أدى اليمنيون في مناطق يمنية عدة صباح الخميس الماضي صلاة “عيد الأضحى المبارك” في ظل استمرار طيران العدوان السعودي الذي شن غاراته مستهدفا مناطق وأحياء سكنية في العاصمة صنعاء وصعدة وحجة وغيرها ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى.
استمرار طائرات العدوان مع حلول أيام العيد يأتي لتبديد مظاهر الفرح وطقوس العيد المعتادة والتي غابت جراء ما خلفه العدوان من دمار وما لحق بآلاف المدنيين ومئات الأسر من أضرار وخسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.
في محافظة حجة حل العيد ملطخا بالدماء في ظل عدوان متواصل طال مديرية “أفلح اليمن” وأدى إلى استشهاد وإصابة أسرة كاملة كما استشهد مواطنان آخران وأصيب العشرات بغارات استهدفت الأربعاء الماضي جسر وادي شرس الرابط بين محافظتي حجة وعمران.
صمود اليمنيين وأبناء محافظة حجة ما يزال شامخا وعنواناٍ بارزاٍ في مشهد الفرحة العيدية رغم صلف العدوان.. فالشوارع تعج بحركة السيارات والمواطنين خلال أيام العيد كما تمتلئ المدن بضحكات الأطفال:
“الثورة” استطلعت أجواء العيد في محافظة “حجة” مع استمرار العدوان السعودي الغاشم ورصدت آراء وانطباعات العديد من أبناء المحافظة حول العادات والتقاليد العيدية وواقعها في ظل استمرار العدوان السعودي.. وخرجت بالحصيلة التالية:
يقول المواطن أمين يحيى عطاء من أبناء مديرية مبين مقيم في مدينة حجة: إن مظاهر الفرح في عيد الأضحى المبارك لهذا العام ليست كسابقه حيث شكل العامل الاقتصادي والمعيشي سببا في اختفاء ملامح البهجة والسعادة لدى الكثير من الأسر بفعل العدوان والحصار المفروض على اليمن من قبل تحالف العدوان بقيادة السعودية ما تسبب في ارتفاع الأسعار المواد الأساسية والضرورية وبالتالي أثر ذلك على المواطنين وسبب في عزوفهم عن التهيؤ للعيد هذا العام واقتصارهم على الحاجيات الأساسية وإتاحة الفرصة للأطفال ليشعروا بفرحهم.
ظروف صعبة
ويقول فارس حسن الحجي: “إن الظروف المحيطة بعامة المواطنين رغم صمودهم الراسخ منذ بداية العدوان- صعبة للغاية تجعل الاحتفال بمناسبة العيد على غير العادة والناس مضطرون لشراء الملابس لأطفالهم الذين لا يستوعبون حقيقة ما يجري ولا علاقة لهم بما يحدث”.
وأضاف الحجي: إن التقاليد المرتبطة بحلول العيد والتي اعتاد عليها البعض ربما ألغيت في بعض المديريات نتيجة العدوان السعودي الحاصل وتحسب المواطنين من أي قصف قد يتعرضون له بصورة مباغتة كون طيران العدوان سبق وأن شن غاراته على مواطنين وسط المدينة من قبل وراح ضحيتها العشرات ما بين شهيد وجريح.
وقال فارس: “الناس يشترون الحلويات والجعالة” من باب إكرام الضيف فقد اعتادوا على تقديمها للزوار في الأعياد بينما قلوبهم جميعا موجوعة جراء الواقع المعاش والعدوان الحاصل حيث ارتكب طيران العدوان جريمة مأساوية استهدفت مواطنين في مديرية شرس وراح ضحيتها مدنيين كانوا قصدوا التسوق لتوفير احتياجاتهم لكنهم عادوا اشلاءٍ متقطعة وجثثاٍ هامدة وآخرين عادوا مباشرة إلى المستشفيات لتطبيب إصاباتهم جراء غارات العدوان”.
وأوضح أن الشيء الآخر الذي يؤرق الناس في حجة هو ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية والأساسية فضلا عن ارتفاع أسعار كماليات العيد والتي تشكل مستلزمات رئيسية وضرورية للعيد نتيجة للحصار الحاصل ما أدى إلى زيادة كلفة هذه الأصناف كون أغلبها مستوردة من خارج البلاد.
أيام الذروة
ويقول التاجر محمد يحيى الشمري: إن العدوان والحصار المفروض على البلاد انعكس سلبا على تراجع الحركة التجارية في المدينة وعلى الرغم من أن أيام العيد تكون أيام الذروة في البيع والتجارة كوننا نمر بموسم سنوي إلا أننا بالكاد نوفر إيجار المحلات وصرفيات العمال نتيجة الظروف الصعبة للمواطنين وعزوفهم عن اقتناء حاجياتهم من أغراض العيد.
