> تطمينات وزارة التربية والتعليم لا تبدد قلق وترقب أولياء الأمور
تطمينات مسؤولي وزارة التربية والتعليم لطلبة الشهادة العامة بقسميها الثانوي والأساسي فيما يتعلق بسهولة أسئلة الامتحانات لهذا العام الدراسي لن تكون كافية بالتأكيد للشعور بالأطمئنان والهدوء قبيل أيام على خوض غمار الاختبارات فهناك الكثير من المنغصات والأهوال التي يعيشها الطلبة في ظل العدوان السعودي المستمر على البلاد والذي جعل من المدارس والمرافق التعليمية هدفاٍ رئيسياٍ لطائراته وصواريخه.
وكما يعيش الطلبة المتأهبون لاتمام عام دراسي استثنائي بكل المقاييس في جحيم الظروف الناجمة عن العدوان والقلق النفسي الاعتيادي الذي يصاحب الطلبة قبيل كل عملية امتحانية تعيش أسرهم وأولياء أمورهم حالة من الترقب والخوف والقلق على مصير أبنائهم أمنيا وعلمياٍ خاصة وأن طائرات العدوان قد استهدفت منذ بدء الحرب في أواخر مارس الماضي مئات المدارس تحت مزاعم تخزين أسلحة في فصولها وهو ما نفته وزارة التربية والتعليم نفياٍ قاطعاٍ ودعت ولا تزال المنظمات الدولية إلى زيارات ميدانية للتأكد من بطلان تلك المزاعم والمبررات الواهية.
الاستهداف الغريب
لقد ظل استهداف مدارس التعليم العام من قبل العدوان محل استغراب واستنكار الجميع في الساحة الوطنية افراداٍ ومنظمات وبحسب مسؤولي وزارة التربية والتعليم فإن الطائرات المعادية قصفت خلال الأربعة الأشهر المنصرمة 642 مدرسة عامة أساسية وثانوية في مختلف محافظات البلاد ومنها ما تعرض للهدم الكامل وبعضها تعرض لهدم جزئي إلا أن الأضرار الناجمة عن تلك الغارات الجوية كانت فادحة على المستويين المادي والنفسي.
ويقول التربوي عبدالله بن إبراهيم الوزير نائب مدير عام مكتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة: إن العدوان ظل يسوق مبررات وحججاٍ واهية لاستهداف طائراته للمدارس على الرغم من الدعوات المتكررة من قبل وزارة التربية للمنظمات الحقوقية المحلية والدولية وأولياء الأمور والعامة إلى زيارة المدارس والتأكد بأنفسهم من خلو جميع المدارس من الأسلحة المزعومة إلا أنه ظل يستهدفها وبصورة غريبة عكست حقد العدوان على اليمن وشعبها ومقدراتها والمؤسسات التعليمية والخدمية التي تقدم خدماتها للملايين من أبناء الشعب.
استعداد على وقع الانفجارات
استعداد طلبة الشهادة العامة للامتحانات النهائية للعام الدارسي الحالي والمقرر انطلاقها يومي الـ22 من اغسطس الجاري بالنسبة للمرحلة الأساسية والـ29 من الشهر ذاته لطلبة المرحلة الثانوية كانت مختلفة تماماٍ واستثنائية بصورة لم تعهدها مسيرة التعليم في اليمن منذ عقود طويلة وكل ذلك بسبب العدوان السعودي الذي اجبر ملايين اليمنيين على النزوح عن مساكنهم ومناطقهم بحثا عن الأمان مصطحبين أبناءهم الطلبة في رحلتهم القسرية هذه.
ووفقاٍ لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة والأمومة اليونيسف فقد أجبرت الحرب التي تشنها دول التحالف بقيادة السعودية على اليمن نحو 1.5 مليون يمني إلى النزوح عن أماكنهم وبالتالي فإن مئات الآلاف من أبناء تلك العائلات وجدوا أنفسهم خارج مدارس التعليم العام.
