الامتحانات هذا العام.. فوبيا الخوف والحرب الأسرة معنية بتوفير أجواء السكينة وإزالة مخاوف أبنائها

حالة الاضطراب والقلق والخوف التي يعيشها الطالب أثناء الامتحانات لم تكن هي الحالة الوحيدة التي تصاحب العملية الامتحانية لطلبة الشهادة العامة فإضافة إلى ذلك مخاوف الحرب التي عاشها الطلاب خلال الأربعة الأشهر الماضية ومازالوا يعيشونها إلى الآن والتي قد تنعكس سلباٍ على أداء امتحاناتهم وخاصة ممن فقدوا أهاليهم ودْمرت منازلهم واضطروا للنزوح وبحسب المختصين فإن حالة هؤلاء الطلاب إذا لم يتم التعامل معها بإيجابية وبطرق سليمة من قبل الأسرة بدرجة أساسية فإنها قد تنقلب إلى حالات مرضية مستعصية تلازم الطالب كل عام وتنعكس سلباٍ على أدائه في الامتحان وفي تحصيله العلمي مستقبلاٍ.

طرق علمية
وينصح الأخصائيون التربويون أولياء الأمور باتباع أساليب وطرق علمية سليمة مع أبنائهم الطلبة هذا العام والذي يختلف تماماٍ عن الأعوام السابقة بسبب ما يعانيه الطلبة من الحروب والقصف المستمر وخاصة أنهم في مرحلة مهمة ويؤدون امتحانات الشهادة العامة ناهيك عن أجواء السكينة العامة التي يجب أن تكون عليها المراكز الامتحانية بعيداٍ عن الفوضى والشغب والحرب وإطلاق النار والتي قد يكون لها تأثيرات نفسية عميقة على الطلبة.
ويرى بعض من أولياء الأمور أن خوف أبناؤهم للامتحانات في هذه الظروف إنما هو بمثابة مغامرة حقيقية وأن التطمينات التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم ليست كافية للشعور بالأمان إلا أنه لا مجال لهم إلا الدفع بأبنائهم الطلبة لأداء الامتحانات رغم الهواجس والمخاوف التي تصاحبهم وكذا تصاحب أبناءهم في هذه الفترة الاستثنائية والتي لم تعهدها مسيرة التعليم في اليمن منذ عقود.
استكمال كافة التجهيزات
وتعيش الأسر حالة من الترقب والخوف والقلق على مصير أبنائهم أمنيا وعلميا خلال فترة الامتحانات والمقرر انطلاقها يومي الـ22 من اغسطس الجاري بالنسبة للمرحلة الأساسية والـ29 من الشهر ذاته لطلبة المرحلة الثانوية حيث إن استعداد الطلبة للامتحانات تختلف تماماٍ عن الأعوام السابقة بسبب العدوان السعودي الذي أجبر آلاف الطلبة على النزوح من مناطقهم وكما أكدت اليونسيف على ضرورة وضع برامج للتأهيل النفسي والاجتماعي للطلبة النازحين وغيرهم من ضحايا الحرب.
وكما توضح وزارة التربية والتعليم بأنه سوف يتقدم حوالي 600 آلاف طالب وطالبة للامتحانات هذا العام منهم 247 ألفاٍ في الصف التاسع و350 ألفاٍ في الثالث الثانوي.
وأكد المسؤولون على العملية الامتحانية بوزارة التربية والتعليم على ضمان سير الامتحانات في أجواء آمنة ومستقرة وقد اتخذت جميع الإجراءات اللازمة لذلك وأنهم قد استكملوا كافة التجهيزات الفنية والإدارية لعملية الاختبارات وعدد من الإجراءات والتدابير لضمان الأمن وتوفير الأجواء الملائمة والهادئة لأداء الطلبة امتحاناتهم بأمان.
إجراءات وترتيبات
وأكد شكري الحمامي مدير عام الاختبارات بوزارة التربية والتعليم بأنه قد اتخذت العديد من الترتيبات الضرورية واللازمة لضمان سير الامتحانات وضمن أداء الطلاب امتحاناتهم بشكل سليم وأن الامتحانات ستسير كما هو مرسوم لها وعلى الجميع الاطمئنان وعدم الخوف على أطفالهم.
وأشار الحمامي إلى أن من بين تلك الإجراءات اعتماد المراكز المفتوحة التي تتيح للطلبة النازحين أن يؤدوا امتحاناتهم في مناطق النزوح وفي أقرب مركز امتحاني من الطالب النازح الذي يشعر معه بالأمان دون وجود أية عراقيل أو شروط.
الاستعداد التام
وتحدد الاخصائية الاجتماعية جميلة الزبيري قسم الخدمة الاجتماعية بعض الأساليب التي يجب على الطلبة اتباعها للتخلص من قلق الامتحانات ومخاوف الحروب ومنها التوكل على الله تعالى والاستعداد التام للامتحانات بالمذاكرة الجيدة وعدم اعتبار أن الذهاب إلى المركز الامتحاني شبح مخيف أو موت محقق بل إن أداء الامتحان لهم للصعود إلى المراحل الدراسية المتقدمة وعلى الطالب أيضا النوم مبكراٍ والاتجاه مباشرة إلى منزله بعد أداء الامتحان حتى لا يصيب أهله بالخوف أو القلق عليه وأن يحرص على توفير كل الأدوات التي يحتاجها في الامتحان ولا يرتبك بشيء وأهم شيء في ذلك عدم التفكير بالحرب أو القصف بل على الطلبة أن يجعلوا كل اهتماماتهم وتركيزهم على المذاكرة وأداء الامتحانات والتحلي بالهدوء والسكينة التامة.
التحلي بالهدوء والسكينة
وتضيف الاخصائية جميلة الزبيري بعض الأساليب التي يجب على الأسرة وأولياء الأمور اتباعها لضمان نجاح الطالب وأدائه الامتحان بشكل سليم ومنها التعامل الأسري الناجح مع الطالب وخاصة أيام الامتحانات وتهيئة الظروف المريحة له من قبل الأسرة وأن لا تجعل الأسرة مخاوف القصف والحرب أمام أعين ابنائها, بل يجب عليها أن تتحلى بالهدوء والسكينة ولا تجعل سيرة الحرب هي السائدة في المنزل أمام الطلبة بل يجب عليها التركيز على توفير الأجواء الهادئة وبث السكينة والطمأنينة في نفوس أبنائها والتي من شأنها أن تزيد من الأداء الجيد لهم أثناء فترة الامتحانات.
وتؤكد الزبيري: أن على الأسر أن تراعي نفسية أبنائها الطلبة وخاصة في مثل هذه الظروف والحرب التي تعيشها بلادنا, فتقوم باستيعابهم وتنظيم أوقاتهم وتجنب العنف أثناء المذاكرة لهم وتجديد نشاطهم, فمبالغة أولياء الأمور في الخوف والتوتر والقلق على أبنائهم والضغط عليهم من شأنه أن يؤثر سلباٍ على مستوى أدائهم, فالطمأنينة والهدوء أهم أسباب نجاح الطلبة لهذا العام.

قد يعجبك ايضا