استطلاع/ نورالدين القعاري –
عشرات الآلاف من اليمنيين محرومون من أداء العمرة وعشرات الوكالات المفوجة على وشك الإفلاس
وكالات الحج والعمرة: 1640 من الأيدي العاملة مهددون بالبطالة
إغلاق القنصلية السعودية بصنعاء بعدن يدخل شهره الثالث على التوالي عقب
اختطاف نائب القنصل السعودي عبد الله بن محمد الخالدي من قبل مجموعة
إرهابية من أمام مقر سكنه في حي المنصورة بعدن حيث تسبب هذا العمل
الإجرامي في توقف السفارة السعودية بصنعاء والقنصلية بعدن عن ممارسة
عملها في إنجاز المعاملات ومع هذه التطورات والتداعيات التي ترتب عليها
إغلاق السفارة والقنصلية السعودية تضررت مصالح كثير من أمور العامة
خاصة وأن المعتمرين وحجاج بيت الله الحرام يريدون الذهاب إلى مكة المكرمة
الديار المقدسة التي تهوي إليها أفئدة اليمنيين خاصة والفترة الزمنية بإغلاق
السفارة زادت أكثر من المتوقع.
«الدين والحياة» التقى مع قطاع الحج والعمرة والاتحاد اليمني للسياحة وبحث
الآثار السلبية جراء العمل الإرهابي الجبان الذي أضر بمصالح الناس.. فإلى التفاصيل:
مضاعفة الجهود
في البدء تحدث إلينا الاستاذ عبدالكريم الصعفاني أحد مسئولي الاتحاد اليمني
للسياحة الذي تحدث عن الآثار السلبية جراء الأعمال الإرهابية والإجرامية
المتمثلة في خطف الدبلوماسي عبدالله الخالدي من قبل مجموعة مسلحة بقوله:
رغم الآثار السلبية الكبيرة التي تتكبدها وكالات الحج والعمرة بشكل يومي إلا أن
الأمل يحدونا جميعاٍ لفتح السفارة السعودية وعودة ممارسة الوكالات لعملها في
ذهاب المعتمرين وكم نحن بحاجة إلى لفتة إنسانية كما عهدناها دوماٍ من خادم
الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في إعادة فتح قنصليتي صنعاء
وعدن امام زوار بيت الله الحرام ومصالح الشعبين الشقيقين ولا يمكن هنا أن
نغفل بأي حال من الأحوال جهود المملكة العربية السعودية في حرصها على
أمن واستقرار اليمن ولعل موقفها الأخير في الدعم التنموي بمؤتمر أصدقاء
اليمن الذي عقد مؤخراٍ شاهد على صدق سياسته وهذا ما يعطينا الأمل أكثر
ونجدد تنديدنا واستنكارنا لعملية الخطف والارهاب الذي كان ضحيته
الدبلوماسي السعودي الاستاذ عبدالله الخالدي كما نجدد دعوتنا لرئيس
الجمهورية وحكومة الوفاق بمضاعفة جهودها من أجل إعادة المختطف الى
أهله متمنين له السلامة.
1640 عاملاٍ
أما مسؤول العلاقات والإعلام بقطاع الحج والعمرة الأخ ناصر الكاهلي فقد أكد
أن أبرز التأثيرات والأضرار التي لحقت باليمن جراء إغلاق القسم القنصلي
السعودي تضرر الكثير من الشرائح والشركات السياحية وبلغ عدد المهددين من
العاملين بالبطالة في الوكالات 1640 عاملاٍ إذا استمر إغلاق القنصلية
السعودية.
10000 تأشيرة عمرة موقوفة
وقال الأخ صلاح الدين الأسدي مدير العلاقات العامة والإعلام بوكالة السبيل
للحج والعمرة إن الوكالات التي قامت بالتعاقد مع الشركات السعودية وصل الى
95 وكالة 27 منها لم تستكمل إجراءات التعاقد وفيما يتعلق بأعداد المعتمرين
فقد توقفت عشرة آلاف تأشيرة عمرة خلال الفترة الماضية بينما كان من
المتوقع أن تصل أعداد المسجلين للعمرة الى 90 الف معتمر في حال استمرت
السفارة بإصدار التأشيرات على أساس أن حصة كل وكالة معتمدة من وزارة
الأوقاف تتفاوت ما بين الألف الى ألفي معتمر.. مضيفاٍ: أما بالنسبة لفيز العمل
الموقفة بسبب إغلاق السفارة فقد وصلت إلى أكثر من 20 الف فيزة عمل
وزيارة فيما1640 موظفاٍ من العاملين في وكالات العمرة والحج وخدمات
الأيدي العاملة مهددون بالبطالة .
