معرض المخطوطات اليمنية خطوة عملية للتعريف بتراث اليمن المكتوب
استطلاع/صادق هزبر –
❊ صور الرقوق القرآنية أهم ما تنفرد به اليمن عالمياٍ
❊ صور نفائس وخزائن المخطوطات ونماذج لخطوط المؤلفين
❊ رسمتان من وحي القرآن ولوحات جغرافية نادرة..
في خطوة هي الأولى من نوعها للاهتمام بالمخطوطات اليمنية وما تملكه اليمن من نوادر وخزائن نفيسة من التراث المخطوط افتتح في دار المخطوطات بصنعاء الأسبوع الماضي المعرض الدائم لصور من نوادر المخطوطات اليمنية لمختلف أصناف المعرفة العلمية ويعد هذا المعرض ثمرة حقيقية للجهود التي بذلت من قبل قطاع المخطوطات ووكلائه السابقين بدءاٍ من الشيخ سام الأحمر مروراٍ بالدكتور مجاهد اليتيم وإنتهاءٍ بالعزيز الدكتور مقبل الأحمدي بالإضافة إلى كواد دار المخطوطات ومشروع حفظ وصيانة وتوثيق المخطوطات بالدار (الثورة السياحي) زار المعرض وخرجنا بالحصيلة التالية:
بداية يقول الدكتور مقبل الأحمدي إن أهمية الذي يحتوي أجنحة عديدة من نوادر المخطوطات اليمنية يهدف لنشر الوعي بأهمية المخطوطات والتعريف بما تملكه اليمن من مكنون معرض وتراث مخطوط في شتى علوم المعرفة فضلاٍ عن ما تملكه اليمن من نفائس ورقوق قرآنية لا مثيل لها على مستوى العالم ويحتوي المعرض على أهم وأبرز صور نوادر المخطوطات .
أهمها الرقرق القرآنية
الرقوق القرآنية التي يزخر بها دار المخطوطات وعرض منها رقوق بالخط الحجازي من الآية رقم »13« من سورة الزخرف قوله تعالى !»إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا« إلى الآية رقم »32« من سورة الزخرف وقد كتب بالخط الحجازي البكر وبالشكل المائل إلى جهة اليمين بزاوية حادة أقل من 90 درجة ويرقى إلى القرن الأول الهجري ولا توجد به علامات التشكيل والتنقيط والفواصل بين الآيات عبارة عن مثلث هرمي.
أما الفواصل بعد كل عشر آيات فهي عبارة عن دائرة سوداء وكذلك صور الرقوق لنماذج لمرحلة انتقالية لتطور الخطوط من الحجازي إلى الكوفي ونماذج للكوفي المجود »المحسنة« وترقى إلى القرن الثاني الهجري أو بداية القرن الثالث الهجري ولا توجد بها علامات التشكيل وعجمت بعض الحروف مؤخراٍ والفواصل بين الآيات عبارة عن شرطتين فوق بعضهما.
رسمتان من وحي القرآن
كما توجد رسمتان من وحي القرآن للآية رقم »35« من سورة النور وهي لوحتان فريدتان لا نظير لهما تتميز بهما فقط المصاحف اليمنية وهي عبارة عن مسجدين لكل منهما محراب حول المحراب أشجار ولهما أشجار الزيتون والمسجد مكون من صفوف من الأعمدة بين كل عمودين عقد تتدلى منه مشكاة وبأسفل المشكاة مصباح في زجاجة ينار كل مصباح بالمشكاة المرتبطة بشجرة الزيتون المتلألئة وبوسط المسجد شمس للضوء وبمؤخرة المسجد أبواب للدخول وفيما بين المداخل يوجد مكان للضوء المزود بالأباريق وحول المسجد تتسلق الأشجار المثمرة وتلك الرسمتان أحدهما توضع في بداية المصحف والأخرى في آخره وهما كحماية كما يعمل الآن مع المصاحف المطبوعة وفي الجهة الأخرى من المعرض عرضت رقوق قرآنية سميت وفقاٍ لتصنيف الألمان..
