في المجموعة الثالثة لأمم أوروبا



الاسبان والطليان .. لا غالب ولا مغلوب وكرواتيا تتصدر
فشل الماتادور الاسباني في تخطي عقبة الاِزوري الأيطالي وتعادل معه 1-1 في المباراة التي أقيمت بينهما بملعب أرينا بمدينة غدانسك البولندية في افتتاح لقاءات المجموعة الثالثة حيث أحرز لأيطاليا دي ناتالي في الدقيقة 61 وتعادل لإسبانيا فابريجاس في الدقيقة 64 .
جاءت المباراة قوية وحماسية من الفريقين وسيطر المنتخب الأسباني على مجريات الشوط الثاني وحاول لاعبوه إنهاء المباراة لصالحهم لكن الدفاع الأيطالي وقف لهم بالمرصاد لقاء خاص بدأ قبل المباراة بين مدربي الفريقين فديل بوسكي المدير الفني للمنتخب الأسباني الذي يدرك انه يدخل أصعب لقاءات المجموعة في بداية رحلة الدفاع عن اللقب ورغم ذلك فقد بدأ المباراة بتشكيل غريب إلى حد كبير فلعب بستة لاعبين يجيدون في منتصف الملعب ولم يستعن بمهاجم صريح .. وإذا كانت الطريقة التي لعب بها على الورق تتمثل في 4-3-3 بتقدم ثلاثي الوسط الذين يمتلكون النزعة الهجومية فبريجاس من المنتصف وإنييستا في الجبهة اليسرى ودافيد سيلفا من الجهة اليمنى ومن خلفهم ثلاثي الوسط المتميزين دفاعيا وهم تشافي وبوسكيتس وتشابي ألونسو .. وإذا كان ديل بوسكي اعتمد على مهارات لاعبي خط المنتصف التهديفي إلا أن عدم الاستعانة بمهاجم صريح كان غريبا.
في المقابل فكلاوديو برانديلي المدير الفني للمنتخب الأيطالي يعلم إنه يواجه بطل أوروبا والعالم ويعرف أن قوة المنتخب الاسباني تتمثل في منتصف الملعب ولذلك عمد إلى زيادة عدد اللاعبين في منطقة الوسط ولعب بطريقة 3-5-2 بالدفع بمهاجمين هما كاسانو وبالوتيلي ومن خلفهم خماسي الوسط موتا وماجيو وبيرلو وماركيزيو وجياكيريني .. وهذه الطريقة تعكس رغبة برانديلي في اقتناص نقاط المباراة الثلاث من خلال الدفع بمهاجمين صريحين وفي نفس الوقت وضح قلقه من مهارات منتصف ملعب اسبانيا.
مرحلة الاستكشاف وجس النبض للصغار فقط .. هكذا قالها نجوم الماتادور الأسباني والاِزوري الأيطالي فجاءت البداية حماسية ووضح أن كلا الفريقين يبحث عن نقاط المباراة الثلاث فالمنتخب الأيطالي لم يؤد بالطريقة الدفاعية المعروفة عنه وأعتمد في هجومه على خمسة لاعبين بعد انضمام ثلاثي الوسط موتا وماجيو وبيرلو لثنائي الهجوم بالوتيلي وكاسانو مما أحدث زيادة عددية على دفاعات أسبانيا مما شكل خطورة على مرمى كاسياس الذي أنقذ مرماه من هدفين الأول من تسديدة بيرلو في الدقيقة 13 والثانية قبل نهاية الشوط بعشر دقائق من تسديدة ماركيزيو.
رفاق تشافي لعبوا بطريقة متشابهة مع طريقة لعب فريق برشلونة واعتمدوا على محاولات الاختراق من خلال التمريرات القصيرة من العمق التي يجيدها إنييستا وفابريجاس تشافي ولكن لم تؤت هذه الطريقة بثمارها نظرا لقوة الدفاع الاِزوري من ناحية وعدم وجود شخص بمهارات ميسي من ناحية أخرى فقد حاول إنييستا الاختراق بمهارته وكان أفضل لاعبي منتخبه ولكن لم تترجم اختراقاته لأهداف لأنه لم يجد المعاونة والمتابعة لكراته وهو ما يعكس صعوبة اللعب أمام أيطاليا بدون مهاجم صريح.
