تقف اليمن على مفترق طرق إما أن تكون عند مستوى التحديات المحيطة بها أو لا تكون إلا ضمن تجزئة المجزأ كما قال الشاعر عبدالله البردوني جراء ما تشهده من عدوان سعودي سافر وسط صمت مريب من قبل المجتمع الدولي وكذلك الأمم المتحدة التي أضفت الشرعية والمشروعية لذلك العدوان الهمجي غير المبرر له تلبية للأطماع الدولية وإعادة رسم الخريطة الجيو سياسية للوطن العربي .
العدوان يتجه بخطوات ثابتة نحو تقسيم اليمن وتجزئتها إلى كيانات متناحرة أشبه ما تكون بعهود وملوك الطوائف التي عرفت في تأريخ العرب المعاصر
خدمة للمشروع الدولي الساعي إلى إيجاد شرق أوسط جديد فشل في مصر وسوريا ويراد له أن ينجح في اليمن وهو ما يتطلب قدرا عاليا من الحيطة والحذر والعمل على إسقاط ذلك المشروع الدولي الذي صار يمهد لأفغنة اليمن وصوملتها ضمن يمنات عدة أسوة بسياسة فرق تسد التي اتبعتها بريطانيا في الشطر الجنوبي من الوطن سابقا .
حيث تكرر شروط الاستعمار وظروفه من خلال إيجاد المناخات الملائمة التي وفرها العدوان السعوصهيوني لتحقيق أعلى قدر من التبعية السياسية كي يتم ربط اليمن بالمشروع الدولي ليس ككيان موحد وإنما متطلبات شرق أوسط جديد كما اشرنا توجب تجزئه اليمن إلى انفصالات عدة لكي تكون تحت رحمة السياسة الدولية معلقة خارجيا بوعود المانحين ومنفصلة داخليا بأقاليم متناحرة لم يعرفها التاريخ الوطني قديمه وحديثه لأن تاريخ اليمن عرف بدولة اليمن الكبرى في أول اتحاد يمني مبني على مشروع وطني عرفتة اليمن بالقرن الرابع عشر الهجري .
خاصة والمشروع السعودي الذي تريد الرياض تحقيقه لا يختلف عن قرار التقسيم الذي تعرضت له فلسطين عام 1948م وهو ما يتوجب على كافة القوى السياسية الوطنية الوقوف والتصدي لمشروع آل سلول الذي لا يريد يمنا موحدا ولا مستقرا ولا آمنا بقدر ما يسعى ذلك المشروع إلى إسقاط اليمن من خلال كيانات متناحرة على أساس تبقى الحالة اليمنية تحت سيطرة الوصاية الأجنبية تابعه للقوى الخارجية لا يكون لليمنيين فيها أي قرار لشرعنة التناحرات الداخلية .
لأن حقيقة العدوان يحمل عكس ما يدعيه وذلك سمة المشروع الدولي الذي يستهدف ماضي وحاضر ومستقبل اليمن كما يتوجب على القوى الوطنية المخلصة تثوير الشارع الشعبي وتحريك الجماهير وعقد الندوات لتوضيح خطر العدوان السعودي السافر الساعي إلى إنهاء اليمن من جغرافية المنطقة ومن مكانها الطبيعي كبلد قادر ومقتدر بوحدتة الوطنية وتماسك جبهته الداخلية إسقاط مشروع التقسيم الدولي لكي لا تصور القوى الدولية الشعب اليمني بأنه مؤيد للعدوان ولكنه ضد تقسيم اليمن برغم إدراكنا العميق بأن الوحدة اليمنية لم تكن خلقا لمعدوم وإنما تأكيد لموجود وان الواحد لا ينقسم ولا يتجزأ ولا ينفصل إلا في ذهنية القوى السياسية المريضة التي تلهث وراء الأجندة الأجنبية .
غير واعية ولا مدركة تلك القوى بأن اليمن في لحظات الشدائد والمحن هي التي تختار كيف تقرر مصيرها وتنهي أزماتها وتخرج إلى بر الأمان بشكل أفضل وأقوى مما كانت عليه.
قد يعجبك ايضا