراحل ومناسبات سابقة بالإضافة إلى ضرورة الإشراف المباشر لهذه المراكز بعيدا عن الاعتماد للمجالس المحلية بالمديريات والتي لا تزد تلك المراكز سوى وبالا فقط.
فليس الهدف في إقامة المراكز قدر ما هو الهدف المرجو يكون في كيفية تحقيق أهدافها للشباب ¡ فالشباب (الخاوي ) كما قال ذلك الوزير يحتاج إلى من يملؤه بكل ما يعزز حب الوطن والمواطنة الحقة ونبذ التطرف والغلو ولكن لن يكون ذلك يا معمر الشباب والرياضة بمراكز صيفية خاوية من المضمون الحقيقي النافع والمفيد أو مراكز إسقاط الواجب وإضاعة مئات الملايين في الهواء دون فائدة مرجوة أو هدف محقق ودمتم ….!!!