الدراما السورية دون في رمضان التطرق للثورة الشعبية هناك


الثورة –
تعود الدراما السورية عام 2012م بعدة أعمال جديدة وأجزاء تستكمل أعمالا سابقة وتتنوع بين موضوعات ومضامين سبق طرحها وأخرى حديثة ضمن ظرف استثنائي تمر به سورية لاشك انه ترك أثراٍ على هذه الصناعة الفنية التي سيطرت عبر العقد الماضي على البث الفضائي العربي خاصة في فترة شهر رمضان المبارك.
وقد اختتم تصوير بعض الأعمال الرمضانية خلال الفترة الحالية فيخضع بعضها لعمليات المونتاج بينما ما زالت بعض الأعمال تتنقل بين مواقع التصوير لتستكمل عملها قبل بداية شهر رمضان فيتم الاتفاق حول تسويقها وعرضها.
وتتناول الصفحات الفنية والمجلات ومواقع الإنترنت المختصة حالياٍ الأعمال التي سيتم تقديمها خلال شهر رمضان سواء من خلال ما تسرب عنها على لسان الفنانين والمخرجين أو ما تم الإعلان عنه من قبل شركات الإنتاج فتتبدى إثر ذلك معالم الخارطة الدرامية السورية للعام 2012م.
وسيشاهد المتابعون للدراما السورية مسلسل المفتاح للكاتب خالد خليفة والمخرج هشام شربتجي والذي انتهى تصويره ومسلسل المصابيح الزرق للكاتب محمود عبد الكريم والمخرج فهد ميري عن رواية للأديب الكبير حنا مينة و الأرواح العارية للكاتب فادي قوشقجي والمخرج الليث حجو.
وتتميز أعمال هذا الموسم باتجاهها الاجتماعي فالمفتاح الذي يلعب بطولته كل من باسم ياخور- أمل عرفة- سلمى المصري-شكران مرتجي- قمر خلف- محمد حداقي-عبد المنعم عمايري-ديمة الجندي- ديمة قندلفت وآخرين يعالج مجموعة من المفاهيم والقيم الحياتية كالحب والزواج والشرف والأمانة ليثبت هشاشتها عند امتحانها في الواقع بينما يتجه مسلسل المصابيح الزرق المأخوذ عن رواية لحنا مينة نحو تصوير الحياة الاجتماعية السورية خلال مرحلة الأربعينيات من القرن الماضي عاكساٍ معاني الإنسانية والحب والتضامن بين أفراد الشعب بجميع أطيافه وشرائحه وهو من بطولة غسان مسعود- سلاف فواخرجي- أسعد فضة- ضحى الدبس- جهاد سعد- أندريه سكاف وغيرهم.
أما مسلسل الأرواح العارية فيشكل عودة مخرجه الليث حجو إلى الأعمال الاجتماعية البحتة التي تميز فيها من خلال عملي الانتظار وخلف القضبان سابقاٍ حيث يغوص العمل الجديد في المجتمع السوري ويتجه نحو قضية المرأة بطرح جريء وهو من بطولة قصي خولي-عبد المنعم عمايري- سلافة معمار- جهاد سعد- نادين خوري- أمانة – نادين تحسين بك-نجلاء الخمري وآخرين.
ويعود المخرج زهير قنوع بعمل كوميدي بعنوان سيت كاز بعد أن قدم الجزء الثاني من يوميات مدير عام في العام الماضي والعمل الجديد من إنتاج شركة سورية الدولية وبطولة أيمن رضا -سامية الجزائري – محمد حداقي -معن عبد الحق -رواد عليو -هبة نور -نسرين الحكيم -وجمال العلي وآخرين وتدور تفاصيل العمل حول مدير محطة وقود على طريق سفر حيث التفاصيل الاجتماعية الكوميدية بين العاملين في المحطة وبين الزبائن اليوميين.
ويتواصل تصوير الجزء التاسع من بقعة ضوء للمخرج عامر فهد ومن بطولة باسم ياخور – وائل رمضان – شكران مرتجى – سوسن ميخائيل -ديمة قندلفت- تولين البكري -مديحة كنيفاتي -هنوف خربطلي.. كما يخرج المثنى صبح مسلسل “رفة عين” وهو من تأليف أمل عرفة وبلال شحادات وبطولة أمل عرفة ونجوم آخرين.
