“رمضان”..هل أصبح موسم “تجار الغش”¿

■ صحة البيئة : ضبطنا 60 طنا من المواد الغذائية غير الصالحة للاستهلاك.. ونقوم بحملات مكثفة في رمضان
حماية المستهلك : منتجات مخزنة ومنتهية الصلاحية تباع في الأسواق
تشهد الأسواق اليمنية مع كل موسم رمضاني انتشارا واسعا لبعض المنتجات الاستهلاكية التي يكثر الطلب عليها في هذا الموسم من قبل المستهلكين إذ يرى العديد من التجار إنه موسم تصريف البضائع المكدسة في المخازن والتي يندر الطلب عليها طوال العام حيث تختفي هذه البضائع مع نهاية رمضان ليتم تخزينها إلى العام القادم وتحديدا إلى موسم عرضها فتنزل الأسواق وهي منتهية الصلاحية أحيانا أو شارفت على الانتهاء أو لم تعد صالحة بسبب سوء التخزين أو فقدان جودتها لتغدو غير صالحة للاستهلاك الآدمي .
ظاهرة نجدها تتكرر كل عام من قبل بعض التجار وأصحاب المراكز التجارية دون وجود إجراءات رادعة والضحية هو المستهلك ..

كل عام يتم بيع بضائع ومنتجات غذائية كانت في المخازن لفترات طويلة ولا جديد في ذلك هكذا بدأ المواطن ناصر جميل حديثه, يقول : تاريخ إنتاج بعض هذه السلع لازال صالحاٍ للاستخدام ونحن اعتدنا على الشراء دون أن نبحث أين كانت مخزنة ومنذ متى وكل ما يهمنا هو الشراء وتلبية حاجاتنا الاستهلاكية .. لكن المشكلة في سوء التخزين الذي يفسد السلع.
فيما يؤكد صلاح المعدني أن ما يحصل في رمضان تلاعب يقع على المستهلك الذي يسكت عن الأخطاء التي يرتكبها التجار عديمي الضمير .
وتابع بالقول : نقوم بشراء بعض المواد الغذائية استعداداٍ لرمضان ونكتشف أحيانا بعد الاستخدام أن لها طعماٍ غريباٍ أو أن شكل العبوة متغير إلا أننا لا نبادر إلى إرجاعها للتاجر أو البائع أو حتى تبليغ الجهات المختصة خلال فترة قصيرة وهذا شجع التجار على تصريف المخزون من هذه المنتجات للمواطن المغلوب على أمره لأن القضية تمر دون عقاب..

