> أضرار كبيرة في قلعة القاهرة وتناثر القطع الأثرية جراء ضربات العدوان
> هيئة الآثار: إجراءات وخطط احترازية لتجنيب متاحف وآثار تعز النهب والتدمير
> آثار تعز : مخاوف من تعرض متاحف تعز للسرقة ونطالب بتوفير حماية أمنية رسمية
تعز عاصمة الثقافة اليمنية الشامخة بشموخ قلعتها والعريقة بقدم تاريخها الذي يمثل عنوانا عريضا لهوية كافة أبناء اليمن وهو ما جعلها تستحق بان تكون منبع الثقافة اليمنية وعاصمتها , بيد أن الحاصل اليوم في هذه المدينة الفريدة يبعث على الأسى والحزن ومن نواحُ عديدة فها هو تاريخ المدينة العريق يذوق ويلات الحروب والاقتتال في الأرض وقصف عدو جائر من السماء, وبات تراث هذه المدينة ومعالمها الأثرية في خطر , وهو الأمر الذي جعل الهيئة العامة للآثار والمتاحف تطلق العديد من النداءات كان آخرها قبل يومين عندما احتدم الصراع على الأرض وبات الخطر يزداد ويتسع يوما بعد آخر بعد ان سجلت الهيئة أضرارا بالغة لحقت بعدد من معالم ومتاحف المدينة البالغ عددها 3 متاحف .
حيث اكدت الهيئة في بيانها أنها تتابع بقلق بالغ مجريات الأحداث في مدينة تعز وماحصل للمتحف الوطني من استهداف مباشر بقذيفة أدت إلى تدمير جزء من واجهة الدور العلوي للمبنى .
وأضاف البيان الذي حصلت الثورة على نسخة منه أن قلعة القاهرة أيضاٍ نالها نصيب من الضرر الناتج عن الاشتباكات ناهيك عن الأضرار البالغة التي لحقت بالقلعة جراء استهدافها بغارات عدة من قبل طائرات العدوان السعودي , وأيضاٍ تضرر المدرسة الأشرفية جراء تلك المواجهات .
وناشدت الهيئة جميع الأطراف المتصارعة في تعز إلى الابتعاد عن استهداف المقدرات الثقافية والتراثية في المدينة كونها تجسد الهوية الوطنية والثقافية لأبناء الحالمة تعز واليمن أجمع وأي مساس لمعالم تعز الاثرية والتاريخية يفقدها جزءا كبيرا من صفحات تاريخ الحضارة اليمنية لمختلف العصور والأزمنة كون تعز غنية بالتراث الثقافي , كما حثت هيئة الآثار كل الخيرين في تعز إلى الوقوف مع الهيئة والعمل على التصدي لأي محاولات للمساس بالمتاحف والمعالم الأثرية .
وحملت الهيئة جميع الأطراف المتصارعة كامل المسؤولية لما حصل ويحصل من استهداف لمعالم تعز الأثرية والتاريخية .
تطورات مستمرة
ولمزيد من الايضاح التقينا رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف مهند السياني والذي تستمر معه اللقاءات في مثل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها الآثار اليمنية كجزء لا يتجزأ من الحالة التي تمر بها البلد .
يقول السياني: نتابع الوضع بتعز بصورة يومية لأنه وكل يوم تحدث تطورات جديدة فمثلاٍ بعد إصدار الهيئة لبيانها حول الأحداث بتعز لاحظ المعنيون في أثار تعز أن أبواب ونوافذ متحف البدر تعرضت للتكسير ووجود مسلحين فيها ولكن المتحف والحمد لله وبكامل محتوياته كما هو ولم يمسسه شيء ولهذا نخشى أن يتعرض للقصف من قبل الطرف الآخر المناوئ للفئة المتواجدة في المتحف مع أن المتواجدين في المتحف حالياٍ أكدوا للمعنيين أنهم سيحافظون على المتحف ومحتوياته إلا أنهم لا يستطيعون ضمان ذلك فقد تضطرهم المعركة إلى الانتقال من المتحف إلى مواقع أخرى وهنا يكمن الخطر خاصة بعد أن تكسرت أبواب ونوافذ عديدة في المتحف .
وأضاف: إن الأحداث التي تمر بها تعز محزنة ومسيئة لليمنيين عموما وأبناء الحالمة على وجه الخصوص فهي المحافظة المعروفة بأنها موطن الثقافة فيها شريحة المثقفين والواعين المدركين لأهمية التراث .
وأشار إلى أن هيئة الديوان العام والفرع في تعز أعدت خطة لمواجهة الأحداث والتطورات في تعز منها تشكيل لجنة طوارئ للمتابعة وتقييم الأوضاع في تعز وتم رصد مبالغ للحراسة والترميمات العاجلة والسريعة الكفيلة بحماية المعالم والمتاحف والحفاظ عليها ولا زالت المبالغ لدى الصندوق نتمنى أن يتم صرفها سريعا .
وجدد رئيس هيئة الآثار مناشدته لجميع الأطراف المتصارعة في تعز بعدم المساس بالتراث والمتاحف وتجنيب أي عمل يمكن أن يجعلها تتضرر فهي تراث إنساني يخص كافة أبناء البلد ويخص أيضاٍ الأجيال القادمة .
