اخفق منتخبنا الوطني في تحقيق ولو نقطة واحدة في مبارياته المزدوجة للتأهل لبطولتي العالم وآسيا بروسيا 2018م والامارات 2019م وذلك عندما خسر بهدف وحيد أمام اوزباكستان في طاشقند.
الخسارة هي الثالثة ولم نستطع تسجيل هدف فيها وتذيلنا المجموعة وتراجعنا في التصنيف الدولي لنصل الى المركز 175.
نعترف أن منتخبنا محبط وان تحضيراته استقطع منها السفر مع المواشي بحرا لجيبوتي وبرا عبر الوديعة لجدة ثم مسقط ثم اوزباكستان…أي أن اللاعبين لو خاضوا سباقا مع المهاجرين لحققوا نتيجة أفضل.
صحيح بأن الخسارة بهدف وحيد أمام منتخب محترم في عقر داره وبعد اجباره على التعادل في الشوط الأول هي طيبة مقارنة بما يحدث في بلادنا… ولكن الخسارة تبقى خسارة ولا يمكننا أن نصفق لها أو نسوق لها التبريرات.
نحن أمام خيارين أمام مواصلة الخسائر في المباريات المتبقية وتخطي عتبة 190 في التصنيف العالمي أو الاعتراف بأننا فعلا عاجزون عن فعل شيء والوطن فيه ما فيه من البلايا والمحن واعتقد لو أننا جادون في حفظ ماء وجهنا لتوجهنا للجهات المختصة آسيويا ودوليا وشرحنا لها ظروف بلادنا عندها سيلتمسون لنا العذر دون تطبيق عقوبات علينا.
هل من المنطق أننا نلعب خارجيا وداخليا كل انشطتنا متوقفة بسبب الحرب وتدمير الملاعب ولو ان الجهات المختصة في بلادنا خاطبت نظيراتها في العالم بصورة رسمية عن حجم الدمار الذي لحق برياضتنا عندها لن نجد فقط بيانات الشجب والتنديد منها بل ومد يد العون واقل شيء عدم معاقبتنا أن نحن لم نشارك خارجيا.
في مباراة ايطاليا ومالطاوقف المنتخبان دقيقة صمت على روح الطفل السوري ذات الثلاث سنوات والذي لقي مصرعه غرقا ونحن نلعب الرسميات والوديات ولم نشاهد ثانية صمت على أرواح اليمنيين وبينهم رياضيون وكرويون استشهدوا جراء الحرب في بلادنا.
بالله عليكم ألا تستحق النفس اليمنية ثانية صمت ولا نقول دقيقة كاملة.. دعونا من الوقوف صمتا أليس في منتخبنا لاعب رشيد يتجرأ ليعبر على قميصه الداخلي عن قضية وطنه التواق إلى حقن دماء أبنائه..
أراه عملا نبيلا لو قام به أحدهم بكتابة عبارات عن رفضنا لقتل رياضيينا وتدمير ملاعبنا من أي جهة كانت سيقولون سيتم طرده وسنقول كم من لاعبينا يطردون دون ان يقدموا شيئا في الميدان.. قد لا نفتقد للإحساس عما يعنيه وطننا ولكننا نفتقد لروح المبادرة فعمل كهذا سيجعل عدسات المصورين تلتقطه وبعدها يسلط الضوء على القضية في مختلف وسائل الإعلام.
الطفل السوري الغريق شاهد صورته أكثر من مليار شخص ومن خلاله انتفضت اوروبا كلها ونحن آلاف الأطفال في اليمن يموتون قصفا وقنصا وتفجيرا من كل الجهات ولا يعرف عنهم الآخرون شيئا لأننا مقصرون بحقهم.. خذلناهم أحياء ونسيناهم أمواتا.
رحم الله كل اليمنيين وانتقم لهم من قاتليهم وجنب الله بلادنا شر ما يراد لها..اللهم آمين..
قد يعجبك ايضا