تركيا في مواجهة مصيرية مع (داعش)

دخلت تركيا منعطفاٍ جديداٍ في مواجهة الأعمال الإرهابية وخصوصاٍ (داعش) التي اخذت تبحث لها عن موطئ قدم في البلاد وبدأت تتوغل على الأرض التركية من أجل توسيع رقعتها في المنطقة وجر تركيا إلى هذا المستنقع الذي تغول في عدد من الدول المجاورة لأنقرة وباتت تركيا اليوم في مواجهة مصيرية مع هذا التنظيم الإرهابي.
وأكدت حكومة انقرة لبريطانيا أنها تواجه صعوبة في محاربة التنظيمات الإرهابية المتطرفة مثل (داعش) في ظل عدم توقف الصراع في سوريا وتشكيل حكومة انتقالية تلقى قبولاٍ من الشعب السوري كاملاٍ.
وتواصل تركيا حملتها في ملاحقة عناصر تنظيم داعش على اراضيها بالإضافة إلى تسديد ضربات جوية لهم في المناطق الحدودية وأكد الاتحاد الأوروبي وقوفه إلى جانب انقرة في حملاتها ضد الإرهاب.
وشددت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والامنية بالاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني على دعم التكتل الذي يضم 28 دولة لجهود تركيا ضد تنظيم داعش ومحاربة “أي شكل من أشكال الإرهاب”.
وقال مكتب المسؤولة الأوروبية في بيان صحافي إن موغريني قدمت في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية التركي مولود شاوش أوغلو تعازي الاتحاد الأوروبي لحكومة أنقرة وعائلات ضحايا الهجوم الانتحاري الذي وقع بمدينة سوروج جنوبي البلاد وغيره من الهجمات التي استهدفت ضباطا بالشرطة والجيش مؤخرا.
وأكدت موغريني في الوقت نفسه “الأهمية الاساسية” لمواصلة عملية التسوية مع الأكراد وأن تسير “على الطريق الصحيح”.
وأضافت: “يجب ألا تفسد الجماعات الإرهابية العملية (السلمية) ويجب الحفاظ على وقف إطلاق النار.. أي إجراء يتخذ يجب يتجنب المجازفة بوقف إطلاق النار وعملية السلام الكردية التي لا تزال أفضل فرصة في جيل لحل الصراع الذي أودى بحياة عدد كبير للغاية”.
وكانت مقاتلات تركية قد قصفت خلال اليومين الماضيين مواقع المتطرفين في شمال سوريا وقواعد خلفية للمتمردين الاكراد الاتراك في حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل بشمال العراق.
من جانب آخر قال متحدث باسم البيت الأبيض إن لتركيا الحق في الدفاع عن نفسها ضد هجمات المتمردين الأكراد وأوردت وسائل الإعلام التركية حصيلة لتقارير عن مواجهات وأعمال وصفتها بـ”الإرهابية” لعناصر (بي كي كي).
وأفاد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي اليستير باسكي بأن الإدارة الأمريكية تحترم تماماٍ حق تركيا حليفتنا في حلف شمال الأطلسي (ناتو) في الدفاع عن نفسها ضد هجمات منظمة (بي كي كي) ونؤيدها في ذلك.
وأثار القصف التركي لمواقع حزب العمال الكردستاني التركي في دهوك وأربيل غضبٍا كرديٍا عراقيٍا وسط دعوات لضبط النفس فيما أعلن عن إستعداد بارزاني للتوسط بين الطرفين لوقف إطلاق النار والعودة إلى مشروع السلام الموقع بينهما مؤخرٍا.
وعبر رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني عن استيائه لقصف المقاتلات التركية لمواقع حزب العمال التركي الكردستاني في اقليم كردستان العراق الشمالي وجنوب تركيا.