بروائع صنعانية
وهي رقوق عليها تذهيب وكتبت بالخط الكوفي المتأخرة وبذوق وإحساس يمني رفيع ترقى للقرن الثالث الهجري وتحمل معان جميلة متعددة وخير شاهد على اليمني وعلاقته بحضارته المبنية على الزراعة والبناء فالنص القرآني كتب داخل إطار مذهب يعرف بالحزام عند صنعاء وتظهر القمريات المتناسقة بالأركان والمتوازية بالوسط ويسبح النص في جنة محفوفة بالذهب والشجر المثمر والكتابات بأسفل النص وخارج الإطار مستحدثة أراد القارئ إكمال بقية الآيات والكتابات العلوية عادة يمانية تدون بالمصحف للأفراح والأتراح وهذا خير دليل على أن هذه الكنوز المكتشفة نسخت بأيادُ يمنية.
كوفي الممشوق
وأخرى من الرقوق القرآنية كتبت بالخط الكوفي الممشوق وترقى للقرن الثالث الهجري وتتكون من عشرة أسطر وتوجد بها علامات التشكيل الحمراء الخاصة بالفتحة والكسرة والضمة والتنوين ونادراٍ تم استخدام النقاط الخضراء وكأنه أراد بها شدة.
زخارف إسلامية قديمة
الجناح الثاني وهو عبارة عن علوم القرآن بزخارف قرآنية وهي عبارة عن زخارف إسلامية قديمة..
جناح الفقه
ويعد الفقه وعلوم الحديث هو الجناح الثالث ويحوي خزائينات الفقه منها شرح الأزهار من فقه الأئمة الإظهار وفيها زخارف وحواشي بعدة أقلام وكذلك نسخة خزائنية نفيسة تتضمن زخرفة نباتية ورسم »وتزويق« وزخرفة كتابية غاية الاتقان في الحواشي وكذلك نموذج من الخط الكوفي من كتاب الأحكام الحلال والحرام للإمام الهادي يحيى بن الحسين ويعود تاريخها للقرن الرابع الهجري.
نماذج خطوط المؤلفين
الجناح الرابع ويحوي نماذج من خطوط بعض المؤلفين ومن ضمنهم محمد بن إسماعيل الأمير ومحمد بن علي الشوكاني المتوفي عام 1250هـ وكذلك نماذج من الخطوط العربية أهمها الخط المغربي ويتمثل في كتاب السفر الثالث من كتاب الأغاني .
جناح الأدب
ويعد جناح الأدب هو الجناح الخامس في معرض المخطوطات ومن ضمنها معشرة شعرية مرتبة على حروف المعجم المزودج على ترتيبها في اليمن ولوحة شعر هندسي لغوي ميزته في كونه على طريقة إبن فارس صاحب كتاب القياس ولوحة في علم العروض وهي قصيدة يعرف بها عارفي الأشعار وبحورها ولوحة المشجرة الشعرية التي ارتكزت على بيت واحد يمثل ساق الشجرة بالقصيدة يبدأ كل بيت فيها بكلمات منه وهي تهنئة لأمير الجيش ونظمها حاكم تعز آنذاك العلامة أبوبكر بن علي الحداد المتوفى عام 1351هـ.
جناح الجغرافيا والتاريخ
ويعد الجناح السادس ويضم بين جنباته لوحات الأولى جغرافية تبين الكعبة المشرفة وكذلك عرض خريطة العالم إبن الوردي التي حدد فيها شيخ الإسلام عمر إبن الوردي المتوفى سنة 749هـ وتسمى »خريطة العجائب وفريدة الغرائب«.
وتطرق الجناج إلى تاريخ بعض الأماكن منها تاريخ وصاب لعبد الرحمن بن محمد الحبيشي الإصابي المدحجي ويعود تاريخ النسخة لسنه 1203هـ وكذلك لوحة تاريخ تعز عدن للمؤلف محمد عبدالله الطيب بامحرمة المتوفى سنة 947هـ وجمع فيه ما ذكره المؤرخون عن مدينة عدن وأنها من أقدم مدن الأرض من عصر آدم عليه السلام كما تناول فيها صفات أهلها وطبائعهم وترجم العديد من رجالاتها ومشاهيرها وأعلامها وكذلك لوحة العقد الفاخر الحسن في طبقات أكابر اليمن لمؤلفها على إبن الحسن المعروف بن وهاس واشتملت على عدد من أسماء الكتب والفقهاء وتطرق إلى حياتهم ونبذة عن سيرتهم..
