طلبة الشهادة العامة.. هل يجتازون التحدي بسلام

بعد معاناة كبيرة وجهود مبذولة من قبل وزارة التربية والتعليم تمكن طلبة المرحلة الأساسية اليوم السبت من التوجه إلى مراكزهم الامتحانية لأداء امتحاناتهم التي تأجلت أكثر من مرة.
ويعتبر توجه الطلاب لأداء امتحاناتهم بمثابة المغامرة كما يقولون رغم التطمينات الكبيرة من قبل وزارة التربية والتعليم والتي أكدت على تأمين جميع المراكز الامتحانية وعلى بذلها جهود جبارة من أجل إنجاح العملية الامتحانية.
طلبة المرحلة الأساسية والثانوية يعتبرون هذا العام استثنائيا عن كل الأعوام السابقة بكل المقاييس فبالإضافة إلى قلقهم النفسي من الامتحانات يعيشون أهولاٍ مخفية في ظل الوضع الإنساني المزري والحروب ولكنهم يصرون على الذهاب لأداء امتحاناتهم بكل ثبات وتحدُ.

مخاوف كبيرة
أسر وأولياء أمور الطلبة تتملكهم حالة من الخوف والقلق والترقب على مصير أبنائهم أمنياٍ رغم التطمينات من قبل وزارة التربية والتعليم والتي أكدت على بذلها العديد من الإجراءات اللازمة لضمان الأمن وتوفير الأجواء الملائمة لأداء الطلبة لامتحاناتهم وتزايدات مخاوف أولياء الأمور بعد أن قصفت طائرات العدوان السعودي مدرسة مجمع الشيماء التربوي وروضة الشيماء للأطفال بالحديدة بشارع المطار بغارات مما أدى إلى تدمير المبنى شبه كلي وأضرار في مكتب التربية والتعليم بالحوك المجاور للمجمع يوم 25 أغسطس قبل بدء امتحانات الطلاب بأربعة أيام.
ويظل استهداف العدوان لمدرسة مجمع الشيماء التربوي وروضة الشيماء للأطفال محل استغراب واستنكار الجميع وبحسب وزارة التربية والتعليم فإن الطائرات قصفت خلال الخمسة الأشهر 642 مدرسة عامة وأساسية وثانوية في مختلف البلاد ونفت وزارة التربية والتعليم أن يكون في هذه المدرسة أي سلاح ودعت إلى زيارات ميدانية للتأكد من بطلان أي مزاعم أو مبررات لقصف هذه المدرسة تحت حجة وجود سلاح فيها.
وأكدت الأستاذة حمودة مذكور مديرة مدرسة مجمع الشيماء أن استهداف مدرسة مجمع الشيماء التربوي للبنات وروضة الشيماء للأطفال قبل بدء الامتحانات النهائية بأيام قليلة يعكس حقد العدوان على اليمن وعلى مؤسساته التعليمية والخدمية التي تقدم خدماتها للملايين من أبناء الشعب وأن العدوان ظل يسوق مبررات وحجج واهية لاستهداف طائراته للمدارس على الرغم من الدعوات المتكررة من قبل وزارة التربية والتعليم للمنظمات الحقوقية المحلية والدولية وأولياء الأمور والعامة إلى زيارة المدارس والتأكد بأنفسهم من خلو جميع المدارس من الأسلحة المزعومة.
وأكدت الأستاذة حمودة مذكور إلى أن الهيئة الإدارية ومكتب التربية والتعليم بمديرية الحوك بمحافظة الحديدة قد عقد اجتماعا استثنائيا وأقرت الهيئة الإدارية ومكتب التربية والتعليم بالمديرية عدم المشاركة أو خوض غمار امتحانات الشهادة الثانوية العامة والأساسي لطلاب وطالبات المدارس بالمديرية حرصا على سلامة أرواحهم وذلك بعد استهداف مجمع الشيماء وروضة الشيماء للأطفال بشارع المطار بغارات طيران العدوان مما أدى إلى تدمير المبنى كليا والذي كان سيحتضن آلاف الطلبة المتقدمين لامتحانات الشهادة العامة.
