يأتي عيد الأضحى المبارك هذا العام مختلفاٍ عن الأعوام الماضية بسبب العدوان السعودي الغاشم على أبناء محافظات الجمهورية عامة ومحافظة ذمار خاصة وتستعد الأسر والعائلات في المحافظة كغيرها من الأسر والعائلات اليمنية لاستقبال عيد الأضحى المبارك بشراء الأضحية والملابس والهدايا والعطور وحلوى العيد رغم المعيشة الصعبة وارتفاع البطالة التي يواجهها أبناء المحافظة ولكنها مهما تغيرت الأحوال والظروف يظل للأعياد بهجتها في بلادنا وفي سائر البلدان العربية والإسلامية للتوضيح أكثر عن العادات والتقاليد التي تشهدها محافظة ذمار كان لـ(الثورة) لقاءات مع عدد من المواطنين فكانت الحصيلة التالية :
* البداية كانت مع سلمان العباسي الذي تحدث قائلا :
على الرغم من أن مظاهر الأعياد تتكرر كل سنة كطقس اجتماعي له أبعاد ثقافية ودينية معينة ولكن العيد هذا العام يختلف بكثير عن الأعياد السابقة بسبب العدوان السعودي والحصار الجائر على بلادنا والحياة المعيشية لدى المواطنين إلا أن الاحتفال بالعيد لا يخلو من المتعة الشيقة ومن الأهمية خاصة في ما يتعلق بإحياء الموروث الشعبي الذي فقدنا البعض منه نظرا لصعوبة الحياة المعيشية لدى المواطنين خاصة هذا العام في ظل الظروف التي تمر بها بلادنا من تدمير البنية التحتية وانتشار البطالة أدى هذا الى أزمة مالية لدى الكثير من المواطنين إضافة الى عدم الاستقرار النفسي جراء القصف الذي تتعرض له البنية التحتية للمحافظة.
وأضاف العباسي: عيد الأضحى المبارك يعد مناسبة دينية عظيمة وغالية على أمتنا العربية والاسلامية فهي لوحة فرائحية زاهية الألوان تعزف أجمل ألحان السعادة ففيه تشرق الوجوه باسمة لبعضها البعض وتتشابك الأيدي متصافحة وتتعانق الأجسام متحابة وتسحق الخلافات وتنبذ الأحقاد وتتصافى النفوس وتتقارب الأرواح وترسم الفرحة على وجوه الأطفال فتتجلى هموم الآباء لإسعاد اطفالهم وتصنع البسمة وتبث البهجة على وجوههم فتشاركهم فرحتهم وسرورهم ويلتقي الأحبة من كل مكان ويعود الغائب ويجتمع الشمل فيفرح الصغار ويسعد الكبار فالعيد مناسبة دينية عطرة بعمق الإيمان ونسيم المغفرة من الواحد الديان فيجب الإكثار فيه من الحمد والشكر للواحد القهار لما وهب عباده من النعم فأراد الله سبحانه وتعالى أن يتم فرحته لعباده بعيد الأضحى المبارك ويجب علينا تفقد المحتاج والمسح على رؤوس الأيتام ومن هنا أدعو جميع أبناء الوطن إلى تعزيز المحبة والتسامح للحفاظ على الوطن الواحد ورص الصفوف ولم الشمل ونبذ الحقد والكراهية.
وقال العباسي: تعتبر العادات والتقاليد والألعاب في محافظة ذمار حلقة التواصل الأسري ففي الصباح الباكر يصحو الجميع على أصوات المآذن المكبرة والمهللة لرب العالمين وبعد لبس الجديد يتجه الجميع لصلاة العيد بعد ذلك يتجه كل واحد مع أولاده بعد السلام وتبادل التهاني لزيارة الاقارب والاصدقاء الى بيوتهم التي قد تتعدد عند معظم الأسر الى أكثر من بيت يتناولون الحلويات العيدية ويتم تبادل الزيارات في ما بينهم .
