شكك وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس في إمكانية حصول تطور سريع لسياسة إيران الدولية لكنه اعتبر أن بوسع طهران أن تقدم “موضوعيا” دعما مهما في مكافحة تنظيم داعش.
وقال فابيوس متحدثا لإذاعة فرانس انفو :”يقول البعض ان هذا الاتفاق حول الملف النووي الإيراني سيحمل الإيرانيين على تعديل سياستهم الإقليمية بالكامل. أما أنا فإنني أكثر حذرا .. لست واثقا بأن يحصل تغيير في الوقت الحاضر”.
وأوضح لدى عودته من أول زيارة لوزير خارجية فرنسي لإيران منذ 17 عاما انه “مع نهوض الاقتصاد فإن ذلك قد يحملهم مستقبلا على التطور لكن التصريحات الرسمية في الوقت الحاضر لا تشير إلى تطور على الساحة الدولية”.
وأعرب عن أمله في أن “يتجه موقف إيران نحو حفاظ على الاستقرار وبحث عن السلام” مضيفا “نتمنى بالطبع ان يعملوا من اجل السلام والاستقرار”.
وقال :”هذا ليس واضحا في الوقت الحاضر .. سنواصل التباحث” معهم , مشيرا إلى أن البلدين اتفقا أمس الأول على إقامة حوار بانتظام “كل سنة على الأقل” على مستوى وزيري الخارجية.
وسئل عن مكافحة تنظيم داعش في العراق وسوريا فرأى فابيوس أن بوسع الإيرانيين أن يقدموا “موضوعيا” دعما “مفيدا” بدون أن ينضموا إلى الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة. وتابع :”حين أقول موضوعيا نعم هذا لا يعني أن يكون هناك ائتلاف لأنهم ليسوا جزءا من الائتلاف”.
وأضاف :”إنهم يريدون هذا ما يقولونه واعتقد انه صحيح مكافحة إرهاب تنظيم داعش وبالطبع هذا النوع من الدعم يمكن ان يكون مفيدا لكن بدون تنسيق القوى وقيام تنظيم مشترك”.
ويعارض المتشددون في إيران توثيق العلاقات مع باريس ويشيرون في ذلك إلى إرسال فرنسا كميات من الدم الملوث بفيروس اتش.آي.في. إلى إيران في الثمانينيات عندما كان فابيوس رئيسا للوزراء وكانت إيران تخوض حربا مع العراق إضافة إلى روابط فرنسا الوثيقة مع حكومات دول الخليج العربية التي تخوض صراعا على النفوذ الاقليمي مع طهران.
ويسعى فابيوس لتبديد أي توتر في العلاقة بسبب الموقف المتشدد الذي اتخذته فرنسا أثناء المفاوضات التي انتهت باتفاق نووي تاريخي في 14 يوليو ومن ثم خلق مناخ إيجابي لإقامة علاقات اقتصادية أقوى.
وتأمل فرنسا أن تبرم اتفاقات في قطاع الأعمال مع إيران فور رفع العقوبات وصرح فابيوس الأسبوع الماضي بأن موقفه المتشدد خلال المحادثات النووية لن يقف في طريق الفرص المتاحة أمام الشركات الفرنسية لإبرام اتفاقات.
وقال فابيوس للصحفيين في طهران في تصريحات أذاعها التلفزيون الفرنسي :”نأمل أن يكون بالإمكان تغيير الأمور.. على الجانبين نحن نريد تطوير علاقاتنا بغية خلق توجه جديد”.
وأكد فابيوس أن “نحو مائة” من قيادات الشركات الفرنسية سيقومون بزيارة لإيران في سبتمبر.
قد يعجبك ايضا