تحدُ وثبات
الطالبة نورا القاسمي من مدرسة الثورة بصنعاء قالت: أنها مصممة على التوجه لأداء امتحاناتهم وأنها حاولت أن تستذكر دروسها هي وزميلاتها ولن يثنيها أي شيء عن الذهاب إلى المركز الامتحان حتى تتمكن من إكمال سنتها الدراسية وتتقدم في تعليمها وتمضي في سنوات دراستها.
وأضافت القاسمي أنها تأمل أن تمر فترة الامتحانات بسلام وخاصة مع الأخبار التي تقول: بأن العاصمة صنعاء ستشهد خلال الأيام القادمة حروباٍ ومواجهات.
استكمال كافة التجهيزات
وزير التربية والتعليم رئيس اللجنة العليا للاختبارات الدكتور عبدالله الحامدي قال: بأن كافة التجهيزات والاستعدادات لتنفيذ العلمية الامتحانية قد استكملت وأكد أنه تم بذل جهود استثنائية من قبل الوزارة لحل كافة الاشكالات التي قد تواجه سير العملية الامتحانية والتي قد تعيق الطلبة من دخول الامتحانات وخاصة النازحين من خلال السماح للطلاب بدخول الامتحانات بأرقام جلوس مسحوبة من شبكة الانترنت.
وأشار الدكتور الحامدي إلى امكانية دخول الطلاب الذين لم يتمكنوا من الحصول على أرقام جلوس من خلال تعبئة بيانات الطالب في استمارة مخصصة لذلك موجودة في المركز الامتحاني.
تضافر الجهود
وضح وكيل قطاع المناهج والتوجيه علي الحيمي أن إجمالي عدد الطلبة المتقدمين لامتحانات الثانوية 259 ألفاٍ و183 طالباٍ وعدد الطلبة المتقدمين لامتحانات الشهادة الأساسية 363 ألفاٍ و395 طالب وطالبة.. وأكد مسئولوا وزارة التربية والتعليم على أهمية تضافر جهود الجميع لانجاح امتحانات الشهادة العامة (أساسي, ثانوي) باعتبارها مسؤولية وطنية.
ودعا وزير التربية والتعليم أولياء الأمور إلى عدم التجمهر أمام المراكز الامتحانية لما يشكله ذلك من مصدر تشويش وإنزعاج للطلبة وأكد الحامدي أن الوزارة راعت الظروف التي عايشها الطلاب في ظل الوضع الإنساني الذي تعيشه البلاد خلال وضع أسئلة الامتحانات وأنه تم الاتفاق مع المدارس الأهلية على السماح للطلاب بدخول الامتحانات وعدم حجب نتائج أولئك الذين لم يكملوا أقساط دراستهم.. موضحا أنه تم تأجيل الامتحانات إلى دور تكميلي حتى تستقر الأوضاع في المناطق والمديريات التي تعاني من المواجهات المسلحة.
دور الأسرة
تبقى الأسرة وأولياء الأمور من آباء وأمهات العامل الأهم في نجاح العملية الامتحانية من خلال توفير الأجواء والمناخات الملائمة لأبنائهم الطلبة والعمل على تخفيف الضغوط النفسية الناجمة عن الاختبارات وعن الأجواء الأمنية الاستثنائية التي تعيشها البلاد في ظل العدوان وخاصة تلك الأسر التي اضطرتها الحرب والمواجهات إلى النزوح عن مناطقها إلى مناطق أكثر أمناٍ والذين وجدوا أنفسهم مجبرين على خوض الامتحانات في هذه الظروف الاستثنائية لتكون التحدي الأكبر أمامهم, ومن هنا يؤكد مختصون على الدور الكبير الذي يجب أن تلعبه الأسرة في تسهيل الصعاب وتذليل العقبات أمام أبنائهم وهم يخوضون هذا التحدي.

قد يعجبك ايضا