كانت الكلمة العليا خلال الشوط الأول لمنتصف الملعب في الفريقين فقد تبادل لاعبوه السيطرة على مجريات المباراة وشهدت الدقيقة الأخيرة من اللقاء أخطر فرص الفريقين فقد تلقى إنييستا تمريرة بينية من تشافي لكنه سددها أعلى العارضة.. وبعدها بثوان أرسل كاسانو مهاجم أيطاليا عرضية متقنة من الجهة اليمنى قابلها تياجو موتا برأسه لكن كاسياس تصدى لها بصعوبة لينتهي الشوط بالتعادل السلبي.
مع مطلع الشوط الثاني تحسن الأداء الهجومي من الفريقين وخاصة من جانب نجوم الماتادور الاسباني ووضحت تعليمات ديل بوسكي بين الشوطين بضرورة تناقل الكرة بشكل أسرع الحركة بدون كرة ولكن ذلك أثر على منتصف الملعب الذي اندفع للهجوم فوضحت المساحات الفارغة بين خطي المنتصف والدفاع الاسباني.
حاول لاعبو اسبانيا الاعتماد على التسديد وتصدى بوفون لتسديدة فابريجاس بصعوبة بينما ذهبت تسديدة تشافي بجوار القائم الأيمن .. وفي المقابل تمكن بالوتيلي مهاجم أيطاليا من استخلاص الكرة من راموس وانطلق منفردا بمرمى كاسياس ولكنه تباطأ ليلحق به راموس وينقذها قبل تسديدها.
اللعبة السابقة جعلت برانديلي المدير الفني لأيطاليا يعجل بإجراء تغيير في الدقيقة 55 بالدفع بأنتونيو دي ناتالي بدلا من بالوتيلي وعقب نزوله بست دقائق فقط رد اللاعب الهدية لمدربه بإحرازه هدف التقدم للاِزوري عندما استقبل بينية بيرلو أنفرد على أثرها بمرمى كاسياس ويلعبها ناتالي في الزاوية اليسرى محرزا هدف التقدم لأيطاليا.
الكبرياء الكروي الاسباني جعل نجوم الماتادور ينتفضون سريعا ولم تستمر الفرحة الأيطالية سوى ثلاث دقائق فقط حيث استثمر ثلاثي الهجوم الاسباني مهارتهم في التمرير والاستلام ووصلت الكرة من إنييستا لسيلفا الذي مررها بينية لفابريجاس المنفرد ويضعها داخل مرمى بوفون محرزا هدف التعديل سريعا .
لم يقف ديل بوسكي مدرب اسبانيا متفرجاٍ ودفع بنافاز بدلا من سيلفا وتوريس بدلا من فابريجاس وبذلك أصبحت اسبانيا تلعب برأس حربة صريح وتحسن أداءها ولم يستثمر توريس انفراده ببوفون الذي أنقذ الكرة بقدمه ثم مرت تسديدة إنييستا أعلى العارضة ولم تتح سوى فرصة واحدة للمنتخب الأيطالي من خلال عرضية قابلها دي ناتالي من الوضع طائرا لتمر الكرة بجوار القائم الأيمن لكاسياس وينتهي اللقاء بالتعادل الإيجابي بين الفريقين.
كرواتيا تتصدر مجموعة حامل اللقب
اعتلى المنتخب الكرواتي صدارة المجموعة الثالثة التي تضم إلى جانبه حامل اللقب المنتخب الإسباني والمنتخب الإيطالي عقب فوزه على إيرلندا بثلاثة أهداف مقابل هدف في المباراة التي جمعتهما مساء أمس الأحد ليحصد بذلك ثلاث نقاط يليه المنتخبان الإسباني في المركز الثاني والإيطالي في المركز الثالث بينما حل المنتخب الإيرلندي في المركز الرابع والأخير للمجموعة بدون نقاط.
