في مواسم الأعياد تزدحم المولات التجارية بالمواطنين وبشكل غير طبيعي وفي ظل الظروف التي تعيشها اليمن اليوم بسبب العدوان وما تسبب به من حصار منع دخول المشتقات النفطية وأدى إلى انقطاع الكهرباء بشكل كلي ..
والحال انعكس سلبا على المولات التجارية التي تعاني كثيرا لذلك السبب إضافة إلى توقف وسائل السلامة وانعدامها في بعض هذه المولات ..مما ينذر بعواقب لن تحمد عقباها ..وخذوا أمثلة على ذلك ..توقف المكيفات والمراوح وتوقف المصاعد ومما قد يسببه ذلك من مخاطر على أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن من المتسوقين ..ناهيكم عن الغياب الكامل لوسائل السلامة الخاصة بالحريق ..
سؤال المشكلة طرحته معدة التحقيق على عبد الفتاح الكميم نائب وزير الصناعة والتجارة .. كيف يتم الترخيص لفتح المولات التجارية وهي لا تلتزم بمواصفات الأمن والسلامة سواء عدم وجود مكيفات أو طفايات الحريق إضافة إلى غياب مخارج الطوارئ إذا حصل مكروه خاصة وأننا في موسم ازدحام هذه المولات..¿
الكميم أكد أن موضوع الرقابة في هذا الاتجاه لم يفعل بسبب عدم وجود توعية إعلامية أو شكاوى و?يوجد اهتمام من قبل الوزارة وهيئة المواصفات والمقاييس.
وحول الترخيص علق بالقول : بالنسبة للترخيص ما هو إلا عبارة عن سجل تجاري يحصل عليه التاجر ولكن ?يوجد اهتمام بما بعد الترخيص.
مشيرا إلى ضرورة تفعيل الموضوع عبر القنوات الإعلامية المقروءة والمسموعة.
وأردف : وعلى الواقع كنا قد بدأنا بالنزول والرفع عن بالمراكز التجارية المخالفة وفعلاٍ وجدناها تفتقر لأبسط وسائل الأمن والسلامة..وكان الهدف من الحملة البدء بعمل أدوات السلامة وكذا الجودة ولكن جاء العدوان السعودي وعطل كل شيء.
توقف لوسائل السلامة
يقول محمد الشيبة أحد العاملين في مراكز العزاني التجارية: بعد انقطاع التيار الكهربائي تماما وانعدام المشتقات النفطية اضطر مدير المركز إلى شراء مولد كهربائي صغير يتم من خلاله توفير طاقة للإضاءة داخل المركز أما المكيفات فهي تعتبر إحدى وسائل الأمن والسلامة والتي توقفت تماما كونها تحتاج لمولدات أكبر وقد حصلت حالات إغماء بسبب الازدحامات الشديدة حتى من قبل العاملين في المركز خاصة وهناك ثلاثة من الزملاء يعانون من الربو ما يسبب لهم حالات نوبات من « الكتمة» بشكل مفاجئ.
لا توجد تهوية
سعاد الجرموزي إحدى المتضررات التي عانت من ضيق التنفس أثناء تجوالها قبل العيد في أحد المولات التجارية التي تفتقر لوسائل التهوية تقول: لم أتحمل الكتمة التي كانت تملأ أرجاء المول التجاري بالرغم من كبر حجمه إلا أن الازدحام الشديد كان أكبر من حجم التهوية التي نحتاجها داخل المول مما أصابني بضيق التنفس واضطررت للخروج مباشرة دون شراء أي قطعة مما أحتاج.
ويبقى الحال …
سيد عبد الرقيب البالغ من العمر سبعون عاما قال: لا توجد وسائل أمن وسلامة داخل المولات حتى من قبل اندلاع العدوان فكلما خرجت مع عائلتي للتسوق هناك صندوق للشكاوى أكتب ورقة بشكواي لعل وعسى أن يتم الأخذ بشيء منها لكن لم يحدث أي تغيير .
وتابع : هناك مولات كبيرة تحتاج لوسائل تهوية في عدة أماكن ولكن لانرى إلا منفذا واحداٍ للتهوية يزدحم فيه الكثير من المتسوقين لينالوا قسطا من الراحة حتى وهم جلوس على أرضية المول وهناك الكثير من العاجزين وكبار السن يفترشون الأرض لعدم وجود مقاعد للراحة.
كما لفت إلى غياب المصاعد لمن لا يقدرون على الصعود بالدرج كون هناك مولات تتكون من دورين وثلاثة أدوار لا يقدر على صعودها كبار السن وهذه كلها إشكاليات لابد من أخذها بعين الاعتبار.
رقابة غائبة
راشد الأشول مدير إدارة الصحة والسلامة المهنية بوزارة الصناعة أكد أنه لا يوجد مهندسين تابعين للإدارة في الوقت الحالي ولذلك لا تتم عملية الرقابة لعدم وجود ميزانية للإدارة.
لكنه استدرك بالقول : تم النزول الميداني عدة مرات بشكل شخصي قبل العدوان بعدة أشهر لتفقد سير عمل المولات التي تفتقر لأبسط وسائل الأمن والسلامة مثل طفاية الحريق التي تعتبر مهمة جدا والأبواب الصغيرة للدخول والخروج ووسائل التهوية وتم الرفع بها إلى الإدارة المختصة ولكن قوبلت بالرفض لدوافع ومبررات واهية.
منوها بأن وزارة الصناعة والتجارة هي المسؤولة عن ترخيص مزاولة المهنة والتي بدورها لابد من أن تقوم بالتأكد من جميع وجود الوثائق النظرية والعملية قبل إعطاء أي ترخيص لأي منشأة.
تحذيرات صحية
فيما يؤكد علي عرجون دكتور باطنية وقلب بأن الأماكن المزدحمة والمغلقة بإمكانها أن تشكل بيئة خصبة لانتشار وانتقال الأمراض المعدية من شخص لآخر كما أن أجواء كهذه قد تؤثر على الحالة الصحية لأصحاب أمراض معينة تحتاج لتهوية جيدة كالربو وأمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب المرتبطة بمضاعفات كثيرة.
قد يعجبك ايضا