ووصف المخرج زهير قنوع وضع الإنتاج للعام 2012 بالقول إنه مربك لكنه فعال ومستمر بالرغم من وجود المشاكل في العملية الإنتاجية وعوائق بسبب الظروف الأمنية التي تمر بها البلد فهناك أكثر من عشرين عملا دراميا حاليا وهذا عظيم.
وأضاف قنوع.. إن العنصر البشري السوري ساهم بالتخفيف من ازمة الانتاج السوري بغض النظر عن طبيعة هذا العنصر سواء كان الدولة او وزاراتها او الممثلين أنفسهم او المواطنين وبالتالي هذا العنصر البشري هو من لعب دورا هاما في استمرار الانتاج الدرامي بهذا القدر.
وأشار مخرج سيت كاز إلى أن الهامش الرقابي عريض ومريح وهو لا يتفق مع من يتحدث عن هامش حرية أكثر فيقول.. إذا كنا نقصد بهامش الرقابة بأنه الرقابة السياسية أي أن يستطيع المبدع أن ينتقد الحكومة وأداءها فهذا شيء ليس بجديد لان رسالة الفن هو تسليط الضوء على سلبيات المجتمع باتجاه المحاولة لتخفيف هذه السلبيات.
ويضيف المخرج..إذا كنا نقصد أن هذه المرحلة وفرت هامشا اكبر من الحرية للمبدع أقول يجوز أن يكون هذا الكلام حقيقيا لكن عموما لا ارى في اعمالنا سواء في هذا الموسم أو في الموسم السابق صبغة ضغط رقابي كما إن المبدع يستطيع إيصال رسائله حتى عبر رقابة رديئة والرقابة في سورية كانت في الفترات الماضية غير مدروسة المعايير وبالتالي في هذه المرحلة وما سيأتي من مراحل ربما ننجح في ان نصل إلى معايير رقابية صحيحة فيستطيع المبدع أن يحقق رغباته وأفكاره وفي نفس الوقت هناك احترام للوطن وهيبته دون أن يكون هناك تغافل عن الواجب الوطني في تسليط الضوء على العيوب والمشاكل.
ولفت صاحب أبو جانتي.. أن المنتجين سيواجهون مشكلة كبيرة في الإنتاج لان الدراما السورية كانت جزءاٍ من النسيج السوري حتى على صعيد الأزمات وعلى صعيد الانفراجات فهذه ليست المرة الأولى التي تتم فيها محاربة الدراما السورية التي تشكل انعكاسا للواقع الاجتماعي والثقافي والسياسي فذلك الواقع يلقي بظلاله على الدراما وبالتالي الأزمة التسويقية موجودة قبل الأزمة ولكن بوجود الأزمة التي تمر بها البلد كبرت وازدادت.
ويرى قنوع أن الدراما السورية كانت وستظل المطلب الأول للمشاهد العربي ومن يحاربها مخطئ لأنها تظل جزءا من الشعب ويظل الشعب هو الباقي قبل الأزمة وبعد الأزمة.
وعلى صعيد الدراما التاريخية الدمشقية يقدم المخرج تامر إسحق عمله الأميمي نص سليمان عبد العزيز ويتناول العمل أحداثاٍ تاريخية موثقة شهدتها دمشق سنة 1850 كخلفية لتفاصيل الحياة اليومية الدمشقية والعمل من بطولة عباس النوري-كاريس بشار- شكران مرتجى- أندريه سكاف- جلال شموط- قيس الشيخ نجيب- وفاء موصللي-عدنان أبو الشامات-سعد مينة- محمد خير جراح- ليلى سمور.
وعلى صعيد مشابه يقدم المخرج أحمد إبراهيم الأحمد والكاتب محمد الزيد عمل زمن البرغوث والذي تنتجه شركة قبنض للإنتاج الفني والتوزيع والذي تدور أحداثه في فترة خروج الاحتلال العثماني من سورية والعمل من بطولة أيمن زيدان – سلوم حداد -رشيد عساف.
