لعلها المرة الأولى التي اسخر فيها مثل هذه الاطلالة الرياضية لشأن ملح وحيوي ربما يفوق الشأن الرياضي بكل ما يحظى به من رعاية واهتمام بل هو كذلك بالفعل وهذا ليس بتقليد لم يظلع به البعض من زملاء الحرف في مثل هكذا إطلاله وظهور عبر هذه الزاوية والمساحة اليومية من رياضة الثورة اليومية فيوم أمس الأول استوقفتني حالات التردد اللافتة للأنظار لأولئك المترددين على مجمع ابن الهيثم الطبي الحكومي في حي الحافة بجولة آية والذي يقوده بنجاح جم طبيب الباطنية والأطفال الدكتور سند العبسي فهذا المجمع ورغم افتقاره للكثير من الإمكانات المفصلية إلا أنه يقدم عديد الخدمات الطبية على مدار الساعة وبتناغم ملحوظ من لدن المشتغلين في مختلف التخصصات وأهمها الباطنية والاطفال والنساء والتوليد والتحصينات المختفة لفلذات الأكباد.
وخلال زيارة خاطفة لذلك المجمع الذي لم يكن مهيئا في الأصل لاستقبال حالات الرقود ذهلت كثيرا لكل ما يقدمه من خدمات طبية جليلة لأولئك الصناديد والاشاوس من أبناء القوات المسلحة واللجان الشعبية الذين تعرضوا لإصابات مختلفة في مواقع الشرف والتضحية والكرامة والاستقلال.. حيث يصل عدد أولئك النزلاء وجلهم من الشباب 70 مقاتلا تعرضوا للإصابات المختلفة جراء المواجهات العسكرية الميدانية والعدوان الغاشم عبر القصف الجوي لطيران التحالف.
وذلك حسب المشرف على أولئك الصناديد الافذاذ الشاب قاسم الشامي والذي اكتفيت بالحصول من خلاله على المعلومة الرقمية نظرا لانشغاله ورغم ذلك الانشغال فقد تبين لي عبر قراءة سريعة لملامحه فإنه قر تم الأدلاء بمثل هكذا معلومات لأنها لم تحقق كما أعتقد ولو حتى الشيء اليسير من أحلامه وتطلعاته إزاء أولئك الأبطال الذين يرى بأنهم بمسيس الحاجة لتقديم كل ما يتلائم مع عطاءاتهم وتضحياتهم, وعموما ما شاهدته من اهتمام جم بأولئك الجرحى الذين يفترشون أرضيات الغرف و20 سريرا يعكس مدى اهتمام إدارة المجمع ممثلة بالدكتور سند عبده محمد العيسي والذي أوضح بأن المجمع ورغم كل ذلك الألق والتميز ما زال يفتقر لكثير من الأساسيات أهمها المحروقات ـ الأجهزة الطبية ـ الأدوية.
وعقب الحصول على تلك المعلومات كان لا بد لي من سرعة المبادرة لتدوينها على الورق وفي سبيل تحقيق هذه الغاية كان لا بد لي من الاستعانة بالشاب وهيب الصبري أحد الفنيين المشتغلين في المختبر والذي سهل لي مهمة الكتابة في أحد غرف المجمع وبالعودة إلى تلكم الخدمات التي حظى بها أولئك النزلاء من صناديد الجيش واللجان الشعبية فإنني لا استطيع القول بأنها ممتازة ومتميزة بل وتفوق ما يقدم في المستشفيات المركزية التي أعرفها ويعرفها الكثيرون وعموما فإن جل ما يقدمه ذلك المجمع من خدمات ورعاية طبية يفوق بكثير الإمكانات المتاحة أما الاهتمام الذي يحظى به أولئك الصناديد فإنه يتناغم إلى حد كبير مع ما قدموه من تضحيات ومع تلكم العزائم الفولاذية لأولئك الأشاوس الذين أظهروا رغبتهم الشديدة في سرعة التماثل للشفاء وسرعة مغادرة الأسرة البيضاء والغرف التي يفترشونها ليس للعودة إلى منازلهم ولكن للعودة إلى مواقع التضحية والفداء حتى يواصلوا استكمال ملاحمهم البطولية في مواقع الشرف وكما قيل فإن أحدهم ذرف دموع الأسى لأنه لم يلق الشهادة في أحد المواقع وفي ختام تلك الزيارة الخاطفة لمجمع ابن الهيثم كان لا بد لي من تدوين تلك الشكوى التي أدلت بها إحدى الأمهات (أم ناصر) وخلاصتها تأخر البدء ببعض الخدمات مثل الفحوصات وغيرها بسبب خلل أصاب المولد الكهربائي حسب الدكتور الصيدلاني خالد فتحي.
قد يعجبك ايضا