مخازن تفتقر للمواصفات.
ومن جانبها تقول الأخت ب . ع : إن الكثير من مخازن ومستودعات التجار في بلادنا تفتقر لعوامل السلامة حتى أنها غير مؤهلة لتخزين البضائع خاصة المواد الغذائية التي قد تطرأ عليها عدة تغيرات في المخازن ولا يتم حتى تفقدها من فترة إلى أخرى, بل كل ما يهم أنهم يجدون البضائع في أمان وأنها صالحة للبيع من عام إلى آخر متغاضين عن طريقة التخزين والشروط التي يجب أن تكون متوفرة في هذه المخازن.
فيما أكد المواطن أحمد الحميري مقاطعته لبعض الأصناف الغذائية وبرر ذلك بالقول : بسبب الأزمة الحاصلة في البلاد وانعدام الكهرباء تحتاج بعض المنتجات إلى تبريد وهذا غير متوفر اليوم , وكذلك بسبب استغلال التجار لحالة المواطن في هذه الظروف الصعبة من خلال التلاعب بالأسعار والغش الحاصل عبرعرض منتجات كانت مخزنة منتهية وبيعها للمواطنين.
الوعي الاستهلاكي
فيما يرى سيف ناجي شداد أن هناك ضعف وعي استهلاكي لدى المواطنين خاصة البسطاء الذين يقومون بشراء كل شيء معروض في الأسواق, وقال : نفتقد كثيرا للتحذيرات والتوعية التي يجب أن تقوم بها وسائل الإعلام خاصة المرئية منها للمواطنين خاصة تلك المتعلقة بصلاحية المنتجات التي تباع وكيفية التأكد من علامات صلاحية استخدامها خاصة التي تباع بعد تخزينها لفترات طويلة .
سوء التخزين
الجمعية اليمنية لحماية المستهلك شاركتنا الموضوع حيث أوضح رئيسها فضل منصور أنه نتيجة الحصار المفروض على اليمن من دول العدوان منذ ما يزيد عن الشهرين وانقطاع الاستيراد بشكل كامل منذ ثلاثة أشهر وانعدام المشتقات النفطية, فقد أثر ذلك على قطاع الأغذية والقطاع الصحي بشكل كبير , إضافة إلى انقطاع الكهرباء العمومية وكل هذا كان له أثر مباشر على ارتفاع الأسعار وفساد الكثير من الأغذية بسبب سوء التخزين .
وأضاف : قطاع واسع من التجار من عديمي الضمير والقيم والأخلاق يساهمون بقتل المواطنين من خلال بيعهم وتسويقهم لمنتجات مخزنة ومنتهية الصلاحية مستغلين بذلك حاجة المواطنين إليها , وقد وجدنا بأنفسنا هذه المواد تباع على العربيات والأرصفة وهي منتهية الصلاحية وتقدم للمواطنين بأسعار رخيصة, حيث وهناك مواد تباع في المحلات التجارية وهي فعلا قديمة ومخزنة ومنتهية الصلاحية مثل مسحوق الكاسترد والحليب البودرة وبعض أنواع الشوربات التي تباع في علب بشكل جريش جاهز وقمر الدين وبعض النكهات الجاهزة …الخ إلى جانب بعض المواد المعبأة في عبوات بلاستيكية مجهولة المصدر ولا يوجد عليها أية بيانات .
ونوه منصور إلى أن الأجهزة المعنية بالرقابة غائبة عن الأسواق وان الآمر متروك للتاجر والبائع والمستهلك في حين أن من يلجأون إلى شراء هذه السلع هم الفئات الفقيرة التي تبحث عن الرخيص لسد الحاجة دون معرفة الأضرار التي تلحق بصحتهم وسلامتهم.
وناشد جميع المستهلكين عدم شراء مثل هذه المنتجات لأنها منتهية وضررها أكثر من نفعها وقال :بالامتناع عن شرائها نكون ساهمنا في محاربة مثل هذه الظاهرة وغيرها من الظواهر .
إجراءات ضبط
من جهته أشار الدكتور محمد الأصبحي – مدير عام مكتب صحة البيئة إلى أنه تم العمل خلال النصف الثاني من شعبان بشكل مكثف أثناء النزول الميداني إلى المحلات والبقالات والسوبر ماركات ومخازن التجار حيث تم حجز وضبط كميات كبيرة من المواد الغذائية غير الصالحة والمنتهية والمخالفة للمواصفات والتي تقدر بأكثر من خمسين طن بالإضافة إلى عشرة أطنان خلال اليومين الماضيين من الأغذية غير الصالحة للاستهلاك الآدمي وتم عمل محاضر ضبط ليتم إحالة أصحابها إلى نيابة المخالفات لاتخاذ العقوبات الرادعة ضدهم .
وأكد أن برنامج رمضان يتضمن العمل خلال فترتين فترة ما بعد الظهر للتفتيش على المحلات التي تزاول العمل فترة ما قبل الإفطار مثل الافران ومحلات الحلويات ومحلات العصائر وفترة الليل من الساعة الثامنة وحتى الثانية عشرة ليلا للتفتيش على المحلات التي تزاول العمل ليلا .
مؤكدا استمرار النزول الميداني بوتيرة عالية بحسب توجيهات قيادة أمانة العاصمة ومكتب الأشغال العامة بأمانة العاصمة من قبل مفتشي صحة البيئة بالإدارة العامة وفروع المكتب بالمديريات العشر بالأمانة حيث يشمل التفتيش المحلات والمخازن الخاصة بالتجار والتأكد من صلاحية المواد الغذائية ومطابقتها للمواصفات وكذلك التأكد من سلامة المخازن وصلاحيتها للتخزين .

طرق التخزين
فيما يشير تقرير حديث لمسئولين في التغذية إلى أن الرطوبة تمثل عاملا مهما جداٍ لتخزين المواد الغذائية لأنها تلعب دوراٍ في حياة الميكروبات الضارة وتسمم الغذاء, حيث إن تخزين المواد الغذائية ليس بالأمر السهل سواء من الناحية الصحية أو المادية كما هو معروف لدى المتعاملين مع الأغذية لأن هناك مواد تعتمد طريقة التجميد ومواد تعتمد التبريد ومواد غذائية تعتمد تقليل رطوبة هواء المكان ولكل مادة غذائية طرق تخزين تختلف عن المواد الغذائية الأخرى .

التسمم الغذائي
وطبقا لدراسات حديثة فإن أهم الأضرار الناتجة عن سوء التخزين : التسمم الغذائي.
حيث تظهر الدراسات المخبرية أن الغذاء المتناول هو السبب المباشر للتسمم عن طريق زرع البكتيريا المسببة للتسمم ,ويشكل التسمم الغذائي الناتج عن البكتيريا السبب الرئيسي في أكثر من 80% من حالات التسمم الغذائي إضافة إلى أن هناك ممارسات غير سليمة نجدها تتكرر كل عام ومنها تكديس المواد الغذائية في أماكن غير صالحة للتخزين ولا تتوافر فيها المواصفات الصحية المفروض توافرها للحفاظ على صلاحية تلك المواد حتى تصل للمستهلك بصورة سليمة وصحية وقابلة للاستخدام مما يتطلب وجود ضوابط والمزيد من الرقابة الصحية على المخازن والمستودعات من قبل الجهات المعنية وكذلك تدريب العاملين على الأساليب الصحية لتخزين المواد الغذائية ..

قد يعجبك ايضا