الاهتمام بالشباب وتلبية متطلباتهم بحاجة إلى مشروع وطني يشترك فيه الجميع

لقاء/عبدالله سيف –
دعا الأمين العام المساعد لاتحاد شباب اليمن الأخ عبدالمجيد ناجي الحنش جميع الشباب اليمني داخل ساحات الاعتصام وخارجها إلى ضرورة توحيد جهودهم والخروج برؤية موحدة تحدد بشكل واضح متطلبات الشباب ورؤيتهم تجاه مختلف القضايا الوطنية.. مشيراٍ إلى أن الاتحاد حريص على أن لا تهدر جهود الشباب الذين خرجوا للساحات.
وأكد على ضرورة أن يمثل الشباب بحجمهم الحقيقي في مؤتمر الحوار بحيث تكون لهم بصمات واضحة من شأنها الخروج بحصيلة مشرفة لإحداث التغيير المنشود.
وتطرق الحنش في هذا اللقاء إلى العديد من القضايا الشبابية ودور الاتحاد في تبنيها وكذا علاقة الاتحاد بالمنظمات والهيئات الأخرى في عدد من القضايا المطروحة وغيرها من المواضيع ذا الصلة بالاتحاد وقضايا وهموم الشباب فإلى التفاصيل:

لقاء/عبدالله سيف
> هل بالإمكان أن تعطينا نبذة بسيطة عن عمل الاتحاد وأنشطته¿
– الاتحاد يقوم بتنفيذ العديد من الأنشطة المرتبطة بالشباب سواء كانت أنشطة توعوية أو ثقافية متنوعة أو فيما يتعلق بمسألة رفع مستوى قدرات الشباب وتنميتها .. حيث ونحن دائما نرسم برامجنا التي ننفذها على ضوء احتياجات المرحلة ونعمل باستمرار على رفع قدرات الشباب من خلال العديد من الدورات التدريبية التي ينفذها الاتحاد وفروعه في مختلف المحافظات ومع مختلف الفئات الشبابية وذلك طبعاٍ بالتعاون مع العديد من منظمات المجتمع المدني والتكتلات الشبابية المستقلة الأخرى.
> وعلى سبيل المثال نحن دعمنا العديد من المنظمات والتكتلات الشبابية داخل ساحات الاعتصام وخارجها من مختلف الوان الطيف السياسي وكذا من المستقلين وذلك في مجال التدريب على الحوار وتوحيد الرؤى عند الشباب.. ومن الوهلة الأولى كان الاتحاد العام لشباب اليمن حريصاٍ على أن لا تذهب جهود الشباب الذين خرجوا للساحات هدراٍ وعلينا أن نوحد الرؤى ونحدد بشكل واضح ماذا يريد الشباب وكما تعرف أن الشباب كان لديهم في البداية مطالب وطنية وحقوقية مشروعة والآن تتبلور هذه المطالب إلى رؤى سياسية تتعلق بماهية الدولة اليمنية القادمة فالشباب يرفعون شعار دولة النظام والقانون الدولة المدنية.. ونحن نعمل على كيفية بلورة هذه الرؤى بحيث يستطيع الشباب التواجد على مستوى لجنة الحوار الوطني نطرح هذه المشاريع والأفكار وبما يلبي مطالب الشباب المشروعة.
شراكة مع الآخرين
> ما موقف الاتحاد مما يجري اليوم في الساحة¿
– موقف الاتحاد مثله مثل بقية المنظمات الأخرى التي تحاول من خلال الشراكة مع الآخرين أن تقدم شيئاٍ للشباب بحيث يكون للشباب موقف محدد وموحد مما يجري ليتم وضعه على طاولة الحوار الوطني المزمع انعقاده خلال الفترة القليلة المقبلة فنحن مع التوجهات الشبابية التي خرجت للمطالبة بالدولة المدنية دولة النظام والقانون والقضاء على الفساد وغيرها من المطالب.
ونحن نعمل في هذا الاتجاه بالشراكة مع الآخرين وأيضاٍ نعاني كما يعاني الكل من الهيمنة الحزبية التي فرضت نفسها على الشباب في الساحات ونأمل أن نقدم وجهة نظر تصل إلى كل المعنيين وإلى الأحزاب بدرجة رئيسية بأن يكون للشباب صوتهم الحر الناطق والمعبر عن اليمن الحر الخالي من الاستبداد والوصاية.
