اليمن.. تحركات سياسية محدودة ومعارك عسكرية تشتد

مع دخول العدوان السعودي على الأراضي اليمنية شهره الخامس وفي ظل فشل كل المحاولات والمشاورات الساعية للتوصل إلى حل سياسي ينهى الأزمة ومع عرقلة جهود التوصول إلى هدنة إنسانية تتواصل الغارات التي تشنها طائرات التحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن بل تتوسع وتزداد مْخلفة المزيد من الضحايا.
وقد شن الطيران السعودي السبت الماضي أولى غاراته على مدينة تعز اليمنية حيث استهدفت 4 غارات جوية القصر الجمهوري والمنازل المجاورة له وأكد مصدر أمني أن منازل المواطنين تضررت بشكل كبير مما أدى إلى تهدمها جراء تلك الغارات كما شنت الطائرات 9 غارات على المباني السكنية الخاصة بمحطة الكهرباء وتوليد الطاقة في مديرية “المخا” والتي تبعد عن مدينة تعز 100 كيلومتر حيث سقط أكثر من 120 قتيلا و150 جريحا في صفوف المدنيين وقد هب المواطنون مع سيارات الإسعاف لإجلاء المصابين وانتشال جثث الشهداء فيما تابع الطيران السعودي استهداف فرق الإسعاف وطال القصف السعودي 200 وحدة سكنية مكتظة بالسكان ومخصصة لمهندسي المحطة.
وقال مصدر طبي في مستشفى “المخا” :إن 55 قتيلا وعشرات المصابين جراء الغارات وصلوا المستشفى.
وشن طيران التحالف غارة على منطقة الأشراف بالتزامن مع إعلان تنظيم القاعدة مواجهته للجيش في المنطقة نفسها جنوب مدينة مارب وأعلن التنظيم عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” مشاركته في قتال الجيش واللجان الشعبية في منطقة العند.
وفي السياق ذاتهº استهدفت طائرات العدوان منزلاٍ سكنياٍ وأحد الآبار في منطقة الهشمة بتعز وسط اليمن ما أدى إلى سقوط أكثر من 10 نساء كما سقط 3 أشخاص وأصيب 5 آخرون بانفجار في حافلة ركاب بصنعاء إلى ذلك شن طيران التحالف سلسلة غارات على صنعاء ومديرية كرش بلحج جنوب البلاد كما استهدف العدوان منطقة الرباط بدار سعد في عدن كما استهدفت غارات قرية الطهرة بمحافظة تعز مما أدى إلى سقوط أكثر من 10 أشخاص معظمهم أطفال.
وفي المقابل تمكن الجيش اليمني واللجان الشعبية من السيطرة على إحدى أهم المديريات التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة ومسلحو حزب الإصلاح حيث قالت مصادر إعلامية يمنية إن الجيش واللجان تمكنوا من السيطرة على مديرية صرواح بمحافظة مارب بعد مواجهات عنيفة مع عناصر القاعدة الإرهابية ومسلحي حزب الإصلاح بالمديرية وتعد منطقة صرواح أحد معاقل تنظيم القاعدة ومسلحي الإصلاح كما تمكنت قوات الجيش من تطهير مديرية القفر بمحافظة “إب”.
ويرى المراقبون أن حركة الطيران غير المسبوقة في سماء تعز تشي بإعداد التحالف الذي تقوده السعودية لحدث كبير في وقت قريب قد يكون هذا الحدث هو الاستعداد إلى عملية إنزال من الساحل جهة “المخا” إلى تعز وهو الأسلوب نفسه الذي استخدمته قبيل شن الهجوم على عدن لمساندة قوات الرئيس المستقيل منصور هادي لذلك تشهد أوساط الجيش اليمني واللجان الشعبية استنفارٍا واسعٍا في مواقعهم بالمحافظة استعدادٍا لجميع الاحتمالات وانتظارٍا للمعركة الوشيكة للسيطرة على تعز.
تأتي هذه التطورات السريعة والتوسع في الغارات السعودية غداة إعلان قيادة تحالف العدوان السعودي هدنة إنسانية لخمسة أيام في اليمن لكن الأمل في الالتزام بالهدنة دون خروقات لا يزال مفقودا خاصة أنها تعتبر الهدنة الثالثة التي تعلنها قوات التحالف والرابعة منذ بداية العدوان فقد سبق أن أعلن تحالف العدوان عن هدنتين فاشلتين كانت الأولى في 13 مايو الماضي والثانية في 10 يوليو الجاري كما أعلنت الأمم المتحدة هدنة خلال عطلة عيد الفطر إلا أن تحالف العدوان لم يلتزم بأي منها وسرعان ما كانت طائرات العدوان تخرق الهدنة وتنتشر في سماء اليمن.
ومع اشتداد المعارك وتوسيع نطاق الغارات واستهداف المنازل وسقوط مئات الضحايا أصبح المشهد اليومي الذي اعتاد عليه اليمنيون لكنه من ناحية أخرى يكرس المزيد من المعاناة والنزوح والتشريد وهو ما أكد عليه رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن أنطوان غراند عندما أعرب عن تخوفه من اشتداد المعارك في اليمن التي أدت إلى تفاقم معاناة المدنيين وأكد أن النقص الحاد في المياه والغذاء والوقود أدى إلى تفاقم الأوضاع لمستويات غير مسبوقة كما ناشد أطراف الصراع في اليمن باحترام القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية.
ومن الناحية السياسيةº تبحث المكونات السياسية اليمنية اتخاذ إجراءات جادة لسد الفراغ الدستوري القائم منذ عدة أشهر وسط ترقب من الشارع اليمني لماهية القرارات التي يمكن أن تتوصل لها هذه المكونات والتي قد تفضي إلى إعادة بناء الدولة اليمنية.
كما أن التحركات واللقاءات السياسية في الداخل والمشاورات التي تقام في الخارج تنبئ بقرب تجاوز فراغ الحكم القائم عبر تأليف مجلس رئاسي وحكومة وحدة وطنية لإدارة شؤون البلاد وأكد عضو المجلس السياسي لحركة “أنصار الله” أنه “خلال 10 أيام سيتم تشكيل حكومة ومجلس رئاسي وملء الفراغ الرئاسي”.
نقلا عن “موقع صحيفة البديل المصرية”

قد يعجبك ايضا