تقلصت كل الحلول الممكنة أمام كل مواطن محدود الدخل بعد أن طالت مدة العدوان الخارجي على اليمن وحرمت الكثيرين من أعمالهم مما جعل إمكانية سد الاحتياجات الضرورية رأس كل شهر مهمة صعبة خاصة تلك المتعلقة بسداد الايجارات.
الصعوبات التي يواجهها المستأجرون والتنازلات الإنسانية التي بات الكثير من المؤجرين يقدمونها وغيرها من التفاصيل تجدونها مفصلة في الاستطلاع التالي:
انتهى الشهر وصاحب المنزل ينتظر دفع الايجار لكن دون فائدة .. فقرر أن يطرق باب المستأجر لأخذ المبلغ الشهري المقرر عليه وما هي إلا لحظات حتى خرج له المستأجر بحال رثه.. لاحظ المؤجر أن جاره قد باع نصف أثاث المنزل من أجل أن يوفر قوت أولاده.. هذا ما أكده الحاج إبراهيم صاحب المنزل وما جعله عاجزاٍ عن الحديث وطلب الإيجار لسوء الحالة التي وصل إليها بعد أن استغنى عنه صاحب العمل وكيف له أن يبحث عن عمل حتى يتمكن من العيش هو واسرته فخرج صاحب المنزل من عند جاره حتى يتمكن من العيش هو واسرته فخرج صاحب المنزل من عند جاره بعد أن سامحه بايجار المنزل لحين أن تفرج أزمة البلاد وينتهي العدوان على بلادنا ودعوات جاره وزوجته وأولاده تصحبه.
طرق الباب بحدة عدة مرات ولم يجبه أحد وكأن لا أحد يسكن المنزل سأله جيرانه ما بالك يا أبا أحمد ولماذا هذا الغضب رد بصوت عال وبوجه مليء بالغضب المستأجر لم يدفع الايجار منذ شهرين وكلما أتيت اليه يقول لي أصبر قليلاٍ فالعدوان غير كثيراٍ من حياتنا للأسوأ وأفقدنا أعمالنا وأنا في ضائقة مالية ولولا هذا لما طالبت بالإيجار وعاد أبو أحمد يطرق الباب حتى خرج المستأجر ليترجاه ويتوسل إليه من أن يصبر عليه قليلاٍ حتى يصله المبلغ الذي طلبه من أخيه.. وأخبره بأنه بدون عمل وبأن أولاده دون طعام منذْ يومين وعزة نفسه تمنعه من طلب العون من أحد فالمعين هو الله تعالى.
كما قال عبدالسلام ووعده بأنه سيعطيه المال خلال أسبوع من اليوم.. فقام أبو أحمد وطلب حضور أحد الجيران ليشهد على أنه قد سامح عبدالسلام عن دفع الإيجار لحين أن يأتيه الفرج وقال: عوضي وعوضه على الله.
الجار للجار
استغرب محمود عبدالله الذي يملك عمارة في أحد الأحياء السكنية من تأخر طه الوصابي أحد المستأجرين في عمارته عن دفع الايجار فقد وعده في الشهر السابق والذي قبله أنه سوف يْحضر الايجار بنفسه.. فقرر أن يذكره بالأمر فذهب إليه وطرق الباب فلم يجده وإنما وجد زوجته التي أخبرته بأن زوجها يخرج كل صباح للبحث عن عمل ولا يعود إلا ليلاٍ حتى أن زوجته باعت ذهبها من أجل توفير الغذاء لأطفالها السبعة وهم يمرون بظروف صعبة وبأن زوجها يأتي متأخراٍ حتى لا يراه صاحب المنزل لأنه لا يمتلك أي مبلغ لدفع الإيجار.. فقال: محمود أخبري زوجك أنه لا داعي للهروب فالبلاد كلها تمر بظروف صعبة وأنا أقدر ذلك أخبريه يأتي عفوت عن دفع إيجار الشهرين فنحن جيران.
الأثاث مقابل الايجار
ليس كل المؤجرين يمتلكون القلب الطيب ويقدرون ظروف المستأجرين في ظل الأوضاع الراهنة.