سجل لكرواتيا كل من ييلافيتش د 43 وماندزوكيتش (هدفين د 3 و د48) بينما سجل هدف ايرلندا الوحيد المدافع شون ليدجر في الدقيقة 19 .
لم تكد تمر ثلاث دقائق على بداية المباراة حتى استطاع المنتخب الكراوتي الإعلان عن نفسه بأول أهدافه في المسابقة الأوروبية حينما مرر داريو سرنا عرضية من الجانب الأيمن استقبلها ماندزوكيتش برأسية رائعة قرب بقعة ركلة الجزاء ليفشل الحارس شاي جيفن في التصدي لها.
لم يتمكن أي من الفريقين من السيطرة الكاملة على مجريات الأمور حيث تبادل المنتخبان الهجمات وكان الجانب الأيرلندي هو الأخطر نسبياٍ مقابل هجمات قليلة للمنتخب الكراوتي ولكنها اتسمت بالخطورة وذلك خلال الدقائق الأولى.
في الدقيقة 19 سنحت للمنتخب الأيرلندي ركلة حرة من الجانب الأيسر نفذت بجدارة ليحولها المدافع المتقدم شون سانت ليدجر بالرأس في الشباك – لم يفلح الحارس بليتيكوسا في إبعادها عن مرماه – معلناٍ عن التعادل.
رغم قلة الهجمات الكراوتية إلا أنها تميزت بالخطورة وأطلق بيريسيتش تصويبة صاروخية من خارج المنطقة تصدى لها الحارس جيفن بمهارة ليبعدها عن مرماه في الدقيقة 23 من زمن الشوط الأول.
اعتماد الجانب الكرواتي الأكبر كان على العرضيات من الأطراف بشكل عام والجانب الأيمن بشكل خاص مستغلاٍ طول قامة لاعبيه في منطقة العمليات فيما لم تخلق ايرلندا فرصاٍ خطيرة تذكر على مرمى الكروات الذين سجلوا هدفاٍ ثانياٍ في الدقيقة 43 عن طريق ييلافيتش الذي هرب من الرقابة واستغل تمريرة نموذجية وسط دربكة دفاعية أنفرد على إثرها بالمرمى وأودع الكرة في الشباك معلناٍ عن الثنائية.
استمراراٍ لمسلسل العرضيات التي هي من أهم أسلحة الكروات الهجومية استطاع المنتخب الأزرق إحراز ثالث الأهداف في المباراة عن طريق رأسية رائعة لصاحب الهدف الأول ماندزوكيتش ارتطمت بالقائم الأيسر ثم ارتدت لتصطدم بالحارس لتستقر بعدها في الشباك بالدقيقة 49 أي بمرور أربع دقائق على بداية الشوط الثاني.
افتقدت المباراة للإثارة بعد الهدف الثالث وحاول الأخضر الايرلندي التوغل وفتح قنوات لاستكشاف المناطق الخلفية للكروات ولكن دون جدوى فيما تميز الأزرق بفعاليته الهجومية أمام المرمى.
ونفذ المنتخب الكرواتي هجمة منظمة انتهت بتسديدة عن طريق اللاعب إيفان راكيتش الذي سدد الكرة من أول لمسة من على حدود المنطقة ولكن الكرة مرت بجوار القائم الأيمن للحارس في الدقيقة 77 . وانتفض الايرلنديون في الدقائق الأخيرة وشنوا أكثر من هجمة ولكن الحظ لم يحالفهم.. استمر الوضع كما هو عليه إلى أن أطلق الحكم صافرة نهاية المباراة بفوز كرواتيا وتصدرها لمجموعتها.

قد يعجبك ايضا