هموم ونجوم

في ظل الركود الرياضي السائد في فرق الأندية الرياضية كافة بسبب الأوضاع الأمنية التي يعيشها الوطن جراء الحرب الجائرة نقول للقائمين على تلك الأندية: ألم يئن لكم أن تبادروا لتفعيل المناشط الثقافية حتى تستحق أنديتكم ما يطلق عليها جزافا بأندية رياضية ثقافية ومعظمها لا تمت للمسمى بأي صلة وهناك الكثير من السبل البسيطة التي يمكن اتباعها لتحقيق مثل هكذا غاية نبيلة وفاعلة مثل إقامة المحاضرات التي تعود بالنفع والفائدة على الشباب وبأقل كلفة ممكنة وفي شتى المجالات المختلفة ولتكن البداية في المجالات الأمنية والدينية وفي هذا الإطار شدتني كثيرا تلك المحاضرات التي ألقاها العلامة والاختصاصي في علوم الفقه الأستاذ عبدالقوي علي يحيى البعداني وما زال يلقيها تباعا في مسجد سريع بحي الحافة بالعاصمة صنعاء كل يوم جمعة عقب صلاة المغرب والتي تمكن خلالها البعداني من إيصال جملة من الرسائل للمتلقين ومعظمهم من الشباب بطريقة تميزت بالبساطة والسلاسة وغزارة المعرفة.
إذا من أولئك القائمين على أندية أمانة العاصمة سيلتقط هذه الفرصة ويبدأ للتو بتفعيل الجوانب الثقافية في ناديه حتى تعم الفائدة كل منتسبي النادي من شباب ورياضيين وبالنسبة للعلامة البعداني أنا على يقين تام بأنه لن يتردد علي في خدمة أبنائه الشباب والرياضيين وأنا شخصيا على استعداد تام كي أكون حلقة وصل بينهم وبينه.
لا أعتقد أبدا بأن منتخباتنا الوطنية لكرة القدم وغيرها من الرياضات المختلفة مطالبة بتحقيق أي إنجاز يذكر إذ يكفي فقط بأن وزارة الشباب والاتحادات المعنية كانوا جميعا مع أفراد المنتخبات وباقي اللجان عند مستوى المسؤولية من خلال حرصهم الشديد على ضرورة وأهمية المشاركة وسط ظروف ومناخات استثنائية لم يعشها الوطن من قبل وهنا نقول لأولئك النجوم: أنتم خير سفراء لوطن الإيمان والحكمة والصبر والصمود وستظلون كذلك لأنكم ترفعون بيارقه في عديد المحافل وفي أصعب المراحل فبوركت كل خطواتكم ومجهوداتكم وكثر الله خيركم أيها الأبطال.
سألني أحدهم بعد أن قرأ إطلالة الأسبوع قبل المنصرم من وجهة النظر عبر هذه المساحة عن ذلك النجم الموهوب في مجال التعليق الرياضي والذي كنت قد أشرت إليه في ذلك العمود قائلا: أهو بمستوى المعلق الصغير زكريا عبدالله والذي سبق لي أن وصفته بفاكهة التعليق الرياضي قلت له بأن البرعم الجديد شهاب محمد الحزمي يفوق زكريا بثقافته الرياضية وسرعة بديهته وحفظه للأسماء.
وأضاف: أهو في نفس المرحلة الدراسية قلت: شهاب الحزمي في الصف الرابع من المرحلة الأساسية وعمره لا يتجاوز التسع سنوات أما زكريا ففي الـ 15 من العمر وفي المرحلة الثانوية وكلاهما واعدان إلا أن الحزمي شهاب بن محمد أحمد غالب أكثر تميزا.
وفي مكان آخر سألني أحدهم هل الحزمي الصغير من أسرة إعلامية قلت له كان والده مراسلا أخباريا لكنه آثر الاستقرار في المهجر ورياضا أتوقع لابن عمه أحمد هاني مزيدا من النجومية في كرة القدم إن استمر في عشقه للكرة بنفس القدر الذي يعشق فيه التحصيل العلمي.
وبالعودة إلى مسجد سريع أتمنى من القائمين عليه أن يضعوا حدا لحالات الضوضاء التي يحدثها الأطفال والشباب في كل أوقات الصلاة خلال شحن هواتفهم كما أتمنى من فارس الفقه عبدالقوي البعداني تخصيص جانب من محاضراته لهذا الشأن رغم أن الكرة في ملعب قيم المسجد ناصر المطري والذي بح صوته دون جدوى وفي المسجد ذاته لم تخل أي صلاة من بروز حالة إلى ثلاث حالات يئن أصحابها من الحاجة والفقر وإن استمرت الأوضاع على ما هي عليه فلعلنا جميعا قد نلحق بهم.

قد يعجبك ايضا