شبابنا ..هل هم مثقفون¿!

استطلاع/ زهور السعيدي –

عدم القراءة وحب الإطلاع الدائم أبرز أسباب تدني المستوى الثقافي في المجتمع

من هو المثقف¿ سؤال يقابله كثير من الإجابات ووجهات النظر المختلفة.. فهناك من يرى بأنه الإنسان الناجح والمنظم في حياته انطلاقا◌ٍ من نظرية أن الثقافة سلوك وممارسة قبل كل شيء.. آخرون يرون بأن المثقف هو ذلك الذي يمتلك إلماما◌ٍ مقبولا◌ٍ من كل علوم الحياة.. ومنهم من يقول بأن الثقافة تتجسد في التعاطي مع تطورات العصر ومواكبة تقنياته المتسارعة.. ووسط كل ذلك قد تصدم أحيانا◌ٍ عندما تقابل شابا◌ٍ جامعيا◌ٍ وهو لا يعلم شيئا◌ٍ من الحياة أو توقف ثقافته في حدود ما درسه في المناهج المدرسية والجامعية في أحسن الأحوال.. هذا الأمر الملموس والمنتشر بكثرة في أوساط مجتمعنا يقود إلى سؤال وجيه.. هل شبابنا مثقفون ولماذا لم تعد هذه الشريحة الأهم في المجتمع على علاقة وطيدة بالقراءة والإطلاع الدائم¿
الموضوع التالي يقف على آراء عدد من الشباب والشابات في ظل انحسار ثقافة الكثير منهم في الثقافة الاستهلاكية والمحاكاة العقيمة لثقافات مجتمعات أخرى كما يقول مختصون.
الثقافة الإسلامية
تعتبر الثقافة الإسلامية هي أقل الثقافات المكتسبة عند الشباب حتى عند الجامعيين وهذا ما بدأت الطالبة الجامعية سمية صالح حديثها عن ثقافة الشباب وأضافت: إن كتب السيرة فيها فوائد جمة ومعارف كثيرة ومع ذلك نجد أن الشباب لا يهتمون لقراءتها ولا يملكونها وإن ملكوها فلا يطلعون إلى ما فيها إلا القليل جدا◌ٍ منهم وإذا سألنا أحد الشباب عن مسيرة الرسول أو عن أحد الصحابة فستجده عاجزا◌ٍ عن الرد أما إذا سألناه عن أحد الفنانين أو الممثلين فستجده يسرد قصته بكل التفاصيل.
ثقافة الغرب
الأستاذ خليل إبراهيم يرى أن الشباب الآن قد أصبح شباب الفيسبوك وقد طغت عليهم الثقافة الغربية فتراهم يضعون مكان صورهم صور لفنانين أو مشهورين أو صور غريبة وغربية لا تمت للإسلام بصلة وقد اقتبسوها من الثقافة الغربية وهكذا أصبحت ثقافتنا الإسلامية والعربية غير موجودة في أوساط الشباب حتى عند مناقشة المواضيع تجدهم يناقشون ثقافة وأنشطة لا يحتاج إليها المجتمع بل هي أفكار هدامة ودخيلة.
تشجيع القراءة
أما غادة يعقوب طالبة إعلام فتقول: تنقصنا نحن معشر الشباب الثقافة بشكل كبير وبالذات في هذه المرحلة من عصر العولمة فالانترنت ممكن أن تحصل فيه على المعلومة سريعا◌ٍ ولا تضطر إلى القراءة والبحث في الكتب وهذا يؤدي إلى نقص في الثقافة ولابد أن تكون هناك مجلات تشجع القراءة وتساعد على اختيار الكتب الجيدة ولكن أصبحت ثقافة الشباب سطحية ومقصورة على المسلسلات والفنانين واللاعبين والموضة وكل ما يأتي من الغرب نطبقه ويجب التنويه إلى غرس مبدأ القراءة لدى الأطفال حتى يستمروا عليها.
ثقافة ومهارات
أما الدكتورة إيناس محمد أحمد فتقول: إن السنة الأخيرة التي مررنا بها قد أنتجت العديد من الثقافات والتكتلات الشبابية وعندما اجتمع الشباب بدأوا ينشرون ثقافتهم من رسومات وأناشيد وأدعية ويساعدون بعضهم على العلم والثقافة فلا يمكن أن نقول إن جميع الشباب ثقافتهم قاصرة بل إن هناك الكثير من الشباب الذين اكتسبوا مهارات واستعادوا نشاطهم في الحياة من خلال العمل مع منظمات تمكنهم من التألق والإبداع فشبابنا بحاجة لمن يأخذ بيده ويساعده وإن كانت الثقافة الغربية قد وجدت في الكثير من حياتنا ولكن تبقى الثقافة الإسلامية هي الأم التي تنبع منها الثقافات الأخرى.

قد يعجبك ايضا