وأشار العباسي إلى أن بعض الحدائق مكسرة ومنتهية بسبب عدم وجود صيانة لها من فترة الى أخرى فيضطر البعض للسفر مع أسرهم الى أماكن سياحية للتنزه لافتقار المحافظة إلى الأماكن السياحية الترفيهية أما عن أنواع المأكولات التي تقدم خلال العيد فتتمثل في الكعك والبسكويت والكيك إلى جانب المكسرات مثل الزبيب والفستق واللوز وغيره.
وحول الألعاب التي تمارس في المحافظة يقول العباسي: لم نعد نلحظ أي ألعاب تمارس فقد انعدمت بفعل الحياة المعيشية وغلاء الأسعار التي تقضي على الأخضر واليابس بسبب ضعفاء النفوس من التجار جراء العدوان على بلادنا فيمارس المواطن عيده بكل بساطة دون تكلف أو مباهاة فيضطر البعض الى الجلوس في المنازل خلال أيام العيد ولا يعاود أهله وأرحامه وذلك لصعوبة الحياة المعيشية وارتفاع الأسعار.
* أما الأخ/ أحمد الشبيبي فقد تحدث قائلا :
بالنسبة لأسرتنا في صباح يوم العيد نذهب لتأدية صلاة عيد الاضحى المبارك وبعد الصلاة نقوم بزيارة الارحام والأقارب والأهل والأصدقاء بالمصافحة والتعاون وتقديم التهاني وفعل الخير والعطف على الفقراء والمساكين والمحتاجين والقيام بفعل العمل الخيري والتعاون على البر والتقوى وعند الزيارة يقدم لهم ما يسمى بجعالة العيد وهي الزبيب والقلاء والكعك واللوز والشاي والقهوة والعصائر بأنواعها ولكننا هذا العيد نحب أن نذكر أنفسنا بما نواجهه من حرب شرسة على بلادنا وحصار جائر وتدمير للبنية التحتية من قبل العدوان السعودي الذي يقصف بيوتنا بالطائرات وإفزاع أبنائنا أسأل من الله العزيز القدير أن يدمرهم ويزلزل الارض من تحت أقدامهم ولا أهناهم في عيشهم جزاء ما ألحقوه بنا.
وأضاف الشبيبي: أما بالنسبة للعادات والتقاليد التي أصبحت مفقودة خاصة في ظل الحالة المعيشية الصعبة والأزمة التي تمر بها بلادنا فيقوم الأطفال باستقبال العيد بشراء الألعاب واللعب مع بعضهم واطلاق الالعاب النارية أما البنات فيقمن بتزيين أيديهن بمادة الخظاب أو الحناء أما الرجال فيقومون بتجهيز متطلبات العيد من جعالة العيد وملابس الأطفال مع العلم انه توجد لدينا حديقة هران في ذمار ولكن هذا العيد لن يذهب أبناؤنا للعب بها بسبب استهداف المنطقة التي توجد فيها الحديقة بالقصف وهذا أدى الى خوف لدى الأطفال فيضطر البعض للعب بجوار المنازل والبعض الآخر سافر الى الريف لقضاء إجازة العيد.