وتؤكد اليونيسف بأن هناك حاجة لتوفير مبلغ 11 مليون دولار على الأقل لدعم جهود إعادة تأهيل المدارس المتضررة من القصف ومساعدة وزارة التربية في إعادة الطلبة إلى مدارسهم ووضع برامج للتأهيل النفسي والاجتماعي للطلبة النازحين وغيرهم من ضحايا الحرب.
واضطرت وزارة التربية والتعليم إلى اعتماد نتائج الفصل المدراسي الأول للطلبة في جميع مدارس التعليم العام بعموم محافظات البلاد كنتيجة نهائية بعد أن أمعن العدوان في استهداف المدارس وبعد أن سقط عدد من الشهداء في أوساط الطلبة.. وتم استثناء طلبة الشهادة العامة للمرحلتين الأساسية والثانوية والبالغ عددهم قرابة 600 ألف طالب وطالبة منهم 247 ألفاٍ في الصف التاسع و350 ألفاٍ في الثالث الثانوي.
مخاوف الامتحانات ورعب الوضع الأمني
الرعب الذي يعيشه طلبة الشهادة العامة بسبب الوضع الأمني واستمرار القصف الجوي الذي تنفذه طائرات العدوان بشكل شبه يومي على مختلف مناطق البلاد طغى كما يقول الطلبة وأولياء أمورهم على المخاوف والهواجس الطبيعية التي تصاحب الطلبة قبيل الامتحانات.
وعلى الرغم من أن مسؤولي العملية الامتحانية بوزارة التربية والتعليم يؤكدون على اتخاذ إجراءات وتدابير عديدة لضمان سير الامتحانات في أجواء آمنة ومستقرة إلا أن الطلبة يعتبرون خوضهم للاختبارات في هذه الأجواء بمثابة المغامرة.
ويقول عبدالمجيد محمد وهو طالب في الصف التاسع مدرسة فرسان الميدان بمنطقة شملان غربي العاصمة صنعاء: لا مجال أمامنا إلا أداء الاختبارات وليحدث ما يحدث في إشارة منه إلى القصف المستمر لطائرات العدوان لمختلف مناطق العاصمة.
وتؤكد وزارة التربية والتعليم بأنها استكملت كافة التجهيزات الفنية والإدارية لعملية الاختبارات إلى جانب عدد من الإجراءات والتدابير الاحترازية لضمان الأمن وتوفير الأجواء الملائمة لأداء الطلبة لامتحاناتهم.
ويقول شكري الحمامي مدير عام الاختبارات بوزارة التربية والتعليم: إن هذه الإجراءات غير مسبوقة ومن شأنها أن توفر الأمن والسكينة للطلبة.. مطمئناٍ أولياء أمور الطلبة بأن الامتحانات ستسير كما هو مرسوم لها وأن ترتيبات عديدة قد اتخذت لضمان ذلك وأن على الجميع الأطمئنان وعدم الخوف على أطفالهم.
ويشير الحمامي إلى أن من بين تلك الإجراءات اعتماد المراكز المفتوحة التي تتيح للطلبة النازحين أن يؤدوا امتحاناتهم في مناطق النزوح وفي أقرب مركز امتحاني من الطالب النازح الذي يشعر معه بالأمان دون وجود أية عراقيل أو شروط.
دعوات ومناشدات
ويناشد مسؤولو وزارة التربية والتعليم قادة العدوان وأطراف الصراع الداخلي الاسهام الايجابي في إنجاح العملية الامتحانية وعدم الزج بالتعليم ومرافقه في أي صراع أو استهدافات قد تعرض سلامة الطلبة للخطر وتؤدي إلى عرقلة وتعثر الامتحانات.. وهو ما سينعكس سلباٍ على نفسيات الطلبة وأسرهم على المدى البعيد.
ويشير هؤلاء المسؤولون إلى أن المراكز الامتحانية تمت إقامتها في مختلف المديريات والمناطق بعد أن تم التأكد من توفر شروط السلامة والأمان وأن تكون بعيدة عن أية أخطار تهدد حياة الطلبة مؤكدين على ضرورة تضافر كافة الجهود المجتمعية لضمان إنجاح الاختبارات ووصولها إلى بر الأمان وبالصورة المطلوبة.