استهداف ممنهج
من جانبه يقول الأخ محمد محمد الكحلاني أحد العاملين في مكتب الزراعة والري بمحافظة حجة: إن الاستهداف الممنهج للعدوان السعودي عكس مدى الحقد الدفين الذين يكنه نظام المملكة السعودية ممثلة بأسرة آل سعود على اليمن وشعبه والذي لم يكتفي باستهداف التجمعات السكانية وتدمير البنى التحتية بل يعمد أيضا إلى استهداف منازل المواطنين والأسواق الشعبية ما يعني أنهم يفتقرون لأبسط القيم الإنسانية والأخلاقية.
كيف نفرح¿
أما الحاج سعد علي الورد من أبناء مديرية نجرة فيقول انه لم يتمكن من الخروج من المدينة والتوجه مع أبناءه لزيارة عوائلهم المقيمين في عمران لتهنئتهم بالعيد في ظل استمرار العدوان واستهدافه لجسر وادي شرس وتدميره ما تسبب في شل حركة التنقل بالسيارات و اكتفى الحاج سعد باتصال هاتفي مع بناته وعائلاتهم قائلا والألم يعتصر قلبه: “كيف لنا أن نفرح بالعيد ونحن جميعا نواجه هذا العدوان والدمار الذي طال كل شيء”.
عدوان غاشم
هذا وكان طيران العدوان السعودي الغاشم قد شن غاراته يوم الأربعاء الماضي 23 سبتمبر 2015م مستهدفا للمرة الثانية جسر وادي شرس الرابط بين محافظتي حجة وعمران أسفرت عن تدميره بالكامل واستشهاد تسعة مواطنين وإصابة الشعرات من المواطنين المارة وغيرهم ممن قصدوا سوق المديرية القريب من الجسر إثر استهدافهم بغارة جوية.
حركة السير بين محافظة حجة وعمران وصنعاء باتت متوقفة حتى اللحظة باستثناء طرق فرعية تم فتحها لعبور المواطنين سيراٍ على الأقدام فضلا عن مئات السيارات ظلت عالقة على جانبي الجسر عقب تدميره في حين سبق واستهدفه طيران العدوان السعودي في 15 سبتمبر الجاري وأدى إلى تدمير جزء منه وسقوط أكثر من 10 شهداء و 14 جريحاٍ .
أجواء حزينة
أجواء حزينة ومؤلمة يعيشها الكثير من أبناء محافظة حجة كغيرهم من الأسر في مختلف بقاع الوطن, جلهم من المدنيين العزل من أطفال, نساء وشيوخ ممن راحوا ضحايا عدوان همجي غير أخلاقي فرضت على اليمن منذ سته أشهر, ناهيك عن مئات الجرحى والنازحين.
ففي مديرية الشغادرة أحد مديريات محافظة حجة ارتكب العدوان السعودي مجزرة يوم الاثنين 21 سبتمبر راح ضحيتها نحو 23 شهيداٍ وأكثر من 28 جريحاٍ من المواطنين حالات معظمهم حرجة إثر استهدافهم أثناء تجمعهم لرؤيه آثار الدمار الذي لحق بمركز شرطه ظهر أبو طير عقب استهدافه بغارات عدوانية.
وفي أول أيام عيد الأضحى استشهد ستة من المواطنين من أسرة واحدة وجرح عشرون آخرون جراء قصف طيران العدوان السعودي الغاشم منزل الأخ محمد عبده سنبلي في منطقة جياح التابعة لمديرية أفلح اليمن محافظة حجة حيث هرعت فرق الإنقاذ والإسعاف لانتشال الضحايا وسط إنباء عن ضحايا آخرين يحتمل أنهم مازالوا تحت الأنقاض حتى صياغة الخبر .
زيارة الجرحى
أسر كثيرة من أبناء محافظة حجة لا تخلو من شهيد أو جريح إثر استهداف منازلهم أو منازل أقاربهم بغارات عدوانية أودت بحياة وجرح أشخاص مع حلول صباح أول ايام العيد حيث استشهد 8 مواطنون من أسرة واحدة وجرح نحو عشرون آخرون بغارات منزل أحد المواطنين في منطقة جياح مديرية أفلح اليمن محافظة حجة.
اسر الشهداء جراء غارات العدوان على مدينة حجة وبعض مديرياتها توجهت مع بزوغ شمس اول ايام العيد الى تشييع شهداءهم وقراءة الفاتحة على ارواحهم فيما توجهت الكثير من الأسر الى المشافي للاطمئنان على جرحاها بفعل العدوان .
قيادة السلطة المحلية في محافظة حجة ممثلة بأمينها العام الشيخ فهد مفتاح دهشوش قامت من جانبها بزيارة ميدانية لتفقد نزلاء المستشفى الجمهوري بعاصمة المحافظة من ضحايا العدوان السعودي الغاشم, واطلع على أحوالهم ومستوى الخدمات الصحية المقدمة لهم.