متاحف ومعالم في محيط الاشتباكات
وتحدثنا أيضاٍ إلى الأخت بشرى الخليدي مدير عام الآثار والمتاحف بتعز والتي أوضحت أن الآثار والمتاحف بتعز تاثرت كثيراٍ منذ بداية الأحداث ولكن لا يمكن إعطاء التوصيف الدقيق لحجم تلك الأضرار لأن المشاكل لا زالت قائمة .
وحول ما إذا تعرضت المتاحف للسرقة والنهب أكدت أنها أيضا لا تستطيع إعطاء إجابة واضحة لهذا التساؤل فتعز لم تهدأ منذ بداية الصراع ولم يتمكن المعنيون من الوصول إلى المتاحف كونها تقع في محيط الاشتباكات كما أن الطرق المؤدية إليها مقطوعة والأخطار تحدق من كل اتجاه فمبنى إدارة الآثار والمتحف متواجدة في مكان واحد في العرضي جوار إدارة الأمن وهي منطقة مشتعلة لا تتوقف .
وقالت: تتعرض المعالم والمتاحف للأخطار والأضرار بلا شك فبما أنها أماكن عامة قد يتخذها أحد الأطراف للتمترس فيها الأمر الذي يعرضها للقصف أو الاستهداف من الطرف الآخر وهو ما نسعى إلى أن لا يكون من خلال التواصل مع الأطراف المتصارعة وأيضاٍ التواصل مع الطرف المسيطر في مكان وجود المعلم أو المتحف للابتعاد عن التمترس فيها .
ولفتت إلى أن العديد من المعالم تأثرت إلا أن هذه المعلومات تظل أولية حتى يتم تقييم الوضع بشكل كامل بعد انتهاء الأحداث وقد سجلنا تاثيرات وأضرار في مدرسة ومسجد الأشرفية حيث أدت قذيفة إلى انهيار أجزاء من المنارة او المئذنة كما سجلت أضراراٍ بالغة جداٍ في قلعة القاهرة التي تم استهدافها من قبل الطائرات المعادية وتدمرت أجزاء كبيرة من المتحف وأجزاء من القلعة بصورة محزنة جدا أما مبنى أدارة الآثار والمتحف فسوف يتم تقييم الأوضاع حال توقف الصراع لأنه يقع في منطقة مشتعلة .
وأضافت أنهم في ديوان الهيئة ومكتب الفرع قاموا بإعداد خطة احترازية لحماية المتاحف معززة بعدد من الاحتياطات التي تؤمنها وتحفظها من أي سرقة ومنها وضع حماية أمنية دائمة عليها تتولها جهات أمنية متوافق عليها من قبل الطرفين المتنازعين وبالتالي نضمن عدم تعرضها للنهب أو العبث والسرقة .
وناشدت بشرى الخليدي الجهات المعنية ممثلة بوزارة الثقافة وصندوق التراث الى سرعة صرف المبالغ اللازمة لتنفيذ الخطط الإنقاذية خاصة في ما يتعلق بقلعة القاهرة والتي سيتم من خلالها تجميع القطع الأثرية المبعثرة ووضعها في أماكن آمنة يتم تجهيزها في القلعة .
وتمنت أن يعم السلام ربوع اليمن ويعود الجميع أخوة لأنه لا أحد من ابناء اليمن سيخرج منتصراٍ من هذه الحرب فالكل خاسر .
لجنة طوارئ واتصال دائم
وعن الإجراءات التي ستتخذها الهيئة العامة للآثار والمتاحف في ما يتعلق بالمتاحف والآثار في تعز التقينا الأخ عبدالكريم البركاني مدير عام حماية المواقع والمعالم الأثرية بديوان عام الهيئة والذي أوضح أن الإجراءات متعددة حيث قال: آثار تعز في خطر حقيقي فالقلعة والمتحف يقعان في أماكن اشتباكات وبالتالي الخوف أن يتم السطو والنهب والاعتداء على متحف القلعة وأيضاٍ المتاحف الأخرى نتيجة الفوضي الحاصلة وهذا الأمر جربناه في العام 1994م بالمحافظات الجنوبية حيث تعرضت عدد من المتاحف للسرقة والنهب ولهذا سارعت الهيئة حالياٍ إلى اتخاذ عددُ من الخطوات لتجنيب متاحف تعز ما حصل لعدد من متاحف المحافظات الجنوبية ومن هذه الإجراءات تشكيل لجنة طوارئ لمتابعة مجريات الأحداث وما وصلت إليه في ما يتعلق بالمعالم الأثرية ومدى تعرضها للأضرار كذلك تم تشكيل نقطة اتصال على مدار الساعة مع المعنيين في المحافظة للعمل على تحييد المواقع التاريخية والأثرية وكذا التواصل مع الأطراف المتصارعة لذات الغرض ولما من شأنه حماية تلك المواقع والحفاظ عليها, ومن الإجراءات أيضاٍ البحث عن الموارد والمخصصات المالية الانقاذية لمواجهة هذه الأعمال وتشكيل مجموعة حراسة للمتاحف والقلعة للحد من السطو على القطع الأثرية في المتاحف.
وعن مدى التجاوب الذي لمسوه من الأطراف والجهات الأخرى أشار البركاني إلى أن هناك بوادر تقوم بها الهيئة عبر فرعها في تعز للإسهام والتفاعل من قبل الجهات والأطراف المعنية وهي جهود تبذلها مشكورة مديرة الفرع في تعز .