لا يوجد تأثير
> وماذا عن التأثيرات الحزبية على الاتحاد¿
– التأثير الحزبي على اتحاد شباب اليمن لا يوجد في الوقت الحالي ورغم أن الاتحاد أسس في البداية من مكونات حزبية إلا أننا الآن نعمل مع كافة القوى السياسية .. وما أقصده من تأثير في كلامي هو تأثير على الساحة وعلى القرار لأن التأثير على القرار وصل حتى على مستوى الحكومة التي يفترض أن تكون حكومة وفاق وطني لكل اليمنيين لكنها مستقطبة من خلال أحزاب معينة وبالتالي تشعر أنها مشلولة لأنه كان يفترض أن تكون مناطة بكل الأمور والتمهيد لمرحلة الحوار وأن تكون هي صاحبة الفعل الأول والقرار لكن في بعض الأحيان يملى عليها من الخارج أو هكذا نتصور نحن.
وهذا التأثير الذي نتحدث عنه يسحب نفسه بالتالي على الكل ليس على الحكومة فقط بل حتى على المنظمات ونحن في اتحاد شباب اليمن لا يوجد علينا أي تأثير من أي كان رغم أننا في مرحلة معينة بأننا في إطار المؤتمر الشعبي العام لكن حقيقة القول وعملنا خلال المرحلة الماضية أكبر دليل أننا أكثر تحيزاٍ للشباب منه إلى تكوينات حزبية أخرى.
قضايا متنوعة
> أين يقع الاتحاد من قضايا الشباب اليمني بشكل عام¿
– يقع في الصدارة.. فالاتحاد العام لشباب اليمن يرفع قضايا الشباب من قبل الأزمة بل منذ تأسيسه حيث يقوم بعمل العديد من الدراسات والحلقات النقاشية وورش العمل والابحاث وتقدمها لصانعي القرار وهي تتعلق حول ماذا ينبغي أن يقدم للشباب وقد طرحنا موضوع الأراضي الزراعية وتخصيص أراض استثمارية للشباب وكذا قضايا السكن والتوظيف والكثير من القضايا والاشكاليات المرتبطة أغلبها بالشباب وقد مناها للحكومة ومازلنا حتى اليوم نطرح هذه القضايا المتنوعة مع العلم أن مشكلات وقضايا الشباب ليست مرتبطة فقط مرتبطة بالوظيفة أو بالمسكن لكنها مرتبطة بإشكاليات عديدة منها مثلاٍ أنه يجب أن يكونوا شركاء حقيقيين في صنع القرار وشركاء في صنع التنمية ومن أجل هذه المشاركة يجب أن يتم إعدادهم وتأهيلهم لذلك.
تنسيق مشترك
> هناك العديد من المنظمات والمؤسسات التي انشئت موخراٍ تعنى بقضايا الشباب هل من تنسيق معها¿
– نحن نمد ايدينا للجميع وبالتالي هناك تنسيق في بعض المنظمات ليست الشبابية فحسب بل مع أغلب منظمات المجتمع المدني فاتحاد شباب اليمن يصنف بدرجة أولى كمنظمة مجتمع مدني وحتى في مراحل الحوار الوطني في الفترة السابقة يتم تصنيفنا على هذا الأساس وحالياٍ تم تصنيفنا مع التكوينات الشبابية الناشئة رغم أن الاتحاد ليس تكوين ناشئاٍ بل اتحاد تأسس منذ فترة تزيد عن ثمان سنوات وبالتالي حجم العضوية فيه فوق كل التكتلات الموجودة ومع ذلك نحن نعمل مع التكوينات الشبابية ومع الشباب المستقل وفي إطار منظمات المجتمع المدني أيضا والمهم أننا نوجه رسالتنا واهتمامنا بقضايا الشباب من كل النواحي المختلفة.
سحب البساط
> إلا ترى أن هذه المنظمات الشبابية قد تسحب البساط من الاتحاد¿ كل منظمة قادرة أن تعمل في الميدان وتقدم شيئاٍ للشباب¿
– فليكن ولا نخاف من مسألة سحب البساط لأن جميعنا يعمل وكل منا له قضاياه وله اهتماماته في جانب الشباب كما أن مجالات الشباب ليست محصورة في زاوية محددة وإنما هي زوايا متعددة واهتمامنا بالشباب هو اهتمام بالمستقبل والمستقبل متعدد وتحتاج أن تعمل فيه في كل المستويات وعلى مستوى كل الجهات فلا ينحصر العمل في مجال الشباب في شيء محدد وهناك قضايا كلية وأيضا قضايا جزئية ومعروف أن اهتمام المنظمات أو التكوينات الصغيرة تعمل في إطار مشاريع محددة ومعينة لكن الاتحاد العام لشباب اليمن يعمل على مستوى أوسع نطاق من هذا.