ظاهرة سيئة
وعن عملية الاختطاف يقول الأخ حسين الصباحي – رئيس قطاع الحج والعمرة
بالاتحاد اليمني للسياحة: يجب على حكومتنا اليمنية أن تلتزم بحماية
الدبلوماسيين المتواجدين في أراضينا وقيام جهة مجهولة باختطاف نائب
القنصل السعودي عبدالله الخالدي يعد إحدى السوابق المشينة ويجب أن تتخذ
كافة الوسائل لمنع الاعتداء على أشخاصهم أو على حريتهم بحسب ما نصت
عليه اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية, داعياٍ لعقد اجتماع فوري وعاجل
لوزيري الداخلية والخارجية لاستنفار الأجهزة الأمنية وإعطاء مهلة محددة
لإطلاق سراح الدبلوماسي السعودي .
وأضاف: يجب تشكيل لجنة شعبية من اعلاميين وقانونيين ورجال أعمال
ووجهاء ومؤسسات مجتمع مدني للدفاع عن مثل هذه الحالات باعتبارها ظاهرة
سيئة تشوه سمعة اليمن واليمنيين مؤكداٍ على خطورة هذا النهج على المستويين
المحلي والدولي وأثره السلبي على نمو نشاط السياحة القادم من المملكة العربية
السعودية أو الذاهب إليها.
حنين للديار المقدسة
من جانبه يقول الأخ إبراهيم العامري عضو المكتب التنفيذي للاتحاد اليمني
للسياحة أن الاتحاد يستنكر ويدين عملية اختطاف الدبلوماسي السعودي ونحن
على ثقة كبيرة بأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لن يألو
جهداٍ في فتح السفارة السعودية في صنعاء والقنصلية في عدن ولن تؤثر عملية
الاختطاف في فتح الطريق إلى مكة المكرمة باعتبارها الديار المقدسة التي
تهوي إليها أفئدة اليمنيين خاصة وأن القضية زادت أكثر من المتوقع.
وأضاف: إن عشرات الآلاف من اليمنيين يهزْهم الشوق للذهاب إلى الأراضي
المقدسة وهناك العشرات من الوكالات المفوجة لحجاج بيت الله الحرام
والمعتمرين تكبدت خسائر فادحة كما أنهم مقدمون ضمانات كبيرة للمملكة
العربية السعودية وفي اليمن وغالبيتهم قام باستئجار مساكن كبيرة في مكة
المكرمة وفي المدينة المنورة أملاٍ في تفويج المعتمرين إلا أن السفارة السعودية
مازالت مغلقة أبوابها إلى الآن وقد أثر هذا بشكل كبير على المواطن على هذا
الموسم بشكل عام.
اجتماع العائلة
سالم حكمي أحد المتضررين من إغلاق السفارة يقول: السفارة السعودية
بالجمهورية اليمنية لم تقصر أبداٍ في عملها وهي تؤدي واجبها على أكمل وجه
لكن عملية اختطاف الدبلوماسي الذي يمثل السعودية باليمن أدى إلى إغلاق
السفارة بصنعاء والقنصلية السعودية بعدن مضيفاٍ: القضية أصبحت إنسانية
منها تجارية فهناك الكثير من المرضى والمقيمين الذين لهم فترة طويلة يجمعون
قيمة إقامة عوائلهم وأطفالهم ولكن إغلاق السفارة حد من حلم اجتماع العائلة.
معاناة
كذلك هو حال أم حسين التي تصف معاناتها بالقول: نرجو من جميع الجهات أن
تسمع مناشدتنا ويتم فتح السفارة ومن الحرام أن مصالح الناس جميعهم متوقفة
بذنب غيرهم خاصة وشهر رمضان قرب ونحن نريد الاعتمار ناهيك عن من
قام بشراء فيزة بمبلغ كبير هو وعائلته ويضيع بدون ما يكون له أي ذنب
مختتمة حديثها: نسأل من الله أن يرجع الدبلوماسي الخالدي بسلامة الله وحفظه
وأن يلاقي الموضوع اهتماماٍ أكبر من قبل وسائل الإعلام والحكومة اليمنية .