* كذلك تحدث الأخ / زايد علي حسن عن عيد الأضحى قائلا:
ما إن يهل عيد الأضحى المبارك على أبناء محافظة ذمار إلا وتشاهد وجوه الجميع متهللة فرحة مبتسمة يتبادلون الزيارات في ما بينهم صباحاٍ وفي أوقات الظهيرة والعصر يجتمعون وفي ليالي العيد تجد الشباب وأغلب كبار السن في المدن وفي القرى يقضون ساعات طويلة في الحديث وتبادل الآراء بأحد دواوين الحي أو القرية التي تتسع لأعداد كبيرة من الناس وما إن يتنفس الصبح خلال أيام العيد إلا وقد صحا أغلب المواطنين الرجال منهم والنساء والأطفال ليستعد كل منهم للقيام بممارسة طقوسه العيدية المعتادة حيث تقوم النساء بإعداد وتقديم الكعك وجعالة العيد لأفراد الأسرة ولمن يأتي إليهم معايداٍ من أقاربهم أما الرجال والشباب والأطفال فيذهبون جميعاٍ لأداء صلاة العيد في ما يسمى المصلى ويكون المصلى في الغالب أحد الأماكن المفتوحة الواسعة أو في الجامع وبعدها يتوجه كل منهم إلى أرحامه ليصلهن وإلى معايدة بقية أقاربه وأهله وعقب ذلك يعود البعض منهم إلى منازلهم لذبح الأضاحي التي اشتروها خصيصاٍ لعيد الأضحى المبارك ويتجه البعض الآخر إلى الأسواق والساحات التي تذبح فيها المواشي لشراء اللحوم بحسب ظروف كل واحد منهم مع العلم أن هذا العيد لن يستطيع البعض أن يضحي بسبب الظروف المالية التي يواجهونها جراء العدوان والقصف السعودي للمنشآت والبنية التحتية وهذا أثر على أعمالنا والبعض توقفت وانهارت ودمرت أعمالهم وممتلكاتهم الى جانب الحياة المعيشية الصعبة وهذا أثر بالفعل على طقوس العيد ولكننا بعون الله سوف نتخطى هذه العقبة وسنمارس أفراح العيد مهما حصل حتى لو قصفت منازلنا في عيد الاضحى وربنا سبحانه وتعالى سوف يهلك ويدمر من يقومون بهذا العمل الجبان في الأيام المحرمة التي حرم الله أن تسفك فيها الدماء فكيف بالذين يقومون بقصف منازلنا في هذه الايام المباركة.
ويقول زايد: يقوم الأطفال خلال العيد بممارسة طقوسهم الخاصة التي تتوزع بين اللهو واللعب واقتناء وشراء حلويات وجعالة العيد من أقاربهم كما يذهب الأطفال لتبادل الزيارات العائلية التي يتخللها تقديم عسب العيد لهم من قبل الأقرباء المضيفين أو المستقبلين للمعايدين في ظل الظروف التي نمر بها .
* فيما تحدث الأخ / عبدالرزاق عبد الرب مثنى عن طقوس العيد قائلا:
عيد الأضحى يعتبر العيد الأكبر في المناسبات الدينية ولهذه المناسبة طابع خاص بالنسبة لي وللأسف انتهت الكثير من العادات والتقاليد التي كنا نمارسها في الماضي أما الآن فقد انتهت هذه العادات بفعل صعوبة الحياة المعيشية والظروف التي نمر بها جراء العدوان السعودي الغاشم من تدمير للبنية التحتية كافة واستهداف للمنازل وحصار اقتصادي ولكن مهما حصل سوف نمارس طقوس العيد ونفرح حيث يجتمع الأطفال في صباح العيد ويذهبون الى المصلى لصلاة العيد مع آبائهم وإخوانهم ثم بعد ذلك تبدأ التهاني والتبريكات وبعد ذلك نقوم بزيارة الأرحام والبعض الآخر يذبحون الأضاحي ثم بعد ذلك يذهب الآباء مع الأبناء الى الحديقة إن وجدت.
* أما الأخ/ ناصر الضبياني فقد تحدث بدوره عن عيد الأضحى قائلا :
لعيد الأضحى المبارك عندنا نحن المسلمين أهمية كبيرة حيث يأتي العيد وقد انتهى الحجاج من أداء مناسك الحج متقربين الى الله سبحانه ومؤدين ركناٍ من أركان الإسلام ولكن هذا العام منع العدوان السعودي حجاجنا من أداء فرض من فرائض الله سبحانه وتعالى نسأل الله العظيم أن يحرمهم أغلى ما يحبون وينزل عليهم الرعب في أجسامهم ويدمرهم جراء فعلتهم الشنعاء إنه عليم قدير.
أما عن عيد الاضحى في محافظة ذمار يقول الضبياني: عيد الأضحى له مذاقه الخاص نبدأ بشراء الأضاحي وشراء ملابس العيد وبعد صلاة العيد يتم تبادل التهاني ثم نبدأ الزيارات بين الأهل والأقارب والأصدقاء وزيارة الأرحام وتقديم الهدايا وعسب العيد وهي مناسبة عظيمة لتلاقي الأقارب بالأرحام رغم الظروف المعيشية التي نواجهها بسبب العدوان السعودي الغاشم على بلادنا .