وخلال اتصال هاتفي أجراه بارزاني مع رئيس الوزراء التركي داود اوغلو فقد دعا إلى عدم نقل الخلافات مع حزب العمال إلى مرحلة الصراع “لأن السلام هو الطريق الوحيد لمعالجة الخلافات”.. مؤكدٍا “ان إقليم كردستان يبذل كل محاولاته من أجل عدم تفاقم الاوضاع أكثر مما هي عليه الآن والعودة إلى مشروع السلام” كما نقلت عنه الرئاسة الكردية في اربيل.
واشار بارزاني إلى أنه “عمل في السابق قصارى جهده من أجل تطبيق مشروع السلام مع جميع الاطراف والان يبذل كل ما بوسعه من اجل منع تفاقم الصراع”.. متمنياٍ على جميع الاطراف العودة إلى مشروع السلام.
ومن جانبه دعا برلمان إقليم كردستان الحكومة التركية إلى وقف هجماتها ضد مواقع حزب العمال الكردستاني.. مشيرٍا إلى أن بدء عملية السلام في تركيا منحت أملاٍ للجميع.
وقالت رئاسة البرلمان إن القصف التركي سبب خسائر مادية وبشرية..معربة عن إدانتها “للجوء لأي عمل يهدف للعنف والحرب”. وطالبت بوقف الهجمات بأسرع وقت “لأنها احدثت قلقاٍ لدى شعب كردستان الذي لم يتوقع عودة أيام الهجمات العسكرية”.. مشيرة إلى أن “بدء عملية السلام في تركيا منحت أملاٍ للجميع بأن شعوب المنطقة تتمكن العيش معاٍ في ظل السلام والديمقراطية”.
واضافت رئاسة برلمان كردستان إن “المنطقة تواجه قوى إرهابية وحشية والقوات الكردستانية هي في الجبهة الأمامية لمحاربة الإرهاب”.. محذرة من أن “أية محاولة لإندلاع الحرب في كردستان ستكون في صالح الإرهابيين” مطالبة تركيا وحزب العمال الكردستاني بالالتزام بعملية السلام.
اما رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني فقد اكد إستعداده وحكومته من أجل المساعدة في عقد هدنة والمضي قدمٍا في عملية السلام بتركيا. وعبر عن اسفه لاعلان رئيس منظومة المجتمع الكردستاني اثر وقوع القصف التركي بأن “الهدنة وعملية السلام مع تركيا قد انتهت وأن السيد عبدالله أوجلان (رئيس حزب العمال) وحزب الشعوب الديمقراطية ليسا من حقهما أن يطالبا الحزب بإلقاء السلاح”.
وأوضح أن هذا التصريح قلل من دور الآخرين في مشروع عملية السلام وكان له تأثير على الرأي العام في تركيا وشكل ضغطاٍ على الحكومة التركية أيضا. وقال: إن ما فاقم الوضع هو تبني حزب العمال الكردستاني قبل ايام لعملية قتل عدد من رجال الشرطة التركية.
وأكد أن مسعود بارزاني وحكومة اقليم كردستان على استعداد للوساطة ولعب دورهما من أجل تحقيق وقف لإطلاق النار واستئناف محادثات السلام لأن استعمال القوة والعنف لا يحل أية مشكلة.
وكانت المقاتلات التركية قد قصفت مساء أمس الأول سبعة أهداف لحزب العمال الكردستاني في قواعده الخلفية في شمال العراق بالتزامن مع قصف مدفعي ضد تنظيم (داعش) في سوريا.
وقتل احد مسلحي حزب العمال واصيب ثلاثة آخرون بالقصف بحسب المتحدث العسكري باسم الحزب بختيار دوغان الذي قال “عندما تصل الامور إلى هذا الحد وتتعرض جميع مناطقنا إلى القصف اعتقد انه لا معنى لعملية وقف اطلاق النار”. واضاف: “نحن ملتزمون بتوجيهات قائدنا عبد الله اوجلان ولكن يبدو أن اردوغان يريد جرنا مرة ثانية إلى الحرب”.

قد يعجبك ايضا