فها هو أبو عبدالمجيد يعود إلى منزله بعد زيارته لأخيه إلا ووجد قفلاٍ كبيراٍ معلقاٍ على باب منزله فوق قفله الأساسي وحين سأل عن الفاعل قيل له هذا صاحب المنزل .. فخرج اليه المؤجر محمد اسماعيل قائلاٍ: لن أفتح الباب إلا بعد أن تدفع لي إيجار الثلاثة الأشهر السابقة فقد صبرتْ عليك بما فيه الكفاية عْد من حيثما أتيت ولا تأتي إلا والإيجار معك.. أما عن أثاث المنزل فسوف يكون مرهون لدي لحين دفع الايجار.. حاول الجيران التدخل لكن دوناٍ جدوى فطلبوا منه ان يسمح له حتى يأخذ أبسط حاجياته لكنه رفض فعاد أبو عبد المجيد إلى منزل أخيه ودموع زوجته وأولاده ترافقه.. هو الآن يحاول أن يدبر مبلغ الايجار لكي يتمكن من اخراج أثاثه.
لم يكن قلب المؤجر جابر مالك أحد المنازل أقل قساوة من سابقه بل فاقه بكثير فقرر أخذ أثاث المستأجر ورميه خارج المنزل أثناء غيابه وعندما عاد مهيوب لمنزله صْدم بأن أثاث منزله في الشارع وزوجته وأولاده في منزل الجيران حاول مهيوب أن يتفاهم مع صاحب المنزل بأن يصبر عليه قليلاٍ لكنه رفض وطلب منه أن يغادر المنزل لأنه وجد مستأجراٍ آخر وأما عن الايجار فيدفعه بالتقسيط.
فما كان بمهيوب إلا أن أخذ زوجته وأولاده للقرية لأن لا مكان لهم بعد أن استلف تكاليف السفر من أحد جيرانه وهو يدعي على صاحب المنزل الذي افتقد لأدنى معايير القيم الإنسانية.
القانون لا يطبق
رغم ان قانون المؤجر والمستأجر في بلادنا يضمن للمستأجر أن يبقى في المنزل ثلاثة أشهر إضافية حتى يتمكن من البحث عن منزل آخر للانتقال إليه إلا أن هذا القانون ليس له أي أهمية فصاحب المنزل هو المتحكم الوحيد بمصير المستأجر منذْ بداية الأزمة والعدوان على بلادنا فكر خليل السامعي بالانتقال إلى القرية ليس خوفاٍ من الحرب كما يظن البعض وأنما خوفاٍ من جبروت مالك المنزل الذي يسكن فيه فهو لم يصبر عليه في الأيام العادية إلى نهاية الشهر ولا يقدر أي ظرف للمستأجر فكل همه الإيجار كما أكد خليل, وأضاف: أنا عسكري وراتبي لا يتجاوز “30 ألف ريال” والايجار “20 ألف ريال” “10 آلاف ريال” الباقية لا يمكنها أن توفر احتياجاتي أنا وأسرتي في الأيام العادية رغم أن زوجتي تخيط الملابس لمساعدتي في دفع الايجار ولكن مع تغيير الظروف والحرب على اليمن من قبل العدوان السعودي وارتفاع الاسعار الجنوني لا يمكننا العيش لهذا قررت أخذ زوجتي وأولادي للبلاد وأنا سابقى في المعسكر أرحم لنا من ذل المؤجر الذي كل همه الكسب المادي.
تجار الحروب
بعض المؤجرين أتخذوا العدوان على اليمن مغنماٍ لهم لرفع الايجار على المستأجرين والسبب هو ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة.. فها هو ماجد الذي كان يسكن في منزل بـ”30 ألف ريال” قرر صاحب المنزل رفع الايجار عليه “40 ألف ريال” وخيره بين قبول دفع الايجار أو مغادرة المنزل وأعطاه مهلة أسبوعين لتدبير أموره ويخلي عن المنزل فهناك مستأجرون كثر مستعدون لدفع الايجار مقدماٍ.
هناك الكثير من المؤجرين سعدوا كثيراٍ فالنازحون إلى العاصمة صنعاء كثر من المحافظات المنكوبة فمنهم من يجد أهلاٍ له في صنعاء ليسكنوا لديهم ومن ليس له أي أحد يقع فريسة لجشع هؤلاء المؤجرين الذين يستغلون مصائب غيرهم وهذا ما دفع بعض الأسر النازحة للعيش في شقة صغيرة هم وأقاربهم لتقاسم المبالغ الباهظة التي قرر أصحاب بعض المنازل دفعها دون رحمة.
لا ينطبق هذا الأمر على جميع المؤجرين فهناك من فتح منزله للنازحين وبمبلغ زهيد ليتمكنوا من العيش هكذا فعل عبدالرحمن وعلل ذلك بالقول: “نحن أبناء بلد واحد والعدوان لن يجعلنا نتشرد في الشوارع” ويجب على آل سعود أن يعلموا أن اليمنيين متراحمين وأصحاب قلوب لينة ولن نترك أخواننا في محنتهم فمنازلنا منازلهم.