مبادرة تطوعية لخدمة الطلبة المكفوفين بإمكانيات متواضعة



استطلاع / محمد الرعوي
دشن رئيس جامعة إب الدكتور عبدالعزيز الشعيبي خلال الأسبوع الماضي مبادرة مشروع دعم تسجيل المقررات والمناهج الدراسية للطلبة المكفوفين في الجامعة والذي تنفذه جمعية العين لرعاية وتأهيل المكفوفين بالشراكة مع جمعية «سما للتنمية والتمكين» وفي التدشين أشاد رئيس الجامعة بالجهود التي يبذلها القائمون على مركز خدمات المكفوفين في الجامعة والمتطوعين للعمل فيه .
(قضايا الاعاقة ) زارت مركز خدمات المكفوفين الذي يقام في كلية التربية بجامعة إب ورصدت العديد من الأنشطة التي يقدمها المركز والجهود الذاتية التي يقدمها القائمون والمتطوعون في مشروع تسجيل المناهج والمقررات الدراسية للطلبة المكفوفين في الجامعة للعام الجامعي 2011-2012م.

(طبيعة عمل المركز)
> رغم الأهمية التي يمثلها وجود مركز خدمات المكفوفين وما يقدمه من أنشطة في إطار خدمة الطلبة المكفوفين في الجامعة الذين تتزايد أعدادهم عاماٍ بعد عام إلا أن المركز يفتقر لأبسط الوسائل والمقومات الخدمية الضرورية التي يحتاجها المركز لما من شأنه تقديم وتوفير الخدمات التربوية والإنسانية لشريحة المكفوفين.
وفي هذا الصدد أوضحت الأخت إلهام شميس – مدير مركز خدمات المكفوفين في الجامعة ورئيسة القطاع النسائي في جمعية العين أن هذا المركز هو خاص بخدمات الطلبة المكفوفين في جامعة إب ونقوم فيه بتسجيل المنهج الخاص بالطالب الكفيف بالجامعة وهذا النشاط تنفذه جمعية العين لرعاية وتأهيل المكفوفين بالاشتراك مع جمعية سما للتنمية والتمكين وقد دشن رئيس جماعة إب الدكتور عبدالعزيز الشعيبي في اليومين الماضيين بدء أنشطة المبادرة لتسجيل المناهج الخاصة بالطلاب المكفوفين وأشاد رئيس الجامعة بالجهود التي يبذلها القائمون على المركز والمتطوعون فيه الذين يبذلون جهوداٍ ذاتية يستحقون عليها كل الشكر والثناء.
وتم خلال التدشين تكريم العاملين في المركز والقائمين عليه عرفاناٍ بجهودهم في هذه المبادرة الهادفة إلى تقديم وتطويع المناهج الخاصة بالطلاب المكفوفين بالجامعة وبما يتناسب مع طبيعة الإعاقة .
ويمكن القول إن هذا المركز والأنشطة التي تقام فيه هي مرحلة أولى ونتطلع إلى إنشاء مكتبة سمعية للكفيف في المركز كمرحلة ثانية بحيث تحوي أجهزة ومسجلات وأشرطة وكتب ثقافية وخدمات تراعي حاجات الطالب الكفيف ومتطلباته .
وتضيف مديرة المركز : لقد قمنا خلال الفصل الدراسي الأول بتسجيل المنهج للطالب الكفيف وكان لدينا أكثر من (21) متطوعاٍ وفي هذا الفصل لدينا أكثر من (36) متطوعاٍ يقومون بتسجيل المنهج من المقررات الدراسية على أشرطة كاسيت وتقديمها للطالب الكفيف كمنهج متخصص يستعان به في المرحلة التعليمية والتعلم من خلاله لخوض الامتحانات .

