العذري .. غيرمقبول..!


شفيع العبد –
حسنا◌ٍ فعلت إدارة نادي وحدة صنعاء بسحب بساط الترشيح لرئاسة الاتحاد اليمني العام للشطرنج من تحت أقدام الرئيس الحالي للإتحاد «عبد الكريم العذري»¡ ومنحه عن النادي لـ»علي شجاع».
خطوة الإدارة الوحداوية تستحق أن نصفها بـ»الجريئة»¡ واعتبارها خطوة متقدمة على طريق إحداث تغيير طال انتظاره على مستوى الهرم القيادي للعبة توصف بأنها لعبة الأذكياء¡ بعد أن أحكمت مفاصلها وشئونها «فردية مقرفة»¡ أفرغت كيانها من العمل المؤسسي¡ بعد أن تفرغت لكسب ولاءات فريق العمل وتحويله كسيارة مفككة الأوصال¡ لتنتج بيئة مناسبة لفسادها وإفسادها في ظل مباركة رسمية من وزارة الشباب والرياضة.
الكل يعلم حقيقة أن «عبدالكريم العذري» لم يحصد في آخر انتخابات رياضية سوى «خمسة أصوات» من قوام الجمعية العمومية للاتحاد بينها صوته بالطبع¡ في إشارة مفادها «أرحل فأنت غير مقبول!»¡ لكن رغبة الوزير السابق «عبدالرحمن الأكوع» كانت حجر عثرة أمام نتائج الصندوق الذي ادعوا وصلا◌ٍ به لكنه لم يقر لهم ولو بالقليل من الوصال¡ ليبقى العذري بقوة الفساد رئيسا◌ٍ لدورة جديدة.
«ارحل» تلك التي عبøرت عنها الجمعية العمومية في الدورة الماضية¡ رفعها الشباب¡ وجعلوها شعارا◌ٍ وهدفا◌ٍ لثورة حقيقة طافت الأرجاء وحققت شيئا◌ٍ من أهدافها التي انطلقت من اجلها¡ وان كان ما تحقق حتى اللحظة لا يرتقي إلى مستوى التضحيات التي قدموها ومازالوا¡ لكن الأمل معقود في نواصي إرادة قوية تسكن أفئدتهم وعزمهم الذي على قدره تأتي العزائم. وفي خضم «ارحل» الثورية تأت الانتخابات الرياضية للاتحادات والأندية¡ ويجب أن تكون حاضرة بقوة بما يفضي إلى إحداث تغيير حقيقي طال انتظاره¡ ينسجم مع مبادئ وقيم ثورة الشباب¡ ويتماشى مع القيمة السامية لصندوق الديمقراطية التي لا يستقيم معه البتة إعادة إنتاج القديم وإن بأدوات وقوالب جديدة.
الغالبية العظمى من الواقفين على رقعة الشطرنج غير مقتنعين بـ»العذري» ولا يحملون نحوه أي ملامح رضاء¡ وحين تسألهم فإنك لن تتفاجأ بتوحدهم في الإجابة وان اختلفت مفرداتهم وطريقة تعبيرهم¡ بما فيهم أعضاء اتحاده الموقر الذين أصبحوا مسلوبي الإرادة بدءا◌ٍ من نائبه إلى آخر عضو في الكتيبة البائسة¡ لكن بين هؤلاء بالطبع من يداهن العذري في حضرته بهدف الفوز بشيء من «الأمور الطيبة» التي باتت معيارا◌ٍ للتعامل.
هذه المرة أصبحت متطلبات التغيير أكثر نضجا◌ٍ وفي متناول اليد¡ وكل ما تتطلبه النزر اليسير من الإرادة التي غ◌ْيبت طوال الفترة الماضية إرضاء◌ٍ لسياسات خاطئة وشخوص لا علاقة لهم البتة بالرياضة وأحوالها¡ لكنهم كانوا يقفون في «الكواليس» يحركون الجمعيات العمومية كـ»دمى» عاجزة عن الحركة الذاتية.
تلك المؤثرات أظنها اختفت¡ او على الأقل تراجع تأثيرها¡ وعادت الثقة للجمعيات العمومية للانتصار لذاتها الرياضية في مختلف الاتحادات بعيدا◌ٍ عن «التزكية اليمنية» التي اغتالت حلم الأندية في التغيير الايجابي والانتصار لمستقبلها المكبل بتراكمات تحتاج خبرات إدارية ورياضية لتفكيكها على طريق إيجاد حلول ناجعة وفق منهجية مؤسسية تمنع إعادتها لتشوøه وجه المستقبل المنشود.
إدارة «وحدة صنعاء» رمت بحجر كبيرة في مياه الشطرنج الآسنة¡ ورفضت ترشيح العذري¡ كتعبير صادق عن فشل الرجل في رسم جملة مفيدة في صفحة الشطرنج اليمني¡ وعلى ضفة الأخرى أعلن «صبري عبدالمولى» جديته في خوض غمار الترشيح لرئاسة الاتحاد¡ وهو الذي لا يحتاج لشهادة أسجلها هنا لأنها لن تضيف له جديدا◌ٍ.
الفرصة تضع نفسها أمام الجمعية العمومية للدفع بوجوه جديدة وشابة لقيادة اللعبة في المرحلة المقبلة¡ تماشيا◌ٍ مع الفارق الكبير الذي أحدثته ثورة الشباب¡ مع التذكير هنا بما كتبه الرائع «منصور هائل» ذات يوم «الفرصة ليست حمارا◌ٍ لتكرر نفسها». وكفى.

قد يعجبك ايضا