جناح الدوائر الفلكية
ويعد الجناح السابع وهو جناح الدوائر الفلكية ويحتوي على لوحات أهمها تقويم العنسي الصنعاني اليماني للتاريخ الهجري تحدد اللوح التقويمي الشمسي الميلادي والرومي لمدة مائة عام يبدأ من عام 1381هـ وتنتهي 1480هـ وكذلك لوحات الزيج المظفري الشرواني ومنظومة علم الفلك لنشوان الحميري المتوفى عام 753هـ بالإضافة إلى منظومة في علوم الحساب وشرحها لـ محمد بن عمر بحرق المتوفى عام 930هـ وكذلك علم الزراعة.
خزائنيات العصر الإسلامي
وهو الجناح الثامن ويحتوي على لوحات أهمها المشجر النبوي الشريف لمؤلفه حسين بن يحيى هادي وهي خزائنية نفيسة تعود إلى القرن الحادي عشر الهجري وكذلك شجرة للعصر الإسلامي وكذلك شجرة لسلاطين الدولة العثمانية أولهم حضرة سليمان شاه وهي نسخة خزائنية مؤرخة في عام 1006هـ وكذلك لوحة لكتاب أدب الدين والدنيا لمؤلفه علي بن محمد بن حسن الماوردي البغدادي المتوفى سنة 450هـ وناقش فيه التصوف..
جناح الأدوات الحربية للعصر الإسلامي
الجناح التاسع ويحتوي على جناح الأدوات الحربية للعصر الإسلامي ويحوي أدوات آلة عسكرية قديمة تسمى المنجنيف ونقلت من كتاب »المخترع في فنون من الصنع« للملك المظفر يوسف بن عمر بن رسول المتوفى سنة 694هـ وشمل مثالاٍ للصندوق المثلث وآخر للدولاب والسهم والفخر.
جناح علم الكيمياء والطب
وبين الجناح العاشر من معرض المخطوطات ويحتوي على لوحات لمخطوطات تعرف بعلم الكيمياء وتشتمل على صفات في تحضير المعادن ورسومها وكذلك لوحات في علم الطب ويسمى كتاب المعتمد في الطب المفردة للملك المظفر يوسف بن عمر ثاني ملوك اليمن من دولة بني رسول »المتوفى سنة 694هـ وهو معجم بأسماء الأدوية الطبية والأعشاب.
العلامات المائية
الجناح الحادي عشر ويحتوي على نماذج للعلامات المائية للمخطوطات إلى الماركات التجارية لمعرفة بلد المنشأ والمنتج للورق المخطوط وتكمن أهميتها في تحديد الفترة التي كتب بها المخطوط وأيضا الكشف عن المخطوطات المزورة..
الزخارف
ويحتوي الجناح الثاني عشر على الزخارف التي كتب بها المخطوط وهي زخارف عديدة منها زخارف بماء الذهب وزخارف نباتية..
نماذج الأدوات الكتابية
أما الجناح الثالث عشر فيحتوي على نماذج الأدوات الكتابية للخطوط منها الدواة النحاسية »المحبرة« وأدوات تسطير المتن والهامش والحاشية على صفحة المخطوط وأنواع معدنية ونباتية في صناعة المداد مع نموذج أقلام القصب نماذج لبعض الأعشاب والنباتات الطبية التي تحافظ على المداد وعلى ورق المخطوط منها القبير أو أوراق الجوز والرمان والمر وعرضت فيه لوحة وصفات عديدة لتحضير وصناعة المداد الأسود والملون نقلت من كتاب تسهيل المنافع لابن الأزرق المتوفى سنة 890 هـ وبدوره نقلها من عدة مصادر منها كتاب يوسف المحلي وكتاب المخترع في فنون الصنع للملك المظفر الرسولي.
