* السعودية تقتل الإنسان اليمني مع سبق الإصرار والترصد
– كشف الكاتب والمحلل السياسي الدكتور يوسف الحاضري أن العدوان السعودي منذ تحركه ضد اليمن وضع عدة رؤى وأهداف أهمها: إبقاء اليمن في حالة صراع دائم من خلال تمهيد الأرض اليمنية لهذا الصراع, وجعل نصب عينيه صراعاٍ يمنياٍ يمنياٍ كما يحصل في سوريا والعراق..إلا أن الجيش اليمني واللجان الشعبية وكل الشرفاء أجهضوا المشروع من خلال وعيهم وصبرهم وحنكتهم وشجاعتهم … فبعد أكثر من 74 يوما من الضرب الجوي والبري والبحري وبآلة اعتداء غاشمة شارك فيها معظم دول العالم لم يستطع هذا العدو إنجاز شيء على الإطلاق… مواصلاٍ حديثه لـ (الثورة) بالقول: “إن مازاد الفشل هذا أضحوكة ما يسمى ( مؤتمر الرياض) والذي عكس طفولية عقل المنظمين والمخططين والحاضرين والمشاركين …لذا سارع العدو السعودي بأمواله لإجهاض أي عملية أممية عالمية تزيد طينتهم بلة حيث سيكون في المؤتمر أحداث وأوراق ستعري الصلف الغاشم السعودي …”
وأكد أن انعكاسات استمرار فشل مؤتمر جنيف على الأمم المتحدة يعد إضافة جديدة لارتهان ما يسمى مشروع الاتحاد الأممي العالمي تحت منظومة ( الأمم المتحدة ) لقوى الشر والظلم والاستبداد العالمي سواء الأمريكي والإسرائيلي أو المخزون المالي لهما السعودي … “فلا نجد أي مبرر مقبول أو مسموح لبان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة لتأجيل المؤتمر خاصة وكل الأطراف الرئيسية في اليمن وافقت عليه … فمازالت الأمم المتحدة تقدم نفسها على أنها ليست أكثر من ( أكذوبة ) …”
وفي توصيف الدكتور الحاضري لجرائم العدوان بعد 74 يوما تحدث بعد أن صمت قليلا قائلاٍ: “أي عبارات ستقال في أمرها وحالها لن تعكس حقيقة بشاعة ما اقترفوه ويقترفونه وسيقترفونه في كل شبر من أرض اليمن استهدفوا الأطفال في أرحام أمهاتهم والأطفال وهم يجرون خلف ألعابهم بعد أن أوقفوهم من تلقي العلم في مدارسهم … استهدفوا النساء شابات وأمهات وعجائز .. استهدفوا الشيخ الكبير والشاب الفتى… استهدفوهم في غرف نومهم وفي مجالسهم وفي مساجدهم وفي مكاتبهم وفي سياراتهم وفي محلاتهم.. استهدفوهم قائمين وقاعدين وعلى جنب … استهدفوا البشر والحجر والشجر .. لم يتركوا شيئا ساكنا إلا حركوه وحرقوه ولم يتركوا شيئا متحركا إلا أوقفوه ونسفوه .. حولوا مدناٍ بأكملها إلى أرض محروقة كصعدة وتعز وعدن … لم يراعوا أي حرمة دينية ولا أخلاقية ولا لغوية ولا جغرافية … حاصروا اليمن وإنسانها براٍ وبحراٍ وجواٍ … منعوا أي شيء من أن يدخلها حتى اليمنيين الذين في الخارج عوضا عن الغذاء والدواء والمحروقات .. فمن سينجو من قصفهم ويتم إسعافه للمستشفى يجد المستشفى خالياٍ من الدواء والمحروقات التي تشغل المستشفى وعندما يفكر المصاب السفر للخارج يجد مطاراته منتهية ومحروقة ومهدمة فيبقى منتظرا لمصيره مما يعكس أنهم يسعون لقتل الإنسان اليمني مع سبق الإصرار والترصد …”
ولفت الدكتور الحاضري إلى أن العدو يجهل أو يتجاهل طبيعة الإنسان اليمني وتاريخه, فهو أسهل وأصعب تكوينة نفسية بشرية على الإطلاق .. فعاطفته الممتزجة بحكمته المغروسة في تاريخه تعطيك توصيفا بسيطا عن كيفية التعامل معه … تستطيع أن تكسبه وتحتويه إن تعاملت معه بنفس مكوناته النفسية ( بالحكمة والعقل والطيبة ) وهذا ما جاء في تاريخنا المقترن بالقرآن.. لأن تكوينيته لا تستجيب بالسلاح مهما كان السلاح عظيما أو عاديا .. لأن اليمني لم ولن يركع لأحد إلا للواحد الأحد … صمود الإنسان اليمني ليس التقاعس والصبر وتحمل ضربات وصدمات المعتدي بل يرتقي لمقام العمل والتحرك في عدة جبهات داخلية وخارجية وعلى كل المستويات الاقتصادية والتوعوية والسياسية والاجتماعية والتسليحية وغير ذلك .. صمود الإنسان اليمني بحد ذاته سلاح فتك بالمعتدي فتكا حتى أصابه بالهوس والجنون ما أدى به إلى زيادة قصفه الهستيري ولديه هدف معين هو القضاء على الحياة في اليمن …
وبحزن شديد تحدث الحاضري: “جاءت علينا الذكرى الفضية لعيد الوحدة اليمنية في هذه الظروف القاسية تحت عدوان غاشم لا يريد إعادتنا إلى ما قبل 90 بل يريد تشكيلنا بشكل جديد يحصل لأول مرة في تاريخ اليمن.. يريد تجزئتنا إلى 6 دويلات متصارعة على أسس مذهبية عنصرية مناطقية … ولأن الوحدة يمنية صناعة يمنية فإن صانعيها جسدوها بنفس أجسادهم ومميزات أجسادهم ونفسياتهم حتى أصبح من الاستحالة كسرها وتجزئتها … فأعيادنا ليست للرقص والغناء والطرب .. بل هي للعمل والجهاد ولا يوجد خير من الجهاد … الوحدة أمر محتوم ومحسوم لا جدال فيه واليمنيون هم أعمدتها ومعمدوها وضامنو بقائها واستمرارها … فهاهي أيام العدوان تمر على يوم الوحدة وتتجاوزه ومازالت اليمن موحدة باقية بل أصبحت أكثر تماسكا وتأصلا …”
ووجه في ختام حديثه كلمة شموخ واعتزاز لكل يمني يؤمن بجيناته ويمني نفسه بالانتصار وأن تاريخه مع إيمانه وصبره سيقود للنصر .. فأجدادك من نصروا محمد بن عبدالله عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام فمن البديهي أن أحفادهم ستنالهم بركات الله عز وجل ورضوانه فجزاء حسنة حسنة وعند الله الكريم حسنات … فلن ينهزم أنصار خير البشر … وكذا وجه رسالة للمعتدي: “عد كم تبقى لديك من أموال وكم تبقى لديك من صواريخ وقنابل وضف فوقهن عشرة أضعاف وارميها .. وستبقى ابتسامة وحنكة وحكمة الإنسان اليمني أعمق وأوضح … أما الأرض فستبتلع كل من يفكر في وضع قدمه عليها”.
تصوير/ فؤاد الحرازي