( منهج متكامل)
> وعن عدد الطلاب المكفوفين في الجامعة قالت الأخت إلهام شميس: يبلغ عدد الطلاب المكفوفين الدارسين في جامعة إب خلال العام الدراسي الجاري (13) طالباٍ وطالبة في مختلف كليات الجامعة والتخصصات العلمية وقد سجلنا إلى الآن (282) شريط كاسيت للمكفوفين ونحن الآن على وشك اتمام تسجيل منهج متكامل للطلاب المكفوفين في مختلف التخصصات منوهة إلى أن تسليم هؤلاء الطلاب ما يزيد عن ثلاثين شريط كاسيت في المنهج لأن كل مادة دراسية تحتاج أحياناٍ عند تسجيلها إلى أكثر من شريط ويعتمد الكفيف بعد ذلك على الاستماع للأشرطة المسجلة وحفظها كطريقة للمذاكرة والاسترجاع للمعلومة التي سمعها من الدكتور داخل القاعة .
وعن كيفية التعامل مع المناهج وتسجيلها وتوزيعها تقول «شميس»: نحن نواجه صعوبات كثيرة في المركز عندما نسجل المنهج للطلاب التسجيل يحتاج وسائل تسجيل حديثة ونحن نسجل بمسجلة عادية ومع هذا نحن نعاني من شحة المسجلات وأشرطة الكاسيت لأن طبيعة عمل المركز كما ذكرت سابقاٍ هو التسجيل فنحن عندما قمنا بتسجيل (282) شريطاٍ نضطر إلى نسخ التسجيل إلى (282) شريطا آخر كمنهج لطالب آخر لأن كل طالب بحاجة إلى أن يستلم منهجاٍ متكاملاٍ مسجلاٍ .
أيضاٍ لا بد أن يظل لدينا نموذج للمنهج المسجل كي يستفيد منه الطلاب المكفوفون الجدد بعدد هذه الدفعة وكل بحسب تخصصه وبالتالي نقوم بنسخ المنهج مرة أخرى وتسليمه للطلاب الجدد ويحتاج كل طالب أشرطة كاسيت حسب المواد أو المنهج في إطار تخصصه .
كما نعاني من صعوبات نسخ المنهج أو الأشرطة إلى أشرطة أخرى لأن النسخ في المسجلات العادية يحتاج إلى وقت أطول وجهد أكبر ويتسبب في تأخير وصول الأشرطة المطلوبة إلى الطلاب المكفوفين وقد دعمتنا جمعية العين للمكفوفين بجهاز خاص بالنسخ يتم من خلاله نسخ الشريط الواحد لأكثر من شريط وتصل قيمة هذا الجهاز إلى حوالي خمسمائة ألف ريال وهذا سهل علينا المهمة وحد من الصعوبة التي كنا نواجهها في نسخ الأشرطة المسجلة.

(الكمبيوتر الناطق)
> وعن الأنشطة الأخرى التي يقدمها المركز للطلاب المكفوفين تقول «شميس»: قمنا بتدريب عدد خمسة عشر طالباٍ على استخدام الكمبيوتر الناطق من أجل إكسابهم مهارات التعامل مع هذه الأجهزة التي تفيدهم في حياتهم العلمية والعملية .
ويوجد لدينا في المركز أربعة أجهزة كمبيوتر ناطق خاصة بالمكفوفين وسيتم في العطلة تدريب عدد من الطلاب الجدد على استخدام الكمبيوتر الناطق هذا ما استطعنا تقديمه من خلال إمكاناتنا وجهودنا الذاتية نحن والمتطوعين وبدعم من جمعيتي العين وجمعية سما اللتين تعدا في طور البداية ونحن بحاجة إلى علاقات عامة ومصادر دعم أخرى تعيننا على النجاح في أعمال المركز ومسئولياته .

(صعوبات )
> وفي ختام حديثها استعرضت «شميس» العديد من الصعوبات والعوائق التي يعاني منها المركز وعلى رأسها قلة أو انعدام الدعم للمركز الذي يفتقر إلى أبسط المقومات حيث يعاني المركز من قلة عدد المسجلات الخاصة بالتسجيل كذلك عدم توفر الكميات الكافية من أشرطة الكاسيت لأن بعض المواد تحتاج إلى ما يزيد عن عشرة أشرطة كاسيت أو أكثر وعلى سبيل المثال كان لدينا مادة أصول التربية قمنا بتسجيلها في أكثر من (13) شريطا وكذلك مادة أصول الفقه سجلت في (13) شريطا وهناك ملازم تحتاج إلى ما لا يقل عن ستة أو سبعة أشرطة ومن الصعوبات ايضا انقطاع الكهرباء الذي يؤخر الأعمال ويتطلب شراء بطاريات كهربائية وغيرها من الاحتياجات التي يفتقر إليها المركز .
وطالبت الجهات المختصة والجمعيات ورئاسة الجامعة بدعم المركز وتوفير احتياجاته حتى يتمكن المركز من تقديم الخدمات التي يتطلع إليها الكفيف .

(جهود ذاتية)
> من جانبها قالت الأخت أسماء الجبري أمين عام جمعية سما للتنمية والتمكين إن هذا المشروع يأتي بجهود من جمعية العين فهي التي تبنت هذا المشروع بدعم ومشاركة جمعية سما للتنمية وهذا المشروع يمثل نموذجاٍ ومثالاٍ للأعمال التطوعية والجهود الذاتية التي يسعى المركز لتقديمها للكفيف فالمركز وضع أولوياته مشروع تسجيل المنهج الدراسي الخاص بالكفيف كخطوة أولى في إطار السعي لتقديم المزيد من الخدمات لشريحة المكفوفين والاهتمام بهم .
ومن خلال ما تم إنجازه من تسجيل لحوالي سبعة مناهج للمكفوفين نشهد أن ذلك العمل قد حقق فوائد مختلفة سهلت للطالب الكفيف كيفية التعامل مع المنهج بطريقة مناسبة تجعله أكثر قدرة على التعلم ومواصلة التعليم والعمل الآن جار على قدم وساق لاستكمال تسجيل المنهج الدراسي للمكفوفين لهذا العام .