مشروع وطني
> هل تعتقد أن الاتحاد بوضعه الحالي قادر على تلبية مطالب الشباب وتبني قضاياهم¿
– نحن لسنا قادرين لكننا نعمل لأن على تلبية متطلبات احتياجات الشباب غير قادرة الدولة بكل إمكانياتها سواء في اليمن أو في الدول الأخرى والمنظمات الدولية تلبتها لأن الشباب في كل يوم لهم احتياجات مختلفة وهناك احتياجات مرحلية وأخرى احتياجات آنية وكل يوم تظهر احتياجات جديدة ومن يدعي أنه قادر على تلبتها يكون بعيداٍ عن الواقع ونحن كمنظمة امكانياتها محدودة تطرح هذه القضايا وترسل رسائل حولها لكل الجهات كي تعمل على الاهتمام بقضايا الشباب لأن الاهتمام بهم ليس من قبل منظمة بعينها أو مجموع منظمات بل هي تشمل الدولة بكل مكوناتها العامة والخاصة بحيث يكون ذلك من خلال استراتيجية ومشروع وطني عام يشترك فيها الجميع.
لأن مسألة الاهتمام بالشباب وتلبية احتياجاتهم بحاجة إلى مشروع وطني لأن الشباب هم المستقبل وتطوير المجتمع لا يمكن أن يكون إلا من خلال الاهتمام بهذه الشريحة الهامة التي تمثل المستقبل بكل معنى الكلمة.
مع المتغيرات
> في ظل التحولات الجارية والثورات الشبابية.. ألا ترى أن الاتحاد بحاجة إلى تغيير استراتيجياته وتوسعة نشاطة¿
– كما اسلفت سابقاٍ فإن اهتماماتنا وأنشطتنا وأهدافنا تتلاءم مع التغيرات وبالتالي نحن سارعنا من الوهلة الأولى إلى الاستجابة لهذه المطالب والدفاع عنها وعن قضايا الشباب وتبني هذه المطالب ونعمل بهذا الاتجاه لكن كما قلت الاستقطاب الحزبي الذي طغى على الشباب في الساحات هو الذي أدى إلا أننا لم نصل إلى نتيجة وبالمقابل تجد التقسيمات الموجودة داخل الساحة والتحالفات اللامتناهية التي توجد تصعب من الأمر.. وأنت إما أن تصنف في زاوية معينة أو على جهة محددة أو أنك لا تستطيع أن تعمل شيئاٍ في إطار هذا المكون الواسع المتعدد هذا مع العلم أنه لم يتم اشراكنا من قبل اللجنة الوزارية المعنية بالتواصل مع الشباب لكي نسهم في هذه العملية.
> ماذا عن مشاركة الاتحاد في مؤتمر الحوار¿
– نحن سنشارك بالحجم الذي سيتاح لنا كما أننا نعتبر كل شاب من أي تكوين كان سيشارك هو أيضا مكسباٍ للشباب وللاتحاد العام لشباب اليمن لأن ما يهمنا في الأخير هو أن يكون الشباب متواجدين على طاولة الحوار بغض النظر من يكون هؤلاء الشباب.
توحيد الجهود
> ختاماٍ.. ماذا تريد أن تقول لشباب اليمن بشكل عام وشباب الساحات بشكل خاص¿
– شباب اليمن وشباب الساحات اريد أن أقول لهم أننا خرجنا والساحات عجت بالشباب واليوم لدينا فرصة لنحقق على الأقل جزءاٍ مما نتطلع إليه.. فعلينا أن نوحد جهودنا وأن نعمل من أجل أن نفرض بالفعل هذه المتطلبات لأن الأزمة أثقلت كاهل الجميع ولا بْد أن نخرج من هذه الأزمة منتصرين ولا بْد أن يمثل الشباب بحجمه الحقيقي في مؤتمر الحوار.. وأن يكون هناك بصمات للشباب باعتبار شباب اليمن كانوا ومازالوا رواداٍ سواء في ثورتي سيتمبر وأكتوبر أو في التغيير.
وبالتالي فإن أمامنا فرصة ولا بْد من توحيد الجهود لكي نخرج بحصيلة مشرفة.

قد يعجبك ايضا