انفجار صاروخ وسط “حفلة ولاد” يخلف 17 شهيدا وجريحا من النساء والأطفال

بدأت كحفلة ولاد طبيعية احتفاء بقدوم مولود جديد على الأسرة الآمنة المطمئنة في منزلها الكائن بحي شعبي شرقي العاصمة صنعاء ولكنها انتهت بفعل العدوان السعودي الغاشم وهمجيته إلى فاجعة أليمة  ومأساة دائمة غيرت حياة هذه الأسرة ومعها عدد من الأسر المجاورة إلى الأبد.
حي مسيك بصنعاء كان شاهداٍ على بشاعة العدوان حين سقط الشهداء من النساء وكذلك الأطفال الذين فاضت أرواحهم وهم في المهد وفي أحضان أمهاتهم وبطونهن.

الحصيلة النهائية لفاجعة أسرة الحاج حمود البحري خمسة شهداء وسادسهم الطفل الوليد المحتفى به و11 جريحاٍ إصاباتهم بالغة الخطورة فمنهم من فقد عينيه ومنهم من فقد أطرافه ومنهم من أصبح قعيداٍ ولا أمل في سيره على قدميه مستقبلاٍ بفعل شظايا الصاروخ الذي سقط على المنزل بعد غارة طائرات العدوان الشهيرة على حي نقم منتصف مايو الماضي لينفجر وسط الصالة الصغيرة مسرح الاحتفاء بالمولود الجديد ناهيك عن الأضرار المادية البالغة التي تعرض لها المنزل إلى جانب تدمير 3 سيارات تابعة لأولياء أمور الضحايا التي كانت واقفة بجوار المنزل المنكوب.
الخطب الجلل
لم تكن كرامة أحمد قاسم البحري زوجة محمد حمود البحري التي وضعت وليدها للتو تعلم أن هذا الخطب الجلل هو ما سينتهي عليه حفلها الصغير وأنها ستفتقد وليدها وعافيتها وعدداٍ من الأهل والجيران.
أصيبت هذه الأم الثكلى بإصابات بليغة وخضعت لأربع عمليات جراحية لإخراج شظايا من الصدر والكتف الأيمن وأجزاء أخرى من جسدها المثخن بالجراح ولا تزال كما يقول الحاج حمود البحري نقلاٍ عن الأطباء تحتاج إلى عمليات عديدة حتى تتخلص من الشظايا ويؤكد الحاج حمود يحيى حسين البحري الذي استقبلنا في منزله مسرح الحادثة في حي مسيك بأن هذا الحادث سيظل وصمة عار في جبين العدوان السعودي ولعنة تطارد نظام سعود أبد الدهر.
ويضيف الحاج البحري والدموع تذرف من عينيه ونبرات الحزن تسيطر على صوته المبحوح لقد كانت كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ولكن نحمد الله على ما أصابنا ولا نريد من أحد شيئاٍ غير مساعدة أهل الخير في معالجة المصابين الـ11 الذين أصيبوا بجروح خطيرة ويتطلب أمر علاجهم أموالاٍ طائلة.
ويستطرد الحاج البحري وهو في العقد الخامس من العمر لقد استشهد في انفجار هذا الصاروخ كل من شقيقته مهدية البحري وهي في الأربعين من العمر وإلى جانبها أحفاده الثلاثة وهم غدير عبدالغني البحري 7 سنوات وشقيقها عبدالعزيز عبدالغني البحري 5 سنوات ورأفة حمود البحري 5 سنوات بالإضافة إلى الطفل الوليد وإلى جانبهم فتاة من الجيران عمرها 18 عاماٍ وتدعى سلوى حسين الوتاري والتي كانت على وشك الزفاف إلى خطيبها الذي يدرس في الخارج وكان يعد للعودة إلى الوطن للاقتران بها خلال الفترة القليلة القادمة لكن شظايا الصاروخ الظالم فصلت رأسها عن جسدها.
إصابات خطيرة وإمكانيات متواضعة
الإصابات الناجمة عن انفجار الصاروخ في الدور الثالث من المنزل حيث كانت تقام الحفلة كانت كلها خطيرة ومؤثرة ويوضح الحاج البحري بأن الأم التي وضعت حديثاٍ كرامة البحري خضعت لأربع عمليات في مستشفى العلوم والتكنولوجيا لإخراج شظايا الصاروخ ولا تزال بحاجة إلى عمليات عديدة أخرى لاستكمال إخراج الشظايا من جسدها وهذه العمليات تحتاج إلى أموال كثيرة ولا تملك الأسرة حالياٍ تكاليف هذه العمليات الأمر الذي نضعه أمام أهل الخير كما أصيبت زوجة عبدالغني البحري الذي استشهد وليدها بالانفجار بكسور في الفك ومناطق أخرى من جسدها وأصيبت أيضا في الحادث كما يوضح الحاج البحري زوجة ابنه فؤاد إذ أصيبت بثلاثة كسور في يديها ورجليها وتعرضت لانقطاع في الشرايين وحالتها بالغة الخطورة إلى جانب إصابة أم المرأة الوالدة بإصابات بليغة وحروق خطيرة في إحدى رجليها , ومن المصابين أيضا في الحادثة كما يوضح الحاج البحري زوجة محمود سعيد وهو أحد المستأجرين في نفس العمارة السكنية التي أصيبت بالصاروخ والتي كانت حاملة في شهرها الثامن حيث أجهضت ومات جنينها في بطنها عندما دخلت شظية في الظهر واستقرت في وسط الرئة متسببة في كسر فقرتين من عمودها الفقري مما يجعلها غير قادرة مستقبلاٍ على السير والحركة وهي ترقد حالياٍ في المستشفى الجمهوري وحالتها خطيرة جداٍ ومن ضحايا هذا الصاروخ كذلك زوجة أحمد الأهدل وهو أحد المستأجرين في نفس المنزل والتي أصيبت بكسور في رجليها وأصبحت مقعدة بشكل دائم كما أكد على ذلك الأطباء , أما ابنتها التي كانت برفقتها واسمها رهف 7 سنوات فقد قلعت عيناها كما أصيب ابنها محمد 10 سنوات بإصابات خطيرة ولا يزال في المستشفى.
مآسُ ومحن
نكبة هذه الأسرة ومأساتها الأليمة ما هي إلا واحدة من بين الكثير والكثير من المآسي والمحن التي يتسبب بها العدوان السعودي وبشكل يومي في حياة المدنيين والأبرياء من أبناء الشعب اليمني, وتقول عاتقة النهمي مديرة مدرسة الجريزع بمسيك ومسئولة النازحين في المدرسة والتي أرشدتنا إلى حالة أسرة الحاج البحري بأن هناك قصصاٍ مروعة يرويها النازحون ممن لجأوا إلى المدرسة بعد أن فقدوا منازلهم وأهليهم.
وتدعو عاتقة النهمي رجال الخير والمنظمات الإنسانية إلى الاسهام الفاعل في دعم هؤلاء الضحايا وتقديم المساعدات لهم وبما يخفف عنهم القليل من معاناتهم وأحزانهم جراء هذا العدوان الغاشم والمتواصل على شعب اليمني منذ 4 أشهر كاملة دون رحمة أو هوادة.
تصوير/فؤاد الحرازي

قد يعجبك ايضا