في الصيام متسع لتلافي السرطان والإقلاع عن التدخين

* الدكتور/ أحمد أحمد شملان- استشاري علاج الأورام والمعالجة بالإشعاع يتناول مشكلة السرطان مسترشداٍ بالحقائق والدراسات التي عززت أهمية الصيام للوقاية من هذا المرض تحدث قائلاٍ :

للأسف فإن حالات السرطان وأورامه التي تقصد المركز الوطني لمعالجة الأورام وتسجل ضمن سجلاته الرسمية سنوياٍ تتراوح ما بين(6آلاف) و(7آلاف) حالة سرطانية نتيجة عزوف الكثيرين عن العلاجº إما بسبب تأخر اكتشاف المرض نتيجة الأخطاء الطبية وضعف التشخيص فيموت المريض بالسرطان قبل وصوله إلى مركز معالجة الأورام للعلاج أو لعدم التماس المريض للمعالجة – بالأساس- لفقره وسوء حالته المادية.
وهذان العاملان شكلا- أيضاٍ- سبباٍ في تأخر الكثيرين عن المعالجة وقد وصل بهم المرض إلى مرحلة متأخرة لا أمل في شفائها.
وللعلم هناك أورام سرطانية غير معروفة أسبابها عامةٍ غير أن أغلب العوامل كْشف عنها الستار وتصنف بالخطيرة بعدما اتضح أن لها علاقة ببعض الأورام السرطانيةº بناءٍ على ما توصلت إليه الكثير من الأبحاث العلمية.
فماذا عن هذه العوامل المسرطنة ¿ وكيف نتجنبها¿
باختصار تكمن عوامل الخطورة في ممارسات وعادات غير صحية كثير منها دخيل على مجتمعنا ولعل أبرزها:-
– التبغ ومشتقاته:-  سواءٍ ما يتم تدخينه مثل(السجائر المداعة الأرجيلة الشيشة السيجار) أو ما يتم وضعه أو مضغه في الفم (كالشمة الزردة السوكه وغيرها) وهي أساساٍ من المفطرات بينما أجمع العلماء الباحثون في حقل الطب على اعتبارها عاملاٍ مسبباٍ للكثير من أنواع السرطان.
وبالتالي نذكر المدخنين- عموماٍ- بأنهم محاسبون أمام الله عن الإضرار بأنفسهم وبغيرهم ومادام أنهم استطاعوا طيلة فترة الصيام الإقلاع عن هذه العادة بعزيمة متينة فلماذا يتركون عزيمتهم لتنهار وقت الإفطار¿ لاسيما وأن رمضان عامر بعطائه في كسر الرغبات والعادات الضارة بالصحة وفي صيامه فرصة للإقلاع عن التدخين.
أما الشمة وأشباهها وما أدراك ما الشمة وأشابهها¿
لذلك أناشد بالكف والإقلاع عنها نهائياٍ وإن كان من علماء الشريعة من ذهب إلى حرمة التدخينº فإنها تدخل ضمن التحريم لشدة ضررها على الصحة.
– السمنة والزيادة غير المثالية في الوزن وتراكم الدهون بالجسم:- هي من عوامل الخطورة التي يحذر الأطباء وعموم الباحثين من تبعاتها في التسبب بالكثير من أنواع السرطانº نتيجة الإفراط في الأكل وقلة النشاط البدني وأنماط الحياة العصرية التي تبعث على العيش المريح وقلة الجهد المبذول بشكل لا يكافئ مقدار ما يتناوله الإنسان في غذائه من سعرات حرارية.
فالوجبات السريعة والإكثار من البروتينات والدهون والسكريات- دون الالتفات إلى الخضراوات وسائر الأطعمة النباتية المصدر- هي بالمجمل موضع اتهام.
كما ليس فيها منفعة- عند الإفراط في تناولها- بقدر ما تلحقه من أضرار وأهم هذه الأضرار: أنها تعمل على تراكم المواد الزائدة عن الحاجة في الجسم وتراكم السموم والعوامل المؤكسدة بالخلايا وترهل وضعف حركة الأعضاء ومنها المعدة والأمعاء وكذا زيادة مستوى الدهون بالجسم وبعض الهرمونات وكل ذلك يؤدي إلى زيادة إمكانية حدوث السرطان عند الذين ينطبق عليهم نمط العيش غير الصحي.
– ضعف المناعة وسوء التغذية:-  عاملان مهمان في زيادة التعرض والقابلية للسرطان إذ تسوء الحالة الصحية للإنسان مع استمراره في تناول غذاء يفتقر إلى المكونات الغذائية الضرورية وهذا – لا شك – يؤدي إلى الضعف العام والهزال وضعف المناعة وقابلية الجسم للأمراض.
وبالتالي كلما كانت المناعة ضعيفةº كانت الخلية السرطانية حرة طليقة تستطيع التكاثر.
– سوء الحالة النفسية والقلق المشوب بالتوتر:-  نتيجة تكالب الأعباء وضغوط العمل والمعيشة والمشاكل المؤثرة سلباٍ على حالة الاستقرار النفسي وبالمجمل يبدو لهذه العوامل تأثير كبير على الحالة الصحية العامة للإنسان لدرجة يكون معها عرضة- أيضاٍ- للسرطان.
وفي اتجاهُ آخر لا بد للمجتمع معرفة العلامات المبكرة للسرطان ليسترشد بها كل شخص فيقي نفسه منها وبدورنا ننصح بوجوب أخذها بعين الاعتبار متى استمرت المعاناة منها رغم المعالجة لفترة تزيد على الشهر وتتلخص في:-
– ظهور كتلة في الرقبة أو في أي مكان بالجسمº لا تسبب أي ألم وتزيد في حجمها تدريجياٍ.
– قرحة في الفم أو اللسان أو الجلد لم تتحسن بالعلاج لأكثر من شهر وقد يكون سببها عامل قديم (جرح أو حرق..الخ).
– السعال المستمر والذي قد يكون مصحوباٍ بالدم أو من دونه ولم يتحسن بالعلاجات.
– كتلة في الثدي – عادة- لا تؤلم يمكن أن يكون معها تغير في شكل الحلمة أو انبعاجها للداخل.
– تغير في طبيعية التبرز المعتادة وفي عدد المرات وشكل البراز وخروج دم مع البراز أو خروجه بلونُ أسود.
– تغير طبيعية وعادة التبول وعدد المرات باليوم وتغير لونه مع الدم وصعوبة في التبول.
– تغير في الصوت وظهور بحة قد تتطور إلى صعوبة في النفس.
– صعوبة في البلع تدريجياٍº تبدأ في الأكل الجامد كاللحوم والبقوليات ثم تزيد تدريجياٍ مفضيةٍ إلى صعوبة بلع السوائل.
– انسداد الأنف وتغير الصوت(بنخمة) من الأنف ورعاف متكرر وتغير في رائحة النفس وجميعها لا يتحسن بالعلاج.
كل تلك العلامات تستدعي زيارة الطبيب المتخصص ولا يصلح الصبر عليها والتأني لفترة طويلةº فمن المحتمل أن تكون أعراضاٍ وعلامات مبكرة للسرطان أما التأخر والصبر عليها فقد يؤخر التشخيص إلى مرحلة يصعب فيها الشفاء أو لا يكون مجدياٍ أعاذنا الله وإياكم من كل داءُ وعافا وشفا بفضله من ابتلى بالسرطان.

 المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني
  بوزارة الصحة العامة والسكان

قد يعجبك ايضا