(طموح بتطوير المركز)
> وتضيف الأخت أسماء : نحن نتطلع من خلال هذا المشروع وهذا المركز الى استمرار تقديم الخدمات التي يحتاجها الطلاب بطرق وآليات أفضل ونطمح إلى التطوير في تقديم الخدمات لكن ما نرجوه هو التعاون معنا في هذا المركز وتقديم الدعم والمساعدة سواءٍ المادية أو المعنوية أو توفير المتطوعين وتذليل الصعوبات الكثيرة التي نواجهها رغم ذلك فالمشروع إن شاء الله سيستمر في السنوات القادمة ونحن نسعى حالياٍ الى التواصل مع عدد من الجهات الداعمة لدعمنا بأجهزة حديثة وكافية لعمل المركز كأجهزة (mp3) بحيث يكون لكل طالب جهاز خاص به ورغم الصعوبة التي واجهناها في أن التسجيل بهذه الأجهزة لا يمكن الطالب من مراجعة أو الاستماع أو الإعادة لمقاطع معينة في التسجيل كذلك يصعب تصحيح بعض الأخطاء عند التسجيل لأنك إن أردت مراجعة أو استعادة شيء معين لا بد من البدء من جديد وبالتالي هناك توجه لمعالجة مثل هذه المشاكل في أن يتم تسجيل مقاطع صغيرة وبالتالي يسهل مراجعتها أو الاستماع إلى المقطع الذي يحتاجه الطالب .
وعن الصعوبات التي يواجهونها والمشكلات التي يعاني منها المركز تقول «الجبري»: يواجه المركز والمشروع صعوبات ومشاكل لعل أبرزها عدم توفر الوسائل كالمسجلات لدينا ثلاث مسجلات فقط عهدة من جمعية العين كذلك شحة في أشرطة الكاسيت أيضاٍ .
ومن العوائق التي نلمسها أننا نكون أحياناٍ قد بدأنا بتسجيل المناهج وسجلنا كميات من المنهج ونتفاجأ قيام الدكتور بتغيير الكتاب أو الملزمة أو الإضافة أو الحذف وهذا يضيع جهودنا السابقة كلها ويجعلنا مضطرين لإعادة التسجيل من جديد .
كنا أيضاٍ في بداية المشروع نقوم نحن وبعض الزميلات أو الزملاء بزيارة مكتبات الكليات وزيارة بعض الدكاترة ونطلب منهم التعاون مع المركز بتحديد الأشياء أو الأجزاء المهمة في الكتب أو الملازم التي سيتم تسجيلها للطالب الكفيف كنوع من التعاون مع طبيعة الإعاقة وتخفيف الكم الهائل من المعلومات في بعض مواد المنهج ولكن هذه الفكرة قوبلت بالرفض وتعامل معها البعض بطريقة استهتار وأنها غش للطالب أو ما شابه ذلك دون أي مراعاة لطبيعة الإعاقة وقدرات المعاق .
وعموماٍ وعبر صحيفة الثورة نطرح من خلالكم مثل هذه الصعوبات والعوائق ونتمنى أن يحظى المركز بالدعم والتحفيز الكافي في سبيل تقديم الخدمة للمكفوفين بالصورة اللائقة كحق من حقوق هذه الشريحة علينا كافة أفراد المجتمع وشرائحه .

(عمل تطوعي)
> وعن الدور الذي يقوم به المتطوعون وكيف يتم تدريبهم للتعامل مع هذا النشاط تحدثت الأخت ابتسام محمد علي الكحلاني إحدى المتطوعات في المركز- وهي طالبة في المستوى الثالث قسم تربية خاصة – قائلة : نحن نعمل كمتطوعين لتسجيل المناهج للطالب الكفيف في المركز ونتلقى تعليمات من المركز عن كيفية الخطوات أو الآلية التي نسجل فيها بطريقة معينة تتناسب مع هدف المشروع وبما يفيد الطالب الكفيف بطريقة أفضل.
ونقوم نحن المتدربون بالتسجيل بالمسجلات الموجودة في المركز وعددها ثلاث مسجلات وهذا العدد غير كافي للتسجيل وبالتالي نضطر أحياناٍ لأخذ المناهج والمسجلات واستكمال أعمال التسجيل في البيوت لعدم وجود الوقت والمسجلات الكافية وعدم وجود الأماكن المخصصة للتسجيل ليستوعب المتدربون فالمركز كما تلاحظون غرفة واحدة فقط وبالتالي يصعب التسجيل من أكثر من متطوع في آن واحد لأنه سيحدث تشويش ولخبطة في التسجيل وبالتالي فنحن بحاجة إلى مركز متخصص لهذا النشاط كذلك زوار المركز أو الغرفة بين اللحظة والأخرى يطرق عليك الباب شخص ويدخل إلى الغرفة ويتكلم فتضطر إلى إيقاف التسجيل وهذا يعيق العمل ويتطلب وقتاٍ أطول .

قد يعجبك ايضا