افتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس قناة السويس الجديدة والتي تعد أكبر مشروع قوي يتم افتتاحه في مصر منذ فترة طويلة وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة وبحضور عدد من زعماء وقادة الدول العربية والأجنبية وممثلين من 70 دولة وبعرض جوي وبحري واحتفالات شعبية احتفاء بانجاز هذا المشروع العملاق والتي طورتها السلطات سعيا لإنعاش الاقتصاد المصري المتدهور.
ووقع الرئيس السيسي على وثيقة بدء تشغيل قناة السويس الجديدة إيذانا بافتتاحها أمام الملاحة العالمية.
وأكد الرئيس السيسي خلال الافتتاح ان حضارة مصر تمتد لأكثر من 7 آلاف سنة وقدمت للإنسانية الشيء الكثير من القيم والمبادئ والأخلاقيات التي تلازمت ولم تتقاطع مع الاخلاقيات والقيم في الاديان.
وأضاف خلال سنة واحدة بذل المصريون الجهد الكثير ليقدموا للإنسانية هذا المشروع العظيم كما تصدت مصر للفكر الإرهابي وقدمت السماحة والإنسانية والتعمير مثلما تصدت بالأزهر والعلماء لمهمة تجديد الخطاب الديني الذي ستظهر نتائجه خلال السنوات المقبلة القليلة.
وتابع: ونحن نؤسس لقناة السويس كان الشعب المصري يبني ويقدم في ظروف صعبة فلم يجر العمل بظروف طبيعية بل ضمن ظروف وجهود لمكافحة الإرهاب الذي سننتصر عليه.
وأشار بالقول: إننا نستطيع تقديم هذا الانجاز في المدة المقررة القناة ليست عملا هندسيا فقط بل هناك أبعاد جديدة وعلى المصريين أن يكون لهم مزية من الطمأنينة والأمن والسكينة.
منوها إلى حاجة المصريين ليؤكدوا لأنفسهم والعالم أنهم ما زالوا قادرين والقناة الجديدة هي خطوة واحدة من ألف خطوة ” ونحن مطالبون كمصريين بأن تخطوها يجب أن نبقى كمصريين كتلة واحدة ولن يستطع احد ان ينال منا وسننتصر”.
واستقل الرئيس السيسي الذي ارتدى البزة العسكرية يخت المحروسة الذي سبق له المشاركة في احتفالات قناة السويس الأم عام 1869م بجولة على المجرى الملاحي الجديد.
ويتضمن المشروع الذي أطلق عليه اسم “قناة السويس الجديدة “مجرى ملاحيا بطول 35 كيلومترا موازيا لقناة السويس الأم التي يبلغ طولها 164 كيلومترا والتي شقها الفرنسي فرديناند ديليسبس مع عمال مصريين.
ويسمح المشروع بمرور السفن في الاتجاهين بجزء من القناة التي تربط بين البحرين المتوسط والأحمر.
وأشرف على المشروع الجيش المصري وبلغت تكلفة المشروع حوالي 8 مليارات دولار تم جمعها في اكتتاب شعبي بالجنيه المصري من خلال طرح شهادات استثمار بنكية بفائدة 12%.
ويثير المشروع صورة مغايرة ومثيرة للإعجاب فيما يتعلق بسرعة البناة والكفاءة في الأداء مقارنة بخطط مشروعات كبرى اخرى في مصر.
واعتبر سياسيون مصريون أن المشاركة الدولية الكبيرة تؤشر على نجاح سياسة مصر الخارجية , وأن المشاركة الكبيرة المتمثلة في حضور رؤساء وزعماء دول العالم لحضور افتتاح قناة السويس الجديدة لهو دليل قوي على مدى نجاح سياسة مصر الخارجية وحجم تاثيرها على الخارج.
وتهدف مصر من وراء مشروع قناة السويس الجديدة إلى إنعاش اقتصادها المحلي وللقناة الجديدة فوائد ومزايا ستنعكس إيجابا على التجارة العالمية.
إذ ستساهم القناة الجديدة في خفض تكلفة الشحن بين دول شرق إفريقيا والخليج وأوروبا وأيضا بين دول شرق آسيا وأوروبا وذلك من خلال سرعة النقل التي ستوفرها للسفن.
وتتوقع السلطات المصرية أن يقلل المجرى الجديد والتوسعات مدة مرور السفن عبر قناة السويس من 22 ساعة إلى 11 ساعة ومدة الانتظار من 11 ساعة إلى 3 ساعات.
وسترفع التوسعة الجديدة لمجرى القناة القدرة الاستيعابية من 49 سفينة حاليا إلى 97 سفينة بحلول 2023.
وسينعكس ذلك إيجابا أيضا على ناقلات النفط المتجهة من الدول المصدرة في الخليج وعلى رأسها السعودية والكويت والإمارات وقطر مع تراجع مدة الشحن بشكل كبير مما قد يخفض تكلفة نقل المواد البترولية بنسبة تصل الى 25 في المئة حسب الخبراء.
ويتوقع الخبراء انتعاشا في تجارة النفط خلال الفترة المقبلة بعد افتتاح المشروع الجديد ورفع العقوبات عن إيران مما سيزيد عدد الناقلات العابرة للقناة.
وبحسب وكالة الطاقة الدولية مر عبر قناة السويس بشكلها القديم نحو 5 في المئة من تجارة النفط العالمية في عام 2013.
وتشير التوقعات إلى إمكانية ارتفاع هذه النسبة بشكل ملحوظ في السنوات المقبلة بفضل القناة الجديدة.
واكتمل المشروع في عام واحد فقط بدلا من خمس سنوات وبهذا المشروع تسعى مصر إلى تمكين نفسها كلاعب أساسي على الساحة العربية والإقليمية.
قد يعجبك ايضا