وتجمع المخرجة رشا شربتجي مجموعة نجمات الشاشة السورية في عملها الاجتماعي الجديد بنات العيلة من إنتاج شركة كلاكيت للكاتبة رانيا بيطار التي سبق وأن تعاملت مع المخرجة في مسلسل أشواك ناعمة ويروي العمل الجديد قصة مجموعة من الفتيات اللواتي ينتمين لعائلة واحدة ويعانين من مشاكل قد تبدو صغيرة بالنسبة للرجل لكنها تعتبر كبيرة من وجهة نظرهن والعمل من بطولة نسرين طافش- ديمة قندلفت- كندا علوش- قمر خلف- صفاء سلطان- باسل الخياط – باسم ياخور- قيس الشيخ نجيب واخرين وتقدم رشا شربتجي ايضاٍ عملها ساعات الجمر الجزء الثاني من الولادة من الخاصرة بطولة منى واصف قصي خولي – عابد فهد – سلوم حداد – ديما بياعة – كندا علوش – أمل بوشوشه – باسم ياخور – سليم صبري – عبد المنعم عمايري – ديمة الجندي وغيرهم.
ويقول المخرج تامر إسحق إن الظروف التي تمر بها بلدنا لا تجعلنا مرتاحين لكن علينا أن نعمل لان الدراما السورية هي التي تفرض نفسها والانتاجات لهذا الموسم ممتازة مع وجود مجموعة أعمال هامة جدا ستتم مشاهدتها.
وأضاف إسحق.. لا أرى أن هناك مشكلة في التوزيع أبداٍ لأن المحطات الفضائية التي لا تعرض دراما سورية في رمضان ستخسر إعلانات ومشاهدين على اعتبار أن المسلسل السوري متابع في رمضان ومرغوب وفي النهاية لا توجد مشكلة توزيع لها علاقة بهذا الموسم سوى مع محطات مرتبطة بالحكومات التي قد يكون لها موقف من هذه الأعمال.
وأشار المخرج إلى أن كل المحطات المهمة اشترت أعمالاٍ سورية ومازالت في حالة تواصل مع الدراما السورية والعاملين بها وما زالت مقتنعة بان الأعمال الرمضانية السورية ضرورية ومهمة لكل مشاهد عربي.
ويقول إسحق. لا أريد أن اربط ظرف البلد بالرقابة لأنه في آخر عامين كانت هناك خطوة متطورة من الرقابة حيث سمحت بالكثير من الجرأة فدخلنا بمجموعة مسلسلات لها هذا الطابع مثل الخبز الحرام والعشق الحرام والولادة من الخاصرة ولعنة الطين الخ.
وفي الجانب الكوميدي الاجتماعي يعود صبايا في جزئه الرابع من إنتاج شركة بانة وإخراج سيف الشيخ نجيب من بطولة ديمة بياعة – جيني إسبر -كندا حنا- رؤى الصبان – بريجيت ياغي كما يعود مسلسل أيام الدراسة بجزئه الثاني من إخراج مصطفى برقاوي ونص طلال مارديني ويشارك في المسلسل حازم زيدان – شادي مقرش- لينا دياب- نادين قدور- معتصم نهار- أيمن عبد السلام- رغد مخلوف- يامن الحجلي- ميريانا معلولي وعدد من الممثلين.
بينما يقدم المخرج فيصل بني المرجة مسلسل أوراق بنفسجية من تأليفه بالتعاون مع الكاتبة فاتن سكرية ويتناول العمل أحداثاٍ اجتماعية معاصرة ضمن لوحات تحمل موضوعات متنوعة اجتماعية كوميدية ويشارك في العمل فاديا خطاب بشار اسماعيل – ناهد الحلبي – ربيع الأسمر – روعة ياسين – آندريه سكاف -صفاء رقماني -عاصم حواط -رندة مرعشلي -خالد القيش وآخرون كما يستكمل بني المرجة مسلسله السابق بومب أكشن بالجزء الثاني الذي يحمل اسم توب أكشن.
ويصف بني المرجة الوضع الإنتاجي للعام 2012 بأنه جيد حيث تم تصوير مجموعة من الأعمال الهامة على مختلف المستويات والتي تناقش قضايا اجتماعية حساسة بجرأة ستتوضح عند عرض هذه الأعمال. (سانا).

قد يعجبك ايضا