بعيدا◌ٍ عن السياسة



د. محمد معمر عبدالوهاب
قبل عدة أعوام زارني عدد من طلابي الخريجين من القسم في مكتبي بقسم العلاقات العامة والإعلان بكلية الإعلام – جامعة صنعاء ودار بيننا حديث عام حول الديمقراطية والمجتمعات المختلفة وتطرقنا إلى سقوط ديكتاتور في دولة افريقية وهروبه إلى خارج بلده وكان حينها حديث الإعلام .. وفجأة سألني أحدهم : كيف نستطيع التمييز بين النظام الديكتاتوري من غيره¿¿ وتلقائيا وبدون أي تفكير وجدت نفسي أرد عليه : النظام الذي تحتفظ حكومته بوزارة للإعلام فإن هذا مؤشر واضح أنه نظام ديكتاتوري !! ساد بعدها صمت لثواني وتم تغيير اتجاه الحديث حول جديد مشاريع تخرج الطلاب للعام .
بصراحة أوردت هذه المقدمة لأنها تعني لي الكثير .. فمنذ عودتي للوطن عام 1998م وأنا ضد وجود وزارة للإعلام في أي دولة كانت فالعصر عصر التحرر الإعلامي من هيمنة الحكومات والأنظمة فمثل هذه الوزارة لا تتواجد إلاø في عدد من الدول العربية والافريقية المتخلفة .. وكنت دائما ما الفت الانتباه كلما شاركت في ندوة أو ورشة عمل حول الإعلام والديمقراطية إلى ضرورة إلغاء وزارة الإعلام لأنها أصبحت جزءا من الماضي البعيد مما جعل بعض الجهات الحكومية تتوقف عن توجيه الدعوة لي للمشاركة .. ولم يتوقف هذا بل جعلني في اللقاءات الصحفية أدعو إلى هذا الموضوع وفي الكتابات الصحفية كنت اتبنى هذا أحيانا بشكل غير مباشر ويتم نشره وأكثر الأحيان بشكل واضح ومباشر فلا يجد طريقه للنشر وخاصة في الصحف الحكومية .
ولا أخفي عليكم اني شعرت بارتياح كبير وأنا أتابع اللقاء الصحفي مع وزير الإعلام اليمني والذي أشار فيه بصراحة إلى أنه يميل لإلغاء وزارة الإعلام ويمكن أن يكون هناك توجه رسمي بذلك .. وسواء تم إلغاؤها ام لا فإن ذلك الحديث للوزير سوف يسجل له ايجابيا لأنه عزف على الوتر الحساس وتجاوز الخط الاحمر الذي كان مرسوما◌ٍ سابقا ..وللحقيقة فإن هناك وزيرا◌ٍ سابقا◌ٍ للإعلام كان قد أبدى رأيا حول عدم جدوى وجود وزارة للإعلام في الحكومة وكان هذا في لقاء عام وللأسف لم يحصل شيء لأنه كما يبدو أن الرفض كان من صانعي القرار آنذاك .
وأنبه لمسألة هامة أن أي قرار لإلغاء وزارة الإعلام لابد وأن يسبقه دراسات عميقة للمقترحات السابقة وغيره من الترتيبات حتى يكتب لهذا النجاح وسوف أخصص موضوع الأسبوع القادم للموضوع.
alshamiry1@hotmail.com

قد يعجبك ايضا